الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملاحقة التأريخ

محمد الأحمد

2019 / 5 / 18
الادب والفن


ملاحقة التأريخ
محمد الأحمد
1
سيتم ملاحقة الأحداث التأريخية وفق نظرية الصوت بانه مادة لا تفنى ولا تستحدث.
2
عندما يفرض نفسه مثقفا بيننا، ونسكت عن جهله فيما يدعي بأغلب الأساسيات، نكون أول من يسمح لتسيّد الجاهل الحقيقي على المثقف الحقيقي.
3
امانة
(نص كريفي)
ذات مرة طلب مني أحد الأصدقاء في "بغداد" توصيل كتاب من تأليفه إلى أحد الأصدقاء في "بعقوبة".
في الطريق طمعت في قراءته، حاولت التكيّف مع اجواء الكتاب الذي حاول صاحبه ان يضع فيه كل شروط الأدب التعبوي المباشر. اختنقت به حتى سلمت الأمانة إلى صاحبها..
في اليوم التالي شكرني الصديق المؤلف على إيصال تلك النسخة من الكتاب.. وقال لي تفضل هذه نسخة منه لك. قلت له ليتك فعلتها معي البارحة. ولم اخف عليه اني قرأته كاملا، واني كنت في حاجته يوم أمس بينما كنت في الباص. أما اليوم فلا اظنه ينفعني. فقال متمنيا معرفة السبب. حيث لم اطق صبرا حتى همست في اذنه. البارحة في باص العودة كان الهواء شحيحا وظننت بسببه اذا تمنيت أن تكون تلك النسخة لي، لما توانيت في ان أخرجها من النافذة كي يدخلها بدلها الهواء. منذ ذلك اليوم والى يومنا هذا بقى مؤلف ذلك الكتاب لا يهديني اي من مؤلفاته. كذلك منشوراتي في الفيس بوك جعلت من البعض يخاف ان يهديني كتابه الذي يعلم به جيدا انه لا يستحق أن يكون في مصاف الكتب.
4
وهم الوهم عينه.
كل ازمتنا تلك القوائم العاطلة، نحن مبتلون بهم، وهم عاطلون عن التغير، حيث لا شيء سوى الاسماء..
فلا تنتظر منهم سوى تقاسم المكاسب الشخصية فيما بينهم..
الحقيقي يقدم نتاجه وحسب..
همُ في القوائم بينما نحن في الكتب.. القوائم كلها مؤقتة اما الكتب هم الرواسخ الفاعلون. بالغ احترامي.
5
مساء الخيرات..
كأنها نعمة الحكايات الممتلئة بالسذاجة.
في حلاوتها المضحكة سماً زعافاً، وغالبا ما ينتج عن الوهم حالة ضياع لجهد العقل..
هكذا؛ وحده الإنسان الذي بقيّ يحلم من بين كائنات أهل الأرض.
6
تحية طيبة
مازلت في نعمة القراءة، صائما عن الطعام، ومقبلا بشراهة على المزيد من اقداح الماء، لا أدري سببا لعطشي الرمضاني، احسني ان الله العظيم لا يريدني عطشانا، ويريدني ان اشرب له كل تلك الاقداح الطيبة.. في كتابه "الكلمات والأشياء" تجد الرجل ينزل شارحا كل ذلك الزخم العاطفي الذي بينه وبين من يصغي اليه، انه يذهب عميقا، ولكن بتسلسل احيانا يقطعه المترجم، (تقول من الجائز خيانة الترجمة) وأخرى الموضع الذي تجهله في تلك الثقافة (تحتاج إلى موسوعة)، أليست الثقافة في معناها تواصل في الفهم لأجل المزيد في الفهم، كأنما اللذة وحدها في ذلك التواصل الذي يكشفه لك... ذلك المكان الذي سبق زرته في زمن ما تتذكره، ثمة تفاصيل تعرفها