الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما أشرسها حروب عمرو فهمي ..ضد المرض ..ضد الفساد!

محمد القصبي

2019 / 6 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


أتابع ما ينشر عنه في الميديا العربية والدولية ..
هل أشفق عليه ..أم أبدي إعجابي به.. أم أزنزنه خلف قضبان شكوكي ؟
عن المصري عمرو فهمي السكرتير العام لاتحاد الكرة الأفريقي السابق حديثي .
أما سبب الشفقة.. فالظروف الصحية الصعبة التي يواجهها ، واضطرته إلى إجراء عملية جراحية في إحدى مستشفيات باريس في نوفمبر من العام الماضي ، ثم عملية أخرى منذ عدة أيام..أيضاً في باريس.
كلانا لم ير الآخر ، لكن التواصل يتم من خلال صديقة تمت إليه بصلة قرابة قوية ، وبقلب الأم لاتنسى في كل مرة نتواصل مناشدتي أن أدعو له بالشفاء .
ألهذا ينبغي أن أغمره بشفقتي ؟
فماذا عن الإعجاب ؟
في ظل تلك الظروف الصحية القاسية، يصر عمرو على مواصلة معركته ضد رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم أحمد أحمد..الذي يراه قد وظف منصبه لجني مكاسب شخصية !!
فلم الشكوك إذن ؟
مبكراً ..مبكراً جداً ..كنت أشعر بأن هؤلاء الصحفيين والمثقفين والسياسيين الذين يفجرون الحروب ضد الفساد يفوح زفيرهم بعبق النبوة ..كنت أحفظ سطورهم التي يكتبونها ..وكأنها رسالات سماوية مهمتهم إبلاغي بها..إلى أن انتقلت إلى القاهرة و التحقت بكلية الإعلام ..لأقترب منهم ..أنبيائي الذين أنصت إلى مايقولون في خشوع ..فإذا بي أصطدم بأن بعضهم دون البشر العاديين ..تهفو النفوس إلى ماليس لهم ،وتمتد الأيدي لتحصد طرح حقول غيرهم .. ووصل الأمر بالقروي الساذج أن ترك الكلية وعاد إلى القرية مصدوماً..
أتذكر.. حين اقتربت من أحدهم.. تمثالاً شيدته في قلبي منذ وعيت القراءة، فإذا به يداهمني بسقطاته الأخلاقية المشينة..!!
من لحظتها عرفت أن بيننا مثقفين وكتاباً يغردون بأقلامهم مثل عصافير الجنة ، لكنهم يتصرفون مثل دود الأرض !!
وما عرفته ..لم تنفه الأيام ..بل كلما انزلقت خطوة داخل المشهد النخبوي ..يزداد يقيني بما اكتشفته مبكراً .. أن بعضاً –كُثًر- من أرباب مهن الرسالة لديهم بالفعل رسالة يكابدون لتحقيقها..للارتقاء بالذات ..لاالناس ولا الوطن !!
بل وروعتني خفايا حروب
المعارضين في بلادي ، ذلك أن منهم – كُثُر أيضاً - يثورون تحت شعار " لافيها لااخفيها " ..
..تُفاجَأ بحملة قوية من صحفي أو أديب أو مفكرضد جهة ما ..فإن اقتربت من ميدان الحرب التي يشنها..تصفعك الحقيقة بوجهها الكارثي .. أن الهدف خاص ..خاص جداً، حيث تداهمك الروائح النتنة لمأرب فشل في الحصول عليها فأعلن الحرب ..وهذا أمر آمل أن أعود إليه في مقال تفصيلي ..تحت عنوان " ثوار لافيها لاأخفيها "..!
هل حملة عمرو فهمي ضد رئيس الكاف تشتعل أيضاً تحت هذا الشعار " لافيها لاأخفيها " ؟
أعني ..هل لديه مآرب خاصة حال رئيس الكاف دون تحقيقها ..فأطلق نفير الحرب ؟
لاأظن ..عمرو فهمي لم يتم إقصاؤه من منصبه فشن حملته انتقاماً ، بل وهو ينعم بكرسيه كقيادي داخل الكاف ، حيث تقدم لرئيس الفيفا بوثائق يراها تدين أحمد أحمد.
ولو كان عمرو شن حربه هذه ،وهو يشغل منصبه ، سعياً وراء المزيد من المزايا !! ، فلِمَ الحرب أصلا ؟!! ..يكفيه مهادنة رئيس الكاف ومع شيء من التملق يمكن ان يناله " من الحب جانب"
أما كونه يخوض معركته وهو ينعم بكرسيه دون خوف من أن يُزاح ، ودون أن يبالي بأنه في حالة صحية تستدعي " أن يشتري دماغه" ..
فهذه أمور تمترس الطريق أمام اي شكوك يمكن أن تنسل إلى داخل أي منا حول نواياه .
والحكاية باختصار أن عمرو فهمي تقدم بوثائق إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" تنطوي على اتهامات لرئيس الكاف أحمد أحمد بالفساد ، وطبقاً لتقرير باللغة الانجليزية بثته رويترز في أبريل الماضي تتضمن إحدى الوثائق أن أحمد أحمد أمر أمينه العام بإيداع مبالغ في الحسابات الخاصة لبعض رؤساء اتحادات دول أفريقية، "وليس حسابات الاتحادات " بمقدار 20 ألف دولار لكل منهم !
الوثيقة تضمنت أيضاً
اتهام أحمد أحمد بفسخ التعاقد مع شركة "بوما" ومنح العقد لشركة "Technical Steel" للحصول على معدات رياضية ،مما كبد خزينة الكاف مبلغ 830 ألف دولار.
وتحوم الشكوك حول وجود شبهة فساد في هذه الصفقة نظرًا لما يقال عن علاقة صداقة تربط بين أحمد أحمد رئيس الكاف ورئيس الشركة الفرنسية.

بجانب اتهامه بالتحرش بـ4 موظفات بـالاتحاد الأفريقي وانتهاك القوانين لزيادة التمثيل المغربي داخل كاف، علاوة على ذلك، شراء سيارتين ب 400 ألف دولار من أموال "كاف" ، إحداهما في مصر والأخرى في مدغشقر.
وجاء رد أحمد أحمد عنيفاً ، حيث دعا إلى اجتماع للجنة التنفيذية للكاف ، ليتم اتخاذ قرار بإقالة عمرو، دون إبداء الأسباب.
أهي معركة خاصة بين السكرتير والرئيس لا ناقة لمصر فيها ولاجمل .. بل ينبغي للجبلاية أن تنأى عنها منعاً للشوشرة على بطولة الأمم الأفريقية ، هذا العرس الكروي القاري الذي ينطلق يوم 21 يونيو الحالي ،و ينال اهتمام كل المصريين بدءاً من قصر الاتحادية وحتى أشبال مركز الشباب في أي نجع؟
عمرو فهمي لايكف عن التأكيد أن أمر الاتهامات الموجهة لرئيس الاتحاد لن تؤثر على البطولة .
لكن للدولة المصرية علاقة جوهرية بما يجري.. من الصعب تجاهلها..بل تجاهلها يعد جريمة !
منذ أكثر من عام يسعى عمرو فهمي لتعديل العقد المبرم مع شركة لاجاردير سبورت الفرنسية ، لزيادة العائد من بث مباريات الأمم الأفريقية .
عمرو خاطب الشركة الفرنسية عبر رسالة رسمية يوم 4 يوليو من العام الماضي يطالبهم بضرورة تطبيق البند الخاص في العقد المبرم بين الشركة والكاف بزيادة نسبة أرباح الدولة المستضيفة لكأس الأمم الأفريقية من البث التليفزيوني.
وتبدو مطالبته منطقية مع زيادة المنتخبات المشاركة إلى 24 منتخباً ، وبالتالي زيادة المباريات بحوالي 20 مباراة .. العائد المتوقع من بث مباريات البطولة بعد زيادة الدول المشاركة من 16 إلى 24 دولة ، حوالي 100 مليون دولار ، فإن كان نصيب الدولة المنظمة 20% ، فهذا يعني ارتفاع أرباح مصر " الدولة المنظمة" من 10 ملايين دولار إلى 20 مليوناً.
وحدد عمرو مهلة 60 يوماً ، تنتهي يوم 4 سبتمبر 2018
فإن لم ترد الشركة يصبح من حق الكاف التعاقد مع شركة أخرى.
اتهامات عمرو فهمي لرئيس الكاف تجد سنداً من الصحافة العالمية ، فقد نشرت صحيفة ماركا الأسبانية الخميس الماضي تقريراً بعنوان " فوضى في كرة القدم الأفريقية" كالت فيه الاتهامات لرئيس الكاف ،بل طالت اتهاماتها هاني أبو ريدة نفسه، وآخرين
وقالت الصحيفة “إن رئيس الاتحاد الأفريقي أحمد أحمد، تجاهل متعمداً التفاوض مع شركة “لاجاردير” المالكة لحقوق بث البطولات الأفريقية بشأن عائدات البث المستحقة للمنتخبات الـ 24 المشاركة في البطولة.

وأكدت ماركا: أن “المادة 9.5 في التعاقد بين كاف ولاجاردير تؤكد ضرورة رفع إيرادات البث بمجرد زيادة عدد المنتخبات المشاركة، وهو ما ينطبق على النسخة المقبلة لأمم أفريقيا، التي ستلعب للمرة الأولى بمشاركة 24 منتخبًا بدلًا من 16 فقط”.

وذكرت "ماركا" أن الاتحاد الأفريقي كان قد أعلن عن تشكيل لجنة يتواجد بها المصري هاني أبو ريدة إلى جانب الكونغولي كونستاتين أماري والمغربي فوزي لقجع، من أجل مراجعة عدة عقود، إلا أن عقد كاف مع لاجاردير لم تتم مراجعته، مما يشير لشبهة تواطؤ بين اللجنة والكاف بشأن هذه العقود!.

أين مسئولو الجبلاية ؟
في الحقيقة لايغيبون عن المشهد ..
لقد ظهر كل من هاني أبو ريدة رئيس الجبلاية وأحمد مجاهد عضو مجلس الإدارة مع كل من أحمد أحمد رئيس الكاف ، ومعاذ حجي البديل المغربي لعمرو فهمي في منصب السكرتير العام ..ظهر هؤلاء برفقة إدريس آكي مديرشركة لاجاردير ، أمام الكعبة خلال أدائهم مناسك عمرة رمضان .. وهم يبتهلون بأدعية حارة.
بماذا كانوا يدعون ؟ الله وحده الأعلم.

بمناسبة الدعاء ..إدعوا معي لعمرو فهمي أن يوَفَق في حربه ضد المرض ..
في حربه .. من أجل مصر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضربة إسرائيلية ضد إيران في أصفهان.. جيمس كلابر: سلم التصعيد


.. واشنطن تسقط بالفيتو مشروع قرار بمجلس الأمن لمنح فلسطين صفة ا




.. قصف أصفهان بمثابة رسالة إسرائيلية على قدرة الجيش على ضرب منا


.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير تعليقا على ما تعرضت له




.. فلسطيني: إسرائيل لم تترك بشرا أو حيوانا أو طيرا في غزة