الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حماس بسوريا: وكأنك يا بو زيد ما غزيت :

نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)

2019 / 6 / 7
الارهاب, الحرب والسلام


حماس بسوريا: وكأنك يا بو زيد ما غزيت ولا رحت ولا جيت:

وسط صمت رسمي سوري تقليدي لا يعير اهتماما للرأي العام ونبض الشارع كالعادة، تتردد أقاويل، ربما كانت تسريبات من إياها، عن إعادة فتح مكاتب حماس الإخوانية الإرهابية الخارجة عن القانون الدولي والمحظورة بالقانون الدولي، في دول كثيرة، وإعادة الاعتبار لها الذي سيكون، إن تم، بمثابة تبرئة لها من حمام الدم والتورط حتى النخاع بالحرب على السورية وإعطائها صك براءة وحكما بإخلاء سبيل وعفا الله عما مضى وتبييض لصفحتها الدموية السوداء تحت يافطة وذريعة مقاومة عبثية تعتفد أنها ستشفع لها لكنها لن تقدم ولن تؤخر فلن يسمح لها، ولا لغيرها، صنـّاع القرار الدولي، وكما هو معروف لتلاميذ الاستراتيجيا الدولية، بتجاوز عتبات وخطوط محددة ضمن الثوابت والتفاهمات الدولية القائمة التي تحظى بموافقة ومباركة القيصر بوتين ذات نفسه ما يضع ويحشر هذه المقاومة في زوايا وملاعب مرسومة ممنوع تخطيها ويعطيها فقط بعض المفرقعات الصوتية في الوقت الذي احتفظت به بعض الدول الحاضنة لإرهابيي حماس بحق الرد على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة لأجل غير مسمى ولم تصدر حتى بيانات استنكار لها، ومن هنا فالعودة لاستخدام أوراق محروقة وميؤوس منها كحماس التي تترنح في غزة نفسها ويئن الغزاويون أنفسهم من ممارساتها الطائشة الرعناء ومشروعها الظلامي الداعشي الفاشي ما لا يمنحها أية قيمة اعتبارية أو نضالية أو يؤهلها قانونيا وأخلاقيا لإدارة قن دجاج وتواجه فلسطينياً بموقف فتحاوي صلب جدا منها وسط حال من الانقسام الفلسطيني المرير يفقدها أية شرعية داخلية ويضع سوريا نفسها أمام مساءلة داخل فلسطيني معتبر وجبهات شعبية متضررة من ممارسات حماس لا يستهان بها و مرتابة أيضا من حماس وارتباطاتها المشبوهة خاصة تركيا أردوغانيا وهو للعلم أحد صقور العدوان على سوريا إو ما يعرف حمساويا بـ"الثورة السورية" فكيف تمنح سوريا اعترافا وشرعية خارجية لتنظيم إرهابي مكروه ومنقسم حياله على صعيد داخله الوطني، وسيعني الأمر فيما يعنيه على المستوى السوري، توجيه وتسخير سياسات ومصالح الدولة بما يخدم الغير ومصالح هذا الغير السياسية التكتيكية ووضع سوريا في عين العاصفة الدولية وإهمال الداخل السوري مرة أخرى أمام شعارات جوفاء وبالية فقدت بريقها وإعادة إنتاج أسباب الكارثة والانفجار مرة أخرى على نار هادئة، وكما لم تفلح ورقة حماس مع أوراق أخرى وهمية كان البعض يعتقد أنه يقبض عليها ويضعها بجيبه وسيطرح بها على طاولة اللعب "صولد" عند "الزنقة" والضرورة تبين أنها كلها كانت معدّة وتعمل ضده، فإنها لن تفلح اليوم وكما نعلم فلحماس تحالفاتها وحساباتها واعتباراتها وعلاقاتها الإقليمية الإيديولوجية والتنظيمية والخليجية العربية وتقدّمها كثيرا على العلاقة مع سوريا وقد تتخلى عنها كما فعلت آنفاً، لأن قرارها ليس بيدها، في أية مفاضلة سياسية قادمة فحماس الإخوانية البراغماتية مستعدة للتحالف التكتيكي مع أي كان لخدمة استراتيجيتها التنظيمية كفصيل وذراع إخواني أردوغاني له امتدادات إقليمية هي أولا بمعايير وحسابات حماس، ناهيكم أنها لم تصدر أي بيان اعتذار وتوبة رسمي للشعب السوري تكفيرا عن جرائمها بسوريا وقد تكون عودتها ومن منظورها البراغماتي استكمالا للمخطط الذي لم ينجح في المرة الأولى مع الأخذ بالاعتبار الاستفادة من الأخطاء المرتكبة وتداركها هذه المرة...

وعلى صعيد آخر لا يمكن إغفال توجس وريبة دول إقليمية معتبرة ووازنة وفاعلة بالملف السوري وموقفها المتخوف لا بل قل عداءها لحماس وتصنيفها كتنظيم إرهابي دولي محظورة رسميا في دول عدة وازنة بالإقليم وما لذلك.كله من أثر على تطبيع هذه الدول لعلاقاتها مع سوريا وإمكانية مشاركتها في عملية إعادة الإعمار والمساعدة بإعادة سوريا للجامعة العربية وكلها خطوات تساعد في حلحلة الكثير من العقد على طريق الحل السياسي الوعرة المليئة بالحفر والمطبات والألغام ستنسف هذه الخطوة السورية، حال حصولها، كل هذه الممكنات السياسية وستضحي سوريا بكل هذا من أجل عيون إرهابيي ودواعش وثعابين حماس المجرمين قتلة الشعب السوري الذين لم يصدر عن رموزهم وقياداتهم الملثمة ما يشي وينبئ بتحول وانعطاف وتراجع جذري....
أي كأنك يا بو زيد ما غزيت...
ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما


.. عبر روسيا.. إيران تبلغ إسرائيل أنها لا تريد التصعيد




.. إيران..عمليات في عقر الدار | #غرفة_الأخبار


.. بعد تأكيد التزامِها بدعم التهدئة في المنطقة.. واشنطن تتنصل م




.. الدوحة تضيق بحماس .. هل يغادر قادة الحركة؟ | #غرفة_الأخبار