الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جيفارا الذي لا تعرفه

رامز صبحي

2019 / 6 / 4
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


أيام قليلة وتحل ذكرى ميلاد جيفارا، ورغم إن صوره موجودة على الفيس وتويتر وعلى التيشرتات والعربيات، لكن في ناس كتيرة ما تعرفش مين جيفارا او بتختزله في أنه شاب ثوري، بس الحقيقة أن قصة حياته لو حكيناها بإيجاز، هتخلي ناس كتير بردوه تفهم معاني مختلفة لمصطلح "ثوري"، وساعتها هيبقى صعب يوصفوا بيه أي حد لمجرد إنه كتب تدوينه على الفيس او نوت "زي حالاتي كدة" أو حتى نزل في مظاهرة أو شارك في اعتصام، فالموضوع أعمق من كده بكتير، وفي محطات في حياة جيفارا ممكن نستعين بيها عشان نفهم معنى الكلمة.
طبيب يعالج الفقراء بالمجان
جيفارا كان من الطبقة الوسطى، وكان من المتعاطفين مع الفقراء، ولذلك لما بقى دكتور قرر أنه يعالج الفقراء ببلاش، وكان بيروح للقرى والنجوع والحواري بالموتسيكل بتاعه عشان يعالج المرضي اللي مش قادرين يدفعوا ثمن العلاج، بدون مقابل، لكنه اكتشف ان مش ده الحل لمعاناتهم وأنما الحل هو القضاء على سبب فقرهم ومرضهم ومن هنا جت المحطة التانية.
الشيوعية هي الحل
اكتشف جيفارا إن سبب الفقر والمرض والعجز عن العلاج، هو النظام الرأسمالي، القائم على الملكية الخاصة واللي بتؤدي لاستغلال من لا يملكون وهم الأغلبية، وبتحول كل حاجة لسلعة يملكها اللي معه فلوس، بما فيهم العلاج، يعني عادي ناس تموت من الألم وتفضل تموت ما دامت مش قادرة تدفع الثمن، وقياسًا على ذلك السكن والأكل والملبس الخ، وان بديل النظام ده هو الشيوعية لأنها بتقضي على الملكية الخاصة لثروات البلاد وبتخليها ملكية عامة للناس كلها وبالتالي مش هيبقى في استغلال لحد، وكمان مش هيبقى في فقر لان ثروة البلد هتتوزع بالتساوي على الناس كلها، وده بياخدنا للمحطة التالتة.
الثورة المسلحة في بلاد غريبة
جيفارا كان أرجنتيني لكنه كان مهموم بالإنسان أي كانت جنسيته مادام عايش في ظلم وفقر فهو "رفيقه" يعني شقيقه بالبلدي، ولذلك كانت اول ثورة شارك فيها جيفارا في بلد غير بلدة هي كوبا وبعد ما نجحت بقى وزير في حكومتها وده بياخدنا للمحطة الرابعة.
الثائر الذي زهد في الحكم
بعد سنوات في منصبه الجديد كوزير شاف جيفارا ان مش دي رسالته في الحياة وانه خلق عشان يساهم في تحرير كل انسان مظلوم حتى ولو كان في افريقيا، فقدم استقالته من الوزارة، وشال سلاحه وسافر على الكونغو عشان يشارك مع الثوار في تحرير وطنهم، وبعديها راح بوليفيا وسكن الجبال عشان نفس الهدف، وهناك استشهد برصاص الأمريكان اللي كانوا حاطينه على رأس قائمة المطلوب اغتيالهم.
جيفارا ما كانش بيثور من أجل الثورة ولكن كان ليه بديل للنظام اختار أنه يناضل عشان يتحقق في الواقع ودفع حياته تمن ده، كمان ما دورش على مكاسب من الثورة اللي نجحت وقال كدة جبرت بقيت وزير والحال عال العال، انما زهد في السلطة والمال من أجل القضاء على الرأسمالية في العالم كله، كمان ما كانش بيقول احنا احسن من سوريا والعراق لا ده فضل كوبا عن وطنه والكونغو عن كوبا لانه منحاز للإنسان بشكل عام مش وطن، في النهاية، في ذكرى ميلادك يارفيقي اللهم بلغنا الوعي والزهد والثورة والإنسانية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله ينتقم لمقتل 3 من قادته وإسرائيل تحشد ألوية عسكرية ع


.. التصعيد الإسرائيلي الإيراني يسحب اهتمام الغرب من حرب غزة




.. الأردن يؤكد أن اعتراضه للمقذوفات الإيرانية دفاعا عن سيادته و


.. رئيس وزراء قطر: محادثات وقف إطلاق نار بغزة تمر بمرحلة حساسة




.. تساؤلات حول أهلية -المنظومة الإسرائيلية الحالية- في اتخاذ قر