الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يتكرر سيناريو خليج الخنازير؟

مرتضى عبد الحميد

2019 / 5 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


كل ثلاثاء (هل يتكرر سيناريو خليج الخنازير؟)
في ذروة الحرب الباردة بين المعسكرين الاشتراكي والرأسمالي، إفتعلت أمريكا سنة 1961 أزمة خطيرة، سميت بأزمة الصورايخ النووية، وقامت بغزو عسكري فاشل لجزيرة "كوبا" المتحررة تواً من الهيمنة الأمريكية، وإعلانها السير في طريق الاشتراكية، وقد حبس العالم أنفاسه آنذاك مترقباً إندلاع حرب عالمية ثالثة تكون هذه المرة نووية، ومدمرة للحضارة البشرية.
تلك الأجواء المكفهرة، تتكرر اليوم في منطقة الشرق الأوسط، على خلفية المديات الخطيرة التي بلغها التصعيد الأخير بين الولايات المتحدة وإيران، مع الفارق الكبير بينهما، فلا إيران بقوة الاتحاد السوفيتي، وعدالة قضيته، ولا أمريكا ترمي بكل ثقلها كما فعلت في خليج الخنازير أوائل الستينات من القرن الماضي.
لكن المخاطر التي تتعرض لها شعوب المنطقة مازالت كبيرة، إلى الحد الذي لا يستبعد أحد الصدام العسكري بين الطرفين، رغم انه ليس الأرجح بين ألاحتمالات العديدة لهذا العداء الطويل والصراع التناحري بينهما.
لقد تخلى الطرفان عن الأساليب البراغماتية والطرق الديبلوماسية لنزع فتيل الأزمة، بعد أن كانا منشدين إليها، ومتوافقين ضمنياً في الفترات السابقة.
وأحد الأسباب الرئيسية لهذه الأزمة، هو رغبة الإدارة الأمريكية بقيادة "ترامب" في الهيمنة المطلقة على قلب العالم النفطي ومركز التصدير فيه، وما إقترن بها من جهود محمومة لإقامة تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي، أو ما عرف إعلامياً بالناتو العربي، حيث وجدت استجابة ربما لم تكن تتوقعها بهذه السرعة والحماس من بعض الدول العربية، بذريعة تقديم الدعم والإسناد للشعب الفلسطيني و استرداد حقوقه المسلوبة في إقامته دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس، وحقيقة الأمر أن هذه الدول ساهمت وتساهم بفعالية فيما يعرف بـ "صفقة القرن" وعرابها "ترامب" والهادفة أصلاً إلى إنهاء القضية الفلسطينية.
ولضمان نجاح هذا المخطط الجهنمي، عمدت الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة إلى تحويل الصراع العربي التحرري ضد اسرائيل إلى صراع ضد إيران، التي يرون فيها المنافس الأكثر قدرة للهيمنة على دول المنطقة والاستحواذ على خيراتها.
ما يهمنا كعراقيين، تجنيب بلدنا الذي ذاق الأمرين من حروب "صدام حسين" والاحتلال الأمريكي، حرباً جديدة، إذا ما إندلعت، فالعراق سيكون ساحتها الرئيسية، لان الطرفين يمتلكان نفوذاً سياسياً و اقتصادياً وعسكرياً كبيراً فيه، ويجيدان لعبة الحرب بالوكالة.
والطريقة المثلى لدرأ الخطر عن عراقنا، هي التمسك بسياسة النأي عن الانحياز لأي طرف منهما، مهما كانت الضغوط المسلطة على الحكومة العراقية، والقوى المتنفذة، سواء من قبلهما مباشرة، أو من حلفائهما، والنظر إلى العلاقة معهما بمنظار المصلحة الوطنية العراقية، شريطة أن تكون عدساته لامعة، لا تلوثها أية شوائب، مع مواصلة الجهود الطيبة لترطيب الأجواء بين الدولتين، حتى وان كانت بصيغة ساعي بريد لا وسيط.
ولا تستطيع الحكومة أن تلعب هذا الدور بكفاءة ومقدرة، إلا إذا حظيت بدعم سياسي وجماهيري من الشعب العراقي، الذي يمكنها الحصول عليه بسهولة إذا أستطاعت تقديم إنجازات ملموسة على صعيد الخدمات ومكافحة الفساد، والبدأ بأصلاح العملية السياسية، بدلاً من المراوحة في منطقة رمادية سداها ولحمتها الوعود المعسولة التي شبع الوطن منها، وباتت تصيبه بالغثيان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت