الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


( ثلاثة اذلوا كبرياء الانسانية ) !.

صادق العلي

2019 / 5 / 28
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


,,,,,,,,
ثلاثة اسماء غيرت مسار الانسانية وغيرت ايضاً نظرة الانسان لنفسه , صحيح ان العقل الديني رفضها او بعضها ولكن لا يستطيع ان ينفي ما طرحوه .
لقد اختلفت التصورات الانسانية سواءاً التصورات الدينية او العلمية اختلافاً جوهرياً بعد طروحاتهم التي اعتمدت على المنهج العلمي الذي لا يقبل الدحض الا بأدلة علمية وعقلية وليس ( ما ورائيات الاعتقاد الديني غير المثبتة ) , مما جعل الانسانية في حرج كبير لما كانت تعتقده قبلهم , هذا ما اعتبره سيجموند فرويد اذلالاً للانسانية , سأرجع الى هذه الحيثية في نهاية الموضوع 1 .
الاذلال الاول :
نيكولاس كوبرنيكوس 1473 م – 1543 م
قبله كان الاعتقاد السائد بأن الشمس والكواكب الاخرى تدور حول الارض التي هي مركز الكون , صحيح ان هناك طروحات من قبله لبعض العلماء سواءاً الاغريق او غيرهم ولكن لم يتوصل احد منهم بالدليل العلمي الى ما توصل اليه كوبرنيكوس .
لقد اثبت هذا العالم والفيلسوف والفلكي من خلال سنوات بحثه الطويلة ان الارض تدور حول الشمس كما الكواكب الاخرى , وليس هناك اي صحة للمقولة الشهيرة بأن الانسان الذي يعيش على الكرة الارضية هي مركز الكون فهي مجرد فكرة مغلوطة تماماً , وان الشمس ومن بعدها المجموعة الشمسة تدون في مجرة واحدة وان هذه المجرة تدور حول نفسها وحول غيرها وهكذا .
اما الانسان بتصوراته القديمة كونه مركز الكون فلقد اصطدم بما قدمه كوبرنيكوس الذي جعله ( الانسان ) اصغر مما يتصور ! وجعله يواجه الحقيقة بأنه يعيش على كوكب صغير جداً جداً ضمن كواكب عديدة لا حصر لها في المجموعة الشمسية وليس له اي حيلة لمواجهة الطبيعة فيما لو قررت فعل اي شيء به وبكوكبه او حتى بأفكاره ومعتقداته .
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
الاذلال الثاني :
تشارلز داروين 1809 م -1882 م .
Evolutionواضع نظرية التطور والارتقاء
التي تؤكد ان الاحياء على الكرة الارضية تنحدر من اسلاف او عائلات مشتركة قامت بتغيير سلوكها واجسامها بحسب الاماكن التي تعيش فيها .
لقد واجه الجيولوجي تشارلز دارون العالم كله بما توصل اليه في بحوثه بالتحديد فيما يخص الانتقال الطبيعي بين الانسان وبعض انواع القرود العليا , فلقد قدم في كتابه ( اصل الانواع ) نظريته الى المجمع العلمي وقتئذ والكيفية التي تتحول فيها الكائنات الحية من نوع لاخر عبر الطفرات او القفزات تتم وفق صراعات او احتياجات تلك الاحياء في حينها ايضاً فيما يسمى الانتقاء الطبيعي او الانتخاب الطبيعي او بالانكليزي
Natural selection
ما قدمه داروين ليس مجرد كلمات او حتى كتاب يحمل تصورات كاتبه عن الماضي او المستقبل لا طبعاً ,لقد قدم نظريته امام علماء اخرين لا يقلون اهمية او علمية عنه وبالتالي فأن عنصر التنافس موجود بينهم بقوة ايضاً عنصر السباق من اجل اثبات او نفي ما يقدمه احدهم للاخرين إذ لم يكن داروين الوحيد الذي يقوم ببحوث ودراسات في هذا المجال او في مجالات علمية اخرى .
لقد حطم دارون بنظريته هذه فكرة ان الرب خلق الانسان على صورته 2 !, لان الانسان علمياً يحمل صفات احدى سلالات القردة العليا وبالتالي تعتبر فكرة الرب الذي خلق الانسان على صورته عارية عن الصحة إذ ليس من المعقول ان تكون صورة الرب ........!.
ايضاً طالما افتحر الانسان بأنه افضل المخلوقات وان الرب نفخ فيه من روحه ( انظر لوحة خلق ادم لمايكل انجلو ) وانه ابن الرب وخليفته على الارض , جاء السيد داروين ليقول بكل صراحة انك قرد وان اسلافك الذي تفتخر بهم ما هم الا قرود فلا تتوهم تفوقك على الاحياء الاخرى لمجرد انك تعتقد بوجود كتاب سماوي او احدهم اخبرك بقصة غير علمية وليس لها اي حقيقة الا في راسك .
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

الاذلال الثالث :
سيجموند فرويد 1856 م – 1939 م .
Psychoanalysisمؤسس مدرسة التحليل النفسي او علم النفس
الذي قدم الانسان بصورة مختلفة تماماً عما كان عليه , فهو يقول ان الانسان عبارة عن انعكاسات لمجموعة من العلاقات المتأتية من محيطه وبالتالي تصبح هذه العلاقات هي سلوكياته ,,, هذا كله وهو لا يعلم بذلك في اغلب الحالات .
الطبيب النمساوي المتخصص بطب الاعصاب , غاص في داخل النفس الانسانية منذ مرحلة الرضاعة وتعلق المولود بأمه وابيه الى مراحل متقدمة من عمره , يرى فرويد انه يتخلل عمر الانسان الكثير من العُقد ( جمع عُقدة ) ايضاً يتخلله امراض ومشاعر لا يتحسسها جسدياً ولكنه يعاني منها كونها تنعكس على سلوكه زجميع تصرفاته حتى على طريقته في الاكل وباقي افعاله الحياتية, من هذه السلوكيات الكبت بأنواعه والرغبة بالقتل او العطاء غير المحدود ايضاً هناك الكراهية لاشياء معينة لا تستحق الكراهية او عسكها الحب او تقبل الاشياء بعيداً عن المنطق او غيرها من المشاعر ( غير الملموسة ) التي تُستخدم في العديد من دول العالم المتحضر كأدلة مادية ملموسة امام المحاكم كون هذه المشاعر او الامراض النفسية تسيطر على الانسان بشكل كامل مما تجعله يتصرف بشكل خارج عن ارادته .
يرى فرويد ان افعال الانسان تخضع بالضرورة لما عاشه وليس لما يتلقاه من تعاليم سواءاً كانت دينية او اجتماعية بدليل انه ( الانسان ) يخرق كل هذه القوانين والاعراف مع عليمه بأنها دينية او اجتماعية لا يوافه عليها حتى اقرب الناس اليه .
............................................................................................................
1) نشر سيجموند فرويد هذا مقال بنفس الاسم لذلك وضعته بين مزدوجين ايضاً نُشرت في مؤلفاته الكاملة .
2)في المسيحية ((( سفر التكوين 1-27 ))) , في الاسلام ((( روي عن البخاري وعن مسلم لذلك يعتبرحديث صحيح ))).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أوروبية جديدة على إيران.. ما مدى فاعليتها؟| المسائية


.. اختيار أعضاء هيئة المحلفين الـ12 في محاكمة ترامب الجنائية في




.. قبل ساعات من هجوم أصفهان.. ماذا قال وزير خارجية إيران عن تصع


.. شد وجذب بين أميركا وإسرائيل بسبب ملف اجتياح رفح




.. معضلة #رفح وكيف ستخرج #إسرائيل منها؟ #وثائقيات_سكاي