الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حين يشدّد القطريون على أنّ سيادتهم ستظل خطا أحمر

محمد المحسن
كاتب

2019 / 5 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


يمكن لحصار قطر، الذي أكمل في الخامس من يونيو/حزيران 2018 عامه الأول، أن ينتهي بإخضاع هذه الدولة "الصغيرة" بعد خنقها وإنهاكها وسد المنافذ من حولها. ولكن الأسلوب الذي أدارت به قطر هذه الأزمة جعل مخرجاتها مغايرة لما خططت له دول الحصار، بل يمكن الجزم بأنها جاءت على عكس ما أرادت. فقد أصدرت وزارة الاقتصاد والتجارة القطرية، في السادس والعشرين من مايو/أيار 2018، قرارًا "بسحب كل المنتجات التي وقع استيرادها من دول الحصار من جميع منافذ البيع والمجمعات الاستهلاكية في الدولة" في إشارة رمزية لأن الحصار قد فشل وأن البدائل التي لجأت إليها الدولة، مكَّنتها من فرض إرادتها على إرادة دول الحصار.
وهنا أقول:إن صمود قطر والتضامن العربي الشعبي المذهل مع دولة قطر الدولة الصغيرة حجما والكبيرة تأثيرا حتى مع دول الشقيقة المحاصرة لها ولهذا دفع هذا الحكومات تصدر تشريعات غريبة لتجرم التعاطف مع قطر وهذا لم يحصل حتى مع العدو !!: إن حصار قطر أشبه بحصار غزة كان ليس من العدو بل من الأشقاء؛ لقد كان من الأجدر أن تجتمع الرموز العربية: حقزقيون..حملة أقلام..مثقفون..أكاديميون..إلخ من كل قطر عربي هنا..أو هناك للتعبير عن توحد الشعوب وتوافقها مع بعضها وهذا ما نتمناه من الحكومات العرب أن تنبذ أسلوب التفرقة والحالة المؤذية والمخزية من حصار أشقاء عرب لدولة قطر الشقيقة؛ لا يجوز يجب أن يسود بين الدول العربية الوفاق والوئام لمواجهة المخاطر التي تتمطى في اتجاهنا عبر التخوم وندعو الحكومات العربية أن تقتدي بشعوبنا العربية فكل رموز العالم العربي عليها أن لا تشعربالحدود إذ فرق بين سوري ومصري وليبي وتونسي وخليجي كلنا عرب يجب أن نرتقي ونتنزه عن الأحقاد والحدود.
في هذا السياق قالت سعادة إيفا بولانو، سفيرة السويد لدى الدولة، إن صمود قطر في مواجهة الحصار المفروض عليها منذ الخامس من يونيو 2017 أدهش العالم؛ لافتة إلى أن «قطر أصبحت أقوى بكثير بعد الحصار، وأن الطريقة التي تعاملت بها الدوحة مع هذا التحدي وتداعيات الحصار على المستويات كافة، كانت مثار إعجاب الجميع في دول العالم؛ حيث خلقت الدوحة طرقاً تجارية جديدة بعد الحصار، وتمكّنت من بناء شراكات تجارية واقتصادية سريعاً، وكانت السويد واحدة من هؤلاء الشركاء». وخلال مؤتمر صحافي انعقد بمناسبة الاحتفال بالعيد الوطني السويدي، قالت سعادة إيفا بولانو: «إن الدبلوماسية القطرية تعاملت مع الأزمة بنجاح كبير، وكانت مثار إعجاب دول العالم. ونحن معجبون جداً بما فعلته قطر خلال العقود الماضية من تطور وتقدم، ولكن الأمر الأكثر إعجاباً ما رأيناه من قطر بعد فرض الحصار عليها قبل أكثر من عام ونصف».
ما أريد أن أقول ؟
أردت القول أن قطر أثبتت بما يدع مجالا للشك قدرتها على الصمود فى وجه مخططات دول الحصار، فيما يلهث المتآمرون عن انتصار وهمي، لشق جبهتها الداخلية وضرب اقتصادها الوطني، بنشر أكاذيب وأخبار مفبركة جديدة، في سيناريو خبيث متكرر لا تغفله ذاكرة القطريين.
وعلى عكس ما تحاول الآلة الإعلامية في دول الحصار، الترويج له من انتصار وهمي على حساب قطر،من خلال نشر تقارير مفبركة وأخبار ملفقة عن عزلتها ووضع الاقتصاد بها، يؤكد الواقع توقيع قطر عدد غير مسبوق من اتفاقيات التعاون والشراكة مع كبرى الدول والمنظمات العالمية أثناء فترة الحصار.. كما حققت خططها للاكتفاء الذاتي ومنتجاتها الوطنية نجاحا لافتاً بالأسواق فيما يتواصل العمل على قدم وساق بكافة المشروعات وأبرزها مشروعات البنية التحتية والمونديال. وعلى مدار شهور الأزمة، لم يتعرض الريال القطري لأي اهتزاز أمام الدولار واستثمارات قطر الخارجية تتزايد في كبريات الاقتصادات العالمية مثل الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا وألمانيا. وتؤكد لغة الأرقام بلوغ الاستثمارات القطرية في هذه الدول نحو 135 مليار دولار أي ما يمثل نحو 42% من استثمارات جهاز قطر للاستثمار في العالم والمقدرة بنحو 320 مليار دولار.
وإذن؟
تظهر الأرقام إذا، مواصلة قطر لدورها الإنساني المميز في إغاثة الشعوب المنكوبة في كافة أرجاء الأرض رغم أزمة الحصار ما ينفي مزاعم رباعيتهم عن عزل قطر أو تراجع دورها الإقليمي والدولي. ومنذ عام 2012 حتى نهاية عام 2017، قدمت دولة قطر مساعدات بقيمة 17.7 مليار ريال لأكثر من مائة دولة حول العالم وبلغ إجمالي المساعدات الحكومية حوالى 12 مليار ريال فيما بلغ إجمالي المساعدات من منظمات المجتمع المدني 5.7 مليار ريال.
وتبرز أهم القطاعات المستفيدة من المساعدات القطرية في مشاريع الإغاثة والبنية التحتية والتعليم. وتعد أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا من القارات والمناطق الأكثر استفادة من مساعدات قطر التي تتجه للإنسان حول العالم دون تمييز على أساس الدين أو العرق أو الجنسية.
على سبيل الخاتمة:
لقد شدّد القطريون على أن سيادتهم ستظل خط أحمر، مشيدين بسياسة أميرهم وحكومتهم في تفادي آثار الحصار الاقتصادية في الشهور الأولى للأزمة ثم إيجاد بدائل حتى تمكنت من تحويل الحصار من أزمة إلى فرصة كبيرة لزيادة النمو التقدم مع علاقات جديدة حول العالم.وهذا-في تقديري-(الصمود المذهل) يعود بالأساس إلى وقوف الشعب إلى جانب قيادته ،وهذا أيضا يجب أن يستمر وبكل قوة ، فالالتفاف حول القيادة كان ولازال له الأثر الكبير في صمود قطر،ولم يكن هذا الصمود أن يكون أو يستمر لولا أن هناك قيادة رشيدة التحمت مع المواطن فالتحم معها في تعبير رائع عن مدى حب الوطن وفي تجانس مذهل بين طين الأرض وحكمة السياسة الصائبة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة القميص بين المغرب والجزائر


.. شمال غزة إلى واجهة الحرب مجددا مع بدء عمليات إخلاء جديدة




.. غضب في تل أبيب من تسريب واشنطن بأن إسرائيل تقف وراء ضربة أصف


.. نائب الأمين العام للجهاد الإسلامي: بعد 200 يوم إسرائيل فشلت




.. قوات الاحتلال تتعمد منع مرابطين من دخول الأقصى