الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين ... و دوره في المجتمع والسياسة .... !!!!

زياد عبد الفتاح الاسدي

2019 / 5 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


جميع الاديان عموماً بما في ذلك الاسلام والمسيحية واليهودية, هي بالتأكيد لا تعتبر علمانية في تعاليمها وفلسفتها اللهوتية أو في أفكارها ومُمارساتها .. فالاديان ظهرت تاريخياً ومنذ الظهور البدائي للانسان للبحث بشكلًٍ أساسي عن أسرار هذا الكون في محاولات للفكر الانساني للوصول الى حقيقة الوجود والخليقة .. هذا بلإضافة الى نشر القيم الروحانية والانسانية والاخلاقية والخير ومساعدة الضعفاء والفقراء والمحتاجين .. الخ ... وبالتالي تحولت الاديان عبر التاريخ الى ثقافة وظاهرة إجتماعية في المجتمعات الانسانية مع إنشاء المساجد والكنائس والمعابد لممارسة العبادات والطقوس الدينية ..
ومن هنا فأي حرف للاديان عن هذه الاهداف والقيم الانسانية وتحويلها الى غير مضمونها الثقافي والروحاني والخيري والانساني هو بكل بساطة تحريف للدين ولا يمت لجوهر الدين بصلة ... لذا على بعض الاخوة والمُثقفين العرب الذين ينتقدون الاديان بشدة, إدراك هذه الحقيقة والنظر الى الاديان كجزء من التراث الثقافي والاجتماعي والانساني ... فالدين رغم أنه فكر غيبي وروحاني .. ولكنه لا يتعايش في جوهره الحقيقي مع الشر .... ولكن من جهة أخرى نعم يُمكن بالمُقابل حرف الاديان عن طبيعتها واستخدامها في المُجتمعات الانسانية بعيدأ عن مضمونها الاجتماعي وأهدافها الحقيقية من روحانية وإنسانية وخيرية من أجل خدمة مصالح وطموحات بعض الافراد والجماعات أوالانظمة والاحزاب , أو حتى من يدعون أنفسهم برجال الدين , لا سيما مع وجود التخلف والجهل الاجتماعي لفم الاديان ولدورها الحقيقي والاجتماعي والانساني والروحاني في المجتمع .
وبالتالي فإن من ينظرون الى الاديان في كونها شيء سلبي في حياة المجتمعات ويلجؤون الى مُعاداة الفكر الديني والعبادات والطقوس الدينية ويُحاولون تشويه أو إلغاء دورها في المُجتمع , فهم بلا شك مخطؤون .. ولا يعتبر ذلك بالتأكيدهو الحل في تطوير المجتمعات وتقدمها كما يعتقد البعض .. وهذا بحد ذاته في نهاية الامر هو نوع من أنواع الجهل .... فإذا كانت العلمانية هي ضرورية لادارة الدولة ومُؤسساتها السياسية والاقتصادية والتشريعية والتنفيذية والقضائية والاعلامية ...الخ, وتحديداً في المجتمعت الانسانية المُعاصرة بكل تمايزاتها الدينية والمذهبية وتعقيداتها الاقتصادية والسياسية والدستورية والقانونية ...الخ ولكن ذلك لا يعني بأي حال من الاحوال تحميل الاديان مسؤولية تخلف المجتمعات أو تراجعها على كافة المُستويات .... ومن هنا فعلينا جميعاً إحترام الاديان لكونها جزء لا يتجزأ من ثقافة الشعوب والمٌجتمعات .. ويجب عدم معاداتها ومهاجمتها وتركها لتقوم بدورها الاجتماعي والخيري والانساني والاخلاقي والروحاني .. وهو بالتأكيد دور هام وإيجابي في مختلف المجتمعات الانسانية طالما أنه يتم في إطار إبعاد رجال الدين عن الخطاب السياسي ومنع المُتدينين من إدخال الدين في العمل السياسي وتشكيل أحزاب سياسية بخلفية دينية تتدخل في القضايا السياسية ..... لان الدين والسياسية بكل بساطة شيئان لا يمتزجان ... فالدين هو فكر غيبي يتعامل مع القيم " المثالية " من أخلاقية وخيرية وروحانية وإنسانية ..الخ وهي أمور ضرورية لحياة الافراد والمجتمع .. أما السياسة فهي في مضمونها ودوافعها ومُداخلاتها وعلاقاتها ت لا بد أن تكون علمانية لكونها تتعامل مع القيم " المادية " كالاقتصاد والاتفاقيات التجارية والجمركية والتحالفات السياسية والمعاهدات الامنية والاحلاف العسكرية ... الخ , إضافة ألى إدارة شؤون الدولة من تنفيذية وقضائية وتشريعية وشؤون التعليم والصحة والصناعة والزراعة والسياحة ... وبالتالي لا يُمكن الخلط بين الدين بفكره الغيبي ومضمونه الروحاني والمثالي مع السياسة بضروراتها العلمانية وتعاملاتها المادية .
ومن هنا لابد لنا من الفصل بين الدين والسياسة .. لكي لا تُفسد السياسة الدين ... ولا يفسد الدين الدولة والسياسة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ماذا يعني هذا
ايدن حسين ( 2019 / 5 / 20 - 20:08 )
ماذا يعني هذا
تقول ان الدين روحانيات و اخلاقيات الخ .. و لكن ايضا يمكن ان تستخدم من قبل البعض للشر
يعني .. ان الدين مثل لقاح طبي .. يمكن ان يشفي في بعض الحالات .. و يمكن ان يؤدي في الحالات الاخرى الى المرض و الجنون و الموت
السؤال .. ان كان للدين كل هذه الاثار الجانبـيـة كما في بعض الادوية .. فما الداعي لاستخدامه
اليس الافضل رفضه تماما .. فالدين فوائده اقل بكثير من اضراره .. و التاريخ اكبر دليل على ذلك
و احترامي
..


2 - ما هي الاسباب التي ادت الى نقد الدين؟؟
سمير آل طوق البحراني ( 2019 / 5 / 21 - 03:44 )
اخي الكريم اشكرك على هذا المقال الرائع ولكنك جانبت الحقيقة ربما تقية ـ في بعض تحليلاته.الاسباب التي ادت الى اتقاد الدين هم المتدينون انفسهم استنادا على كتاب وسنة مدعين انهما صالحان لكل زمان ومكان وان العبرة بعموم اللفظ لا بسبب المسبب ـ اي تشريعات القتل والسلب ومعاداة البشرية صالحة لكل زمان ومكان. لو اقتصر الدين على الرحانيات لاصبح محترما ولكن تعدى صلاحياته واصبح مدافع عن الله وهذا ادى الى خلق المنظمات الارهابية التي اهلكت الحرث والنسل ولم نسمع اي اي ادانة من الحواضرالدينية كالازهر والنجف والزيتونة الا كلاما منمق فقط وهذه الاسباب ادت الى انتقاد الدين وتوضيح سلبياته لتوعية العقول المدجنة التي تربت وسلمت عقولها الى الكهنوت المتظامنة مع السلطة لاسباب نفعية. اذا ابعد الدين عن السياسة واصبح الدين شان شخصي فلن ترى انتقات له كما هو الحال قي الدول الاروبية.


3 - مقال لا شئ فيه سوي التبربرالسطحي
محمد البدري ( 2019 / 5 / 21 - 07:36 )
الاديان ظهرت تاريخياً ومنذ الظهور البدائي للانسان ... انتهي الاقتباس
كان من الممكن للكاتب ان يكتب مقالا ناضجا علي اساس هذا الاقتباس من مقاله. والافدح انه يهتبر ان هناك انحرافات عن الدين الذي ظهر مع الانسان البدائي. الم تدرك ايها الكاتب النحرير والمفكر الجهبوذ ان كل شئ انحرف منذ تلك اللحظة ليس فقط في الدين انما في الشكل الفسيولوجي الانسان ووظائف اعضاءه وفي منتجاته الفكرية واساليب معيشته وعلاقاته الاجتماعية وتنظيماته السياسية.
ما تطلق عليه انحراف هو التغيير ايها الفاضل صاحب المقال.
هل تعلم ان الاديان منذ نشاتها تقدم الدم والذبائح بما فيها القرابين البشرية لكل انواع الالهه والعفاريت وابو رجل مسلوخه الذي احالوا اليهم خلق الكون واعطوه صك براءة علي افعالهم البدائية البربرية قديما.
ما تسميه انت انحراف هو ارتقاء وتحديد ادق للمعرفة عن المادة والوجود أما عن السياسة فلم يكن الدين سوي تقديم لدور السياسي اي لدور العراف والمشعوذ والافاق قديما لقيادة المجتمع لانه العارف بالله وربما نبيه ايضا. لا تفصل الدين عن السياسة بل القي الدين في صفيحة القمامة وتولي انت السياسة بعقل ناضج يختلف عن عقل البدائيين

اخر الافلام

.. هجوم إسرائيل -المحدود- داخل إيران.. هل يأتي مقابل سماح واشنط


.. الرد والرد المضاد.. كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟ و




.. روايات متضاربة حول مصدر الضربة الإسرائيلية لإيران تتحول لماد


.. بودكاست تك كاست | تسريبات وشائعات المنتجات.. الشركات تجس الن




.. إسرائيل تستهدف إيران…فماذا يوجد في اصفهان؟ | #التاسعة