الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة نقدية لقصة قصيرة جدًا ( عودةٌ ) للقاصة الفلسطينية نجاح السرطاوي / بقلم: رائد الحسْن

رائد الحسْن

2019 / 6 / 3
الادب والفن


عودةٌ

فكّ الخصامُ تشابُكَ أيديهما، لم يَنبِسا بِبِنْتِ شَفَةٍ، لم يشعُرا من قبلُ بِطولِ طريقٍ تعودا السيرَ فيه كلَّ يومٍ ؛ أسرَّ بينَهُ وَ بينَ نفسِهِ حاجةً، برقَ البرقُ وَ رعدَ الرعدُ، و ما إنْ نطقَ المطرُ، حتّى اختفَتْ بينَ أَحْضانِهِ.
-----------------------------------------------------------------------------
العنوانُ:
عودةٌ: أي الرجوع إلى مكان وزمان معينين أو الرجوع إلى ماضٍ قريب أو بعيد، أو إلى الحالة التي كانت موجودة، سواءً كانت إيجابية أو سلبية .
فتبقى العودة هنا في نصّنا، مُبهمة، غير معروفة، ما هي وما شكلها وما نوعها، لكن بعد إتمام قراءة القصة كاملة، سنعي أي نوع مِن العودة تقصده الكاتبة.
إنها عودة القلوب الخافقة إلى حالتها التي كانت تحياها بالحب والحنان والعشق.
المتنُ:
الخصام متوقع وموجود بين أي شخصين مهما كانت طبيعة العلاقة بينهما، ويحدث لسببِ أو لآخر وقد يطول أو يقصر، تبعًا لنوع الخلاف الذي سبّب ذلك الخصام.
وعندما يحدث خصام ما بين اثنين، تفتر العلاقة وتبتعد الأجساد وحتى الأرواح الساكنة فيها - إن كان الخلافُ عميقًا - ، وهنا الأيادي كانت مُتشابكة، والخصام فكَّ هذا التشابك، وتشابك الأيادي، دلالة على رباط الحب وقوته.
عندما فضَّ تشابك الأيادي، سادَ الصمتُ الموقفَ وأصبح الطريق الذي يسلكانه كل يوم مُملًا طويلًا، فالأشياء التي لا نحبها نشعر بأنها تطول، وكأن الزمن يستوطن بها لفترة طويلة،عكس الأشياء التي نحبها، حيث ينفذ الوقت بأسرع مِما نتوقع.
بطلا قصتنا، هاجمهُما برودًا في المشاعر بسببِ خلافٍ، وأصبحتْ الأجواءُ مُملةً لهما، لكن هل مشاعر الهوى والعشق، ستبقى أسيرة لمشاعرٍ سلبية مُحافِظة على برودتِهما - المُؤقَتة - أم ستعود إلى سابقِ عهدِها، مِن حرارةٍ ودفءٍ وانصهارٍ؟
هو تمنى بينه وبين نفسه حاجةً، ما عرفنا نوعها، لكنها بالتأكيد حاجة تتعلق بنوع العلاقة بينهما، هل أراد أن يبتعد عنها ويتركها بسبب ذلك الخصام أم ندم وتمنى أن يزول ذلك الخلاف سريعًا.
وفي كل الأحوال، تكلمت السماء بغيومها؛ فأبرقتْ وأرعدتْ وأمطرتْ لترى عودة الجسدين بروحيهما في حالةِ انصهارٍ وذوبان، بحيث ضمَّها هو وتوارتْ هي بين أحضانه، لقطة رومانسية تمنياها، وما كانت تتحقق لولا تدخّل السماء، لتعود المياه إلى مجاريها، ولترجع الدماء تسري في شرايينها حاملة إلى قلبيهما أجمل المشاعر لينبضا بالحُبِّ كما كانا.
النصُ جميلٌ والفكرةُ أجمل والمتن ينتهي بقفلة مدهشة أعادتْ الفرح والسكينة والحب إلى قلبين عاشقين.
أمنياتي للكاتبة الأستاذة نجاح السرطاوي بدوامِ الإبداع والتألّق والنجاح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما


.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة




.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير