الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من رسائل العودة8

اكرم السموقي

2019 / 5 / 29
الادب والفن


إلى صديقتي الغالية جِنان دخيل
عِندما تعودينَ يوماً ما
تَخرمُ قدَماكِ الصغيرتين ترفَّقي بالسيرِ بين حنايا الأرضِ المقدسة التي دُفِنَ فيها أعزُّ الأحبابِ بالخفايا
تشكوُ لي لمَ هذه الحُرقة في عينيَّ فكيف لعينيَّ ألاّ تُضرِمَ النيران هذه الدموع المنهمرة التي تسقطُ فوق قبر قد غطّاه البنفسجُ والذي دُفِنتْ فيه جثةُ فؤادي الذي أمسى سرمدياً بجانب بقايا العشق الأول
همساتُ الطفولةِ تُلاطفُ اكوامَ العظامِ تناجي الأرواحَ في مقابرِ سنجارَ طيفُك كسرابٍ يرفضُ الرحيلَ عن المكان
لاتزالُ براءتُك طفلةً مدللةً تلهو بحناني لكن ما من بشرٍ هنا مثل أيام قد مضتْ عبرَ سالفِ الأزمان فكلُّ شيءٍ قد تغيرِ فلم يبقَ سوى تلك الملامح الذابلة والذكريات المتسربلة والمتعلقة في الأذهان
فلا تسألي قريتَنا عن عصافيرها فلم تَعُدْ هنا تنمو الأشجار ولاتبحثي عن المتنبي بين حقول الأشعار فلم تعد بغدادُ تهتمُّ بالشعراءِ
فإذا رأيتِ عابرَ سبيلٍ متمردٍ مثلي فدعيه يكتبُ بعصيان، يكتبُ قصيدةً إلى إنسانٍ لما في سنجار قد تحتمتْ فيها أقدارُ الناس حيث اُغتصبتْ اليراعاتُ واختنقتْ بأريجِ الرياحين، وساسةُ ايزدخان مشهدٌ درامي في بارك ازادي يشحذونَ الدنانيرَ من الاثرياء بأسم الفقراء
جنان
إذا سمعتِ بعد هذا أنهم عدموني فلا تخافي ابداً لأن الثوارَ لايخافون الرَّدى بدفاعهم عن دمِ الشهداءِ
وإذا رسالتي هذه لم تُقرأْ تأكدي لا أملَ من جيلٍ يقدمُ من سنجار حيث تتداولُ العملات مع اسماء الفقراء
وإذا مر بكِ نعشي ورايتِ خشبَ تابوتي فوقَ الأكتافِ يعلو لاتبكي إذا قالوا برَّحَ به الداءُ فانزعي عني الزردَ وأكسني بكفَنٍ مخرمِ لأستنشقَ العبيرَ من سنجار ومرو بي بتلك الأزقة التي سكنتْ فيها السمراءُ
ورافقي جنازتي وغرِّدي بصوتكِ الشجيّ قصيدتي هذه مرثية لي

ابكي تخلدي للتراب
واسمعي خطى وقع السمراء
وهي تفترقُ عني،
اصِص أزهار من ثنايا ثوبها
أنثريها فوقَ نعشي
ليمنحني اللهُ الغفرانَ على طيشي
أيامُ زماني تلاشتْ
وخبرُ القصائد لم يعدْ حبراً لأحلامي
ماذا تعني القصيدة؟
إذا سمرائي الفاتنة
لم تعُدْ كالماضي تَهوى كتاباتي
ماذا تعني الحياة؟
جُرحُ عدنانية قد ندبَ في جسدي
تسعة عصور قد مَضَتْ على فراقها
تفجَعُني
ذكراها بالفؤاد نزف
ينبعُ منه شذى نبت الخزامي
سنين بكيت فيها
لعلها تبكي على موتي
أنجافت شجرةُ ميلادي
ساعةُ رحيلِ دقت الى المنتهى
ولا زالت سنجارُ مثلي تعاني

جنانُ بعد انتهائكِ من القراءَةِ لاتحزني لاتضجري مني وادفنيني هُناكَ بجوار جثةِ قلبي لأخلدَ مع عِشقي الازليّ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصدمة علي وجوه الجميع.. حضور فني لافت في جنازة الفنان صلاح


.. السقا وحلمى ومنى زكي أول الحضور لجنازة الفنان الراحل صلاح ال




.. من مسقط رأس الفنان الراحل صلاح السعدني .. هنا كان بيجي مخصوص


.. اللحظات الأخيرة قبل وفاة الفنان صلاح السعدني من أمام منزله..




.. وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني عن 81 عاما