الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-يوروفيجن - بتوابل إسرائيلية ؛ خلفية الهدف وجدل المقاطعة.

أحمد كعودي

2019 / 5 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


ا

مباراة "اليوروفيجن" للأغنية ،المنعقد هذه السنة ،" بتل أبيب"، ما بين 14 و18 أيار/مايو اختتم أشغاله منتصف مساء السبت الماضي ، بفوز المرشح الهولاندي " بالمرتبة الأولى ،Duncan Laurence" دانكان لورانس؛ (25سنة ) بأغنية :" Arcade" :-أداء لقصة تحكي " موت قريب "،- متبوع بالإيطالي (26سنة) ،ألسدرو محمد (من أصول مصرية) غنى أغنية "صولدي" Soldi أي المال" ، محمود" اسم الشهرة كان موضوع سخرية مبطنة ، من طرف وزير الداخلية الإيطالي الشعبوي" ماتيو سالفني"Matteo Salvani ، كتب الوزير معلقا في تويتتر، بعد استغرابه من وصول محممود إلى نصف نهائي المنافسة :( لو كنت مكان محمود لفضلت أ غنية "التحدي"، بدل أغنية " صولدي" )؟ ليس هناك أبلغ تعبير عنصري لوزير الداخلية الإيطالي من هذا ..، في حين أن نظيره الفرنسي (19سنة) ، "بلال حسسني ، من جذور مغربية حل بالمرتبة ،14 بأغنيةR ..."الملك " ، حسب أصوات نشاز لفرنسين ،خيب رهانات المشاهدين الفرنسين ، بالرغم من العرض الجيد وا لإخراج المثقن..، الذي قدمه هذا الأخير،وقدرته على تمثل "، أداء" المنتحل جنسيا "، كرسالة ودلالة على قبول فضاء الفن الفرنسي، الإختلاف و العيش المشترك ،أو هذا أراد الوفد الفرنسي، إبلاغه على حد سواء ، لعالم الأغنية والمشرفين على المهرجان ،ولعل هذا ، في نظري، ما اعتبرته بعض الأصوات، من المصوتين تصنعا لا طائلة منه ، ساهمت في الحيلولة دون تبوئه مراتب متقدمة ،--خصوصا إذا استحضرنا موجة الشعبوية ، التي باتت تخترق ، جسم ،المجتمعات الأوروبية ، هذا التمثل الفني للدور" النسوي" في نظري وإن كان ذو أهمية ،هو الذي تحكم في خلفية الحكام ، منح المرشح الفرنسي أقل النقط للحيلولة ، دون فوزه ، حلاف لذلك سبق لفرنسا عام 2003 ، أن رشحت المغربية ،صوفيا "موستري "،لذات المهرجان وحصلت خلاله على المرتبة الثانية بأغنية ،"on aura le ciel " ما يميز بعض النخب الثقافية في فرنسا ،هو اعتمادها ،على الكفاءات العلمية والثقافية في المساهمة بالنهوض بالبلاد، بالرغم من تدخل الفاعل السياسي ،في الإسثمار في قضية الهجرة لأسباب سياسوية ،حتى وإن كانوا مواطنين أوروبين ، لهذا آثرت ذكر كفاءات فنية من أصل أجنبي ، تتعرض من طرف الوسط و اليمين المتطرف للمضايقات والإقصاء ، مهما حاولت الإندماج ،في مجتمعاتها ،ما يثير فضولي هو التساؤل والبحث عن االمخفي في وصول عربيين ، إلى نصف النهائي "لليوروفيجن" الرابع والستين ، الذي أقيم في الدولة العبرية :"إسرائيل،- "بصرف النظرعن المؤهلات الفنية التي يتمتع بها المرشحان وهاجسهما للبحث عن النجومية ،والشهرة ،أو لم يتم استغلال هويتهما العربية و إبداعاهما ، من طرف القابضين على وسائل الإعلامي المختلفة : الفرنسية والإيطالية، للإيحاء للأوساط الفنية وللرأي العام الدولي ،أن الفرنسين و الإيطالين الأوروبين ، من أصول عربية لا علاقة لهم ، بالنزاع الفلسطيني الإسرائيلي؟.
،يسجل نقاد الفن والملاحظون ،أن مهرجان" الأغنية الأوروبية " لهذه السنة شهد جدلا واسعا ، بين المثقفين والمبدعين على المستوى العالمي ،-وحدهم المثقفون العرب كانوا خارج التغطية ،لحساسية المكان المنعقد فيه مهرجان الأغنية ،وصل السجال إلى إلى تعبئة المثقفين ،عرائض تدعو المنظمين والفنانين ووسائل الإعلام إلى مقاطعة مهرجان الأغنية ، في المقلب الأخر شهدنا حملة مضادة ، لفنانين يتمسكون بانعقاد المؤثمر في ألأراضي المحتلة معتبرين أن كذا ،مهرجان مناسبة للتواصل والوحدة بين الفلسطينين ولإسرائيلين ؟.ويمكن ذكر بعض الرموز الثقافية لهذا التوجه أمثال :"سكوتر برون "وستيفن فراي "،وصيرب مارينا أبرومينك "وغيرهم ممن ينظرون إلى ، أن الفن للفن، وهدفه خلف المتعة الجمالية لدى المتلقي ،ولا علاقة له حسب تصورهم بالسياسة.
ا
من حيث التوقيف والمكان ، صدفة أم لا ، انعقد المهرجان الفنني، بعد فوز المغنية الإسرائيلية "نيتا بارزيليا" ، في المسابقة السنة الماضية ،بالبرتغال ؛ من حيث اﻷهداف يرى نقاد الموسيقى والمعارضون لسياسة "اﻷبارتيد" العنصرية"،أ ن انعقاد المهرجان في تل أبيب ، الهدف منه تبيض سياسية إسرائيل وتلميع صورتها ؛ لدى الرأي العام اﻷوروربي والعالمي .
يتزامن أيضا مهرجان اﻷغنية الأوروبية ، مع النكبة أو ما تسميه إسرائيل" بحرب اﻻستقلال"،أما في اختيار المكان فالدلالة أعمق ، مما يمكن . أن يتصوره المنظمون للمهرجان؛ فالدولة العبرية ، لها باع طويل في التضليل عن مقاصدها والاحتيال على من تريد اﻹيقاع بهم ولهذا اختارت " تل أبيب" ،- وليس القدس تجنبا لحساسية ؛ ممثلي الدول اﻷوروبية الرافضة ، للاعتراف بالقدس، عاصمة للكيان الصهيوني- فضاء اليوروفيجن" ، يظهر للناظر من أول وهلة ،على أنه مناسب ، لوقوعه على الشاطيء المتوسطي؛ في الفكر العبري الملعب /الساحة خلاف لذلك ؛ يعني شيئا آخر، لما تمثله القرية من رمزية تاريخية ؛ بحيث أقيم المهرجان عمدا ، في ملعب على أنقاض قرية فلسطينية كانت تسمى :"الشيخ مؤنسس "، تعمدت ميليشا صهيونية بقيادة "ميناحيم بيغن" ، تدميرها و تجهير مواطنيها سنة 1947.
المهرجان المذكور كما أسلفت ، أثار جدلا واسعا وسط الفنانين و المثقفين واﻷكاديمين على المستوى العالمي ،منذ ستة أشهر ونيف حيث طالب أكثر من 140 مثقفا وفنانا ،وقعوا على عريضة بعثوا بها الى صحيفة ن" الغرديان "رالبريطانية والبي.بي.سي، على عريضة المقاطعة يوم الجمعة طالبوا من خلالها ، من مشاهير اﻷغنية والمسرح والموسيقى والكتاب ؛مقاطعة المهرجان المقيم في ، تل أبيب "،معللين حملة المقاطعة ،(بأن لا تبادل ثقافي وفني مع إسرائيل مادام ا لفلسطينيون لا يتمتعون ، بالحرية والعدالة والمساواة)، البيان منشور في صحيفة "الجاردبان" البريطانية ومرسل إلى ال" ب.ب.س"؛ ويمكن ذكر بعض الوجوه المعروفة في اﻷوساط الثقافية والفنية منها على سبيل المثال:
1-مؤسس فرقة"Pik Floyd" بيك فلويد ،"روجي والرز " Roger walers".
2-المغني اﻹنجليزي المعروف ب Brian Eno "بريان أونو".
3-مدير المسرح الوطني البرتغالي،"Tiago Rodrigues" تياغو رودريكيز" .
4-الممثل والمخرج والمغني اﻹيطالي" Moni OVadia" موني أوفاديا"
5- الممثلة اﻷمريكية" Aki Kauris" آكي كوريس".
كما أن مختلف شرائح المثقفين السالف ذكرهم ، وبتنسيق ، مع دائرة اﻹعلام الفلسطينية ،المكلفة "بالمقاطعة الثقافية والأكاديمية للجامعات العبرية "،في الخارج ؛ أقاموا ‘على الهامش ، مهرجانا رمزيا : ثقافيا وفنيا ، في" لندن ودوبلن "؛ كما أن مهرجان الأغنية لم يسلم تعرض من من مغصات عديدة ،أثناء انعقاده ، حيث اخترق نشطاء و خبراء العالم الرقمي ، من شرفاء الشرق اﻷوسط ومناهضي الإحتلال والعنصرية الكونين ، من التشويش على هيئة البث الغربية( القنوات الفضائية )إذ ؛تعرضت خلالها ا على سبيل الذكر لا الحصر، ا لقناة الفرنسية الرابعة ، لحملة مضادة لما نقلته هذه اﻷخيرة عبر استجوابها لبعض اﻷفراد ، عبروا استقرار تل أبيب و تمتع المواطنين بحرية التجوال والتعبير؟...؛ بقيام النشطاء بحملة مضادة عبر وصفات إشهارية تفضح فيه السياسية الإ سرائيلية . وتوضح بالصورة والكلمة ، أنها دولة عنصرية لا تقبل اﻻختلاف ، ومعروفة ، بانتهاكاتها الجسيمة ،لحقوق الانسان؛ وباﻷخص النساء والاطفال ، المهم الرسالة وصلت داخل فلسطين وخارجها؛ بتعربة الوجه البشع ، لدولة الاحتلال ،وهذا درس من الدروس، لمن يريد أن يتعض ، من اﻷفراد والدول العربية؛ والمستهدف في تصوري ،من من عملية المقاطعة هو طابور المهرولين والمطبعين الخليجين والعرب ؛مع هذا الكيان الغاصب ليروا ، أن صورته الدموية والبشعة بدأت تتضح للرأي العام العالمي ، وأن القضية الفلسطينية العادل ة مترسخة في وجدان الشعوب المحبة للعدل والسلام ، وأن كذا مهرجان ، فني لإضفاء شرعية موهومة على السياسة العنصرية للكيان الصهيوني لن يثني مدعمي ومساندي القضبة الفلسطينية في الدفاع على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت