الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقيقة حوت يونس

دوست سعيد الختون
باحث و كاتب في العلوم الانسانية

(Dost Said Allochtoon)

2019 / 5 / 23
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


أولاً دعونا ننسى كل شيء عن القرآن و التفسير و اللغة و علم الحديث و لنسأل سؤالاَ بسيطاً واحداً و هو , ما هي مصارد الرزق التي اعتمد عليها إنسان ذلك الزمان للبقاء حياً ؟ الجواب بسيط ١ الزراعة مختلف المحاصيل ٢ الصيد بري و بحري فقد اعتمد الإنسان و منذ الأزل على الزراعة و الصيد و استعمل العديد من الأدوات لتحقيق ذلك كالفأس و شبكة الصيد مثلاً و هذا بديهي لأن المنطق و التاريخ و الواقع كل يؤكد ذلك و حتى إلى يومنا الحاضر فكل قرية أو ضيعة تعتمد على الزراعة و الصيد حسنناً لنعد الآن للقرآن أما الزراعة كمصدر رزق فقد ذكرة مراراً و تكرارا حيث تصف الآيات مزروعات شتى على أنها من نعم الله و رزقنا في الأرض أما الارض الزراعية و مهنة الفلاحة - الفلاحة - مذكورة في الآية ١ وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا ﴿٤٣ النساء﴾ ٢ وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ ﴿٦ المائدة﴾ طبعاً جميعكم متفاجئ ما علاقة الآيات بالفلاحة أولاً - الغائط يا إخوتي هو الارض الزراعية تحديداً و أسئلوا أهل صعيد مصر عن كلمة - غيط - ثانياً- كلتا الآيتين تقولان إن جئتم من الغائط - أي أنهم كانوا في مكان و هو الغائط و جاءوا منه و الآيات واضحة لا تحتاج حتى فتح قاموس ثانياَ مهنة الصيد و هنا محور البحث عن المعنى القرآني الحقيقي لكلمة - حوت - و التي تعني بالضبط - شبكة صيد كبيرة منسوجة يدويا من الخيوط و لفظها الصحيح هو -حوتَ- و في ذلك اسئلوا أهل عمان و صياديها عن الكلمة - الحوتَ-عند العمانيين هي شبكة صيد سمك كبيرة منسوجة من خيوط شفافة تعلّق خلف القارب حيث تلتقف اكبر عدد ممكن من السمك أو تعلق على صخرة بحرية ويمكن ان يبقوا الشبكة في الماء أياماَ و هذا ما حصل مع يونس و موسى بالضبط أما جماعة يونس فقد أرادوا أن يخدعوا الله بالالتفاف حول ما حرم عليهم وقتها بأن لا يخرجوا للصيد فقد خالفوا أمر الله إذ خرجوا و وضعوا حيتانهم أي شباكهم ليعودوا لها لاحقاَ بعد يوم التحريم وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ و عندها وقع غضب عذاب الله عليهم تساهموا من من البحارة و الصياديين سينزل في هذه الظروف المناخية الصعبة و ينصب الشباك في مكانها المحدد بين الصخور كما في كل مرة فكان يونس فنزل و هو مليم ليثبت الشباك و أثناء ذلك و الجو العاصف وقع يونس و علق في نفس الشبكة التي نصبها , عندها غادر أصحابه ظانيين أنه قد غرق أو أنهم لم يروه بسبب العاصفة لكن يونس استطاع السباحة و أخرج نفسه من الشبكة - إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (140) فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ (141) فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (142) فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ثم لاحظوا تكملة الآية فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ و- يوم يبعثون - تفسر على الشكل التالي أي أنه كان من الممكن أن تبقى جثة يونس في الشبكة كدليل أثبات عليه و على من خرج معه فيفضح أمرهم يوم بعث القوم ثانية بعد يوم التحريم أي عندما يأتون و يعودون إلى الشبكاك التي نصبوها سوف ينكشف أمر جماعة يونس و يخزوون انظروا الآية فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ أما كلمة -حوت - لغوياَ و علاقتها بكلمة شبكة فلاحظوا ان جذر شبك و كلمة شبكة لا تعبر عن شبكة الصيد فقط بل هو مصطلح عام أما -حوت - فكيف ننسى الجذر اللغوي -حوى - احتوى - و منها حاوية و حاويات وجمع جمعها طبعاً هو - حوت -إذا كان سكان تلك المنطقة يعتمدوون على صيد السمك بشكل اساسي و كانت لديهم حوت - رتل و كبير من الشبكات يضعونها و ينصبونها في أماكن معينة قد علموها جزر صخرية صغيرة مثلاً أما بالنسبة لقصة موسى مع الحوت فالكلمة أيضا تعني- شبكة صيد -و الأمر لا يحتاج لشرح لنتأكد أن الحوت هو الشبكة انظر الآيات فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا اولاً تقول الآية - نسيا حوتهما - يعني حوتيين و ليس حوت واحد أو حوت يخصهم هم الإثنين إذاً الحوت بمعنى السمكة لا ينطبق عليها السياق فإذا قال- نسيا سمكهما- لا تصح انما الصحيح نسيا السمك منطقية اكثر فلماذا قال حوتهما ؟ اما بمعنى الشبكة فتصبح - نسيا شباكهما - تصبح منطقية اكثر ثانياً من هو الذي اتخذ سبيله في البحر سربا ؟ الشبكة تسربت في البحر ثم ان موسى طلب الغذاء و الفتى رد علية بأنه نسي الحوت و ليس الغذاء في الحقيقة الامر واضح و لا يحتاج الى تفسير فكيف يعتبرون الحوت سمكة او قارب و غابت عنهم الشبكة الحاوية للسمك و اداة الصيد الرئيسية خاصة وأن سياق الايات لا ينضبط إلا بعتبار الحوت شبكة صيد , أما قارب و سمكة فلا توافق السياق ابداً و سوف اثبت ذلك في شرحي الصوتي للكلمة و القصة فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلاَّ الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا نرى الآن ان كلمة حوت بمعنى شبكة صيد مطابق للسياق العام للآيات بشكل غير قابل للشك على الأقل في رأيي ملاحظة كلمة حوت تعني الخيط بالعبري و هذا دليل إضافي توقفنا في الجزء الاول عند الشاطىء و عرفنا كيف استطاع يونس الخلاص من الحوت - الشبكة - التي نصبها بيده و السباحة بصعوبة الى الشاطئ المقابل تلكل الجزر الصخرية التي قد تعودوا نصب شباكهم فيها و تركها اياماً . المهم انه استطاع السباحة و جرفه التيار الى شاطئ في إيران الحالية و هو بالضبط الجهة المقابلة لدولة عمان حاليا و المقصود بالمئة الف و يزيدون هم سكان تلك المنطقة وقتها و هي الان محمية طبيعية في ايران و يمكنكم رؤية الشاطئ العماني و الشاطئ الايراني عن طريق جوجل ايرث و ترو اين نبذ يونس ,, نكمل الآيات فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ - اي انه جرفه التيار الى ذلك الشاطئ الرملي الابيض في إيران الحالية - و هو سقيم - اي و هو مجروح و متعب و مكسورة بعض عظامه و هذا طبيعي جداً و منطقي رجل يخرج نفسه من شبكة عملاقة و في وسط عاصفة وسط البحر و ليلا - و يسبح الى الشاطئ الاخر أكيد انه تكسرت يده او ساقه او اضلاعه او جرح او فكة مفاصل ركبه . إلى آخره ... نكمل الايات و الاية المعضلة الي طالما أرقت اللغويين و الفقهاء و سهرتهم الليالي - حسناً لنرى الاية و نفسرها حسب منهجنا العامي المنهج الذي لا يعترف بوجود خرواق و لا معجزات حسية و كما كشفنا ثوب الخرافة عن حوت يونس سنكشف ثوب الخرافة عن شجرة اليقطين - لاحظوا معي الاتي أولاً - ما الداعي لذكر هكذا اية أصلاً - لقد عرفنا المهم و هو انه الله نجاه الى البر - ثم اكمل حياته مع اناس اسلموا معه فمتعهم الى حين الموضوع واضح فما الداعي لان يقول انبتنا عليه شجرة من يقطين - لا معنى لها ثانياً - كيف تنبت على جلد انسان شجرة فهل لحم يونس تراب حتى تنبت عليه شجرة ؟ كلام فارغ ثالثاَ و هو الاهم - كيف يقول شجرة من يقطين و اليقطين اصلا لا ساق لها فهي نبات نجمي ينموا في الارض مثل البطيخ ؟ ايضا كلام فارغ لماذا يصعبون الامور هكذا و القصة واضحة وضوح الشمس القصة هي بكل بساطة التالي بعد ان يجرف التيار يونس الى الشاطئ جرح و تكسرة بعض عظامه و لذلك قال و هو سقيم ثم أغمي عليه في نفس المكان الذي نبذ به و طبعاَ ملابسه تبللت بذلك الرمل على الشاطئ و يبسته الشمس لتصبح على شكل ما نسميه اليوم - الجبصين - هذا اولاً ثانيا اقول للاخوة اللغويين مالكم كيف تقرؤون الا تراجعون معاجمكم و تروا ان معنى كلمة - يق - الشديد البياض ـ : . - و الطين هو الطين فالكلمة يا اعزائي كلمة مركبة من - يق و طين - يقطين - الطين الابيض يعني بلغة اليوم الجبصين - و هنا نفهم كيف شفي او كيف جائته الفكرة بان يبلل ملابسه و يغمسها في ذلك الطين الابيض و يجففها ثم يعيد الكرة بالضبط كما يفعل اي طبيب في يومنا الحاضر يمكنكم مشاهدة الشاطئ الذي اشرت اليه على جوجل ايرث لتروا الفرق بين طين تلك المنطقة و طين ما يجاورها بهذا نكون قد حررنا قصة يونس من الخرافة بشكل كامل و اكدنا ان القران يسير للذكر فهل من مدكر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تحشد قواتها .. ومخاوف من اجتياح رفح |#غرفة_الأخبار


.. تساؤلات حول ما سيحمله الدور التركي كوسيط مستجد في مفاوضات وق




.. بعد تصعيد حزب الله غير المسبوق عبر الحدود.. هل يعمد الحزب لش


.. وزير المالية الإسرائيلي: أتمنى العمل على تعزيز المستوطنات في




.. سائح هولندي يرصد فرس نهر يتجول بأريحية في أحد شوارع جنوب أفر