الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فندق حامد المالكي الذي شغلنا !!

حارث رسمي الهيتي

2019 / 6 / 9
الادب والفن


يتفق أغلب المهتمين في الشأن الثقافي على اعتبار أن للفن رسالة واجب عليه تقديمها ، فمنهم من يؤكد على ضرورة ان يتبنى اي عمل فني أو ثقافي ايجابيات الجانب الذي يتناوله ، ويؤكد القسم الآخر منهم على ضرورة العكس حيث يحتم على منتج العمل الفني والابداعي ان يتناول السلبيات ، وكلاهما برأيي الشخصي لا يجانب الحقيقة من ناحية ان كلا الفريقين يتبنيان فكرة اندماج الفن مع الحياة ، ولكني في أغلب الحالات اجد نفسي أقرب الى القسم الثاني ، ذلك الذي يرى ان الأهمية تكمن بعكس السلبيات وطرحها ومناقشتها ، طرحها على حقيقتها وعلتها بعيداً عن التزويق شرط ان لا يتقاطع ذلك مع قواعد العمل الفني ، اذ ان من مساوئ التزويق والتجميل أنه سيقدم فكرة مضللة غير واقعية ويخبرنا جورجي بليخانوف) في كتابه ( الفن والحياة الاجتماعية ) ان عملاً من هذا النوع ستكون نوعيته فاشلة وغير مجدية . دائماً ما يشدني حامد المالكي لأعماله الفنية من عمله ( سارة خاتون ) الذي يتناول فيه قضية الأرمن والمذابح التي حصلت لهم وابادتهم وسرقة أموالهم الى عمله ( فوبيا بغداد ) التي تناولت موضوع تصفية العلماء العراقيين واغتيالهم أو تهجيرهم وهو ما شاهدناه وبكثرة أيام الاقتتال الطائفي في العراق .
وأنت تسير في شوارع بغداد وتقف في احدى تقاطعاتها المرورية ، وحين تركز جيداً وتعدّهم ستجد أن عشرات من الأطفال والنساء سيقفون امام سيارتك ، وبتنظيم جيد يقسم العمل بين من يغسل لك زجاج السيارة رغماً عنك ، وآخر يمسحها ، بينما يطرق الثالث زجاجها طالباً منك أن تعطيه من ( مال الله ) ويقف ليس بعيداً عنهم من يحميهم ويؤمن لهم المكان اذ ان التقاطعات مقسمة ايضاً عليهم ، هل توافق على انك قد رأيت او ترى يومياً مثل هذا المشهد ؟ اذا كانت الاجابة نعم فهؤلاء يشبهون ( سعدية وهي واحدة من شخصيات الفندق ) !!
حين تستحدث وزارة الداخلية العراقية وبالتفاتة ممتازة منها رغم تأخرها تشكيلاً يأخذ على عاتقه مكافحة الابتزاز الالكتروني وتحث العوائل العراقية على مراقبة ابناءهم من الانترنيت الذي أدخل الى العراق دون رقيب وحسيب وراح ضحيته الكثير والكثير وتختلف الحالات من انتحار وهروب وحوادث قتل وتهديد وابتزاز فأن هذه الحالات شبيهة بــ ( دنيا وهي شخصية من شخصيات الفندق ) !!
عندما تركت حكوماتنا المتعاقبة شبابنا يواجه مستقبلاً يكاد يكون معدوماً وهم يعانون الفقر والحاجة ويقفون عاجزين عن تقدييم ابسط الحقوق لأهلهم وعوائلهم ، امهاتهم اللواتي يعانين من امراض السرطان التي عجزت حكومتنا ايضاً عن تقديم العلاج لهن أو ما الى غير ذلك من المشاكل فسيكون الحل امامهم ونتيجة الجهل او الضعف او حتى العاطفة وبالنسبة لعدد غير قليل منهم التوجه الى العصابات والميليشيات وحتى الارتماء في احضان الجماعات الارهابية ، هل تتفقون معي ان مثل هكذا حالات شاهدناها وسمعنا عنها ؟ هذه الحالات شبيهة بــ ( سنان وهو شخصية من شخصيات الفندق ) !!
الحملات التي شنتها وزارة الداخلية بالتعاون مع الصحة ورافقتهم في بعضها قنوات فضائية نقلت لنا ما كان يحدث في بعض الصالونات ومراكز المساج والنوادي الليلية كانت تتحدث عن انها مراكز للدعارة يرعاها متنفذون ، هذه المراكز التي تملئ اعلاناتها شوارعنا ونراها كثيراً في مواقع التواصل الاجتماعي ، هل يستطيع أحداً أن ينكر وجودها ؟ فلماذا نستغرب وجود شخصيات مثل ( وجدان ونزاكة وهن من شخصيات الفندق ) ؟!!
فندق حامد المالكي هذا هو تعبير حي ، دقيق ، واقعي لمشاكل نراها يومياً ويعلم بوجودها معظمنا فما الداعي من محاولة انكارها ؟
نجح حامد المالكي في اظهار مشاكل كان الكثير يعتبرها من التابوهات مثل المخدرات والقتل لمصالح خاصة وانتشار ظاهرة بيع الاعضاء والتسول والفاسدين الذين يسيطرون على بعض مفاصل الدولة ، نجح في تسليط الضوء على ضباط الدمج الذين ساهموا في كثير من الخراب الذي نعيشه ، نجح حامد المالكي في اهم نقطة يتوجب على الفنان أن يفعلها وهي انه يحاول أن يثير السؤال في داخل المتلقي ، كثير من الذين شاهدوا المسلسل قالوا : معقولة أكو هيج ؟!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه


.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما




.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة


.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير




.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع