الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايران امريكا حرب اعلامية

محمد النعماني
(Mohammed Al Nommany)

2019 / 5 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إيران مرة أخرى وذلك في ظل تصاعد التوتر بين البلدين في منطقة الخليج الفارسي.

وادعى ترامب على "تويتر"، الأحد 19 مايو / آيار: "إذا أرادت إيران الحرب، ستكون تلك الحرب هي النهاية الرسمية لها".

وتابع: "لا تهددوا الولايات المتحدة الأمريكية مجددا".

وأعلن الرئيس الأمريكي، في 8 مايو 2018، انسحاب بلاده من الاتفاق حول برنامج إيران النووي وفرضه لاحقا مجموعة عقوبات قاسية على الجمهورية الإسلامية، بالإضافة إلى تصنيف الحرس الثوري الإيراني تنظيما إرهابيا، الخطوة التي ردت عليها طهران بإدراج القوات الأمريكية في الشرق الأوسط على قائمة الإرهاب الإيرانية.

وفي تصعيد كبير للتوتر، وجه البنتاغون، في وقت سابق من مايو، إلى منطقة الخليج الفارسي مجموعة سفن حربية بقيادة حاملة الطائرات "Abraham Lincoln"، رفقة عدة قاذفات تكتيكية من نوع "B-52"، بعدما زعم وجود "معلومات مؤكدة" عن وجود تهديدات من قبل إيران تجاه العسكريين الأمريكيين وحلفائهم في الشرق الأوسط، حسب تعبيره.

وعلى الرغم من استمرار التصعيد بين الولايات المتحدة وإيران، تدل مؤشرات عدة صادرة عن البيت الأبيض في الأيام الماضية على أن ترامب لا يرغب في خوض نزاع عسكري مباشر مع الجمهورية الإسلامية، وسط أنباء عن خلاف كبير يدور في إدارة الرئيس حول طريقة التعامل مع هذه القضية، خاصة في ظل إصرار مستشار الأمن القومي، جون بولتون، على اتباع نهج أكثر تشددا مع طهران.

ورغم حجم القوة الهائلة، التي تملكها حاملة الطائرات الأمريكية، إلا أن وجودها في مياه الخليج الفارسي، يجعلها أقل قدرة على المناورة، ويهدد بإمكانية استهدافها من قبل القوات البحرية الإيرانية، أو بوابل من الصواريخ الساحلية.

وتستعد إيران للدفاع عن نفسها أمام أية حماقة أمريكية محتملة؛ وفرض وجودها في مياه الخليج الفارسي بقوة بحرية تضم زوارق سريعة وغواصات خفيفة، يمكنها العمل في المياه الضحلة، وتنفيذ هجمات سريعة، مقارنة بقدرة محدودة لحاملة الطائرات الأمريكية في تلك المياه.

على الرغم من ادعاءات واشنطن بإرسال حاملة الطائرات "أبراهام لنكولن" الى الخليج الفارسي، الا أن الوثائق تشير الى توقفها في مياه بحر العرب قريبا من المحيط الهندي.

وكان مسؤول عسكري ايراني مطلع قال الاربعاء ان حاملة الطائرات الاميركية "ابراهام لينكولن" متوقفة في بحر العرب ولم تأت الى الخليج الفارسي خلافا لما تدّعي اميركا.

وتابع المسؤول قائلا، ان حاملة الطائرات الاميركية "ابراهام لنكولن" متوقفة الان في بحر العرب ولم تأت الى الخليج الفارسي وان سائر قطعهم الحربية قد خرجت واصبح الخليج الفارسي خاليا اكثر من اي وقت مضى لذا فان ادعاء اميركا بان ارسلت اسطولها (للخليج الفارسي) هو ادعاء كاذب.
وأفادت صحيفة القبس الكويتية في تقرير لها ‏الأحد‏، 19‏ أيار‏، 2019 أن "هناك 3 دول خليجية تسعى إلى إقناع الأميركيين والإيرانيين بالجلوس إلى طاولة حوار" .


ونقلت الصحيفة عن "مصدر مطلع": نحن واثقون بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب راغب في الحوار، ولا يريد حرباً، ويستهدف اتفاقاً نووياً جديداً والحد من القدرة الصاروخية الإيرانية، على حد تعبيره .

وأضاف المصدر أن "المشهد اليوم يؤكد أن 3 دول خليجية ضد الحرب على إيران مقابل 3 أخرى مع الحرب ضدها، ما يعكس اختلافاً في الرؤى بين أعضاء مجلس التعاون".

وبحسب مصادر القبس فان هناك جديداً على صعيد الأزمة الخليجية مفاده بأن طرفين أساسيين وافقا على الجلوس معاً، على ان مكان اللقاء لم يتفق عليه حتى الان، وما طرح من اماكن وجد اعتراضاً من طرف او آخر.

وأكدت مصادر دبلوماسية خليجية أن الحالة الضبابية المحيطة بمصير التصعيد الإقليمي تشمل دولاً كبيرة حول العالم. وقالت: استطلعنا الأوضاع مع دول مثل بريطانيا وفرنسا، وفوجئنا بأنهما مثلنا لا تعرفان ما في ذهن الأميركيين بشأن الحرب من عدمها. وأضافت: الموقف حرج للغاية، لأن الطرفين، الأميركي والإيراني، يلعبان على حافة الهاوية رغم تأكيدهما العلني عدم الرغبة بالحرب.

واعلن قائد مقر خاتم الانبياء (ص) للدفاع الجوي فی ایران العميد علي رضا صباحي فرد ان العيون الساهرة لمنتسبي الدفاع الجوي ستردع الاعداء.


وزار العميد صباحي، خلال جولته التفقدية اليوم الاحد لوحدات الدفاع الجوي في جنوب البلاد، زار وحدة الدفاع الجوي في ميناء طاهري في محافظة بوشهر جنوب غربي البلاد وتفقد اقسامها المختلفة .

واطلع العميد صباحي خلال تفقده قسم الرادار في وحدة الدفاع الجوي هذه على مدى جهوزية هذه الوحدة وقدرات منتسبيها واجهزتها للقتال واعرب عن ارتياحه لجهوزية منتسبي ومعدات الوحدة، وقال امام جمع من المنتسبين: انكم اليوم الخط الاول في مواجهة تهديدات الاعداء وان عيونكم والساهرة وباقي منتسبي الدفاع الجوي ستردع الاعداء.

الى ذلك زار العميد صباحي اسر منتسبي وحدة الدفاع الجوي واشاد بمواكبتها للمنتسبين خلال ادائهم مهامهم، وقال ان تضامنكم مع ازواجكم مدعاة لدعمهم وتعزيز القدرات القتالية للوحدة.

وقال القائد العام لحرس الثورة الاسلامية في ايران اللواء حسين سلامي ان ايران لا تسعى الى الحرب، لكنها لاتخشاها، مشيرا الى أن الحوادث الأخيرة كشفت حجم قوة العدو.


لاحرب في المدى القريب على مايبدو في ظل تراجع مستوى التوتر بين ايران والولايات المتحدة الاميركية ..ولا امكان لمفاوضات بين الجانبين.

حيث اكد القائد العام لحرس الثورة الاسلامية في ايران اللواء حسين سلامي أنّ ايران لا تسعى الى الحرب، لكنها لا تخشاها وقال أن الحوادث الأخيرة كشفت عن حجم قوة العدو...وخلال مرسام في طهران قال سلامي إنّ المنطقةَ تحولتْ الى ساحةِ حربٍ بالنسبة للولايات المتحدة،وقال أنّ الصهاينة وبمجردِ علمِهم أنّ الكيانَ الاسرائيلي سيتحولُ الى ساحةِ حربٍ التزموا الصمتَ.

وفي السياق.. وردا على التحشيدات العسكرية الاميركية في مياه المنطقة ..توعد قائد قوات الجيش الإيراني في منطقة جنوب غرب البلاد العميد حمزه بيدادي برد قوي على اي اعتداء.

بيدادي قال أن إيران لن تكون البادئة بأي حرب لكنها ستتصدى بكل قوة لاي اعتداء.

واضاف بأن الشروط الأميركية المسبقة للتفاوض تهدف إلى خفض مديات الصواريخ الايرانية وعددها وتفكيك منشآتها النووية وشدد على إن الشعب الإيراني قادر باستمرار على تحويل جميع التهديدات إلى فرص.

وحول الضغوط الاميركية على ايران ومحاولة جلبها للحوار، اكد الرئيس الايراني حسن روحاني ان حكومته ليست مستعدة للتفاوض مع الادارة الاميركية في الظروف الراهنة مشددا على ان ايران لن تستسلم أمام أي نوع من الغطرسة والترهيب.

وخلال لقائه ناشطين في مجال الثقافة والفن في البلاد، قال روحاني ان مزاعم من يدعي انه سيجر الايرانيين الى طاولة المفاوضات واهية ، واكد ان ايران ليست مستعدة لهكذا مفاوضات حتى لو اجتمعت قوى العالم كله على ذلك.

وكشفت صحيفة التايمز البريطانية ان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أجرى مشاوراتٍ مؤخراً مع نائبِ رئيسِ هيئةِ الأركان السابق "جاك كين" على خلفيةِ مخاوفَ من نهجِ مستشارِ الأمنِ القومي جون بولتون في التعاطي مع ايران. واضافتْ الصحيفةُ أنّ ترامب التقى كبارَ المسؤولين في البنتاغون لابلاغهم انه لايملك اي خطةٍ لخوضِ حربٍ مع إيران.

صحيفة التايمز نشرت تقريرا تحليلياً لريتشارد سبنسر يتناول فيه خطط الولايات المتحدة لمواجهة إيران عسكريا.

وقال كاتب التقرير إن الخطة التي ستتبعها الولايات المتحدة لشن حربها على إيران مختلفة تماما عما تخطط له طهران.

وأضاف أن الأجهزة الأمنية التابعة لكلا البلدين مدركة لهذا الأمر، إلا أن هناك اختلافا بين تفكير الأجهزة الأمنية والساسة، وهنا يكمن الخطر.

وأردف أن الولايات المتحدة تؤمن بالقوة العسكرية الساحقة، وهذا يمكن لمسه بنشرها أساطيل حاملات طائراتها في أرجاء العالم، مضيفاً أن التحضيرات العسكرية الإيرانية مختلفة.

وتابع بالقول إن ثمة اجتماعاً مهماً جرى في بيروت مؤخراً جمع بين قائد فيلق القدس التابع الحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني والقيادي في حركة الجهاد الإسلامي زياد نخلة.
وأردف أن طهران لطالما كانت الداعم الأكبر لحماس التي تسيطر على قطاع غزة، إلا أن الاثنين كانتا في اتجاهين مختلفين في التعامل مع الحرب في سوريا.

وأشار إلى أن ما حدث الأسبوع الماضيـ في قطاع غزة الذي تعرضت لضربات مكثفة من الجيش الإسرائيلي، يؤكد أن طهران ليس لديها نية بضرب الأهداف الأمريكية بشكل مباشر، لأن ذلك سيكون بمثابة انتحار، إلا أنها تستطيع استفزاز إسرائيل وجرها لمثل هذه الإجراءات المتطرفة ضد جيرانها.

ويرى كاتب التقرير أنه من غير المرجح أن يؤدي انتشار حاملات الطائرات الأمريكية والصواريخ إلى شن حرب، إلا أنها تخلق جواً مثيراً لا يفهمه السياسيون كما أنها تدفع لخروج الأحداث عن نطاق السيطرة.

وأضاف أن الفلسطينيين يهددون بإشعال انتفاضة ثانية إذا قررت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنكار حقهم بالاعتراف بدولتهم.

وختم بالقول إن ترامب قالها بشكل صريح إنه يريد التوصل إلى اتفاق جديد مع طهران وليس شن حرب عليها، الأمر الذي يؤيده نظيره الايراني حسن روحاني.

ونشرت صحيفة صنداي تلغراف تقريرا كتبه، رفائيل سانتشيز، يقول فيه إن إيران تخوض حربا باردة عبر وكلائها في الخليج، وتختبر عزيمة الولايات المتحدة.

وأضاف رفائيل أن "المحققين ما يزالون لا يعرفون ما الذي أحدث ثقبا في جسم السفينة السويدية فكتوريا وهي قبالة سواحل الإمارات. وترى بعض الفرضيات أن غواصين سبحوا من سواحل عمان وثبتوا متفجرات في جسم السفينة، بينما تقول فرضية أخرى أن طائرات بلا طيار ضربت السفينة تحت الماء".

ويضيف أنه في الحالتين يعتقد المسؤولون الغربيون أنهم يعرفون من وراء هذا الحادث، إذ قال أحدهم: "الإيرانيون محظوظون أن الأمور لم تتم بشكل أفضل، فلو غرقت السفينة السعودية، لكنا اليوم نشهد حربا".

ويصف الكاتب تخريب ناقلات النفط أمام سواحل الإمارات بأنه حادث خطير يبعث على القلق، ولكنه ليس بالحجم الذي يفجر حربا. ولكنه مؤشر على حرب باردة بين الولايات المتحدة وإيران.

وتقول واشنطن إنها حصلت على معلومات استخباراتية تفيد بأن إيران تخطط لضرب مصالح أمريكية في الشرق الأوسط. ولكن المسؤولين يقولون إنه من غير المحتمل أن تشن طهران هجوما مباشرا على قوة غربية تفوقها سلاحها.
ولكن يعتقد أن الحرس الثوري الإيراني يبحث عن طريقة لضرب المصالح الأمريكية والدول العربية الحليفة لها دون إثارة شبهة. ويرجح أيضا، حسب الكاتب، أن تستغل إيران المليشيا الشيعية في العراق، التي يمكنها أن تقترب من القوات والمنشآت الأمريكية هناك، بما فيها المصالح الدبلوماسية.

وينقل رفائيل عن المحلل في مؤسسة وانشطن، فيليب سميث، قوله إن "إيران جندت في الأسابيع الأخيرة جماعتين هما عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله لشن هجمات في بغداد".

فالإيرانيون على حد تعبيره يريدون أن يبعثوا رسالة قوية جدا للأمريكيين من أجل إثبات أنفسهم. والمسألة الثانية هي أنهم من خلال الأحداث القوية يريدون اختبار الأمريكيين لمعرفة ما هو الخط الأحمر عندهم.

وقد أرسلت الولايات المتحدة في الأسبوعين الأخيرين حاملة طائرات ونصحت مواطنيها بتجنب السفر إلى المنطقة وسحبت دبلوماسيين من العراق. وحذر دبلوماسيون أمريكيون الطائرات المدنية العابرة لأجواء الخليج من مخاطر الخطأ في تحديد هويتها.

ويذكر هذا التحذير بحادثة وقعت عام 1988 عندما أسقطت سفينة حربية أمريكية طائرة ركاب إيرانية اعتقدت أنها طائرة مقاتلة، وأسفر الحادث عن مقتل 290 شخصا

ونشرت صحيفة الأوبزرفر مقالا كتبه، سيمون تيسدل، تطرح فيه سؤالا عن مخاطر اندلاع موجهة مسلحة مباشرة بين إيران والولايات المتحدة.
ويقول سيمون: عندما يتحدث صقور الإدارة الأمريكية عن "تهديد وشيك" دون دليل مادي على ذلك، فإنهم يذكروننا بالحرب على العراق عام 2003. وفي المقابل يعلو صوت المتشددين في إيران.

ويضيف أن الولايات المتحدة تبقى في كل الحالات أكبر قوة عسكرية في العالم. وكان الحديث الأسبوع الماضي عن أفضل استعمال لهذه القوة. ففي الماضي كان الهدف روسيا السوفيتية، وتنظيم القاعدة في أفغانستان وصدام حسين في العراق. أما اليوم فالهدف الذي وضعه البيت الأبيض نصب عينيه هو إيران.

وتفكر الولايات المتحدة الآن ما إذا كانت ستخوض حربا جديدة. ويتجادل بشأن هذا القرار فريقان، الأول هم الصقور الذين يميلون إلى معاقبة إيران ومن بينهم جون بولتون مستشار الأمن القومي الذي دعم غزو العراق في 2003، ومايك بومبيو المدير السابق لجهاز المخابرات سي آي آي ووزير الخارجية الحالي، ونائب الرئيس، مايك بنس.

والفريق الثاني يعترض على التصعيد ويضم زعماء الحزب الديمقراطي في الكونغرس وعددا من المرشحين المحتملين للرئاسة، وبعض قادة الجيش وأجهزة الأمن، الذين لا يوافقون على تحليل بولتون ورؤيته.

ويختلف الفريقان بشأن معلومات استخباراتية يعتقد أنها صور أقمار اصطناعية أخذت في الأسابيع الأخيرة وعرضت على المسؤولين يوم 3 مايو/ أيار. ويعتقد أن الصور تظهر عناصر من الحرس الثوري الإيراني يشحنون صواريخ على قوارب في الخليج، من أجل استهداف سفن أمريكية أو حليفة في مضيق هرمز.

وكان وجود هذه الصور سرا أمنيا قبل أن يتم تسريبها الأربعاء لوسائل الإعلام. وتصادف أن السعودية أعلنت قبلها بأيام تعرض سفن تابعة لها إلى عمليات تخريبية في المنطقة. ولم يعلن أي طرف مسؤوليته عن الحادث، كما نفت إيران أي علاقة لها بالأمر.

وكان رد بولتون وبومبيو سريعا، مشيرين إلى معلومات استخباراتية أخرى تفيد بأن إيران تجند المليشيا الشيعية في العراق "استعدادا للحرب". وقد أرسلت الولايات المتحدة تعزيزات عسكرية إلى الخليج.

ويقول سيمون إن كل من يتذكر التضليل الإعلامي والكذب والتلفيق الذي سبق الحرب على العراق يجد شبها بما يحدث الآن مع إيران. وكانت رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، من بين الذين نبهوا إلى هذا الأمر.
لا تزال أصداء الحشد العسكري الأمريكي في منطقة الخليج تُلقي بظلالها على مقالات الرأي بالصحف العربية، حيث يرى بعضُ الكُتّاب أن هذا التصعيد يُنذر بمواجهة حتمية مع إيران.

في الوقت نفسه، يُلقي البعض باللائمة في هذه الأزمة على طهران، قائلين إن دول المنطقة قد تضررت لسنوات من سياسات إيران وممارساتها.

وكانت الولايات المتحدة قد دفعت مؤخرا بتعزيزات عسكرية إلى منطقة الخليج، وتعمل على تقليل أعداد موظفيها الدبلوماسيين غير الأساسيين في العراق، وتعيد النظر في خططها العسكرية.

يقول عبد الرحمن الراشد في صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية إن "كل الاحتمالات مفتوحة في المواجهة مع إيران عسكرياً، و قد تقع المواجهة بشكل واسع أو محدود وقد لا تقع. لكن مآل النظام (الإيراني) سينتهي مثل مآل صدام حسين ومعمر القذافي؛ هذه حتمية تاريخية للأنظمة العدوانية".

ويضيف الكاتب "منذ سنين طويلة، دول المنطقة، ومنها السعودية، متضررة من سياسات إيران وممارساتها ضدها، وكانت تتحاشى دائماً دفع الأمور نحو المواجهة. إنما الرغبة في ردع إيران كانت تقريباً دائماً حاضرة في الأذهان وحلقات النقاش".

ويرى محمد عاكف جمال في "البيان" الإماراتية أن "إيران اختارت اللا تفاوض مع الولايات المتحدة واللا حرب معها في الوقت نفسه، والحقيقة أن هذه الخيارات تزيد من سوء أوضاعها، فهو رهان على الزمن وهو في غير صالحها بالمرة، فأوضاعها الاقتصادية تزداد تأزماً وموقعها الدولي يزداد عزلة".

ويضيف "خيار اللا حرب واللا تفاوض هو خيار استخدام معاناة الشعب لتحقيق أهداف سياسية، وتحميله المزيد من الحرمان لأمد غير محدود قد يكون سنوات ربما نتوقع خلالها قيام الأمم المتحدة لأسباب إنسانية بإعداد وتنظيم برنامج للنفط مقابل الغذاء، هذه المرة ليس عراقياً وإنما إيرانياً".

من جهته، يرى فيصل القاسم في "القدس العربي" اللندنية أن أكثر أطروحتين تتعلقان باحتمال المواجهة بين طهران وواشنطن هما "أن إيران ما زالت ذخراً استراتيجياً بالنسبة لأمريكا وإسرائيل ولا يمكن التضحية بها مطلقاً، فهي البعبع الذي تستغله أمريكا لتخويف دول الخليج وابتزازها سنوياً بصفقات أسلحة مليارية، بينما تجد إسرائيل في إيران أفضل بعبع مذهبي يدق الأسافين بين الشيعة والسنة ويحرف الأنظار عن الصراع العربي الإسرائيلي".

أما الأطروحة الثانية فهي أن "إيران استنفدت مهمتها الأمريكية الإسرائيلية في المنطقة وحان وقت التضحية بها".

يرى أحمد الفراج في "الجزيرة" السعودية أن كل المؤشرات تؤكد نية الولايات المتحدة دخول حرب جديدة ضد إيران، "فالحشد العسكري الأمريكي (في الخليج) ليس للنزهة قطعًا، وهو حشد، أكدت مجلة الفورين بولسي، أنه يشبه الحشد لغزو العراق في عام 2003، فهناك حاملات الطائرات، وهناك طائرات الـB52 الضخمة، التي أكدت الفورين بولسي على أنها مجهزة بسلاح نووي... ولا يمكن والحالة هذه إلا أن نقول إن خيار الحرب هو الأقرب، ما لم تحدث معجزة من نوع ما".

ويقول صادق ناشر في "الخليج" الإماراتية إن "الأجواء المسمومة التي نشاهدها تحوم في منطقة الشرق الأوسط هذه الأيام من الممكن أن تقود إلى مواجهة عسكرية، يرى البعض أنها لن تتأخر كثيراً، فيما يرى البعض الآخر أن الأطراف كافة تتجنب الذهاب إلى جحيم حرب لن يكون بمقدور أحد التنبؤ بمآلاتها الكارثية، خاصة في ظل عمليات الاستقطاب التي تجري اليوم، ورفض بعض الدول المشاركة صب مزيد من الزيت على نار الأزمة المشتعلة منذ مدة، خاصة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران"
.

ويرى الكاتب أنه "على الرغم من أن كلاً من واشنطن وطهران تعلنان بشكل رسمي عدم نيتهما خوض الحرب، فإن ما يجري من تحشيد عسكري في المنطقة لا يشير إلى ذلك".

ويقول فهد الدغيثر في "الحياة" اللندنية إن الحديث عن الحرب ورغبة إيران في مواجهة العالم ليس بجديد، ويرى أن إيران "بدأت حروبها بالفعل ومن طرف واحد قبل سنوات، لا بل عقود، فسلوك إيران وأفعالها خارج حدودها، وهو إعلان حرب بكل ما تعنيه هذه العبارة".

ويضيف "للأسف، معظم المؤشرات هذه المرة تؤشر إلى أن المواجهة قد تحدث في أي لحظة، حتى عن طريق الخطأ، خصوصاً بعد استهداف عدد من السفن في الخليج ومحاولات تفجير مراكز نفطية جنوب الرياض قبل أيام نفذتها جماعة الحوثيين، ذراع طهران في اليمن".

كذلك ترى هالة مصطفى في "الأهرام" المصرية أن التحركات العسكرية الأخيرة للولايات المتحدة في منطقة الخليج "تنُذر بصدام واسع محتمل قد تشتعل على أثره حرب إقليمية ستدور حتما على الأراضي العربية، إذا ما خرجت الأمور عن السيطرة في لحظة ما غير محسوبة، وستتعدد أطرافها انتصارا لهذا الطرف أو ذاك، لأنها في النهاية لن تكون مقصورة على جبهتين أمريكية وإيرانية وإنما وبنفس الدرجة ستضم قوى دولية وإقليمية لكل منها مصالحها ومشاريعها المناقضة لبعضها البعض، لتضع الشرق الأوسط برمته على أعتاب حرب كبرى".
هل تتجه الولايات المتحدة نحو حرب مع إيران؟ يكتب جوناثان ماركوس مراسل الشؤون الدبلوماسية والدفاع – بي بي سي

هناك روايتان تتنافسان على إجابة هذا السؤال.

ترتكز الرواية الأولى، وهي التي تفضلها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على أن إيران لديها نوايا سيئة، وأن هناك استعدادات رصدت لشن هجوم محتمل على أهداف أمريكية بالرغم من أن التفاصيل التي جرى الكشف عنها قليلة.

ودفعت الولايات المتحدة بتعزيزات عسكرية إلى المنطقة، وتعمل على تقليل أعداد موظفيها الدبلوماسيين غير الأساسيين في العراق، وتعيد النظر في خططها الحربية.

والرسالة إلى طهران واضحة، وهي أن أي هجوم على هدف أمريكي من أي مصدر، سواء كانت إيران أو أيا من حلفائها أو وكلائها الكثيرين في المنطقة، سيجابه برد عسكري ضخم.
وليس مستغربا أن تتمسك إيران بهذه الرواية، لكن العديد ممن ينتقدون في الداخل طريقة عمل إدارة ترامب، يفضلون هذه الرواية أيضا.

بل إن عددا من حلفاء ترامب الأوروبيين الرئيسيين يتملكه بعض المخاوف بهذا الشأن ولكن بنسب متفاوتة.

فطبقا لهذه الرواية، فإن "صقور إيران" في الإدارة الأمريكية، من أمثال مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون أو وزير الدفاع مايك بومبيو، يرون في هذه فرصة سانحة.

وترى هذه الرواية أن هدف هؤلاء هو إحداث تغيير في النظام في طهران، وإذا لم تفلح الدرجة القصوى من الضغوط الاقتصادية في القيام بذلك، فإنهم يعتقدون أن العمل العسكري غير مستبعد حسب الظروف.

أما الرواية الأخرى فتلقي باللائمة في هذه الأزمة على واشنطن. وتعكس هاتان الروايتان تفسيرات مختلفة لحقيقة الأمر. وكما هو الحال في الغالب، فكل منها تعمل على إبراز حقائق معينة وإغفال أخرى لإثبات أنها الرواية الصحيحة.

إلا أن التصورات هنا مهمة بقدر أهمية الحقيقة، بل إنها تكون بطرق كثيرة سببا في الوصول للحقيقة.

وتتمثل تلك الحقيقة في أن صراعا بين الولايات المتحدة وإيران، وإن كان محض صدفة بدلا من كونه مرتبا، هو أمر محتمل الحدوث الآن أكثر من أي وقت مضى منذ أن تولى ترامب رئاسة الولايات المتحدة.

فمنطقة الشرق الأوسط تشهد بكل تأكيد تصاعدا في التوترات.

في حين تعمل إيران على التصدي لذلك، رغم أن اقتصادها يعاني من إعادة فرض عقوبات كانت قد رفعت بموجب اتفاق نووي أبرم عام 2015 مع قوى عالمية. وكانت إيران قد هددت بأنها لن تلتزم مجددا بأي قيود على نشاطها النووي.
وكان وصول ترامب إلى السلطة بمثابة نقطة تحول، فقد انسحب من الاتفاق النووي قبل عام وعمل على تفعيل سياسة أقصى ضغط ممكن على الحكومة الإيرانية.

إلا أن الكيل فاض بإيران، وهي تعمل على دفع الأوروبيين للقيام بالمزيد من أجل مساعدة اقتصادها المتردي مهددة بأنه إذا لم يقوموا بذلك، ومن الصعب معرفة ما يمكنهم القيام به، فإنها ستخرق شروط الاتفاق النووي، وهو ما سيمنح إدارة ترامب مبررا إضافيا لاتخاذ موقف هجومي.

الموقف الآن بات متوقفا على التحركات التي تحدث داخل إدارة ترامب، وعلى تقييم طهران لما يحدث هناك.
وسعى الرئيس نفسه للتقليل من شأن فكرة أن المسؤولين في إدارته منقسمون حول قضية إيران.

وتشير التقارير إلى أن ترامب ليس متحمسا كثيرا للحرب، فهو معروف بمعارضته لخوض صراعات عسكرية في الخارج. لكن من غير المحتمل أن يتراجع عن ذلك إذا تعرضت قوات أو منشآت تابعة لبلاده لهجوم.

إلا أنه ليس من الضروري أن تنظر طهران إلى الأمور بهذه الطريقة.

فهل ترى إيران أنه يمكنها أن تفسد العلاقة بين بولتون ورئيسه، فيزيد التوتر بين الطرفين مما يدفع بولتون إلى الكشف عن مخططاته التي ربما قد تعجل بسقوطه؟. إذا كان ذلك هو تقييم طهران، فستكون استراتيجية تنطوي على قدر عال من الخطورة.

وفي حين تقف إسرائيل والمملكة العربية السعودية، وهما أهم حلفاء الإدارة الأمريكية في المنطقة، موقف المرحب بالخطوة، إلا أن شركاء الإدارة الأمريكية في أوروبا يشعرون بعدم الارتياح إزاء ما ستؤول إليه الأمور.

فقد اتخذت كل من إسبانيا وألمانيا وهولندا خطوات من شأنها وقف أي أنشطة عسكرية في منطقة الشرق الأوسط مشاركة مع الأمريكيين، نظرا لتصاعد التوترات في المنطقة.

وهذا ليس الوقت المناسب لتجربة كيف سيكون النزاع بين الولايات المتحدة وإيران، ضف على ذلك أن مقارنة هذا النزاع بغزو العراق عام 2003 لن يكون مفيدا.

إذ أن إيران تعتبر مثالا مختلفا عما كان عليه الوضع في العراق إبان حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين.

ففكرة شن غزو شامل على إيران لن يكون ضمن الخيارات المطروحة، بل قد ينشأ صراع عسكري جوا وبحرا تختلف طريقة إيران في التعامل معه، مما قد يشعل المنطقة بأسرها.
وكان هناك من تنبؤوا بحدوث كارثة كبرى على مستوى السياسة الخارجية مع تولي دونالد ترامب منصب الرئاسة الأمريكية.

لكن وبدلا من ذلك، هناك أزمة جارية متعددة الأبعاد، تضم عددا من العناصر، يوضحها كلها وضع إيران: فهناك حالة نفور من الاتفاقيات الدولية، واعتماد مفرط على الحلفاء الإقليميين ممن لديهم مخططاتهم الخاصة التي يسعون لتنفيذها، إلى جانب تصاعد التوترات مع شركاء قدامى في حلف الناتو، وفوق كل ذلك عدم القدرة على حسم القرار وتحديد الأولويات فيما يتعلق بمصالح واشنطن الاستراتيجية الحقيقية.

ومع تجدد المنافسة بين القوى العظمى، حيث تسعى الولايات المتحدة لإعادة توجيه انتشار قواتها وتعزيز قدراتها أمام صعود الصين وجرأة روسيا، فأين تقف إيران الآن ضمن الأولويات الاستراتيجية لواشنطن؟

فهل يستحق التهديد الإيراني فعليا خوض صراع كبير لمواجهته؟ ستأتي إجابة العديد من المحللين الاستراتيجيين بالرفض.

كما أن العديد منهم يتقبلون أن فكرة احتواء طهران بإجراءات انتقامية شديدة قد تكون ضرورية في حال هجومها على المصالح الأمريكية، إلا أن قرع طبول الحرب ليس بنفس القدر من الضرورة.
ونشرت صحيفة الغارديان تقريرا عن الملف الإيراني لمراسلها لشؤون الشرق الأوسط مارتن تشِلوف في صدر صفحتها الأولى حمل عنوان "إيران تطلب من ميليشيات الاستعداد لخوض حرب بالوكالة في الشرق الأوسط".

ويقول تشِلوف إن الجريدة علمت من مصادر استخباراتية أن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، التقى قادة الميليشيات الخاضعة لنفوذ طهران خلال زيارته الأخيرة للعراق قبل نحو 3 أسابيع وأخبرهم "بالاستعداد لخوض الحرب بالوكالة" على خلفية التصعيد الأمريكي ضد طهران.

ويضيف تشِلوف أن أحد المصادر قال "إنه بالرغم من أن سليماني اعتاد لقاء قادة الميليشيات بشكل مستمر منذ 5 سنوات إلا أن هذا اللقاء الأخير كان مختلفا جدا، لقد كان الأمر أكبر بكثير من مجرد دعوة إلى إشهار السلاح".

ويوضح الكاتب أن الإدارة الأمريكية قامت بإجلاء موظفيها من بغداد وإربيل إثر وصول هذه المعلومات إلى السفارة الأمريكية في بغداد، كما رفعت مستوى التأهب في القواعد العسكرية في العراق وفي مواقع مختلفة في منطقة الخليج بعد أن شعرت أن مصالحها فيها قد تكون عُرضة للخطر.
ويقول تشِلوف إن "قادة ميليشيات عدة تعمل تحت مظلة الحشد الشعبي حضرت الاجتماع الذي دعى إليه سليماني، حسب المصادر الاستخباراتية التي قالت إن أحد المسؤولين البارزين التقى مسؤولا غربيا وعبر له عن قلقه مما جرى".
ويضيف أن قافلة من الإمدادات العسكرية الإيرانية والصواريخ مرت عبر غرب العراق إلى سوريا ووصلت بنجاح إلى العاصمة دمشق حسب ما علمته الجريدة من دبلوماسيين غربيين مؤكدين أن قافلة الإمدادات نجحت في تخطي الرقابة الغربية و التخفي عن أعين أجهزة الاستخبارات الغربية التي لم تعلم بأمرها إلا بعد وصولها إلى العاصمة السورية.

ويشير تشِلوف إلى أن فكرة أن إيران خرجت من المعارك مع تنظيم الدولة الإسلامية أكثر جرأة سيطرت على الحوارات الأخيرة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكبار الصقور في إدارته أمثال جون بولتون مستشار الأمن القومي ومايك بومبيو وزير الخارجية وهما من ركائز التصعيد ضد إيران.

ونشرت الإندبندنت في نسختها الإلكترونية تقريرا لمحرر الشؤون العسكرية والأمنية، كيم سينغوبتا، بعنوان "الصراع الأمريكي الإيراني يتصاعد بشكل مخيف".

يقول سينغوبتا إن المشهد الحالي في الخليج يستدعى نظيره قبل حرب العراق حيث يتصاعد الخطر مع نقل الولايت المتحدة حاملات طائرات إلى المنطقة علاوة على إعادة تموضع بطاريات صواريخ باتريوت و قاذفات بي 52 الاستراتيجية علاوة على التقارير الاستخباراتية التي تناولتها وسائل الإعلام عن حشود من المشاة في طريقهم إلى المنطقة.

لكن سينغوبتا يوضح أن أمرا واحدا فقط يمثل الفارق بين السيناريو العراقي والسيناريو الإيراني موضحا أن هذا الفارق رغم أنه واحد فقط إلا أنه يشكل اختلافا كبيرا لأنه هو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المختلف كليا عن سلفه جورج بوش الذي قاد الحرب ضد العراق.

ويضيف سينغوبتا أن ترامب لايريد الحرب فهو يمثل هذا النوع من الرؤساء الذين لا يرغبون في خوض المعارك رغم تغريداته التي توحي بالعكس لكنه يبدو أنه يستخدم هذه التغريدات في الضغط على طهران لتوقيع اتفاق جديد بخصوص برنامجها النووي بينما كان بوش راغبا في الحرب.

ويوضح سينغوبتا ان هناك عاملا آخر وهو أن دولا في المنطقة تبدو راغبة في مواجهة عسكرية بين إيران والولايات المتحدة مشيرا إلى أن مسؤولين إيرانيين كبار يعتقدون أن إسرائيل والسعودية والإمارات هي الدول التي تلعب دور المحفز لواشنطن على خوض الحرب.

ويكشف علي هاشم مراسل الشوون الايرانية عن قنوات "اتصال خفية" بين واشنطن وطهران رغم التصعيد وان في صيف العام ٢٠١٢ افتتحت الإمارات العربية المتحدة خط أنابيب لتصدير النفط من الفجيرة لتجنب مرور النفط الإماراتي من مضيق هرمز، أو بكلام آخر لتحييد النفط عن تأثير المضيق والتهديدات الإيرانية المستمرة بإغلاقه.

بدا الإماراتيون كمن يستبق الأحداث ويحرر رقبته من التهديد المكرر على لسان القادة العسكريين الإيرانيين كلما احتدم التوتر بين طهران وواشنطن، أو بين طهران وجيرانها الإقليميين.التوتر الحالي على وقع خروج الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق النووي المعلن مع إيران وما تبعه من فرض عقوبات عليها يكاد يكون الأشد، وكانت أولى إرهاصاته في صيف 2018 مع رفع إيران شعار: "إذا لم يصدّر نفطنا فكل نفط المنطقة لن يُصدّر
بدا التهديد الذي صدر عن غير مسؤول إيراني بالتوازي مع تشديد واشنطن عقوباتها، استعراضياً، وناقش العديد من كتاب الأعمدة في أميركا والعالم العربي حقيقة الرغبة الإيرانية في فعل ذلك.ومؤخرا، ومع إلغاء الولايات المتحدة للإعفاءات التي كانت أعطتها لثماني دول لشراء النفط الإيراني في إطار سعيها لتصفير تصدير النفط الإيراني، وصل التوتر إلى مرحلة أخرى مع إعلان واشنطن عن نشر قطع جديدة لها في المياه الخليجية بما في ذلك حاملتا طائرات وقاذفات بي ٥٢ وبطاريات صواريخ باتريوت جديدة.
وبالنسبة لطهران، دخلت المواجهة مرحلة عض الأصابع وهي مرحلة اللاسلم واللاحرب، وهي الأخطر على الوضع الداخلي في ظل تشديد العقوبات المفروضة عليها. ولأن الهدف العلني للرئيس الأميركي دونالد ترامب هو تغيير سلوك النظام وليس تغييره فهو استفاد من الأيام الماضية لإرسال رسائل واضحة للقيادة الإيرانية، عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام التقليدي، بأن هذه المرحلة مفتوحة أيضا على التفاوض المباشر معه.