جيدا، يحلو لك إعادة تنظيمها من جديد، انها الخطوة التي اعتدتها، أو المكان ذاته،تعرفه جيدا، لا غرابة فيه.. انك تتذكر تفاصيل دقيقة من تلك الكلمات والصور المعرفية، وطالما بأنك لست وحيدا، سيكون معك الرجل "ميشيل فوكو" يعلمك الربط، بين الاشياء التي تتذكرها والتي تراها اول مرة، هو العارف الذي لا يدعك تفلت كالخروف باتجاه عشبة سامة، لا تدركها. كلمات تحسها وأشياء لها كتلة، تشغل حيزا من التأمل وليس حيزا في الفراغ، لانها تعني تسلسل وجود له مكانا في الزمان.. ذلك الخروف بات بعد كل تلك القراءة يتجاوزها، لانها سامة. كما قال عنها سبينوزا اننا خرفان في عالم يتخيلنا فريسة سائغة، سبينوزا: انه الفيلسوف المصاب بلعنة (النبش) فى أشد عصور البشر ظلمةً، انه الفيلسوف الذى لا تنفك ان لا تتركه الا ودائرة فلسفته تعيدك اليه من جديد انه (عظمة) متجلية يعود الينا كل فترة ينبهنا بشذرات ثم يتركنا مغردين..
- الرجل الذى قال عنه فولتير بعبقرية: ”لا أعرف غير سبينوزا الذي يفكر بشكل جيد، لكن لا أحد يستطيع قراءته.. واخيرا احسني اريد المواد مثلما يريده لي الله. الماء يفيدني يحارب ذلك الجفاف الفكري العظيم.. محبة.
7
تحية روائية طيبة
اننا اليوم في زمن الرواية القصيرة، الزمن الذي تنبأ به كبار الكتاب، زمن تلك الرواية التي تسير بخط مستقيم نحو هدفها، وتلك التي بات يقبل عليها القراء، ويميل إليها الأغلبية في معارض الكتب هي مرغوبة اكثر من الروايات المحشوة بالثرثرة.. (هناك العديد كتبها المعلم الأكبر "نجيب محفوظ "اللص والكلاب" و" أفراح القبة"،" الشيطان يعظ"،" قشتمر" وغيرها، وهناك" تحريات كلب" و ورواية" المسخ لكافكا")، ومهما عرجنا على الروايات واسمائها فإننا لن نغفل واحدة شهيرة مثل رواية "ليس لدى الكولونيل من يكاتبه" رائعة الروائي العالمي "غابريال غارسيا ماركيز"، الأبرز، وبرغم عدد صفحاتها القليلة الا انها اخذت حيزا طويلا من الزمن، ووثقت محنة كبيرة لأحد المحاربين القدماء برتبة جنرال مع زوجته، والذي أصابه الإفلاس والعوز بعد انتهاء الحرب، الذي بقي ينتظر اشعارا من الجهة التي كان يخدمها، وتأخر عليه ذلك الأشعار سنوات عديدة. بلاده التي كان يحميها من السراق، ويدافع عن حدودها من المهربين، والعملاء والخونة. يصله كل نهاية اسبوع وعدا باستلام تقاعده ولكن ذلك الوعد لم يتحقق بحيث مضت (١٥عام) من حياته في التساقط المتوالي للمثل العليا التي كان يحملها، والتي قاوم بها حتى النصر، ولكن الزوجان بقيا لا يجدان ما يسد رمقهما، الرواية تتحدث أيضا عن ابن الكولونيل الذي أمتلك ديك مصارعة، والذي فاز به كثيرا حتى مقتله بتحديات سياسية. تتزايد الضغوط على البطل المحوري حيث تعاني زوجته من ربو متقدم بينما الشتاء على الباب.
تلك الرواية المعشوقة تكشف عبقرية الكاتب الذي استطاع باقتدار على تلك الصورة الوطنية.. انها صورة زمن صعب فيه على البطل ان يشرب قدح قهوة، ويبدأ بحك العلبة يائسا، والتي لم تكن تعطي شيئا سوى الإهانة، (كأنها حالة جزاء الإخلاص)... بالخيانة. لينهي روايته بكلمة (خراء).
ذلك نفس السبب الذي دفعني لكتابة روايتي الجديدة (ليلى والحاج)، والتي من الممكن قرائتها في ظرف ساعة، علما بأنها من المؤمل ان تصدر قريبا عن دار الورشة الثقافية في بغداد مع المحبة.
*الشيطان يعظ:مجموعة قصصية تقدمتها رواية قصيرة
8
عجالة الموت
(نص كريفي)
من قال ان الموت يأتي على عجل، ويخطف منك عزيزا من هنا، أو من هناك. بل بتمهل مع سبق الاصرار والترصد. الموت كائن ثقيل، له كينونة يحتل بها مساحة لا بأس بها من الألم، مخلفاً الفراغ الاوسع من الوجع، الفراغ تلو الفراغ. الموت ليس وقحاً إلى الدرجة التي تظنها، بل تراه يكبر تدريجيا.. مثل لسان اللهب.. كلنا نراه يكبر بيننا ويحتل أمكنة غيره، يتخذ فضائهم، ويلبس ارديتهم. لتكون له رائحة، شوق مشتعل، تتصاعد تدريجيا، وتكون خانقة. رائحة عصيّة على الفهم، تزكم الانوف وتطوف حولنا تتشرب الاغشية. وتمتلأ الصدور. الموت كائن حي يحتل مكانا بيننا، وربما يزيحنا ليستقر ويكون اكثر ثباتا، وتمركزا.. موت يزيح بكتلته كتلة غيره. متفاعل مع الحياة، يعتاش عليها. موت لا يشبه يوقعه الا الغياب. مثلما بعض الموت ان يموت صديق لك في خلاف حاد معك، ويكون في عداد الموتى، فتقول: أواه ما أصعب الغياب.
9
القارىء اليوم، غايته المعرفة، تجده لن يهتم بورود بعض الأخطاء، حيث لا توجد صفحة مهما كانت بدون اخطاء. ما دمت تكتب لابد وإن تخطأ، ومهما كان الخطأ سوف يغتفر ليست الأخطاء بالمهمة في عصر الكشف هذا، وان قواعد اللغة لم تتوافق بعضها على بعض، وبينهما المقدس متأرجحا، ما بين القاعدة اللغوية وشذوذها، في غالب الأحيان تُرتكب أخطاء بسبب الضيق التكنولوجي نتيجة الإحراج الذي تضعنا فيه مساحة مفاتيح الموبايل، والقبول بتصميمها كبيئة كتابية لم نتعود عليها، يومها كان الحرف الذي يخطه القلم، برسم يغمره الإحساس. إضافة الى التسرّع، فالعصر بات يطلب منك الإجابة الفورية.
وثمة نقطة أخرى بسبب عدم سهولة التشكيل الصوتي على الحرف، يسبب التعثر في القراءة، وتلك الطامة، لا يكون الكاتب هو المسؤول عنها، فقط، وكل عهدنا حتى في الصحف المحلية ثمة أخطاءً نحوية الكثير منها يتعلق بأساسيات بناء الجملة، حيث جملة المبتدأ لا تتبعها جملة الخبر، كذلك حركة الفاعل والمفعول، وسيرة الاسم المعرف بأل بعد نحن واستخدامات اسمي الاشارة اللذين/اللذان.
وهناك من يعترف بانه ضاع بين القاعدتين، القاعدة التي درج عليها "الدارجون". والقاعدة التي لا يعرفها إلا "العالمين".
ولم احفل بكليهما، فالمعرفة تموت على جوانبها المقاصد.
10
الدرس الجديد
