الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليلة القدر وتقويم الليالي العددية العالمي الموحد (6)

محمد بن ابراهيم

2019 / 5 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تقويم الليالي العددية ما هو؟ وما هي أسسه ومعاييره وكيف يمكن تجسيده عمليا كآلية حسابية لا تقبل الاحتمالات الثلاث في مطالع الشهور القمرية الهجرية؟
6. تقويم الليالى العددية
تقويم الليالي العددية، هو آلية قبلية لتوزيع الزمن كلنداريا في عام قمري، اعتمادا على العدة الوسطية للشهر القمري (29,5 يوم) بحسابها بالليالي العددية ( 59 ليلة عددية في كل شهر ) عوضا عن الأيام، دون اعتبار لرؤية الهلال بجميع أشكالها العيانية والأداتية وبأي مكان كانت، والاقتصار بدل ذلك على حدوث الاقتران الفلكي بتوقيت مكة المكرمة كآلية وحيدة في معرفة "السنة" الكبيسة من البسيطة، وعلى تقسيم أشهر العام إلى شهور تبدأ مع الفجر أولها رمضان وآخرها رجب، والى شهور تبدأ مع المغرب أولها شوال وآخرها شعبان، بحيث يتكون كل شهر من 59 ليلة عددية ويستوفي شهر رمضان بالتالي عدة ثابتة لا تتغير ولا تقبل الكبس أبدا (30 نهارا و29 ليلا ابد الدهر )
مرجعيات تقويم الليالي العددية:
يستند هذا التقويم على الاعتبارات المستخلصة من الآيات التالية، وبعض هذه الاعتبارات سبق وان فصلناه في المقالات السابقة.
 قوله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (184) شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185)البقرة:
 يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ ۖ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ۗ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَن تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (189) البقرة.
 قوله تعالى : وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا ۖ فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (234) البقرة
 يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ ۚ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَٰلِكَ صِيَامًا لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ ۗ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ ۚ وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ (95) المائدة
 هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5) إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)يونس.
 فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ۖ فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ۚ ذَٰلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۗ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (4) المجادلة.
 الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ (5) الرحمن.

يستفاد من هذه الآيات الأتي:
• أن الشهر الوحيد الذي ذكره القرءان بالاسم هو شهر رمضان، مما يدل على محوريته في العام وكونه غرة الشهور الاثني عشر بدلا من المحرم كما هو معمول به حاليا في التقويم القمري الهجري.
• تحديد عدة الصيام في الآية 184 في أيام معدودات، بينما قال في الآية 185 فمن شهد منكم الشهر فليصمه؛ بمعني أن أيام الصوم المعدودات هي 15 يوما موزعة على 30 نهارا امساكيا من شهر رمضان بحيث يمثل كل نهار 0,5 يوم .
• أن عدة شهر رمضان عدة ثابتة ( 30 نهارا و29 ليلا) لا تحتمل أن تكون إما 29 يوما أو 30 يوما كما هو معمول به حاليا، إذ لا يعقل أن يدعونا القرءان إلى إكمال عدة مجهولة تحتمل 29 يوما أو 30 يوما. وقد دلت المعادلة التي أقامها القرءان بين إطعام ستين مسكينا وصيام شهرين متتابعين على أن شهري الصيام هاذين 30 نهارا لكل واحد منهما، ويكون من صامهما بالتالي قد صام 30 يوما كاملا موزعة على 60 نهارا.
• أن القرءان ربط الأهلة التي سئل عنها الرسول بما هي مواقيت، بالناس والحج، ولم يربطها برمضان مثلا وهو الشهر الذي نختلف في بدايته اختلافا جذريا في كل عام. وكلمة الناس هنا دالة على العالمين وليس على المسلمين منهم فقط، بحيث يعتمد على القمر في الصين والهند وغيرها من البلدان ومن مختلف الملل والنحل، وحيث أن المسلم من هؤلاء الناس ملزم بالحج إلى مكة متى استطاع إليه سبيلا، فانه من الواجب عليه إتيان البيت من بابه بأداء مناسك الحج بميقات مكة وليس بميقاته المحلي ، مما يحتم بالتالي ضرورة تقويم الشهور القمرية على توقيت مكة، دون الاعتداد باختلاف التوقيتات المحلية أو ما يسمى المطالع. فمكة بهذا المعنى مرجعية مكانية بوصفها قبلة، ومرجعية زمانية في تقويم الشهور، وإذا كانت الأهلة مواقيت للناس فان الميقات الوحيد الذي ذكره القرءان بالاسم وعده عدا هو الميقات الموسوي الذي قاسه بالليالي وليس بالأيام وهذا ما دفعنا إلى تحديد عدة الشهر وقياسها بالليالي عوض الأيام، وقد يشكل علينا بمعنى الهلال الوارد في الآية وانه هو الذي يرى بالعين فنقول أن القرءان لم يربط مطلقا بين رؤية الهلال واستهلال الشهر في أي موضع كان. وإذا كان الهلال فعلا هو القمر الأول الذي يرى بالعين بعد الاقتران ب 24 ساعة على الأقل فلزم الجميع أن لا يعتد بالرؤية التلسكوبية في استهلال الشهر، ذلك أن القمر متى فارق الشمس كان هلالا سواء رأيناه رأي العين أو رأي البصيرة أو باستعمال احدث الأجهزة ؛ وحيث أن تواريخ الاقتران الفلكي قطعية فان رؤية الهلال بالعين المجردة في زماننا هذا هي من باب تحصيل حاصل نجزم بوقوعه، هذا فضلا من أن تواريخ هذه الاقترانات الفلكية واسترجاعنا للكلندار النبوي بناء عليها يثبت بالاستناد إلى التواريخ والأيام المحفوظة في السيرة (انظر الرابط أسفله ) أن الرسول لم يكن يعتمد الرؤية في استهلال الشهور، وان تقويم الليالي العددية هو أكثر التقاويم كفاءة في مطابقة هذه الأيام المحفوظة، ونحن هنا لا نزعم أن العرب كانوا يعرفون مواقيت الاقترانات الفلكية، بل نفترض أنهم ربما اعتمدوا معيار الرؤية بشكل مختلف بحيث إذا لم يرى الهلال في الليلة الثالثة مثلا من دخول عدة الشهر الجاري كبسوا شهرين متتابعين بنصف يوم لكل واحد منهما فيستوفيان 30 يوما، أو ربما اعتمدوا فقط كبسا حسابيا محضا.
• أن القرءان حسب عدة المرأة المتوفى عنها زوجها بالعدة الوسطية (29,530588 يوم كما هي محددة في وقتنا هذا) والتي هي حاصل قسمة عدد أيام العام القمري على 12 وأضاف إليها 0,10 من كسور الشهور لجبر كسور الشهر القمر بحيث يستوفي كل شهر من الشهور الأربعة 30 يوما فتكون مجموع أيام العدة 121 يوما لتجاوز ما يمكن أن ينشأ من عدم التوافق بين مصيبة الموت وبداية الشهر القمري مما يدل على أن عدة الشهر الملزمة في الحساب هي 29,5 يوما وليس 29 آو 30 يوما.
• أن المعتمد في القرءان في معرفة الزمن والشهور والسنين والعلاقة بين الشمس والقمر هو الحساب لا الرؤية .

معايير تقويم الليالي العددية.

تكمن الأهمية الأساسية لتقويم الليالي العددية في انه تقويم لا يقبل الاحتمالات في مطالع الشهور ما يسمح بالتالي بتجاوز حالة العته المزمن والخبل المستفحل الذي نعيشه كل عام، وهو تقويم بسيط في أسسه تتكون معاييره كما اشرنا سابقا من:

• شهر رمضان أول شهور العام وشعبان أخرها
• تقسيم شهور العام إلى :
• شهور فجرية تبدأ مع الفجر وتتكون من 29 ليلا و30 نهارا وهي رمضان وذو القعدة ومحرم وربيع الأول وجمادى الأولى ورجب.
• شهور غروبية تبدأ مع المغرب وتتكون من 30 ليلا و29 نهارا وهي شوال وذو الحجة وصفر وربيع الثاني وجمادى الثانية وشعبان.
• يتكون كل شهر من 59 ليلة عددية في العام البسيط 354 يوم
• لا يعتد هذا التقويم بأي رؤية للهلال كيفما كانت وأينما كانت، بل يعتد بإتمام الشهر لعدتة الوسطية كاملة دون وقوع الاقتران الفلكي للشهر القادم خارج الليلة 59 من الشهر المنصرم فان وقع، كبس شهران متتابعان .
• يكبس شهران متتابعان بنصف يوم لكل واحد منهما فيستوفي كل واحد منهما 60 ليلة عددية في حالة وقع الاقتران الفلكي خارج الليلة 59 من الشهر المنصرم وفي بداية عدة الشهر الجاري، فيضاف نصف يوم في نهاية الشهر المنصرم "الذي سقط " وفي آخر الشهر الجاري لاستعادة الحفاظ على تقسيم الشهور إلى شهور فجرية وأخرى غروبية والذي اخل به الكبس، ويكون العام في هذه الحالة كبيسا من 355 يوم.
• لا يكبس شهر رمضان أبدا وفي حالة كان الاقتران الفلكي لشهر رمضان خارج الليلة 59 من شعبان يكبس آخر رجب وشعبان وجوبا .
ولمزيد من التفصيل حول التجسيد العملي لهذا التقويم يرجى الاطلاع على الروابط التالية مع ملاحظة أن مواقيت الاقترانات الفلكية الواردة فيه بالتوقيت العالمي الموحد إذ اكتفيت بالاستحضار الذهني للتوقيت المحلي لمكة دون كتابته فالعمل متعب وشاق. (انتهى ).
ملاحظة: هذا التقويم اجتهاد شخصي أضعه أمام المختصين بوصفه وجهة نظر لا مفكر فيها لا غير.
الرابط أسفله عبارة عن ملف يتضمن:
استعادة 10 أعوام من الكلندار النبوي الشريف باعتماد تقويم الليالي العددية .
تقويم الأعوام 1435 . 1436. 1437, 1438 . 1439. 1440 للهجرة مع ملاحظة أن بداية العام من رمضان وتسهيلا للأمر قمت بتأريخها بالتقويم السائد حاليا والذي يؤرخ بدأ من المحرم.
https://www.4shared.com/folder/BRKoqg03/_online.html








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المشهديّة | المقاومة الإسلامية في لبنان تضرب قوات الاحتلال ف


.. حكاية -المسجد الأم- الذي بناه مسلمون ومسيحيون عرب




.. مأزق العقل العربي الراهن


.. #shorts - 80- Al-baqarah




.. #shorts -72- Al-baqarah