الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن ثورة الأرز الملونة.. وغياب الحديث عن رشيد كرامي

السيد شبل

2019 / 6 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


شيء مؤسف جدًا أن يغيب عن الوعي العربي كون الثورة الملونة الأولى في بلادنا بالعصر الحديث كانت هي ما سُمي بـ"ثورة الأزر" في لبنان بربيع عام 2005، والتي كانت ضد الوجود السوري والمقاومة أيضًا، وتخفّت خلف مسألة اغتيال رفيق الحريري (السياسي المدعوم من السعودية، وحامل جنسيتها).

هذه الثورة كان فيها مثلا حركة "نبض الحرية"، والتي لعبت دورًا رئيسيًا في ساحات الاعتصام، وقد يصدمك كونها واحدة من أهم الحركات خارج صربيا التي كانت مرتبطة بحركة "أوتبور" (الحركة التي تبنّت نهج اللا عنف وتم دعمها وتمويلها أمريكيًا للمساهمة في إسقاط سلوبودان ميلوسوفيتش عام 2000) وبمنظمة "كانفاس Centre for Applied Nonviolent Action and Strategies " (التي أسسها ناشطين من حركة أوتبور لاحقًا، هما: سيرغي بوبوفيتش وسلوبودان سينوفيتش).

كما تم دعم حركة "نبض الحرية pulse of freedom" صراحة من المنظمة الأمريكية بيت الحرية "فريدوم هاوس"، كما أن نشطاء تلك الحركة تدربوا في "صحيفة النهار" على كيفية تحريك الشارع وتنظيم التظاهرات على يد خبراء أجانب من نشطاء الثورة البرتقالية في أوكرانيا عام 2004، وهي الثورة الملونة الأخرى التي كانت معادية لوصول "فيكتور يانوكوفيتش" المقرب من روسيا إلى كرسي الرئاسة، وانتهت إلى تنصيب "فيكتور يوشتشينكو" وهو السياسي المؤيد للخصخصة وحلف الناتو. (وبخصوص المعلومات يمكن العودة إلى أي مصدر معلوماتي يتناول دور حركة "أوتبور" ما بعد مرحلة ميلوسوفيتش، أو ثورة الأرز.. ويمكن كمقترح العودة لكتابي: "انتفاضة الاستقلال 2005" لـ طانيوس جريس شهوان، "join the Club: How Peer Pressure Can Transform the World" للصحفية الأمريكية: تينا روزنبرغ )

هذا الحدث الملون الذي حمل اسم "انتفاضة الاستقلال" انتصر في النهاية بإخراج الجيش العربي السوري من لبنان في إبريل 2005، مما تم اعتباره انتصارًا كبيرًا لفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية اللتين وقفتا خلف قرار مجلس الأمن رقم 1559 الذي صدر في 2 سبتمبر 2004، وألحّ على ضرورة خروج الجيش العربي السوري من لبنان ونزع سلاح المقاومة، بما يستهدف إضعاف الجميع، وذلك قبل أكثر من 5 شهور أساسا على اغتيال رفيق الحريري الذي حدث في 14 فبراير 2005 (والذي اعتبر الشماعة والشرارة)، وقد قامت حينها الجزائر، روسيا، والصين.. ودول أخرى، بالامتناع عن التصويت على هذا القرار.

وقد كان من نتائج "ثورة الأرز" كذلك الإفراج عن المجرم المتصهين/ سمير جعجع في يوليو 2005 بعد أن كان مسجونًا منذ 1991 على خلفية ثبوت تورطه في اغتيال رئيس الوزراء "السني" رشيد كرامي وجرائم أخرى.

بالانتقال إلى رشيد كرامي، فإنه من النادر حقًا أن تجد شخصًا يفكر في ضوء طائفيّته "السنيّة" يتحدث عن القصاص له، وهو قد تم اغتياله في 1987 بتدبير من سمير جعجع قائد الميليشيا اليمينية الانعزالية المتصهينة «القوات اللبنانية»..

والسبب في اختفاء مجهود تطييف قضية "كرامي" هو أن جعجع ضمن قوى 14 آذار بزعامة آل الحريري، وهم حلفاء المصالح السعودية والأمريكية في لبنان، ولأن رشيد كرامي له خلفية مؤيدة لجمال عبد الناصر، وكان أحد رموز انتفاضة مايو 1958 المؤيدة لانضمام لبنان إلى الجمهورية العربية المتحدة، والمعارضة لكميل شمعون، ولأنه كذلك شقيق عمر كرامي رئيس وزراء لبنان خلال نهايات 2004 وبدايات 2005، الذي كان مؤيدًا لبقاء الجيش العربي السوري في لبنان، وقتما اغتيال الحريري، ثم شروع هذا الخليط من "الليبرال والطائفيين والقوميين اللبنانيين والأوتبوريين" في تنفيذ التظاهرات بدعم غربي ضد هذا الشكل من التقارب بين القطرين العربيين أو الذي يمنح سورية الطبيعية قوة أكبر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غرقُ مطارِ -دبي- بمياهِ الأمطارِ يتصدرُ الترند • فرانس 24 /


.. واقعة تفوق الخيال.. برازيلية تصطحب جثة عمها المتوفى إلى مصرف




.. حكايات ناجين من -مقبرة المتوسط-


.. نتنياهو يرفض الدعوات الغربية للتهدئة مع إيران.. وواشنطن مستع




.. مصادر يمنية: الحوثيون يستحدثون 20 معسكرا لتجنيد مقاتلين جدد