نحن عاجزون عن فرض "الشطرنج" كدرس بين دروسنا التي تدفع بنا إلى التقدم والازدهار، بعد أن جعلونا منا الآلات التي بأيديهم، يحركوننا وفق حاجاتهم، ليضمنوا الربح في الاقتصاد. نحن الآلات التي يدرسونها تمام الدرس.
كانما عاجزون على دراسة أنفسنا. سهل عليهم التعامل معنا على مدى التأريخ كقطع حربية يسهل تعويضها، مهما كان حجم التدمير والدمار، جاهزون لكل حروب أنابة ضد غيرنا.
كل منتصر انتصر بنا على انفسنا.
عاجزون؛ إذ جعلونا الذين نماري الهزيمة بالهزيمة ولم يبق من دمار لحمنا الا لحم أولادنا وأحفادنا ليتدمر من جديد.
11
العقل الجديد
حقا انهم وضعوا في دواخلنا شخوصا لا ينتمون إلينا، ليس لهم ما لدينا من تعقل. جملتك مثيرة يا "صديقي"، وتستحق الوقوف.. نتيجتها اننا كرهنا التشويه، لأننا من انسانية الانسان.. تلك الشخوص ليست حقيقية، ذاتها تزايد على الوهم بالف وهم.
الفكرة الرئيسة؛ لم تكن هناك فكرة مطلقة يقينية بالأصل حول "الإله" الكامل الكُلي القدرة، الكُلي العلم، المطلق، العظيم الذي خلق الكون ومجراته العديدة، سوى الصورة القاصر التي أعطاها اللاهوت، والذي فشل أمام تطور التكنولوجيا. بعد أن تبين له ان الأرض كائن صغير بيّن الكم الهائل مع الكواكب ذوات المساحات الشاسعة. وذلك الكوكب الذي نعيش عليه لم يكن ولم يعد مركز الكون، و"الأله" الذي يحكمها ولابد ان يتحكم باهل كوكبنا وما حوله. لانه "اله" عظيم مطلق له صورة عقلية جديدة، وفقا لمستجدات العصرية.. التنويرية.
علماً أن منظار "كوبرنيكوس" الذي تطور، وتطور حتى بات عملاقا، واخباره غير مخفية، والتي توزعها وكالة "ناسا" للعلوم الفضائية، بواسطة الانترنت باتت تضيّق على اللاهوت حضوره، وبات ضعيف الحجة، وبحدود متضائلة، وبات رصيده الاعتماد الكلي على النص التأريخي، واعتباره دستورا مقدسا عبر التهديد المباشر بمحاكم التفتيش.
فالمعضلة هي القدرة على محق الصورة الثابته، او الهوّة المتسعة والتي اخذت تبتلع الأفكار القديمة وتجعلها أفكار ضعيفة، ذاتها غير مدركة من قبل المتديّن المتزمت.
ولانها صدمة تحتاج إلى مساحة للاستيعاب الفهم، حيث لم يتقبل الصورة الجديدة، وكأنه لا يقبل بما ورد من أخبار العلم والاكتشافات المتصيرة لتمحو بل تزيح الأفكار القديمة والتي بدورها تأبى ان تتكسر تلك الصورة الحديثة. والصراع بات صراعات مغمومة تنوي التعكز على ما ورث من مخيال مصدرها الوحيد هي الأديان القديمة. اخيرا يا "صديقي" أما رأيت؟ بأنها ثرثرة لا تستحق الذكر، ولم يعد شيء من كل ذلك الضجيج يهمنا بشيء إإ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024


.. السجن 18 شهراً على مسؤولة الأسلحة في فيلم -راست-




.. وكالة مكافحة التجسس الصينية تكشف تفاصيل أبرز قضاياها في فيلم


.. فيلم شقو يحافظ على تصدره قائمة الإيراد اليومي ويحصد أمس 4.3




.. فيلم مصرى يشارك فى أسبوع نقاد كان السينمائى الدولى