الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علي مولا : روبن هود العرب !!

ماهر رزوق

2019 / 6 / 7
الادب والفن


أتذكر ذلك اليوم جيدا ، عندما ذهبنا أنا و أحد أصدقائي إلى السوق بهدف اقتناء (تابلت) ... كنت قد تعرفت على القراءة الإلكترونية حديثا ، أقصد كتب الpdf ، و كان هاتفي المحمول ذو مواصفات متواضعة جدا ، أي مساحة تخزين و شاشة صغيرة ... كان شراء التابلت خطوة مهمة جدا بالنسبة لي ، حيث قرأت عليه فيما بعد العديد من الكتب الجيدة التي أسست لكل ما أعرفه الآن ...
مازلت أحتفظ بذلك الجهاز القديم الجميل ، رغم أنه لم يعد يعمل ، لكنه يمثل بالنسبة لي (رمزا) أكثر من كونه مجرد جهاز ...

أول اسم حفظته من تلك الفترة ، لم يكن اسما لكاتب أو كاتبة أو كتاب ، بل كان اسما لأهم شخص تنويري في هذا العصر : علي مولا ... حيث كان اسمه مطبوعا (بعلامة مائية) على أغلب الكتب التي قرأتها في البدايات ، إن لم يكن عليها كلها !!
علي مولا هو أشهر لصوص الكتب المحبوبين ، حيث يشفع له عمله النبيل بنشر المعرفة المجانية ، فلو حسبنا مقدار الفائدة و مقدار الضرر ، لما فعله ، فسترجح بالتأكيد الكفة الأولى مقابل الثانية ... ففي الدول العربية ، وسوريا كمثال ، يكون اقتناء الكتاب الورقي رفاهية أكثر من كونه حاجة أو ضرورة ، في مجتمع يعمل فيه الفرد ثلاث ورديات أحيانا ، بالإضافة إلى أعمال مختلفة ... فمن الطبيعي مثلا أن ترى ممرضا في مستشفى ، يعمل في المساء و أيام العطل : عامل بناء أو دهّان أو في تصليح السيارات !!

لذلك كنت أدخر المال لمدة شهور حتى أقتني الكتب الجيدة ، و علي مولا ، بكتبه المجانية ، أنقذني من ذلك المأزق !!
فبعد اقتناء التابلت ، أصبح بإمكاني قراءة الكثير من الكتب بتكلفة قليلة جدا (سعر الجهاز فقط) ، و أصبحت المعرفة بمتناول يدي ، و تحولت من رفاهية إلى ضرورة و حاجة !!

علي مولا اليوم ليس مجرد شخص ، بل هو رمز في عالم الكتب و القراءة ... هو (روبن هود) جديد ، بأسلوب جديد و اهتمام مختلف ، لأن المعرفة ، كما قلت ، تحولت إلى حاجة في عصر سبقنا فيه الغرب بقرون و مراحل كثيرة ، و غلاء أسعار الكتب و عدم تناسبها مع دخل الفرد ، أدى إلى خلق هذا الشكل الجديد من السرقة التي تستمد شرعيتها من أهمية الدور الذي تقوم به : نشر المعرفة بأقل التكاليف في مجتمع مغيب و جاهل و بسيط !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وداعا صلاح السعدنى.. الفنانون فى صدمه وابنه يتلقى العزاء على


.. انهيار ودموع أحمد السعدني ومنى زكى ووفاء عامر فى جنازة الفنا




.. فوق السلطة 385 – ردّ إيران مسرحية أم بداية حرب؟


.. وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز




.. لحظة تشييع جنازة الفنان صلاح السعدني بحضور نجوم الفن