الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطيب تيزيني والاحلام التي كسرها الواقع

حواس محمود

2019 / 6 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


تعود علاقتي – القرائية – بطيب تيزيني الى سبعينيات القرن الماضي حين كنت طالبا في الأول الثانوي ، أي كنت في بداية شبابي عندما قرأت مقالا مقتبسا عن دراسته المعروفة من التراث الى الثورة في مجلة الثقافة الجديدة الليبية ، واستمرت علاقتي معه عندما ذهبت لجامعة حلب في ثمانينيات القرن الماضي ، اذ حضرت مع زملاء اخرين محاضرة قيمة له في مدينة حلب ، وأيضا كنت أقرأ له هنا وهناك بالصحف المحلية ومجلات فلسطينية ، وأخرى ، وعندما تقدمت على الصعيد الشخصي في مجال الكتابة ونشرت مقالاتي هنا وهناك التقيت به في مدينة القامشلي / سوريا ، وتم اخذ صورة معه للذكرى ، وسألته عن كتاباتي فأجابني خيرا وثمن ما اكتب .
كان الدكتور طيب تيزيني متواضعا بسيطا في تعامله الاجتماعي ، له مؤلفات ضخمة في العديد من الموضوعات الإشكالية له أسلوب رائع في القاء المحاضرات ، يقوم بتبسيط أي قضية وتحويلها الى مادة سلسة قادرة على الوصول الى عقول المشاهدين والمتابعين ، يقوم بتشريح الموضوع المتناول بحيث يجذب المتابع اليه بأسلوب اكثر من رائع .
طيب تيزني كان يحلم بوحدة عربية ، وبدول ديموقراطية ، خالية من الفساد والاستبداد ، لكنه رحل وبقي حلمه معلقا في ذبذبات الزمان واللحظة السياسية الراهنة التي تتميز بالغموض والتراجع والكآبة الفكرية والنفسية إزاء ما حدث ويحدث للحراكات الثورية العربية التي سميت بالربيع العربي ، يطلق التيزيني تعبير الحطام العربي على المآلات العربية الراهنة بعد تراجع وربما خسارة الثورات العربية عبر تدخلات خارجية وعوامل داخلية مساعدة ، وتنشط قوى الثورة المضادة ، وجدته في فيديو يلقي محاضرة وهو يبكي على الحال العربي ، وهو الفيلسوف اذ هو واحد من 100 فيلسوف معاصر في العالم بحسب جريدة دير شبيغل الألمانية ، وعندها علق بعضهم بالقول " عندما يبكي الفيلسوف " .
استمعت اليه في عدة فيديوات مؤثرة وتأثرت كثيرا بخيبة امله من عدم تلبية طلبه الملح من النظام الفاسد والمستبد في دمشق بايقاف قتل المتظاهرين السلميين في بدايات الثورة السورية وتأثره أيضا حد البكاء لاستشهاد اكثر من 1300 شاب وشابة في ساحة الساعة بحمص
في ظل القحط الفكري الراهن الذي نعيشه نفتقد مفكرا كبيرا بحجم الطيب تيزيني ونحن باحوج ما نكون لشخص مثله ، لما كان يتمتع بطاقة فكرية هائلة وفعالة ومؤثرة ، وقبله رحل عنا مفكرون عرب اخرين كبار ذوو التأثير الإيجابي الكبير كمحمد اركون ومحمود امين العالم والجابري ونصر حامد ابوزيد وصادق جلال العظم .
ليس حدثا عاديا رحيل مفكر حيوي كالطيب تيزيني ، رحل وقد اخذ معه أحلامه الى العالم الاخر دون ان تتحقق على ارض الواقع ،لم تكن أحلامه ذاتية وحسب وانما كانت مناط اهتمام الملايين من العرب .
إنَ ما ميز التيزيني تحليله الدقيق للدولة الأمنية وقوله الشهير ان الدولة الأمنية تسعى الى افساد الجميع بالجميع حتى يصبح الجميع ملوثين ومدانين تحت الطلب بحيث لا يتشكل الحامل الاجتماعي القادر على التغيير .
.................................................................................................








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا نعرف عن انفجارات أصفهان حتى الآن؟


.. دوي انفجارات في إيران والإعلام الأمريكي يتحدث عن ضربة إسرائي




.. الهند: نحو مليار ناخب وأكثر من مليون مركز اقتراع.. انتخابات


.. غموض يكتنف طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران




.. شرطة نيويورك تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتعتقل طلابا محتجين عل