الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آه ياعلي ليتك كنت الآن حاضرا

قاسم السيد

2019 / 5 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


حوارية مع الأمام علي في ذكرى استشهاده

التي تصادف هذه الأيام حسب التاريخ الهجري



آه ياعلي ليتك كنت الآن حاضــرا

وترى عيناك مايفعــل بــنا

لما بقي فقارك في غمــده

لقد غـدونا أخبارا تحدو بها الركبان

وقصصا تحكى في البلدان

شمتت بنا اعـدائنا ولم يتأسى علينا أحد

فمثلما اختلفت فيك الأمـة فمنهم مـن أحبك وبالغ في حبه حتى عبدك

ومنهم من أبغضك حتى وصلت به الكراهية أن لعنك

فأصبحنا ندفع فاتورة الأختلاف فيك

لأنك لم تكن شخصا بل كنت قضية

إن الذين يتخذونك عدوا يقتلوننا ويستبيحون حرماتنا

والذين يتخذونك وليا غــدوا بنا نهبا

وأضحى جهادك من أجل العدل طقوس وشعائر

إنهم يغالون في تقديسك

ولايلتفتون لقضيتك فأنت لديهم مقدس بلا قضية

بينما كنت تحيا بين الناس كأحدهم وأنت تحمل هم قضيتك

فلم تكن تولي للطقوس والشعائر بالا فكم صرع فقارك من تظاهروا بالنسك والعبادة لإن ذلك ليس هدف دينك بل كانت دولة العدل الإجتماهي هي الهدف

إن ولايتك لباهظة الكلفة ووعرة المسلك لا كما يستسهلها الذين يدعون الإنتماء إليك .

فهم يكذبون حينما يتغنون بشعارهم ياليتنا كنا معكم

كيف وهم لم يخصفوا نعلا

ولم يرتقوا ثوبا مل من الرتق

كيف ينتموا اليك وأنت لم تشبع بطنك من قرص الشعير

هل تدري ياعلي كيف يبددون أموال الأمة

أنت الذي لم تحابي أخاك عقيل في أموالها

انهم يغدقونها على الأصحاب والأنصار

وغدت أموال الأمة نهبا لهم

يجوع البؤساء وهم يتخمون

يتعرى الفقراء وهم بأفخر الملابس يكتسون

تصطلي الناس في الصيف حرا

وترتعش في الشتاء بردا

وهم لايعرفون لاصيفا ولاشتاء

لم يحرموا أنفسهم من أي نعمة من نعم العصر

بينما يعيش بعض الناس في حال أضنك من أيام عصرك

ونسوا الذين ينسبون نفسهم اليك مقولتك - ما جاع فقير الا بما متع به غني ــ

يقتل الناس في كل مكان حتى وإن كانوا هاجعين في بيوتهم

بينما هم يحتمون خلف قلاع محصنة

وإذا خرجوا في الطرقات خرجوا في مواكب كمواكب الملوك

وحموا أنفسهم بحرس كحرس الطغاة

لم يسيروا في الدروب مثلك وحدك يخافك الموت لاتخافه

إنهم لم يعودا ينتمون إلا لإسمك ياعلي

أما قضيتك فما أبعدهم عنها

فلو خرجت لهم الآن من الأجداث فما أسرع خذلانهم لك لإنهم لايطيقون بأس عدلك

ولملئوا قلبك قيحا كما ملئه نظرائهم الذين عاصروك

لم تكن تخلصك منهم الا ضربة ابن ملجم

عندما وصل سيفه الى أم رأسك هتفت صادقا - فزت ورب الكعبة ــ

آه ياعلي ما أحوجنا اليك اليوم في زمن شحت فيه الرجال وكثرت اشباهها

عندما قلت لأسلمن ما سلمت أمور المسلمين

تركت حقا لك حتى لا تفرق صفوف الأمة

بينما الذين يدعون استظلالهم بولايتك يفرقون الأمة طمعا في الحكم

وتسفك الدماء بسب تكالبهم وإثرتهم لمصالحهم على مصالح الأمة

صغارا ياعلي لايجدون أنفسهم إلا على الكراسي

ولو كانوا حقا مؤمنين بولايتك لكانوا أكبر منها

آه ياعلي لم يكن الزمن الذي كنت فيه زمنك

فشلت فيه حاكما ونجحت فيه ثائرا

كانت الأمة أحوج لثورتك أكثر من حاجتها لحكمك

لكن لم ينهض بها وعيها لتنصرك

فلم تعي فداحة خذلانها لك إلا بعد فقدها لك

الآن يمجد خصومك الذين نازعوك الحكم وينسى ذكرك لأن هولاء الخصوم بنوا دولة العرب

بينما كنت منكبا على بناء صروح العدل لأنك لم تجد في الحروب التي تسمى بالفتوح سوى ضروب النهب والسلب والاستعباد والتي لم يستفد منها الا الخصوص وليس العموم

آه ياعلي ماذا بعد علي أن أقوله لك

لم يبقى لدي شيء أقوله سوى

آه ياعلي لو كنت الأن حاضرا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا - مالي: علاقات على صفيح ساخن؟ • فرانس 24 / FRANCE


.. المغرب - إسبانيا: لماذا أعيد فتح التحقيق في قضية بيغاسوس للت




.. قطر تؤكد بقاء حماس في الدوحة | #غرفة_الأخبار


.. إسرائيل تكثف القصف بعد 200 يوم من الحرب | #غرفة_الأخبار




.. العرب الأميركيون مستاؤون من إقرار مجلس النواب حزمة مساعدات ج