الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


للعرب من الاطلس حتى الخليج.. عيد سعيد

الاء السعودي

2019 / 6 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


كل عام وانتم بخير يا عرب.. كل عام وانتم بخير ايها المصنفون ضمن العالم الثالث! كل عام وانتم بخير يا شعوب صفقة القرن الصامتون والخامدون! يا ضحايا الاتفاقات الدولية ومعاهدات السلام وصفقات تبادل الأسلحة التي ستكونون انتم اول ضحاياها! كل عام وانتم بخير ايها الشعوب التي تثيرها ضحكات العاهرات اكثر من أنين المعذبين وصرخات السكارى وكونهم ثملين في أزقة المدينة حيث يضاجعون احلامهم سراً! كل عام وانت بخير ايها الشباب الذي تُقتل وتُعذب في شوارع البلدان البعيدة والقرى النائية! كل عام وانت بخير لكل من أفاق على لحظات الإنتحار ودموع الوداع ورعشه العناق الاخير! كل عام والمجانين في المصحّات، والأبرياء في المُعتقلات، والمظلومين في جميع بقاع العالم، والمتألمين والمتأملين، والغرباء والمنعزلين والانطوائيين، والأشخاص الذين استيقظوا رغما عنهم من اجل هذه الحياة، والذين لا يزالون يعانقون وسادتهم وعلى وجوههم ارتسمت ابتسامة الحلم الغريبة، والبائسين المتجولين متخفيين برداء الليل كي لا يكشفهم السعداء ويقتلونهم بتهمه الكفر بالنور، كل عام وانتم بخير جميعاً!
كل عام وانتم بخير ايها العروبيون! كل عيد وقد ضقتم صبراً في أن يتم استعبادكم! كل عام وشعوبكم اكثر وعياً وصحواً! يقظةً وحذراً! حكمة وتعقلاً! كل عام واوطانكم اكثر آمناً وسلام! رقياً وتحضراً! رفعة وعظمة! كل عام وحكوماتكم اكثر صدقاً وأمانة! نزاهة واستقامة! وئاماً وتفاهم! توافق واتفاق! كل عيد وأنتم تزدادون علماً وإنجازاً! توسعاً ونماءً! كل عيد ومدارسكم تفيض بالعلم وساحاتها تكتظ بحامليه لا بمن يقفزون من فوق اسوارها المليئة برسائل العشق وقصائد البعد والهوى بالسر والخفية! ويمزقون الكتب وينثرون صفحاتها احتفالا بإنجاز كاذب ومزيف! كل عيد وقانونكم فوق الجميع بقمة بعيدةً عن مفاهيم التعصب والمحاباة! كل عيد وقصور العدل والمحاكم تفيض بالعدل والإنصاف! لا التحيز والإجحاف! كل عيد وسجونكم هي فقط للخونة والمجرمين لا اصحاب الفكر الحر والبناء ودعاة اليقظة والسلام! كل عيد وسلاحكم القلم والتفاعل الفكري الحر والبّناء لا البندقية والمدفع! كل عيد وساحات اعتصامكم يتم فضها بقوة الحافز والفكرة لا الرصاص المطاطي وخراطيم الرشاش! كل عيد وقد شرعتم بصياغة دستور مجدكم بالتضافر والتآلف لا الاختلاف والتقاسم! كل عيد ودستوركم "الحرية" التي يشكل التأمل والتعبير والتناقش وبناء العالم الداخلي فيها أسس مهمة لنهضة مجتمع، وبناء أمة!! كل عيد وعقولكم تدعوا للتفاعل السلمي مع المحيط الاجتماعي والطبيعي الذي يشكلان أهم عامل في تحرير الفكر والتعبير من زنزانة الأيديولوجيات المخدرة السائدة! كل عيد وقد تحررتم من الأطر الفكرية التي أسرتم بها انفسكم ووضعت عقولكم وصنفتم قدراتكم ضمن هويات ضيقة، صغيرة ومشوهة! كل عيد وانتم متحررون من قوقعة التقليد وشققتم دروبكم نحو التوسع والنماء، الحداثة والتجديد! كل عيد وشوارعكم اكثر أخلاقاً واتساعاً وتنظيماً لا يشوهها المتسولون على الطرقات او الواقفون على الحافة ويقذفون بالتحرش اللفظي على الفتيات! كل عيد ومدنكم اكثر نظافة وترتيب لا ان تملؤها اكياس القمامة المتكدسة وأعقاب السجائر وزجاجات "الجعة"! كل عيد وآمالكم محققة وخططكم منجزة! كل عيد ونحن نأمل ان يأتي ذلك العيد وقد أصبحنا اكثر فخرا وزهواً بانفسنا وبما استطعنا تحقيقه كعرب من انتصارات على كافة الاصعدة بعد ان سلكت شعوبنا كل السبل التي تؤدي للعظمة لا ان نخجل من الإفصاح عن عروبتنا امام شعوب العالم المتقدم والسابق بسبب تقديس شعوبنا للقديم وعدم تعاملها معه بِطريقة إبداعية بحيث تستفيد منها وتبني عليها! ومعاناتها من الانهزامية الحضارية التي تجعلها ترتعب من التجديد او الابتكار!! كل عيد قادم ونحن "عرب"! ناجحون، متعلمون، عاملون، متميزون، مستقلون، استثنائيون، وبارزون!
كل عام وانتم بخير يا شعوب "الضاد"!
احبوا بعضكم وعيد سعيد!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عيد المسلمين
طاهر مرزوق ( 2019 / 6 / 5 - 21:44 )
الأستاذة/ الاءالسعودى
تحية وسلام,
لفت نظرى عنوان المقال بتوجيهك الخطاب للعرب فقط الذين يعيشون من الأطلس حتى الخليج، وهى عبارة لأول مرة أقرأها من حيث أن العيد إسلامى وتوجيه التهنئة من واجب الأخوة وأحترام بقية المسلمين فى العالم، أن تقومى بتوجيه التهنئة ليس للعرب فقط بل لكل المسلمين فى العالم أجمع دون تمييز عرقى أو طبقى بأن يكون عيد سعيد لجميع المسلمين!!
ثم تبدأين تخصيص مقالك إلى العرب الذين يعيشون فى التخلف والأنحطاط وتغييب العقول ، وأن تتمنى لهم كل مجد ورفعة فى ظل حياة وعيد سعيد خالى من تسلط المظاهر الإسلامية التى أكتسبوها من الحياة البدوية السلفية، وأن يعيشوا عصرهم بما فيه من تقدم ورفاهية وإنسانيةنستطيع من خلالها القضاء على كل وسائل وأسباب التخلف التى صنعناها بأيدينا!!
واضح من العنوان أن تلك البلاد التى تتكلمين عنها ليست كما تقولين كلها عربية، على سبيل المثال لا الحصرأقول أن الدولة المصرية كانت ومازالت منذ الأزل وإلى الآن دولة مصرية ومواطنيها مصريين أقحاح!
شكراً


2 - رد على القارئ الكريم طاهر مروزق
الاء السعودي ( 2019 / 6 / 6 - 00:08 )
عزيزي، كل عام وانت بخير، اعلم انه يجدر بي توجيه التهنئة لعموم المسلمين في هذا العالم، ولكنني قد تعمدت تضييق دائرة التبريك على العرب، خصوصا واننا نعيش ازمة سياسية واقتصادية لا نحسد عليها، لذلك وجب علي اظهار ذلك عبر طرحي للمعاهدات والاجتماعات التي تجري مؤخرا والتي لن تقضي عوزا او تعود بأي فائدة! فجميعها خطب رنانة سئمنا سماعها وتكرارها وهي تعرض خيرات شعوبها في اسواق المؤدجلات والشعارات السياسية الفضفاضة! كصفقة القرن وغيرها من الازمات التي نعاني ومنها وخصوصا -ازمة العقل-! وكيف ان لا اتمنى للعرب القابعين بالتخلف كل -المجد
والرفعة-؟ هل يجدر بي ان اتمنى لهم التشذرم والبقاء بالحضيض والتمرغ بوحل الانحطاط الى الابد؟ ثم انني لم اتطرق عزيزي الى اي من مظاهر -التسلط الاسلامية-، ثم كيف ان لا تكون البلاد التي اعنيها عربية وقد عنونت مقالي وخصصته للعرب من المحيط حتى الخليج؟ ثم سبب اخر بعيدا عن كونه سياسي، لا احد سيقرأ مقالي الا من كان عربيا او متحدثا بالعربية، لذلك دع الاتراك او الايرانيون او مسلمي الدول الاخرى يتكفلون بتهنئة انفسهم بطرقهم الخاصة ولنا نحن طرقنا ايضا، وعيد سعيد..!

اخر الافلام

.. أزمة القميص بين المغرب والجزائر


.. شمال غزة إلى واجهة الحرب مجددا مع بدء عمليات إخلاء جديدة




.. غضب في تل أبيب من تسريب واشنطن بأن إسرائيل تقف وراء ضربة أصف


.. نائب الأمين العام للجهاد الإسلامي: بعد 200 يوم إسرائيل فشلت




.. قوات الاحتلال تتعمد منع مرابطين من دخول الأقصى