الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زعران حماس وصهاينة المقاومة بين الأمس واليوم؟

نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)

2019 / 6 / 8
الارهاب, الحرب والسلام


بعد أنباء متداولة أطلقها أحد أبواق الإعلام السوري الكبيرة المحسوبين على "المئيويمين" عن عودة منظمة حماس الإرهابية إلى سوريا، اندلعت بالآونة الأخيرة معارك ضارية على صفحات التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض لهذه الخطوة الفاجعة في حال حدوثها، والتي تظهر أن بعض السوريين لا يفقهون ألف باء السياسة، وربما الوطنية، والأهم مظهرهم المزري والمحزن كالنعام الذي لا يريد أن يرى أو يسمع الحقائق، ومصر أن يدفن رأسه بالتراب.

بداية، حماس، وكل أحزاب وتيارات التصلعم والصلعمة والتأسلم التي دخلت على خط ما تسمى بـ"المقاومة" والقضايا الوطنية والتحررية وبرزت مع مرحلة الانحطاط التي نعيشها منذ ظهور جمال عبد الناصر والتيارات القومية الظلامية وحتى اليوم، هي المؤامرة الأولى على قضايا الشعوب والتحرر الوطني، لأنها غلفت كل مشاكل وأزمات المنطقة بغلاف ديني طائفي، وأعطت الصراعات في المنطقة وقضايا التحرر بعداً دينياً، وأحياناً مذهبياً، بدل أن تكون الصراعات طبقية ووطنية ونضالية وحقوقية، فما يجري اليوم، وفقاً لمنظورهم المنحرف، هو حرب بين اليهود والمسلمين، بين كفار ومشركين (رغم وجود يهود ضد إسرائيل ككيان سياسي)، وهي امتداد لحرب محمد وحقده وكرهه لليهود، وبالتالي فمن يحق لهم حمل راية هذا الصراع هم "المسلمون" المؤمنون بمحمد ويتبنون كراهيته لليهود، ولذا فقد خرج كل ما هو غير مسلم من دائرة الصراع، وبالتالي لم يعد الصراع وطنياً أو طبقياً إنسانياً وحقوقياً ونصرة لمظلوم بالمطلق قدر ما هو دينياً طائفياً، لا قيمة نضالية ولا أخلاقية أو حقوقية ووطنية وله، ومن يسقط به من غير المسلمين فليس شهيداً.

غابت عن المشهد تماماً عملية الفرز الطبقي والتي هي أساس الصراعات التاريخية وهي التي تحركه، أي بين الظالم والمظلوم، والفقير والغني، والعبد والسيد، والإمبريالية والاشتراكية، فصرت ترى في هذا الصراع الذي لا يثير حفيظة وحساسية أحد "المسلم" التاجر الغني المستبد الدكتاتور الملياردير الحرامي سارق قوت الشعب المسكين الظالم الفاشي الإمبريالي السيد ابن القبيلة والعشيرة الفلانية المؤمن بالله ورسوله بنفس الوقت يقف مع جموع "المسلمين" في عملية تزييف الصراع مقابل وضد اليهودي الكافر المشرك الملعون الملحد وهذا فقط ما يزعجهم ويحفزهم للصراع وهذا أكثر ما يخدم الصهيونية ومشروعها الديني الطائفي ويؤججه والقائم كلياً على فرض طرح "يهودية الدولة" مقابل إسلامية المقاومة وهذا بالضبط ما يرج له الصبيان والسذج الصهاينة المقاومين.

وبالمنظور الاستراتيجي العام، وبعيداً عن ترهات وجاهلية البعض السياسية، وشخصياً، أعتقد أن إسرائيل هي، بالنهاية، إحدى مفرزات، وخطوط سايكس بيكو التي أوجدت كل هذه المنظومة السلطوية الكاريكاتورية التي نراها أمامها والتي أصبحت مسخرة ومهزلة أممية للجميع، ومضرب مثل بالفشل للجميع، حيث تسود قيم البداوة الجاهلية ومخ قريش تحكم وتسيطر وتتلبس عقل الجميع، وعلى الجميع التفكير ملياً بماذا تعنيه سايكس بيكو، ولن أستطرد ولن أزيد ها هنا، درءاً لأي سوء فهم.

وبالنسبة لغلمان وأغرار الاستراتيجية الذين يجترون بغباء شديد مفردات المقاومة "المؤامرة" الإسلاموية الشرق أوسطية ويخفون تحتها عشرات العناوين الأخلاقية، فحماس مجرد عصابة قتل وإجرام منظم إيديولوجيتها إخوانية عنصرية فاشية عنصرية أممية أي أنها تتبع لتنظيم دولي غير وطني وليس "فلسطيني" (لمن يتاجر بفلسطين لا علاقة لها بفلسطين فهي تتبع أردوغان ومحمد بديع والقرضاوي ومركز التنظيم والماسون الدولي بلندن وليس لها أية شخصية وسمة وطنية فلسطينية فرجاء للبلهاء وغلمان وهواة التحليل السياسي ممن يربطها بفلسطين والمقاومة أن يتعلم أبجديات السياسة ويتثقف قليلا قبل أن يجتر أي كلام ويخرج يتفذلك بالإعلام) فهي تنظيم فاشي عنصري لا تقبله نفسه بصفوفها وتعتبره مجرد "...." مارق من الدين ملعون يجب قتله ولا تقبل استتباته لو بلع لهم القرآن وصنم الكعبة بحجرها الأسود المعبود وهو أشد كفراً من اليهود الذين تدّعي حماس محاربتهم، ومن هنا ولذا فهي لا تضم ولا تقبل في عضويتها سوى "المسلم السني" الإخواني المؤدلج والمبرمج حصرياً (يعني أي فلسطيني مقاوم ووطني حقيقي غير "سني" فممنوع بحماس شرط القبول الأول هو المذهبية والأخونة)، ومن هنا فقراراتها وسياستها وأجندتها تخرج من، وتصب بالتنظيم الدولي من أردوغان والقرضاوي والظواهري ومحمد بديع ومحمد مرسي و CAIR ووو وليس من الداخل أو لصالح الداخل الفلسطيني وكل تمثيلياتها عن المقاومة مفضوحة وكاذبة فالتنظيم الإخواني الدولي هو ذو منشأ موسادي معروف لجميع تؤمن بالقتل وتخدم بالنهاية المشروع الصهيوني لتفتيت الشرق الأوسط لقبائل وعشائر ومجاميع طائفية وكانتونات مذهبية ممزقة تتقاتل فيمال بينها كما فعلت هي واستقلت بكانتون غزة الطائفي وضربت وشرذمت ونسفت أي بعد وطني لما تسمى "القضية الفلسطينية" وهذا بالضبط ما تسعى له الشرق أوسطية و"الصهيونية" العالم لتزييف صراعات الشعوب ونضالاتها الطبقية، فأي نضال وصراع لا يحمل مضموناً طبقياً، أي لتطبيق العدالة والمساواة، هو صراع ونضال زائف كاذب وهو ما ينطبق على مجمل "المقاومات" العروبية والإسلاموية والدينية الطائفية بالمنطقة التي لا تخدم إلا الصهيونية ومشروعها بالنهاية...

في العام 2007 خرجت بحلقة (اختفت من أرشيف التيوب لسبب لا أعلمه)، من الاتجاه المعاكس مع الإعلامي السوري فيصل القاسم والضيف المقابل كان أحد الشاطر الليبي سكرتير و"زلمة" القذافي وكان مرضياً عنه من النظام القبلي العشائري القرشي العربي الفاشي العنصري، ولذا فقد عهدت إليه "ولاية" من يسمون بـ" الطلاب العرب" (بالمناسبة هذا تعبير فاشي عنصري فاقع في بيئة إثنية تعددية معقدة)، أي أمين عام لا أدري ماذا بما يخص من يسمونهم بالطلاب العرب، ووقتها أنا كنت موضوعاً، ولا أزال على قوائم أمنية سوداء لمنع العمل ومنع السفر ومنع الظهور الإعلامي بإعلام القبائل والعشائر والطوائف والمذاهب، المهم كان الرجل متحمساً جداً ومزاوداً بغطرسة بدوية وعنجهية مستعربة وذا نبرة عالية في الدفاع عن الغزاة العرب المسلمين وجرائمهم بالمنطقة وسياسات سلالاتهم وسلفهم من المستعربين (ربما لم يكن يعلم يومها ماذا سيفعلون بسوريا، وطبيعة دورهم هناك، وماذا سيفعل به العرب بالذات وبمعلمه القذافي وكيف سـ"يدحشون" الماسورة بمؤخرة سيده وولي نعمته "العقيد" وإمام المسلمين وعميد الحكام العرب ووو) المهم، أنا كنت على دراية تامة وفهم عميق بطبيعة وتركيبة هؤلاء البرابرة الدواعش وحين أتى على ذكر المقاومة الطائفية والمذهبية الفاشية الإرهابية حماس، وكان يتغزل بها، وكنت أعرف خلفيتهم الإيديولوجية ومرجعيتهم التنظيمية فقلت لهم هؤلاء شوية "زعران" وقتلة وإخوان مسلمون ووو فثارت ثائرته، وجن جنونه، وثار القوم المقاومون عليّ واقل وصف وصفوني به يومها هو بالعميل الصهيوني وروجت بعض العصابات القومية ومعروفة بالأسماء أخباراً بأنني أقبض جعالة شهرية ولي راتب من تسيبي ليفني ووو ....ولليوم أقول بأنني كنت مهذباً وطيفاً جداً ومؤدباً مع حماس فهم أدني بكثير من درجة "الزعران"..
للحديث صلة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي