الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آخر المرتزقة ‏

زياد بوزيان

2019 / 6 / 13
الادب والفن


ــ هاااي .. أنت هناك ، نعم أنت ، تعال إلى هنا تعال.‏

ــ نعم ، ماذا تريد؟

ــ هل تؤمن بوجود الله ! يعني هل باعتقادك أن الله موجود حقا؟!‏

احتار الولد من غرابة السؤال الملقى عليه من شخص لا يعرفه قائلا في نفسه « ما هذا ‏السؤال؟ ، ثم إنه لم يحيّني ولم يقدم نفسه لي، هل هذا الشخص يمكن أن يكون صحفيا ‏مثلا ، لكن ما هكذا يعمل الصحفيون؟ فماذا سأقول له؟ »‏
‏ صمت الصبي لبرهة ثم رد قائلا : ـــ لا أعرف لا أعرف ، أنا مشغول الآن و عليّ ‏الذهاب.‏

ما إن ابتعد الصبي قليلا حتى سمع صوتا ضعيفا يصله « يا ابن‎ ‎‏ الكـ..! » فأكمل ‏الكلام شاب كان بالقرب منه يبدو أنه شقيقه و بصوت عال : « يا بن الكلب ابن ‏الكلب ، أصبح حتى الكلاب في أيامنا يحملون ميكرو و يجولون به شاردين عبر ‏الطرقات ، كأنهم يمتهنون مهنة الكِلابة على وزن الصحافة هم كذلك ، أقصد يمتهنون ‏مهنة حك جلودهم و التبول على أشجار الشوارع! » ثم بدأ الصبي الصغير في سباب يغيظ الأباليس غير أن ‏أخاه سرعان ما ألجمه.‏

نعم .. هكذا كان تصرف مراهق صغير مع شخص أكبر منه سنا يفوقه معرفة و تجربة ‏فما بالك به لو كان شخصا بالغا إذن ، تصرف نم عن عفوية مقترنة برعاية أسرية و ‏أخرى إلهية ولا شك ، و لعلّ الصبي يكون صبي أنترنتي هو الآخر ، ممّن لهم خبرة ‏تصفح مواقع الأنترنت و مواقع التواصل الاجتماعي ، مطّلع جيدا على ما يفوح منها و ‏إلاّ ما كان ليحسن سلوكا مع مرتديها ﻛ "الحمير البشريين" أعزكم الله ، كل من هب و ‏دب يُنشئ له مدونة موقع بلوجر المختص في كذا و كذا من الأمور، و يفتح له القناة ‏اليوتيوبية الفلانية أيضا تقليدا و هوسا بالقنوات الفضائية التقليدية المشهورة ، ثم يحمل ‏المكروفون أو الهاتف الشخصي و يروح متسكعا في الشوارع و القرى سائلاً الناس ‏بوقاحة بيّنة أسئلة لم يجرأ العلماء الأفذاذ على طرحها على بعضهم البعض ، و ما بالك ‏بطرحها على العوام من الناس؟ من المفروض أن يكون هكذا واقع درسا للمرتزقة أمثاله ، ‏باعتبار أن الإهانة و الشماتة التي لحقته من مجرد صبي صغير ليس كمثلها إهانة ، ‏لكن هل ستعتبر النفس المائتة الضمير و هل سترجُح لديها كفة نعمة الأنفة و الاحساس ‏بالإذلال كفة نقمة الطمع و الانتهازية؟ أبدا نخشى أنها لن تفعل أبدا في عصر طمع فيه ‏و جشِع كل من اقتنى بلازمة أو خلوي إلكتروني! بل ستمضي في التفاعل مع واقع مر.‏

‏ و بالأمس القريب رُأي صاحبنا "الصحفي الجديد" الباحث عن "الحقيقة الإلهية!" وهو ‏جالسا قرب سوق شعبي صغير، و مازال يُرى لصيق صخرة إلى شجرة ، يبدو معها في ‏وفاق و سلام ، هو سلام الجمادات إلى الجمادات ، أو كمن ينتظر شخصا بصبر و أناة ‏و هو ينظر إلى أناس و هم يتبضّعون ، و هو غير مبالي بشكله المقزز ولا بموقع ‏الجلوس القريب من الأوساخ و زبالة السوق ، يجلس ليحدق في العالم ويأمل بل وكأنه ‏يحلم فلا يحلم بغير عالم بخْس الثمن ، مثل عالمه أو قد يزيد عنه بقليل ، أما تلك ‏الماركات من السيارات الفاخرة التي كانت تمر من أمامه ناثرة الغبار عليه فلا يراها ، ولا ‏يرى تلك المباني الفخمة التي شيدتها الدولة حديثا و لا يرى البنك ، ولا يرى الكوليج ‏الجديد ، ولا يرى معهد التكوين المهني المشيد برونق و أبّهة ؛ ولا يرى داخلية الثانوية ‏الجديدة و لا سوق الفلاح الذي شيدته البلدية جارا مئات العاطلين إليه ، لكنه المسكين لا ‏يحمل ديبلوما مثلهم.‏

‏ أجل رُئي وهو ينظر و ينظر بلا ملل ولا كلل ؛ تارة إلى يافطة معلقة على مدخل مبنى ‏منتصب كالطود الشامخ فوق رأسه ، و المكتوب عليها بخط أندلسي مرونق جميل"بنك ‏التنمية المحلة" ثم إلى أعمدته الرخامية و نوافذه الزجاجية و تارة إلى المعهد المقابل و إلى ‏المكتوب بأعلى باب مدخله "معهد التكوين المهني" مستمتعا بهندسته المعمارية أو بالتحفة ‏التي شيدتها الدولة لأمثاله ، أجل و ظل ينظر و ينظر دون كلل تارة إلى البنك هناك و ‏تارة إلى الطلبة وهم داخلون خارجون من المعهد قبالته و لا يحوّل نظره إلا لينظر إلى ‏سيارة فولكس واغن و ميتسوبيشي فاخرتين تقتربان منه فتنثران الأغبرة عليه ثم ‏تمضيان إلى الطريق المزفّتة المؤدية للمدينة. وفجأة...فجأة يمسك صاحبنا برأسه و ‏يحملق بشدة للمعهد بعدما رأى صديقه ؛ صديق العمر في زي مهذب يدخله ، فينهض و ‏يمسك بكلتا قبضتيه بتشنج كأنه بصدد لكم أحدهم ثم ما برح أن عاد و جلس من جديد ‏متأوها متحسرا ، ثم قام و نفض يديه و فركهما كأنه أفلس على حين غرة ، ثم ليمضي ‏مارا من أمامي إلى بيته حيث حجب نفسه عن الناس معتكفا فيه بلا خروج لِأيام ، فلم ‏تعد تراه بعدها إلاّ رجلاً يغمره طموح الفكرة ، الفكرة التي أوحى له بها جلوس الشجرة ‏الطويل ، كأننا و به قد أصابه الوحي ، أو ربّما أنه فِعل الغيرة من صديق العمر ذاك ‏قد وخز ضميره فجأة ، أو شيطان من جن قد مسَّهُ ، فتوّههُ إلى خيالاته فلم يغادره إلا و ‏قد سجنه في عوالمه و عوالمها ، محرضا إياه على المكوث بالبيت إلى حين يقرر فيه ‏أمره ، أيهجره أم يُسْلمهُ إلى جان ثانٍ؟
لكن عندما رأيته ثانية ، لم أره إلاّ وقد حنّ حنينا لا مثيل له إلى سنوات الدراسة ولم ‏يخفي ذلك عن الناس ، حيث أضحى يسعى سعيه للاجتماع بمنتسبين الثانويات و معاهد ‏التكوين المهني المنتشرة بكثرة في مدن المغرب الداخلية ، تلكم المدن التي تعد سنويا ‏مئات آلاف المطرودين من المدارس نصفهم تجذبهم بل تغويهم قبل أن تنتزعهم نهائيا ‏من هواجس الشوارع و الحارات و مقاعد الجلوس الحجرية و الطوبية المعدة بإحكام ، ‏لكنه مثلهم كان فيه حيّز الهو الفرويدي المغتر و المفتون بالفرح ، فإذا تحرّكت ضمائرهم ‏فهي تتحرك متأخرة يشوبها هوس إلى العوالم الغامضة المثيرة للجدل‎ ‎، منذ أن ولج ‏صاحبنا إحدى صالات الألعاب الالكترونية التي يتخذها أصحابها عادة في الدكاكين و ‏الكراجات القديمة بدأت نفسه تسوله أن يدير إحداها و هو على أعتاب الثلاثينيات من ‏عمره ، لكنه لا يملك ديبلوما.‏

‏ ــ « إذ لابد من ديبلوم يخول لي فتح مشروع تسيير صالة ألعاب الكترونية ... لا بد و ‏أن معهدنا الذي شيدته البلدية في حيينا مؤخرا سيحل المشكلة » قال في نفسه ، ثم أطل ‏على شباب الحي و هم يلعبون الكَرْت في نفس المكان المعهود ، تحت شجرة الخروب ‏العتيدة قبالة معهد التكوين المهني فحياهم و جلس الهوينة يُصغي أليهم وهم يتجاذبون ‏أطراف الحديث تارة في أمور سياسية و أخرى عن الماتشات الكروية و أخبار نجومها ، ‏الذين شاهدوهم الليلة الماضية على شاشات تلفزيوناتهم ، و عندما اقتربت من مكان ‏اجتماعهم اتّكأت على الحائط متظاهرا قراءة الجريدة ، عندها سمعته يقول لهم " .. أنا ‏مثلكم درست في الثانوية قبل ست سنوات تقريبا سلوا إخوانكم الكبار فهم يعرفونني ، و ‏أنا أَصْلِي من الريف لِذا لم ترُقني المدرسة فتركتها و أنا الآن أرغب في الانتساب إلى ‏التكوين المهني الذي يخوّلني حرفة تنفعني : « اليوم سأكتب و أكتب و سأظل أكتب إلى ‏أن أنام على مجد الكتابة أو أهلك دونها! »‏

ــ يا حَسْراه وما تكتب يا عم؟ قال أحدهم مضيفا : إذن ما دام الأمر كذلك أنصحك بأن ‏تختار ما اختاره مصطفى!‏

ــ و ما اختار مصطفى هذا ؟ ‏

ــ إنه اختار متابعة تكوين درجة ديبلوم في الإعلام الآلي ، و هو الآن يسيّر موقعا ‏إلكترونيا بالأنترنت.

ــ إن عمّنا يريد أن يوقظ هممنا و يُحيي فينا حب القراءة و الكتابة بعد أن سمعنا نتحدث ‏عن كرة القدم و ... ألم تنتبهوا؟

فجأة نهض كالمصعوق وبدون أن يسلّم ، هرول إلى منزله الواقع على مرمى حجر ثم ‏خرج منه بحزمة من الأوراق و ما هي إلا لحظات حتى رأوه يخرج عليهم من المعهد ‏المقابل لهم.‏
ــ ها! ما خطبكم يا عم ؟

ــ الحمد الله لقد قبلوني ، سجّلت و قبلوني غدا سـأتابع الدراسة في الاعلام الآلي.‏

ــ و الله عيب يا عم ، أنت كبير من المفروض أن تكون تعمل و‎ ‎قد تزوجت ولك ولد.

ــ و أين سأعمل إذا لم أعمل في أرضي ، فأـنا فلاح ابن فلاح من أبناء السلالة الحرة ‏من هذه الأرض الطيبة الأعراق ، هل تتوقع مني أن أعمل عند أو مع غلاة المستعمرين ‏الجدد و أذنابهم؟
قال أحد التلاميذ الذي لم يتكلم من قبل :‏

ــ كلامك ينم عن ثقافة يا عم هل تقصد بالمستعمرين الجدد ، الحزب الاسلاموي الذي ‏يحكمنا في المغرب ، يعني صحيح كما قالوه لك من المفروض أن تكون معلما.‏

ــ إن شاء الله. ثم يهمس بينه و بين ذاته في مكر وهو يفرك يديه « ولِما لا معلماً عبر ‏الأنترنت أههههه » السلام عليكم يا شباب الخير سأراكم قريباً تشاو يا لَمْصاغر. ‏

ــ و عليكم السلام. ‏

ثم إنها الزريبة التي كان استعملها أبوه لتربية عجول الحُور قبل أن يتعاقد فكر صاحبنا ‏مليا في أمرها ثم استقر بعد أن قرُب موعد تخرجه عند أمه ليسألها عنها.‏

ــ بلافوها عيان و حيطانها خربانة. واش عْناك بها يا مغربي؟

ــ أنا على مشارف التخرج بديبلوم في الاعلام الآلي ، اسمعيني يا امّي العزيزة ابنك ‏سيصبح مليونيرا عمّا قريب بفضل هذا الديبلوم إذا ساعدتوني انتِ و بابا على اصلاح ‏هذه الزريبة باش نحوّلها إلى محل أنترنت يعني ‏cyber cafe‏.‏

ــ أنا ما معياش وخا!و بوك زادا ما معاهش فرانك أحمر !؟ يا وْلَد دبا احشم شوية ، أنت راجل طول و عرض ‏واحنا مازلنا نصرفوا عليك ، ميشي عيب عليك!

ــ لا ما فهمتينيش يا امّي ، راني نقصد بالمساعدة الصبر على الحس و جلبة اصلاح ‏الزريبة لأجعل منها المحل ديالنا ثم الصبر على الغاشي اللي غادي يدخل العندنا ‏يكونِكتي ، أما المال كل شيء غادي توفرونا الدولة بقروضها الاستئمانية واخا تكوني ‏أفهمتِ يا لُميمة

ــ أ بَعْدَ فهمت يا و ليدي كِما حبيتِ دبا يزيد وانسميوه بوزيد.‏

و كان صاحبنا قد نال ديبلومه قبل دخول فصل الصيف ثم مضى على قدم و ساق ‏محولا زريبتهم إلى فضاء ﻠ ‏cyber cafe‏ ثم انتظر الحواسيب و أجهزتها إلى أن وافته و ‏بدأ في العمل. و ما إن دخل الخريف حتى كان يصرف على و الديه و هما يُلِحان ‏عليه بالزواج لكنه عصى أمرهما و مضى منتكسا إلى مراحل المراهقة كعادته ، بين ‏أبناء العمومة و الجيرة و الحي يسترق طموحاتهم حتى خاله بعضهم أنه مفتون بالشباب ‏و الشبيبة لذا سيظل منتكسا كالطفل فيهم أو لأنه وجد معهم ضالته أكسيرا من النشاط ‏يُعدُونه به و سبيلا من الربح السهل يسيل اللعاب ، فهو قد دعا كل من عرفوه منهم إلى ‏محله للاتصال بالأنترنت حتى وإن لم يواظبوا على الدفع ، ثم ليستقي منهم في الأخير ‏فن الصنعة و آخر مبتكرات الربح عبر الأنترنت لأن وقت عمله لا يسمح إلى أن جاءه ‏خبر مفرح من ابن عمه الضابط ‏

ــ اللوطو باللوطو الرياضي! أعرف كثيرا من أصحابي من ربح الملايين ، أنا دائما ألعبه ‏و العسكريون في ثكناتهم هم من يواظبون على لعبه ، له مطبوعات خاصة سارية في السوق السوداء . أقل شيء ‏إذا لم يحالفك الحظ تربح بدلة أو هاتف نقال.‏

ــ وهل هناك ما تلعبونه من خلال الأنترنت؟

ــ لا، في الحقيقة اللوطو العسكري ليس مدنيا.‏

أحدهم متدخلا مسديا النصيحة : ـــ يا صديقنا الكريم أريد أن أنصحك لوجه الله بإمكانك ‏اغتنام فرصة هؤلاء الشباب لفتح موقع ثقافي أدبي مثلاً تطعمه بالمسابقات الأدبية و ‏الفكرية ، أنا متأكد أنهم سيهرعون للكتابة في موقعك أشعار و قصص و بحوث لأنهم ‏سيطمعون في الشهرة هم الآخرين ، كما تعرف المشاركات و النقر على الجرس يُشهر ‏الموقع و يُرسّمه فيُسارع المعلنين إلى نشر اعلاناتهم في موقعك فتربح الكثير عن طريق ‏هذا الموقع الأدبي الكبير ، و بفضل هذا الحشد المشارك ستدخل النجومية من بابها ‏الواسع و ستحمل لقب المثقف و الأديب الفلاني الكبير . لا تقف عند هذا الحد خصص ‏جوائز لأكثر الكتابات مقروئية بنشر أعمالهم مثلا و مسابقة أحسن قصة و أحسن ‏قصيدة ، عندها ستنال مبتغاك شهرة و تقديرا من لدن الكتاب الحقيقيين و المزيفين معا!‏

ــ في الحقيقة منذ صغري وأنا أتمنى أن أكون مذيعا مشهورا في التلفزيون!‏

ــ ولِما لا موجودة خدمة اليوتيوب في موقعك ، فلَمّا يكبُر الموقع تساعدك الشبكة على ‏تقديم الأفضل و مع كل تطوير و تحسين تربح المال زائد الشهرة ، ففي اليوتيوب ‏المتصل بموقعك يمكن أن تنشر فيه و ثائقياتك و تحقيقاتك و أخبارك المتعلقة بميدان ‏النشاط و ستصبح بين ليلة وضحاها صحفيا محترفا ، بل أكثر من ذلك تضع بورتري ‏لشخصك يناسب مقام الموقع و هذا ما يحفّز النجوم على النشر في موقعك فتصبح ‏نجما مثلهم! بل نجم النجوم! ‏

ــ صراحة أطمح أن أصل بموقعي ـــ الذي سأسميه موقع الكتابة .. لالا موقع الإبداع لالا ‏موقع الأنطولوجيا راقتني كثيرا هذه الكلمة الأنطولوجيا .. باهي ياسر! ـــ إلى مصاف ‏المواقع الثقافية الكبرى يعني مثل موقع ديوان العرب و موقع ثقافات.‏
ضحكات أو كأنها حشرجات أنفس منطلقة من حوله من جراء محاولة منع الضحك ، ( ‏إذا لم يقع لك مثل وقع لمخلوف البومباردي الجزائري ما تسمينيش أوليد المروكية يا ‏وحد الطماع الجشع ) قال أقرب المقربين لصاحبنا وهو مرتديا جلابة مغربية و حاله ‏حال العلوش نائب البومباردي في برنوسه.‏

و تمضي الأيام و الشهور و تلقى نصائح الشلة استجابات لدى صاحبنا مدفوعا بحلم واهٍ ‏وجشع قلّ نظيره لتسلق المجد الإعلامي و الثقافي ، لا ندري كيف أصابه لكنه أصابه ‏على كل حال ، و يدخل في ساحة الابداع و ساعة العمل الجدي مثل ما خطط له.‏
أشتهر وذاع صيتع بقناته اليوتيوبية التي أطلق عليها اسم "سؤال على الطريق" ينشر ‏فيها أشعاره ، و يسأل فيها كل من هب و دب أسئلة الراهن الفكري و الثقافي المغربي! ‏مقلدا بعض القنوات الالحادية من هن و هناك إلى أن وصل به الأمر أن سبّهُ مجرد ‏صبي صغير، لكنّه لم يتّعظ بل راح ملتمسا مسابقة القصة القصيرة التي أقام لها جوائز ‏تسيل اللعاب زائد النشر الورقي من دار النشر المغربية توبقال.‏

ــ " لكن من سياسعدني على انجاح المسابقة إن لم يكونوا شلة الحي؟ " سأل في نفسه ثم ‏انتظر أن يلقيه على جاره المراهق الباشوليي حين رجوعه من الجامعة.‏

ــ أتراهم غير شباب و ثانويين من الحي و خارجه ، و حتى المبدعين الشباب من كل ‏الوطن العربي بدأوا في ارسال قصصهم قد استبد بهم الطمع و الجشع ولا شك ، هم ‏أنفسهم دراهم يُلقونها في جيبك إن فعلت مثلهم ..‏

ــ ماذا؟ و ماذا أفعل؟

ــ لا أقصد خِداعهم. بل استحوذ على عقول المبدعين بإغرائهم لكي تكون أبدع منهم ثم ‏احجُب الجائزة في الأخير لكي يصب المبلغ في رصيدك. فأنت أمام هذا العرمرم ما ‏عليك إلا أن تكتب ملاحظة تقول فيها أنك تقوم بعمل فريق لوحدك ثم باشر العمل ‏بتقنية الوورد ؛ عندما تتجاوز القصة الواحدة خمسة خطوط حمراء تحت الكلمة أقصي ‏القصة و عندما تتجاوز القصة ألف كلمة افعل نفس الشيء حتى تغدو أنت القاص ‏الكبير و المبدع الأكبر المستحق للجائزة. ‏

ــ يا ابن الكلب! ما أذكاكم من شلة خير سأفعل بالتأكيد و انخلصلكم قهاوي و قوازيز ‏واحد واحد.‏








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج الاردني أمجد الرشيد من مهرجان مالمو فيلم إن شاء الله


.. الفنان الجزائري محمد بورويسة يعرض أعماله في قصر طوكيو بباريس




.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني


.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء




.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في