الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشراكة الكاذبة: من الذي قال أن المجلس العسكري شريك؟؟

شوقي إبراهيم عثمان
(Shawgi Ibrahim Osman)

2019 / 5 / 26
السياسة والعلاقات الدولية


من الذي قال أن المجلس العسكري “شريك”؟؟ هل قالتها قوى “إعلان الحرية والتغيير”؟ قطعا لا. قالها شمس الدين الكباشي، خرج علينا على شاشة التلفزيونيات يقول “إنهم شركاء مع إعلان الحرية والتغيير”. ثم يذهب الكباشي مع حميدتي ليجلس مع قاتل جمال خاشقجي، ابن سليمان. هل نحن شركاء مع ابن سليمان في هذه الجريمة؟ ونقصد بالجريمة قتل الشعب اليمني. كلا. وسابقا، اشركوا الله تعالى في كل جرائمهم، ففضحهم رب العالمين في الآفاق، والآن المجلس العسكري يفعل المستحيل للحفاظ على الدولة العميقة، وللم أذيالها من أجل ستر مخازيها من جرائم واختلاسات.

السعوديون والإماراتيون، جيل الأبناء والأحفاد، تحالفوا، وسلموا أمورهم للأمريكيين وللإسرائيليين. ومراكز البحوث في هذين البلدين، يديرها أمريكيون وإسرائيليون، حتى الغرف العسكرية تديرها واشنطون وتل أبيب، في حربهم على شعب اليمن. أما في قضية البحث والبحوث وعلم الإستراتيجيات والتكتيك فقد أتخذت مراكز البحوث في السعودية والإمارات (مثل مركز ابن زايد) كتاب ”the 48 laws of power, by robert greene“ قرآنا مُنزَلا. ولقد بلغ الإعجاب بهذا الكتاب ليس فقط من قبل مراكز بحوث هاتين الدولتين، بل أيضا نال إعجاب المواطن الخليجي فوضعه جنبا إلى جنب مع صحيح البخاري!!

مما لا شك فيه، المجلس العسكري الانتقالي تديره غرفة من الخلف تطبق كتاب روبرت قرين بحذافيره. وكما يقول السودانيون سخرية “بضباننه”. ومن علامات ذلك، أن هذا المجلس يعتمد على الغموض البناء، ويلتقي في جلسات قصيرة، إن ألتقى، مع وفد إعلان الحرية والتغيير. معتمدا على تبادل الوثائق، والتواصل عبر التصريحات الإعلامية. كلها تشير أن هنالك “ملقن” يقبع في الخلف. ولقد لاحظنا أيضا أن “حميدتي” يتصرف بأساليب هي من صميم اللغة العصبية neurological linguistics، فكيف لـ “عريبي”، كما وصف نفسه، يتقن هذه اللغة إذا لم يتم تدريبه عليها في مراكز التدريب الإماراتية؟ إجادة حميدتي للغة العصبية سنفرد لها مقالة منفصلة، ولكن دعونا نركز على القانون 9 الذي يقول انتصر بالأفعال وليس بالمجادلة.
Law 9: Win Through Your Actions - Never Through Argument
Any momentary triumph you think you have gained through argument is really a Pyrrhic victory: The resentment and ill will you stir up is stronger and lasts longer than any momentary change of opinion. It is much more powerful to get others to agree with you through your actions, without saying a word. Demonstrate, do not explicate.

ترجمة:
أي انتصار لحظي تظن أنك نلته عبر الجدل والمفاوضات (الحجة والتحاجج) في حقيقة الأمر هو نصر باهظ الثمن: الغضب والنية السيئة التي قد تثيرها في خصمك قد تكون أقوى وقد تستمر أطول من أي تغير للأفكار اللحظي. إنه أقوى بكثير حين تجعل الآخرين يوافقونك عبر أفعالك، بدون نطق أية كلمة. اظهر (أفعالك)، لا تشرح.

هذا القانون .. الآن الآن تستخدمه الولايات المتحدة ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية. حركت أساطيلها نحو الخليج، وهو ما يعد ك "فعل". وإلى اليوم لا يعرف أحد لم أرسلت واشنطون أساطيلها نحو الخليج هل هي حرب أم لا حرب (بدون نطق أية كلمة). وتتمنى واشنطون سرا أن تذعن إيران لإملاءاتها دون أية جدال أو مفاوضات. ولكن هيهات أن تنجح واشنطون مع إيران لسبب واحد، ليس فقط الدولة الإيرانية بكل أركانها، بل لأن كل إيراني لا يقبل الذلة، ممتلئ الشعور بالعزة.

لماذا قال الكباشي “نحن شركاء”؟

مفاعيل القانون التاسع لا تأتي أكلها ولا تأخذ مفاعيلها إلا على من هو يجلس على طاولتك كخصم. ونعني به خصمك الذي يجلس في الجانب الآخر من الطاولة، فقولة الكباشي “نحن شركاء”، يجب ألا تفهم بالمعنى الحرفي للكلمة، فهي خدعة، أي لوضع الخصم في مرمى النيران أو البوكس. هل يمثل إعلان الحرية والتغيير الشعب السوداني المنتفض؟

هذه قضية معلومة لا يختلف عليها إنسان، إلا العنزان حسن رزق وأبوبكر عبد الرازق ومن لف لفهما من سياسيين مثل المثير للضحك والسخرية عبد الهادي عبد الباسط „الخبير الإستراتيجي!!”، رغم أنه أمنجي من الدرجة العاشرة مقارنة بالأمنجية سيد الخطيب وعبد الرحيم علي. أو مثل الصحفي علم الدين عمر، ويوسف عطا المنان، أو عوض مالك. فتخيل الآن لو رفض إعلان الحرية والتغيير الجلوس مع المجلس العسكري مطلقا، فماذا يحدث؟ لوح المجلس العسكري مبكرا بالبديل مثل استقباله الوفود تلو الوفود من أحزاب “الجبهة الوطنية للتغيير”، “أحزاب الفكة”، “كتلة 2020“، “المؤتمر الشعبي”، “السلفيين والسروريين”، ووفود “الإدارات الأهلية”، والـ177 رؤية إياها الخ.

فمع حملة التشكيك المكثفة والمبرمجة في شرعية تمثيل إعلان الحرية والتغيير للشعب السوداني داخليا، والحملة مدعومة من قناة العربية والحدث، وقناة الجزيرة، كان بالإمكان أن يتجاوز المجلس العسكري إعلان الحرية والتغيير، إذا، إذا رفض إعلان الحرية والتغيير مطلقا الجلوس مع المجلس العسكري. فسارعت قوى إعلان الحرية والتغيير إلى الجلوس مع العسكر!! هذا الموقف لم يكن خاطئاً.

وهنا، أو بعدها، يأتي الفرق ما بين فصيلي التفاوض، ففصيل المجلس العسكري مدعوم بغرفة “خبراء” خلفية، لا تستبعد أتخذت لها مكتبا داخل القصر الجمهوري نفسه، أو في إحدى مقرات جهاز الأمن السرية. بينما فصيل إعلان الحرية والتغيير تثقله المناقشات في التصورات المختلفة، التي تستغرقه وتستغرق طاقته وزمنه. (جاهدا نفسه في إعداد نفسه لمزيد من المفاوضات مع العسكر). عند هذه النقطة نتوقف.

نقول، العسكر لن يتنازلوا عن “السيادة”، وكانوا يناورون لكسب المزيد من الوقت لترتيب قوى الدولة العميقة، والثورة المضادة، ويختبرون إعلان الحرية والتغيير صعودا وهبوطا، ويفتلون المؤامرات ويعملون الفكر في كيفية فض الاعتصام الجماهيري حول القيادة، وإجهاض الحراك الإقليمي، عبر “الوالي المكلف” في إغراق الجماهير برحلات مكوكية بزيارة المستشفيات، ومضخات المياه، وزيارة المخابز، والتأكد من المخزون الإستراتيجي. كل هذا من الولاة لإجهاض الطاقة الثورية لجماهير الأقاليم.

ولعب “حميدتي” الدور المناط له والذي تدرب عليه بكفاءة في مراكز التدريب بدولة الإمارات، مثل كيفية مخاطبة الجماهير بأساليب اللغة العصبية (بالإكثار من الجمل المركبة: إيجابية-سلبية، بالترتيب)، وفي نفس الوقت كان حميدتي يطبق القانون التاسع (موضوع هذه المقالة)، أو بالأحرى طبقوه من كانوا يلقنونه من الخلف، أي انتصر بالأفعال وليس بالمجادلة، فأنتصر حميدتي على “إعلان الحرية والتغيير” حين كان يفعل ويتصرف كأنه “نائب رئيس الجمهورية”. يعلن مبكرا قبل الجلوس للتفاوض إنه لن يسحب القوات السودانية من اليمن، ويجلس مع هيئة الطيران المدني ماخور الفساد المزمن لتهدئتهم وإعادة المفصولين منهم ويعطيهم مرتب ثلاثة أشهر (ونسى الجلوس مع لصوص سودانير)، يحل النقابات ثم يلغي قرار الحل، يجتمع مع مدراء المصالح والمؤسسات في اجتماع مغلق ويصرح من يضرب عن العمل لن يعود إليه، حميدتي يغلق الطرق لمبنى تلفزيون السودان في وجه شبكة الصحفيين والجماهير، ومن الطريف حين تسمعه يتكلم عن “بنك السودان” المركزي، ما له وما عليه، ويطمئن الجماهير أن “الخزنة” مليانة، ثم يخرج بنك السودان المركزي استجابة لقرار “إعلان الحرية والتغيير” مؤيدا للإضراب السياسي والعصيان المدني.

يوقفون التفاوض ل 72 ساعة!! بحجة أن “إعلان الحرية والتغيير” تصعد في تصليب الجماهير المطالبة بحقوقها المدنية قبل وبعد أن قتلت قوات الدعم السريع شهداء شارع النيل!! هذه الاستراحة، كان القصد منها إعطاء السلفيين والسروريين الفرصة لاستعراض قوتهم مقابل الشعب السوداني، وكانت مخيبة لآمالهم!! وكما إعطاء مكتب الخبراء الخلفي الفرصة لدراسة الموقف برمته، بعدها أجتمعوا، وكشروا عن أنيابهم بتمسكهم بالسيادة، وعطلوا المفاوضات وكانت قاب قوسين، بل ذهب حميدتي والكباشي ليجلسا في ضيافة ابن سليمان، والبرهان في ضيافة السيسي. البرهان يتصرف كرئيس جمهورية، وحميدتي نائبه، أبى من أبى!! ((لقد وضح تماما، أن الأخوان المسلمين (مؤتمر وطني وشعبي) يفقدون موقعهم داخل المجلس العسكري، وهذا ما تراه جيدا من موقف قناة الجزيرة الإعلامي)).

ماذا نقصد بهذه المقالة؟

قوى “إعلان الحرية والتغيير” لا تحتاج إلى “التفاوض” المسبق مع العسكر كي تمارس صلاحياتها التي وهبها لها الشعب السوداني المنتفض، فطبقا للقانون التاسع، الذي طبقه الخصم بجدارة – أي انتصر بالأفعال، على هذه القوى أن تصرح أولا تصريحا معلنا أن هنالك تناقض مصلحة ما بينهم وما بين المجلس العسكري، لوضع عملية التفاوض في إطارها الصحيح، وليست هي شراكة من قبلهم، فالشراكة لغة ومصطلحا وقانونا تعني انطباق الأهداف المشتركة لتحقيق هدف مشترك محدد. وهذا لم يثبته المجلس العسكري. كذلك على قوى “إعلان الحرية والتغيير” أن تقولها بشكل معلن، ومكرر، إنها لا تثق في المجلس العسكري، وإنها تأخذ موقف “الحذر الصحي”. كذلك عدم الجلوس معهم في “القصر الجمهوري” الذي أحتلوه بدون حق. فمن أهم صلاحيات قوى “إعلان الحرية والتغيير” بلحاظ “الفعل” إلى حد الانتصار وليس بلحاظ “المجادلة”، الذي يحث عليه القانون التاسع، وفي مقدورها تفعيل هذه الصلاحيات، هو تحريك الجماهير النقابية في كل المؤسسات، والمصالح الحكومية، وشبه الحكومية، بأن تستلمها قوى التغيير كما حدث تماما في بنك السودان المركزي، وعلى مستوى كافة المدن والأقاليم، وليس حصرا في الخرطوم. وعلى الخصوص نقابة سودانير التي عجز الجميع في فك ألغاز هذه المنشأة. أضف إلى ذلك، تسليم الجماهير شعار سحب القوات السودانية المرتزقة (40% منها أطفال) من اليمن، حقيقة من السعودية. وهكذا نمارس الضغط على حميدتي، وبل تسليم قوات الدعم السريع منشورات بحرمة قتل شعب اليمن.. ودواليك.

لقد ذكرت في إحدى مقالاتي، يجب فعل أو سلوك أي فعل يعزز الثورة. فهل قوى “إعلان الحرية والتغيير” فاعلون؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي