الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما بعد مفاهيم -الحفاظ على الشرف- و-الشرف اخلاق- وترقيع غشاء البكارة.. اين يكمن -الشرف- الحقيقي؟!

الاء السعودي

2019 / 5 / 31
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة


مثيرة للشفقة هي مجتمعاتنا!! فقطرتان من الدماء قادرتان على تحويل مسار حياة عائلات وأقارب إلى الأبد!! فهي لا تزال تقترف جريمة "غشاء البكارة" بكل وحشية ويستمر تساقط ضحاياها دون توقّف!! الذنب الوحيد للضحايا هو عدم حصول نزيف دموي في ليلة الزفاف خلال أول ممارسة جنسية لهن!! ولكن، الم يتم تعليم ثلة الحمقى هؤلاء في المدارس ان غشاء البكارة ما هو إلا أنسجة تكونت بصورة عشوائية على فتحة المهبل أثناء المرحلة الجنينية كي ليسمح بمرور دم الحيض عند البلوغ!! ويسمى علميا "إكليل المهبل"، وان هنالك 20٪ من الفتيات تولدن بدون هذه الأنسجة!!  كما ان له انواع من ضمنها الغشاء المطاطي التي تقتل وتعنّف بسببه ملايين الفتيات كونه لا يفض طبيعياً الا بعد ولادة الطفل الاول والمجتمع الجاهل لا يعلم ذلك!! في المجتمعات العروبية، تكون "جريمة" فقدان نزيف الدم عند الفتاة في ليلة زفافها، هي جريمة أكبر بكثير من جرائم التحرش والاغتصاب والقتل والنهب والإضطهاد والسرقة، حيث أن هذه الجرائم الوحشية لا تلوث شرف الرجل بقدر ما يلوّثه فقدان النزف الدموي عند الفتاة في ليلة الزفاف، رغم أنها بريئة و لم تمارس الجنس في السابق!! وان اغلب حالات النزيف التي تحدث، تحدث بسبب القسوة الجنسية والضغط على المرأة والعنف لدى الرجل والذي يؤدي الى احداث نزيف شديد قد يسبب تورما وشعورا بالمرض!! شعوبنا فقط منشغلة و مهتمة ب"غشاء بكارة" والشرف الذي تراه في العضو الأنثوي للمرأة وقد اهملت الثقافة والعلم والفكر والابتكار وووووو!! وكما قال الكاتب محمد دروزة، ان المجتمعات التي تربي وتعلم اولادها على مناهج العيب والعورة والحرام والكبت تنتج قطعان من العبيد المشوهة بمفاهيم النفاق والاجرام والامراض النفسية تكاد تكون فاقدة للحرية والعقل والمفاهيم الانسانية!!
ويجب ان تعلم مجتمعاتنا، ان الثقافة الجنسية والتي لا تعني بالضرورة ثقافة الفراش، اصبحت امرا ضروريا كي ينشأ جيل قادر على التحكم بغرائزه والسيطرة عليها لا ان تسيطر هي عليه!! كما ان الدين نفسه قد صرح بانه لا حياء في العلم!! واذا كان الاعتراض على الحياء، فهنالك الكثير من الأفعال التي تخدش الحياء من اغتصاب وتحرش واعتداء الجنسي سواءا بالفعل او القول والتي تحتل مجتمعاتنا العربية الصدارة بكل تلك الجرائم عالميا!!
وماذا عن مفهوم غسل العار؟! هل نسيناه ام نتناساه؟ هذا المصطلح بالياً ويحمل كل مفاهيم الانصياع والخضوع والانقياد ومبرر باطل لكل تلك الجرائم!! انا لا أقول ان تذهب الفتاة وتمارس الجنس وتدعي ان ذلك تحضرا!! انا أصوب تركيزي هنا على تمسكنا المروع بمفاهيم الشرف التي انبتت من تخلف واختلال عقول وتأخرها زمنيا!! هنالك فرق كبير يكمن بين "الأخلاق" و"الشرف"!! والشرف لا ولم ولن يكن يوما اخلاقا!! الم نسمع جميعنا عن عمليات ترميم غشاء البكارة؟! ولماذا هي في تصاعد كبير في الآونة الاخيرة؟ لم لا ندرجها ايضا ضمن ما يتضمنه مفهوم "غسل العار"؟! وتعود الفتاة التي لجأت لتلك الجراحات شريفة وعفيفة من جديد!! الم نسأل أنفسنا ايضا عن سبب جود المنتجات المزيفة لدم البكارة؟! ايضا تدرج في الفلسفة العقلانية ضمن "غسل العار"، فقط تخيل معي اي عار هذا الذي يلحقنا بين الامم حينما تصدر لنا الصين وتايلند غشاء بكارة اصطناعي بارخص ما قد يكون!! اي خزي يطبع على جبهاتنا ولا نستطيع منه تخلصاً ولا فكاكاً حينما تصنع لنا خصيصا دولة كالمملكة المتحدة حبوب استعادة غشاء البكارة!! اي وصمة عار هذه حينما تكون نظرة الامم البناءة والمتقدمة لنا هي فقط مجرد شعوب تبحث عن شرفها بين أفخاذ النساء ونساء يتكالبن على أبواب المصحات البعيدة كي يتم ترقيع غشاء بكارتهن او إجهاضهن سراً!! على الرغم انها شعوب تتمرغ كل يوم بوحل التخلف ومستنقعات الجهل وقذارة الفكر وعكرة الموروثات الاجتماعية وتمسكهم بها الذي جعلهم مصنفون كعالم ثالث يحتل الصدارة بجرائم الاغتصاب والتحرش!! نحن شعوب لو كان بيد قادة العالم حيلة، لتم تصنيفنا كعالم ما بعد المئة!! ثم نقول مع أنفسنا عند الصدام مع الامم الاخرى او حينما تنكشف ماهية عقولنا أمامهم: "كلياتو من الماسونية عم يتآمرو علينا ولاد الكلب"!! أليس هذا بعينه إساءة لشرفنا؟!! ام انه بنظرنا مرتبط فقط بغشاء؟! الشرف يكمن بالكرامة، بالاخلاق وحسن التعامل، بالسلوك، بالعلم، بالثقافة، بالإبداع، بالرقي.. وليس في مجرد غشاء!! وكما اسلفت، اول حلول التصدي لهذا الجهل هو التصدي له والعمل على التثقيف الكامل لشعوبنا..لم لا نرتق ونحاول ربط الشرف بمفاهيم الفقر والمرض والبطالة والسرقة وحوادث النهب والسلب والاغتصاب والعنف كي ننشأ مجتمعات قيادية وبارزة؟! ولكن حتى مفاهيم التحضر والتمدن والتحرر لسنا مهيأون بعد على استيعابها بالوقت نفسه، دون التغاضي عن مفاهيمهم للأخلاق بكل تاكيد، فعقول شعوبنا لا تزال منغلقة، كما ان اغلب شعوبنا تربط قضية التحرر بالانفلات، وبعضهم ينطبق عليهم القول "الحرية للجاهل تكمن بخلع الملابس"، الشرف بين العالمين الغربي والشرقي (الاسلامي) يحمل الكثير من المتناقضات والفروقات، واذا كنّا سنوضح مفهوم العار والشرف الغربي والشرقي، فالعار بالنسبة لنا نربطه دائما بمضمون جنسي حينها يضيع الشرف، ولكن العار بالنسبة لشعوب اخرى يكمن بالفقر، البطالة، التخلف، الخيانة، الاغتصاب والتحرش، ضعف الانتاج، الاتكالية، المرض، عدم المساهمة في البناء والتنمية عار كبير!! الشرف الياباني مثلا، يرى ان الكذب وصمة عار على من يمارسه لدرجة إقدام من يتم تلبسه برجم الكذب على الانتحار!! لذا شعوبنا تفيض بالعار!! وبين شرف هذا وذاك، يكمن تباين لا نهاية له!!
هذه الشعوب يجب ان تعلم ان الشرف موجود فوق، في الرأس، بين الأذنين وليس بين الفخذين!! وحين تعلم وتتيقن من ذلك، سنرفع حينها شراع المجد ونبحر صوب شواطئ العظمة!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية وتقدير
كيميت ( 2019 / 6 / 1 - 10:37 )
أستاذة الاء .. كتاباتك ومواضيع رائعة .. متنوعة
فقط .. ليتك تختصرين عناوين المقالات. لأنها طويلة
احتراماتي

اخر الافلام

.. إيناس أبو حسون مشاركة في الاحتجادات


.. محتجات السويداء السوريون اليوم يمهدون طريق جلاء جديد




.. شهيرة طرودي


.. مها الأطرش




.. حديث السوشال | يوسف بلايلي يتهجم على حكم امرأة في مباراة ربع