الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نداء وطني

محيي الدين محروس

2019 / 6 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


منذ انطلاقة الثورة السورية السياسية كتبت عن أهمية سلمية الثورة، خاصةً بعد بدايات التلويح بحمل السلاح.
وكوني إنسان غير عسكري، استشهدت بالمختصين العسكريين على المستوى العالمي، ودراساتهم حول خطر حمل السلاح، ومنها خطر عدم ضمان نجاح الثورة المسلحة، واستمرارها في الحد الأدنى لعشر سنوات!
يكمن عدم ضمان نجاح الثورة المسلحة في التفوق للأنظمة من حيث السلاح والتدريب والإمكانيات الاختصاصية.
من المعروف بأن الأنظمة العربية تضع الميزانيات الضخمة لتعزيز القدرات العسكرية لجيوشها تحت شعارات „ التحرير „ والاستعدادات لصد العدوان الإسرائيلي „ في الوقت المناسب „!
هذا عدا عن حملات التبرعات الإلزامية والخصومات من الرواتب تحت عنوان: „ المجهود الحربي „!
وفي الواقع، وهذا ما أظهرته وأثبتته الحياة، بأن هذه الجيوش وهذا التسليح ما هو إلا لحماية تلك الأنظمة المُستبدة!

من جهةٍ أخرى، فإن قيام إسرائيل بين فترة وأخرى بعدوان محدود بالطيران على سوريا، استفادت منه السلطات لحرف الأنظار عن الوضع الداخلي، وتوجيه الإعلام وإعطائه الأولوية ضد „ العدوان الخارجي“!
وتحت شعارات: الأولوية للمعركة!
ولا أستغرب التساؤل:
كم استفادت الأنظمة العربية الاستبدادية في عملية استمرارها للحكم، بفضل هذه الاعتداءات الإسرائيلية المحدودة؟!

وتبين الحياة بأن الجيش السوري „ العقائدي „ ماهو إلا لحماية النظام السياسي المُستبد. وهو كان صاحب المصلحة لحمل السلاح من قبل بعض الفصائل، وحتى في إقامة ما يُسمى „ مناطق محررة „ !
لأنه كان على ثقة بأنه سيحقق النصر عليهم في الوقت الذي يناسبه! وهذا ما نشره النظام من „ تحرير „ و „ ترحيل الفصائل المسلحة إلى إدلب „! وإعلانه الانتصار!

كما تبين الحياة، بأن تسليح وتمويل هذه الفصائل كان لمصلحة تلك الدول، والتي تتناقض مع أهداف الثورة السياسية من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية.
فقد قامت „ الثورة المضادة“ السياسية والسلاحوية بتوقيف وامتداد الثورة إلى بلدان عربية أخرى، وحدت من التأييد الشعبي لها على المستوى الداخلي،
وتوقفت مجموعة دول „ أصدقاء سوريا „ عن دعمها على المستوى الدولي.

بعد كل هذه الدروس المريرة، وبعد ثماني سنوات من انطلاقة الثورة، حان الوقت لتركيز الجهود على الحل السياسي السلمي.
بالطبع، الحل الذي يحقق طموحات الشعب السوري، والذي يرتكز على القرارات الدولية، وخاصةً القرار رقم 2254 .
وهذا يتطلب على وجه السرعة تحقيق توافقات وطنية واسعة على „ مشروع ميثاق وطني يشمل المرحلة الحالية والمرحلة الانتقالية“.
وبناءً على هذا المشروع: توافقات على قيادة وطنية له، ووضع برنامج لنشره على أوسع نطاق، والتواصل مع الجهات الدولية لشرح هذا المشروع والعمل على كسب التأييد له.

عدم القيام بهذه المهام، سيؤدي للأسف …لفرض حلٍ دولي أو حلٍ من بعض الدول لا يتفق مع مصالح شعبنا!
نعم، لقد دقت ساعة الخطر الحقيقي لحلٍ غير سوري!
فهل من مُستجيب للنداء الوطني؟!
النصر حليف الشعوب المناضلة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟


.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على




.. شهداء جراء قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلة الجزار في مدينة غز


.. قوات الاحتلال تقتحم طولكرم ومخيم نور شمس بالضفة الغربية




.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية