الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة مفتوحة للسيد وزير الثقافة العراقي.. حول الاثار العراقية ومتاحف المحافظات

مازن الياسري

2019 / 6 / 13
السياحة والرحلات


عزيزي الدكتور عبد الامير الحمداني المحترم.. تحية وبعد
نعم اننا لم نلتقي يوماً.. ولكن ما سمعته عنك يثير التفائل كونك متخصص اثاري ومدافع عن الارث الحضاري العراقي.. وهذا ما شجعني بأن اكاتبك بهذه الرسالة التي اختاريت ان تكون مفتوحة امام جميع المهتمين لقناعتي بأن مضمونها عام ويمثل اهمية لكل مهتم بالارث الانساني الحضاري الرافديني.
لا داعي للأطالة فخير الكلام كما يقال ما قل ودل .. سيادة الوزير اعلن مؤخراً عن افتتاح صالات جديدة في متحف اثاري في مدينة السليمانية شمال العراق ستعرض كما تناقلت الاخبار قطعاً ساسانية قيمة.
رسالتي لحضرتك هي مطالبة بجمع النفائس الاثرية الحضارية المتوفرة بمحافظات العراق، ووضعها في بغداد حصراً.. لحمايتها خاصة خلال هذه الفترة المتأرجحة من تاريخ البلاد، كما حفظها في بغداد سياساهم بالمستقبل القريب لآستثمار السياحة بشكل منظم كمصدر اقتصادي هام للخزينة العراقية من جهة ومنمي لقطاعات اقتصادية خاصة عديدة تحرك من عجلة البلاد وتقلص من مظاهر الفقر والبطالة.
الذاكرة العراقية المهتمة بالحضارة والتراث تسجل تجارب عديدة سيئة الصيت في متاحف المحافظات العراقية.. لسرقة الاثار وتهريبها ونهب المتاحف والمقتنيات وبيعها عبر المهربين او تجار الانتيكات الفاسدين او حتى جهات حكومية فاسدة، الا ان التجربة الاقسى كانت عام 1991 عندما نهبت معظم متاحف الجنوب العراقي ابان ما عرف لاحقاً بالانتفاضة الشعبانية.. الاف القطع اختفت وقد ضهر بعضها مؤخراً ببعض المزادات العالمية او لدى بعض الجامعات والمتاحف.. والأعم لازال مختفياً بغموض ليس بغريب!.. على كل حال بعد احداث 1991 تحديداً اصبح التوجه الحكومي بجمع الاثار والنفائس الحضارية في العاصمة بغداد وتحديداً بين خزائن المتحف العراقي وخزائن البنك المركزي االعراقي.. وهذا ما حمى العديد من النفائس من النهب والتخريب ابان سرقة المتحف العراقي سيئة الصيت عام 2003، وحتى الاعوام الاخيرة شاهدنا كيف حطم ارهابيوا داعش متحف الموصل عن عمد وبطريقة اجد بها وبقناعة كاملة بأنها مدفوعة الاجر من دول وجهات تعمل لسلخ العراق من واقعه الحضاري وبتحطيم الارث الثقافي للبلاد وقتل اي محاولة للتوجه نحو الاستثمارات السياحية الحقيقية.
كما ان مدن الشمال العراقي شهدت ومنذ سنوات عمليات تهريب واتجار اثارية.. مستغلة العلاقات المتأزمة بين حكومتي المركز والاقليم.. وبالمناسبة وقبل ن يحمل التفكير بعض القراء بأني عنصري او قومي او اي من سلسلة التهم الجاهزة.. اقولها وبوضوح انا عراقي لا انتمي سوى للعراق وما القوميات والاديان والمذاهب وما سواها سوى انتماءات شخصية محترمة، لكنها لا تحدد علاقتي مع الاخريين.. فما يحدد علاقاتي مع الاخريين هو المشترك الانساني والوطني فقط.. وليس ذكر السليمانية تحديداً الا للخبر الذي تناقلته المواقع الخبرية عن الاثار التي ستعرض بمتحفها.. بعبارة اخرى ان هذه الاثار لو كانت ستعرض بجنوب او وسط العراق فلن يختلف موقفي.. وانا اطالب بأن تحفظ هذه الاثار حصراً في بغداد.
سيادة الوزير ارجوكم ان تقوموا بواجبكم الوطني والمعرفي والانساني.. فأنت قبل ان تكون في اي منصب حكومي.. انت باحث اثاري متخصص تحمل على كاهلك رسالة الحضارة وقيمة النفائس الاثرية ورؤية اكاديمية عميقة حول هذه الملفات، كما اني اعول على حصولك على دعم رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح الرجل الاكاديمي الايجابي الناضج والمنفتح وكذلك اعول على رجاحة عقل وبعد رؤية رئيس الوزراء الدكتور عادل عبد المهدي ذو النظرة الاقتصادية المستقبلية الغنية.. والذي اسعدتني شخصياً زيارته للمتحف العراقي مؤخراً وحديثه المهم عن حضارة العراق وارثه الجاذب للسياحة.. وربما هذا اول تصريح لرئيس حكومة عراقية للتوجه نحو استثمار السياحة اقتصادياً..
نعم سيادة الوزير ان لم ينجح العراق بالجذب السياحي وبتطوير ملفه الاثري فلن نغادر حلقة الاقتصاد النفطي الريعي.. الذي تعلم حضرتك بأنه نافذ وقريباً مع توجه عالمي متسارع للطاقات البديلة والنظيفة وتقلص بتصدير واسعار النفط وقلة بالطلب العالمي ايضاً.
اخيراً من خلال اقامتي الطويلة في الولايات المتحدة الامريكية وتجوالي ببعض الدول الاوربية وزيارتي لمجموعة من اشهر متاحف العالم.. علي ان اذكر بأن الاثر العراقي الرافديني دوماً وفي كل متحف زرته يوضع كأيقونة بين اثمن مقتنيات المتحف.. ان لم يكن الاثمن على الاطلاق، والعراق كبلد يمتلك كل المقومات ليصبح بلد سياحي اثاري قبلة للباحثين عن المعرفة والحضارة والفنون وعشاق التاريخ والشرق.. ولا مفر لنا من استثمار السياحة الاثارية ولاحقاً الترفيهية لما ستجره على البلاد من تنمية اقتصادية تصاعدية تتغلغل بينها مؤسسات القطاع الخاص المصاحبة بالتالي الانتعاش بعيداً عن متلازمة الطاقة.
بالتالي فحفاظنا على اثارنا بمكان واحد هو حماية لها وصون لمستقبلها وتوفير الرعاية العلمية لها.. من ثم فرصة لتوسعة المتحف العراقي لعرض المقتنيات المختلفة والمحفوظات القيمة.. كما ان التركيز الحكومي على حفظ الاثار يجب ان يصاحبه تطوير تسويقي منظم لثقافة القيمة الحضارية والاثارية في ذهن المواطن العراقي.. من جهة، وحول العالم من جهة اخرى عبر شبكات السياحة الاثرية والجامعات البحثية والفنية وبوساطة الشراكات مع المدن الراعية للأثار ومناطق التراث بالعالم .. وكذلك المنظمات العالمية المعنية بحفظ وادامة وترويج المواقع والموجودات الاثرية.
سيادة الوزير اعلم ان الرسالة ستصلك.. فأرجو ان لا تتجاهل مضمونها
والسلام مرفق بالامنيات لك بالتوفيق بمهامك..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احمد النشيط يصرح عن ا?ول راتب حصل عليه ????


.. تطور لافت.. الجيش الأوكراني يعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسي




.. أهم ردود الفعل الدولية حول -الرد الإسرائيلي- على الهجوم الإي


.. -حسبنا الله في كل من خذلنا-.. نازح فلسطين يقول إن الاحتلال ت




.. بالخريطة التفاعلية.. كل ما تريد معرفته عن قصف أصفهان وما حدث