ترامب الذي يصعّد ضد إيران، زودها برقم هاتفه لتتصل به عندما ترغب بذلك، وبالتوازي يعزز حضور بلاده العسكري على امتداد المنطقة ويعد بالمزيد، وهو بذلك كمن يمارس سياسة العصا والجزرة مع طهران، التي بدورها تسعى للتأكيد على أن المواجهة معها لن تكون سهلة.

فجأة تتواتر الأخبار من جنوبي الخليج عن هجمات طالت ناقلات نفط في ميناء الفجيرة الإماراتي، جاء الخبر الأول عبر قناة الميادين التي تتخذ من بيروت مقراً لها، ونقلته عنها وسائل الإعلام الإيرانية ولاحقا الروسية.

ونسبت الميادين الخبر إلى مصادر خليجية، ولاحقا نُشرت معلومات إضافية على مواقع قريبة لطهران حول أسماء السفن وأرقام تسجيلها، كما فعلت وكالة يونيوز على تويتر والتي عددت خمس سفن وأرقام تسجيل معظمها دقيق بينما أسماء السفن متباينة بعض الشي

على المستوى الرسمي نددت الخارجية الإيرانية بالحادث، لكن الولايات المتحدة على لسان مسؤول في الاستخبارات قال إن إيران مشتبه بها لكن أميركا لا تملك دليلا قاطعاً بأن طهران تقف خلف هذا العمل.

وصبيحة الثلاثاء أعلنت حركة أنصار الله الحوثية في اليمن عن استهداف خزانات نفط إستراتيجية وحقول نفطية في مدينة ينبع السعودية على البحر الأحمر من خلال طائرات مسيرة.

ولم يتأخر التأكيد السعودي عبر بيان رسمي من أمن الدولة ولاحقا تأكيد وزير الطاقة أن الإستهداف طال ينبع وكذلك الرياض وأنه لا يستهدف السعودية فحسب بل إمدادات النفط إلى العالم.

في الثامن من أيار/ مايو الحالي قطع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو زيارته الأوروبية وألغى موعده مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل للذهاب إلى بغداد من فنلندا لمتابعة مسائل ملحة مرتبطة بالتهديد الإيراني على حد تعبيره.

وبحسب مصدر عراقي مطلع فإن بومبيو سلّم إلى رئيس الوزراء العراقي شريحة ذاكرة يحتوي على دلائل على تخطيط إيران من خلال حلفائها في العراق لهجمات على مصالح أميركية في العراق، وحمّل الوزير المسؤولين العراقيين مسؤولية أمن المصالح الأميركية.

الخيارات حاليا أمام كافة الأطراف كافة تتراوح بين الذهاب نحو مواجهة كبيرة، وبين فتح قنوات خلفية للحوار.

وخلال زيارة بومبيو الأخيرة لبغداد، يقول مصدر رسمي عراقي لبي بي سي إن الوزير الأميركي إلى جانب تحذيراته حمّل المسؤولين العراقيين رسالة إلى الإيرانيين يدعوهم فيها للجلوس إلى الطاولة.

وأشار المصدر الرسمي الذي طلب عدم الكشف عن هويته إلى أن بلاده تلعب دوراً في محاولة تهدئة التوتر في المنطقة ومحاولة الوصول إلى نوع من التفاهم وإن كان مثل هذا التفاهم لا يبدو قريباً.

بالتوازي مع الجهد العراقي، رُصدت في الحادي عشر من مايو/أيار الجاري طائرة أميرية قطرية في طهران. وحسب موقع flightradar فإن الطائرة A7-MBK من طراز أيرباص A320 حطت في طهران في الساعة السابعة مساء السبت وغادرت عند العاشرة والنص عائدة إلى الدوحة.
في اليوم التالي نشرت صحيفة عصر إيران خبراً عن زيارة لأمير قطر إلى طهران لكن مصدراً رسمياً إيرانياً نفى لبي بي سي أن يكون الأمير القطري قد زار طهران خلال الأيام الماضية. بيد أن هذا لا ينفى أن شخصية قطرية بارزة كانت في طهران مساء ذلك اليوم، وبناء على العلاقة المميزة للدوحة بواشنطن وبطهران، من الممكن أن تكون عملية تبادل رسائل أخرى تجري عبر القناة القطرية دون وجود تأكيد على ذلك.

تتسارع الأحداث بشكل لم يعهده الشرق الأوسط منذ سنوات، في ما تبدو إيران كمن لا يتعامل مع التهديدات الأميركية بجدية، بينما تبذل واشنطن جهداً كبيراً للتأكيد على ما تقول، وبين هذه وتلك ينتظر العالم إما سماع خبر اللقاء الأول أو صدى الرسالة القادمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التصعيد بين إيران وإسرائيل .. ما هي الارتدادات في غزة؟ |#غرف


.. وزراء خارجية دول مجموعة الـ7 يدعون إلى خفض التصعيد في الشرق




.. كاميرا مراقبة توثق لحظة استشهاد طفل برصاص الاحتلال في طولكرم


.. شهداء بينهم قائد بسرايا القدس إثر اقتحام قوات الاحتلال شرق ط




.. دكتور أردني يبكي خلال حديثه عن واقع المصابين في قطاع غزة