الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التحرش الجنسي بالنساء وصمة عار على الرجل

محمد فاتح حامد

2019 / 6 / 10
المجتمع المدني


ليس هناك شيئا يعادل اخلاق الانسان وبالتالي فانها تعتبر من اقوى مافي شخصيته وبفقدانها سيولد شرخا كبيرا في شخصية الانسان ، فالخلق والسلوك يعتبران في جميع انحاء العالم مقياسا للانسانية ولذلك تم وضع معاقبات قانونية للمسيئين.
يقول الفيلسوف سقراط "التربية الخلقية أهم للإنسان من خبزه و ثوبه"
ويقول الفيلسوف افلاطون "إذا كان الجمال يجذب العيون ، فالأخلاق تملك القلوب"
كما يقول الحاكم الفرنسي نابليون بونابرت "تفسد المؤسسات حين لا تكون قاعدتها الأخلاق".
ويقول الفيلسوف والكاتب الفرنسي البير كامو "رجل بلا أخلاق هو وحش تم إطلاقه على هذا العالم".
وكما سمعنا ونشاهد وبالاخص في الشرق الاوسط ومن ضمنه العراق ان شبابنا ورجالنا يتحرشون جنسيا بالنساء في الشوارع والازقة والاماكن العامة وحتى في الدوائر والمؤسسات ، دون معاقبتهم قانونيا.
ان التحرش الجنسي بالنساء يدخل بجميع المقاييس في ضمن الاعمال القبيحة ويتحول الى جريمة في كثير من الاحيان خاصة عندما يصل الى مرحلة الاغتصاب والتي تعتبر اعتداء وانتهاكا لعرض وحرمة الناس.
ويعد التحرش الجنسي شكلا من اشكال العنف ضد افراد المجتمع، اذ انه يعبر عن اعتداء من خلال سلوكيات وتصرفات واضحة مباشرة او غير مباشرة تصدر عن شخص يستغل نفوذه وقوته لتلبية رغبته الجنسية من خلال شخص يرفض الاستجابة لها.
والتحرش الجنسي اللفظي يعتمد على الالفاظ والكلمات والتعليقات والنكات والمعاكسات ذات المغزى الجنسي ، اما التحرش الجنس الجسدي(العاطفي) يعتمد على تعبيرات الوجه وحركة الحواجب والعيون ونظرات العين والاشارات باليد وبالأصابع ونغمة الصوت والاحتكاك والتلامس والرتب على الجسد والاحتكاك والقرص والتقبيل والدخول الى المسافة الحميمية والتودد للضحية وإعطاء الهدايا وبالتالي الاغتصاب.
يمارس التحرش الجنسي في الشوارع والازقة وانما انتشر في المؤسسات والدوائر ايضا من خلال استغلال سلطتهم واجبار النساء على الاستجابة للتحرش الجنسي خوفا من قطع رزقها او لاسباب اخرى واختيارها السكوت امام هذه الجريمة والاعمال البشعة.
ومن الغريب اننا لم نر ام لم نسمع معاقبة رجل او شاب بسبب التحرش الجنسي او الاغتصاب في العراق واحالته الى القضاء او على الاقل اتخاذ اجراءات ووضع حدود لهذه الجريمة والاعمال البشعة وغير الحضارية .
يجب على الجهات المعنية في العراق اتخاذ اجراءات مناسبة ازاء التحرش الجنسي بالنساء كي تستطيع ان تعيش بحرية وتتصرف وتتحرك بحرية وان تختار وترتدي ملابسها بحرية.
هذه مسؤولية المجتمع من العوائل والى المدارس والجهات الامنية والقضائية ومجلس النواب والحكومة ويجب على الجميع التحرك والسعي للحد من هذه الجريمة والعمل البشع غير الحضاري .
الاخلاق السيئة اصبحت من المخاوف الكبيرة على حرية وديمقراطية العراق بل واصبحت من المخاوف الكبيرة على النساء اللاتي تتعرضن لسلب حرياتهن وانتهاك حقوقهن من قبل رجال سيئين.
هنا اتحدث فقط عن التحرش الجنسي للنساء ناهيك عن اضطهادهن وتعرضهن للعنف وانتهاك حقوقهن وقيدهن بالسلاسل والاغلال.
الى متى نعتبر رجالا سيئين وعديمي الاخلاق بطلا وغير متهم ، بينما نتهم المرأة المظلومة بالعار وعديمة الشرف ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إعلام فرنسي: اعتقال مقتحم القنصلية الإيرانية في باريس


.. إعلام فرنسي: اعتقال الرجل المتحصن داخل القنصلية الإيرانية في




.. فيتو أميركي ضد مشروع قرار منح دولة فلسطين العضوية الكاملة في


.. بن غفير: عقوبة الإعدام للمخربين هي الحل الأمثل لمشكلة اكتظاظ




.. تاريخ من المطالبات بالاعتراف بفلسطين دولة كاملة العضوية في ا