الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف أرى في سبيل الله بعين سبيل الفلسفة؟

عادل محمد العذري

2019 / 5 / 19
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


رمضان شهر القرآن، وكونه كذلك، سنحاول فهم بعض آياته – بقدر ما يتيسّر لنا الفهم – خلال الشهر الكريم، ومن محاولة البحث والوقوف عند معنى جملة في سبيل الله الواردة فيه، التي يحارالفكر والعقل إزاءها، رغم قدر المعلومات المتعلقة بها، ورصيد المنتمين لها، كل من زاويتهم الفكرية، كيما يبررون سلوكهم بمقتضاها. جملة في سبيل الله لا تكمن القيمة في ذاتها! بقدر ما تكمن في سلوك المعتقدين بها وما تحدثه من أثر في مجتمعاتهم وانعكاس صورتها في واقع حياتهم. قد نسأل عنها، مع إقرارنا بالعجز عن البت في أمرها – مهما طاف العقل في محرابها -بشكل يحدث تغير ذي مغزى، في معرفة ممن يتوهمون، أنهم قد ظفرون سلفاً بصحة الاعتقاد بها!!. وذاك ما تقوم به الفلسفة، عندما يتخذ الفيلسوف موقفاً عقلاني اتجاه قضية ما. سألتُ الله في خلوتي الرمضانية. كيف يكون الشيء في سبيلك وأي درب نسلكهُ لمعرفة ذاك السبيل؟ فسمعت صوت الله يردد صداه على مسامعي " وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ – العنكبوت-آية -69 ". صمت بعدها برهة من الزمن ثم رددت مع نفسي قول ديكارت " لا يدري المرء حتى يدري أنه يدري" لكن كيف أدري؟ وهل بغير العقل والبحث تكون درايةٌ!؟ في سبيل الله. جملةُ في اللغة. لنذهب نفتش في محراب اللغة هل تسعفنا لمعرفة ما نبحث عنه؟ تتكون الجملة من حرف جر " في = ف+ ي " هذين الحرفين ليس لهما معنى في كل حرف على حده، لكن بتركيبيهما، يؤدى التركيب إلى معنى قد يتصوره الذهن، كما في كلام العرب، ولذلك لم نجد عنها شيء في كتاب معجم مقاييس اللغة لابي الحسين احمد بن فارس أبن زكريا في كتاب الفاء. لكن في مقال ل" ضحى إسماعيل عن حروف الجر ومعانيها تقول " تتعدد معاني " في " حسب السياق الذي ترد فيه وتتضمن المعاني التالية (الحقيقي، المجازي، المصاحبة، التعليل، إلى، على . ..) وتضرب أمثلة على تلك المعاني للسياقات المختلفة، يمكن للقارئ البحث عنها. أم السبيل فتعنى الطريق فما هو التصور الذهني للمتلقي عندما يسمع الطريق؟ لنجد حيرة أخرى مع أهل اللغة السبيل = الطريق فما هو طريق الله إذن؟ ثم السؤال الفلسفي الأكبر إن الله عرفته البشرية منذ القدم، فهل سبيل الله مفهوم متغير لدى كل قوم كما يتصورونه؟ كيف كان سبيل الله لدى اليونان، والرومان مثلاً؟ بل ما هو سبيل الله عند أصحاب الديانات السماوية؟ إذا تصورنا أن هناك سبيل لكل قوم؟ إذا أقررنا بتعدد السُبل فكل جماعه ترى سبيل يخالف الجماعة الأخرى، وبالتالي نصل لقضية خطيرة تمس وحدانية الله، فُهناك ألهه عدة لكل منها سبيل ونحن نعتقد بتصورنا المختلف بذلك السبيل، فنعتقد بتعدد ألهه دون وعى وإدراك مناً!! إذاً جملة في سبيل الله لا يوجد تصور واضح لدى الذهن، بحيث إذا رأينا فعل ما، وعرضناه على الصورة الذهنية المتوفرة لدينا قلنا نعم ذلك الفعل في سبيل الله !! نقتصر الحديث على سياق النص القرآني لمعرفة سياق الجملة في سبيل الله. بعد البحث تبين من ناحية إحصائية ورود الجملة بعدد ثلاث واربعون (43) مره في سياق آيات مختلفة في القرآن. تضمنت سورة البقرة (9) آيات، سورة آل عمران ب (5) آيات، سورة النساء ب (8) آيات، ثم المائدة ب(1 ) آية واحده، والأنفال ب( 3) آيات، التوبة ب ( 10) آيات ، الحج (1) آية ، النور ب (1) آية ، محمد ب( 2) آيتان، الحجرات ب (1) آية ، الحديد ب (1) آية ، الصف ب (1) آية واخيراً المزمل ب (1) آية . بعد عملية الإحصاء، سنأتي لعملية التصنيف حسب السياقات المختلفة، ترد المفردات التالية كعملية فرز للتصنيف: يُقْتَلُ، وَقَاتِلُوا، وَأَنفِقُوا، هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا، نُّقَاتِلْ، يُنفِقُونَ، لْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا، فِئَةٌ، قَاتَلَ، قُتِلْتُمْ، هَاجِرُوا، ضَرَبْتُمْ، الْمُجَاهِدُونَ، يُهَاجِرْ، وَيَصُدُّونَ، انفِرُوا. بناء على تلك المفاتيح اللفظية وما يثير الدافع الفكري لدينا ونسعى لتقديمه وعرضه. نختار ما يتعلق بفعل القتال، فواقع الأمة اليوم من المحيط إلى الخليج، والاقتتال الحاصل في أكثر البقاع بها، وصرخات الله أكبر لكل فريق ونعت الموتى بالشهداء؟ يثير تساؤل عقلي ما هو القتال في سبيل الله؟ الذي تصدح به السنة كل فريق مخالف للأخر عند قتل خصمه !!. تلك الصورة توضح لنا هناك تعدد لمفهوم الله في ذهن كل فريق مخالف للأخر تقدم له القرابين من البشر كما يؤمنون به، تتنافى مع قضية وحدانية الله. وتثير تساؤل هل كل فعل للقتال في سبيل الله أم في سبيل الاستبداد السياسي والسلطة = الطاغوت! نناقش القضية بمدية العقل، كيما يُكشف لنا، ما يبدو لنا يقينا مقنعاً دامغاً، كما يظهر لنا وسلمنا به وفقاً لما ترسخه الكتابة الدينية بدعوا الجهاد والقتال وتصدح به المنابر في كل البقاع. علناّ نجد حلاً لتلك المعضلة. ونطل على موضوع ذات صلة بالعلوم الشرعية، فتقترب من ألسنة من يدعون أنهم أوصياء على دين الله ، وما أكثرهم!! وجلّهم كانت فتاويهم سبباً لممارسة فعل القتال لخدمة الاستبداد السياسي في اعتقاد كل فريق بأنه يقاتل في سبيل الله!! لنقرر ما حدث من فعل القتال، ليتصف بكونه في سبيل الله، أم في سبيل اعتقد باطلاً به كونه في سبيل الله !!
قبل الحديث عن متى يكون القتال في سبيل الله؟ لابد من بناء مذهب معرفي يحقق الغاية منه. غاية الوعي الوجودي، يتضمن هذا المذهب نوع من الحقائق، نسميها حقائق أبدية = نقصد بها مسلمات الكون المادي، هذه المسلمات تحتوي على حقائق مطلقة لا يمكن إثباتها مهما كانت سُبل المعرفة ونشاط العلم والقائمين عليه، ينكرون أي حقيقة لا يقول العلم كلمته إزاءها. من تلك المسلمات التي ذكرناها أنفاً في مقالات سابقة نعيد ذكرها مع ذكر بعض التبرير لها.
مسلمة-1: وجود إله واحد للكون المادي، لا يمكن تصوره بالعقل الإنساني، مهما سمى وارتقى في سلم المعرفة المتراكمة في كل مجالاتها، رغم كل المباحث الفلسفية والعلمية التي تصور ذلك الإله. كون كل بحث معرفي يأتي من عقل نسبي لدراسة العقل المطلق-وهو التناقض بعينه-. فكرة الله لا يمكن أن تولد من عقل الإنسان، رغم ان العقل الإنساني بذل محاولات عدة طوال تاريخه في البحث عنه. لمحاولات تفسير الظواهر الطبيعية التي تفزعه وتثير الرعب في نفسه فعزا ذلك إلى وجود كائن روحي وراء تلك الظواهر، ومن ثم أعتقد ذلك الإنسان به، ليقدم له بعض القرابين وممارسة بعض الطقوس لذلك الإله – هكذا يذهب علماء الأنثروبولوجيا-ومنها تم عبادة مظاهر الطبيعة، حتى جاءت الديانة الإبراهيمية لتعرف بذلك الإله. لكن من يرفضون منطق الدين ذاك شانهم. منطق الدين يعتمد على فكرة الإيمان مهما كانت فكرة الإيمان تعد تصور ساذجاً لمن يعتقدون بها لدي المدارس الفكرية والفلسفية المعارضة. نحن نؤمن أن العلم هو الأداة الحقيقة في تفسير الوجود المادي، لكن هناك قضايا لا يستطيع العلم البت في أمرها ومنها قضية وجود الإله، لكن يمكن أن نستدل بأثر ذلك الإله من مظاهر خلقه في الوجود المادي. من سيذهب في الاتجاه المضاد لما نقول. عليه أن يبرهن لنا أولاً ما سنطرحه في المثال التالي حتى نمضي معه في نفس الاتجاه. لو سألنا ما هو الإنسان ككائن وجودي؟ في تصورنا – نستمد ذلك من الفكر الرياضي-أن أي إنسان هو زوج مرتب، نمثله بتركيبه رياضية:
إنسان = ( س، ص) س: تمثل الجزء المادي فيه ، وهذا الجزء يخضع لكل القوانين المادية التي تسرى على كل الموجودات ، وتفسر ظواهرها كما يفصح عنها العلم عبر مجالاته المختلفة أما ص: فتمثل الروح التي تدلنا على أن ذلك الجزء المادي ما زال فاعلاً بتلك القوانين. لو تمكن العلم من تفسير كيف تتعطل كل الأجهزة في الجانب المادي، وكيف يمكن للعلم من إعطاء تفسير عقلاني من الاستدلال عليها، كيف يمكن تصورها؟ كيف نقيسها؟ كيف نتحكم بها؟ عندئذً يمكن أن نقول إنه يمكن البحث في ماهية ذلك الإله. اليس من المنطق والبداهة، أن العقل الذي يعجز عن تفسير الروح المخلوقة في الكائن الإنساني الناطق، يريد تفسير من أوجدها؟ كيف يفسر النسبي المطلق؟ بالنسبة لمنطق المؤمنين مهما كانت معتقداتهم، ومنهم من يعتقدون بالقرآن، أراحهم ذلك الإله من قصة البحث عنه، وعرفهم بنفسه قائلاً:
1." وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ ۖ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ – الأنعام – آية-3".
2. " وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَىٰ وَالْآخِرَةِ ۖ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ – القصص-آية – 70".
3. " هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ۖ هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ- الحشر-آية – 22".
4. " هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا
يُشْرِكُونَ- الحشر-آية -23".
5. " هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ ۖ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ۚ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ
الْحَكِيمُ- الحشر-آية-24".
6. " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ-الإخلاص –آية-1".
كيف لعقل يريد تجسيم وتمثيل وتصوير إله في السماوات، والأرض يقول عن نفسه ليس كمثله شيء!، فما يخطر ببالك أيها العقل فهو بخلاف تصورك!
المسلمة -2: يوجد دِين واحد في الكون المادي يرتبط بالإله في المسلمة-1.لو كان الأمر غير ذلك من الناحية البديهية، بوجود أكثر من دين إذن هناك أكثر من سبيل= طريق لمعرفة الله، كل حسب فكره ومعتقده، فيتكون لدينا تصور متعدد عن الله وهو يولد التناقض في نسق النظام البديهي للوجود المادي. لذلك نقول وحدانية الله قادة إلى وحدانية الدين المعبر عنه. وحدانية الدين ستقود إلى وحدانية الجزاء. لتنتج المسلمة-3: يوجد يوم أخر يسمى البعث للجزاء من الإله في المسلمة-1 عن الدين في المسلمة -2. لكن ما هو الدِين؟ وما هو أسمه المعبر عنه؟ وما معناه؟ ومن اين لنا معرفة ان تلك التعاليم تمثل في واقعها دين الله؟ في موسعة ويكيبيديا " الدين، مصطلح يطلق على مجموعة من الأفكار والعقائد التي توضح حسب أفكار معتنقيها الغاية من الحياة والكون، كما يعرّف عادة بأنه الاعتقاد المرتبط بما وراء الطبيعة والإلهيات، كما يرتبط بالأخلاق، الممارسات والمؤسسات المرتبطة بذلك الاعتقاد". كما يعرف بنفس المفاهيم مع اختلاف التعبير " الدين هو مجموعة أساسية من المعتقدات والممارسات المتفق عليها بشكل عام من قبل مجموعة من الناس. هذه المجموعة من المعتقدات تتعلق بقضية الكون وطبيعته وغرضه، وتتضمن مراسم التعبد والطقوس. كما أنها تحتوي في كثير من الأحيان على مدونة أخلاقية تحكم سلوك الشؤون الإنسانية" انظر:
https://www.allaboutreligion.org/meaning-of-religion-faq.htm.

في التعرفين السابقين معنا الدين بشكل مجرد، ونقصد بذلك أن الأفكار والمعتقدات وممارسات طقوس التعبد، تلك التعاليم إذا لم تكن من الله في المسلمة-1، فلا يمكن أن نسميها بدين، بقدر ما نسميها اجتهاد للعقل الإنساني فيما استحسنه وتصوره عن فكرة الله، ولذلك قد تقترب تلك التعاليم مع دين الله وتتفق معها، وقد تبتعد كليتاً عن تعاليم الله، كمار أرادها لقوم في زمن ومكان ما. لو أن باحث يبحث في قضية الدين، ويريد أن يصل لمفهوم يطمن إليه، وطرح تسأ ل كم من الأديان في العالم؟ يوجد في محرك البحث " وبحسب الموسوعة المسيحية العالمية "باريت" طبعة 2001م يوجد حوالي 4200 ديانة وعقيدة، ما بين ملل وفرق وكنائس " كذلك في قائمة التعداد الديني لموسوعة ويكيبيديا، عن كتاب حقائق العالم، تنشره وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بشكل سنوي من عام 1962م " بأن التعداد السكاني هو 7,095,217,980 (حسب إحصائية يوليو عام 2013). وتوزيعها كالآتي: المسيحية 31.50%
(ينقسمون إلى الرومان الكاثوليك 16.85%، البروتستانت 6.15%، الأرثوذكس3.96%، الأنجليكان .( الإسلام 23.20% (ينقسمون إلى سنة 75-90%، شيعة 10-20% وأحمدية (قاديانية 1% )
الهندوسية 13.8%، البوذية 6.77%، السيخ 0.35%، اليهودية 0.22%، البهائية 0.11%، ديانات أخرى 10.95%، غير متدينين 9.66% وملحدين 2.01% (حسب إحصائية عام 2010). " تناقض القضية المذكورة في الكتاب مع المسلمة-2 أنها تتحدث عن الأديان، والتعبير الصحيح أنها تتكلم عن الملل. وسنبرهن فساد القضية من خلال النص القرآني. ممّا لاريب فيه، كل من يقدم بحث عن الدين يستند على الإطار المعرفي الذي يعود إليه، فاليهودي سينطلق من التوراة، والمسيحي من الإنجيل وهكذا. لكن كون القضية تتعلق بإله المسلمة-1، سننطلق من آخر رسالة من السماء إلى أهل الأرض جميعاً – رغم عدم إيمان كثير من الملل بتلك الرسالة – حتى نتمكن مستقبلاً من الأدراك المعرفي لمفهوم بقية الملل. هُناك مفردات مثل كلمة الدين، الفطرة، مسلم، مسلمين أو مسلمون. لها دلالاه وعلاقات ارتباطية سنأتي على ذكرها، كونها تمثل مفاتيح لفهم القضية في المسلمة-2. نأتي لمادة فطر، وفطرة في اللغة في معجم المعاني الجامع:
فِطرة) اسم)، الجمع ( فِطْرات و فِطَر)، الفِطْرَة: الْخِلقة التي يكون عليها كل موجود أَوّلَ خَلْقِه،الفِطْرَة: الطبيعة السليمة لم تُشَب بعَيْب: ما ركَّزه الله في الإنسان من قدرة على معرفة الإيمان، والفِطرة السليمة (في اصطلاح الفلاسفة): استعداد لإصابة الحكم والتمييز بين الحق والباطل والجمع: فِطَرٌ. فَطَرَ: (فعل) فطَر الشَّيءَ: اخترعه، أوجده، أنشأه، ابتدأه، فَطَرَ اللَّهُ الْعَالَمَ: خَلَقَهُ.
انظر: https://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/%D9%81%D8%B7%D8%B1%D8%A9/
في معجم مقايس اللغة لأبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا الجزء الرابع ص-510، كتاب الفاء" الفاء والطاء والراء ـ أصلٌ واحد يدل على فتح شيء وإبرازه. وتأتي كلمة الفِطْرَة بمعنى الخلقة-بكسر الخاء-". كون هذا الدين من الفطرة، فالله هومن أوجده، وليس من صنع عباده، وسماه ولم يترك ذلك لغيره وقرر أن تلك الفطرة، هي فطرة الإنسانية جمعاء، أي متحققة في كل ذات إنسان دون تدخل البيئة المحيطة به والثقافة التي تعمل على تشكيل معتقده في تصوره عن الله. وتأتي الآيات التالية (172+173+174) من سورة الأعراف لتثير قضية عقلية من ناحية الإعجاز القرآني – كما تبدو لنا-كما يقول الله عن نفسه" وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ(172)،أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ ۖ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ(173) وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ(174)". فالآية 172 تتعامل مع عطاء الربوبية وهو عطاء أشمل من عطاء الألوهية، لكن تصور كيفية الأخذ وكيف أجابت تلك الأنفس نعتقد أن منطق العلم من خلال الاكتشافات العلمية المتعلقة بالجانب البيولوجي والكيمياء الحيوية للإنسان قد يفصح عنها أما كتب التراث في التفسير والروايات لا تقدم زاد يقتنع العقل به في إيضاحها. ثم تأتي الآية التالية " فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ الروم –آية-30". لتؤكد مفهوم الفطرة للدين لكل الناس. ويسمى الله ذلك الدين بقوله" إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ-آل عمران-آية -19". وفي آية أًخرى " وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ -آل عمران-آية -85". لكن ما هو الإسلام ومن هم المسلمون وكيف يتم تعريفهم؟ الإسلام = هو ما ورد في المسلمة-1+المسلمة -2+المسلمة-3+ شريعة الاله حسب الزمان والمكان للقوم. ومن هُم المسلمون؟ هُم أولئك القوم الذين اعتقدوا بتلك المسلمات أما إذا تسألنا من هم المؤمنون؟ هُم أولئك القوم الذين اعتقدوا بتلك المسلمات ونفذوا تعاليم التشريع حسب زمان ومكان التشريع، إضافة لذلك الإيمان بأخر تشريع لذلك الإله لبقية الإنسانة. ليس كل تسأل عقلي عن قضية ما يمكن أن يتفاعل العقل مع المادة بنشاط العلم ليعكس لنا صورتها ويقدم الحقيقة عنها! تبدو قضية الإيمان بتلك المسلمات كغطاء من الأحاجي التي تحيط بالعقل، ليبصر في الجوانب المادية عن شيء يعزز من الركون والاطمئنان إليها، ويبقى دوره في التشريع للحكم عن ممارسة السلوك، أنه ينسجم معا إله التشريع أو ممن تقولونه ونسبوه إلى إله التشريع. عندما نتفحص الواقع الحالي لقومية الأجناس البشرية، لا نملك إجابة لماذا أصطفى الله تلك الرقعة الجغرافية من الجزيرة العربية ومصر والشام والعراق مسرحاً لكل رسله وأنبيائه، وتجاهل أقوام اُخري مثل الروس، والصين واليابان والهند، والأمريكيتين وغيرهم دون رسل !! لكن تلك إرادة الله يصطفى من يشاء من الناس، فكل مفرد من الناس هو إنسان= (جسد، وروح)، وفي كل روح، قبس من روح الله، وهو العالم بها، فيصطفي منه ما يشاء. كما أخبرنا بقوله:
" وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُ ۚ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ(130)،إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ ۖ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ(131) ووصى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ(132)- البقرة ".
"إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ-آل عمرآن-آية-33".
" قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ-الأعراف –آية-144". " ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ۖ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ-فاطر-آية – 32". ربما يثبت العلم عن طريق علم الأنساب الجيني بفحص الدنا جوهر ذلك الاصطفاء مستقبلاً من خلال تصنيف المجموعات السلالية ( j1,j2 وغيرها ) ، نعتقد في تصورنا أن هذا العلم مستقبلاً سيفصح عن جوهر هذه الآيات، بما يدعم مفهوم الله في الكون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شولتز: المساعدات الأميركية لا تعفي الدول الأوروبية من الاستم


.. رغم التهديدات.. حراك طلابي متصاعد في جامعات أمريكية رفضا للح




.. لدفاعه عن إسرائيل.. ناشطة مؤيدة لفلسطين توبّخ عمدة نيويورك ع


.. فايز الدويري: كتيبة بيت حانون مازالت قادرة على القتال شمال ق




.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة