الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رواية تحت عنوان عيوش للكاتب الفلسطيني سامي عيساوي وكتابة الموت والدمار المسلطين على الشعب الفلسطيني من قبل الصهاينة .

حسن ابراهيمي

2019 / 6 / 15
الادب والفن


تأتي رواية تحت عنوان عيوش للكاتب الفلسطيني سامي عيساوي من اجل فضح واقع الاحتلال الصهيوني للأرض الفلسطينية ,وفضح واقع يتسم بالاستمرار في الهجوم عليها ,مع ما يتطلبه ذلك من قمع للشعب الفلسطيني ,والتنكيل بشرفائه ,والزج بهم في السجون بل اغتيال البعض منهم لالشيئ فقط لكونهم يدافعون على وطنهم .
لقد كان هم السارد ضمن هذه الرواية هو فضح هذا الواقع ,وان لم تتمكن الشخصيات ضمن بعض متن الرواية من اتخاذ مواقف علنية أحيانا ضد سياسات الاحتلال , مما يفيد أن المواقف المعبر عنها كانت في اغلب الأحيان مبطنة ,مما يستدعي الحفر ,والتنقيب ,وتفكيك بعض المضامين من اجل العثور عليها ,ذلك أن كل الشخصيات بما في ذلك الشخصية الرئيسية عيوش لم تعلن في البداية عن موقف مقاومة سياسات الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين ,وبذلك كان موقفها إلى جانب كل الشخصيات هو موقف التفرج في كل ما يقع أي التفرج في قصف المباني ,وقتل الأطفال,النساء ,والشيوخ بفلسطين .
لقد تم الاقتصار على تتبع الأخبار من خلال بعض وسائل الإعلام المرئية العربية ,ومن هنا يتضح أن السارد إنما يريد ان يبين موقف هذه الوسائل الذي لا يرقى إلى مستوى صناعة الرأي العام ,والموقف ضد سياسات الاحتلال الصهيوني ,السياسات التوسعية ,العنصرية ,والإجرامية التي تمارس ضد الشعب الفلسطيني ,ويعود السبب في ذلك إلى انسجام موقف بعض هذه الوسائل مع بعض الأنظمة العربية التي اتخذت موقف التطبيع مع الكيان الصهيوني ,وبالتالي أراد السارد ان يبين من خلال موقف الأب ان بعض وسائل الإعلام العربية لم تتحرر من التبعية لأنظمتها بخصوص التعبير عن الرأي الحر ,بل التدخل لصناعة الموقف ودفع الشعوب العربية لاعتناقه كما ينبغي ما دامت الصهيونية لا تستهدف فلسطين فقط ,وإنما تستهدف كل الوطن العربي .
إذا كان هذا الموقف صادرا عن بعض وسائل الإعلام المرئية العربية في إطار الانتصار لأنظمتها ,فان موقف المقاومة الشعبية الفلسطينية والممثل في حركة التحرير الفلسطينية يختلف تماما عن هذا الموقف ,ذلك أن تاريخها العربي الفلسطيني يؤكد ما قلناه لكونه يشهد على كون هذه المقاومة تمكنت من تأسيس تنظيمات سياسية ,وتمكنت من تصريف الموقف بشكل مشرف,
كما ان الشعوب العربية أيضا تمكنت من تصريف نفس الموقف ويتعلق الأمر بالانتصار للقضية الفلسطينية باعتبارها قضية وطنية ,بالدعوة إلى الاحتجاج بمختلف الأشكال النضالية بما في ذلك الدعوة الى تنظيم مسيرات احتجاجية ,ووقفات للتنديد بسياسات الاحتلال الصهيوني لفلسطين .
وتطالب بسبب ذلك بتحرر الشعب الفلسطيني من قبضة هذا الاحتلال .
هذا الموقف لن يظهر إلا بالصفحة 99 حيث بعد موقف التفرج من الأحداث سوف ينتصر الأب للوطن ,بل أكثر من ذلك سوف يحمل سلاحا ,وان لم يرد في الرواية الهدف من حمله
لكن بدون شك سوف يوجه إلى جنود المستعمر الغاشم .
هذا التأخر في تصريف الموقف والمتمثل في حمل السلاح ,وعدم الإفصاح عن الهدف من حمله يفسر بداية المقاومة المسلحة ,وانطلاقها ,كما يفسر أيضا تدبدب و ضعف هذه المقاومة وعدم قدرتها على تجاوز الاختلافات السياسية السائدة فيما بينها ,كما يفسر نوعا من التراجع الذي عرفته بعض التنظيمات السياسية فيما يتعلق بتصريف الموقف تجاه الكيان الصهيوني الغاشم ,حيث أصبحت هذه التنظيمات تدعو فقط الى الاحتجاجات السلمية, وكما ان السطو على الأراضي الفلسطينية تم بشكل سلمي .
هكذا تمكن السارد من وصف البعض من التاريخ العربي الفلسطيني من خلال ما ورد على السنة كل الشخصيات في الرواية ,وبذلك أيضا يكون السارد واقعيا ,وموفقا في سرد مختلف الأحداث ذات الصلة بالصراع العربي الفلسطيني الصهيوني .
ومن جهة أخرى تجدر الإشارة الى ضرورة التقاط الإشارات الواردة في الرواية وقراءتها بما في ذلك زواج الأب بامرأة مصرية ,اما دلالة ذلك هو التنسيق مع النظام المصري من اجل تقديم الدعم والمساعدة للمقاومة الفلسطينية في إطار التعاون من اجل تحرير الشعب الفلسطيني من الكيان الصهيوني .
وقد يعود السبب في ذلك الى موقف مصر من القضية الفلسطينية هذا الموقف الذي اتخذه الراحل جمال عبد الناصر حيث ساهم بشكل واضح في تقديم الدعم للشعب الفلسطيني ,غير ان هذا الموقف لم يدم طويلا وهدا التغيير معبر عنه في موقف الزوجة نفسها بل سوف يتم تسجيل تراجع خطير كان الهدف منه هو تصفية القضية الفلسطينية بتدخل الامبريالية الأمريكية من اجل تكريس هذا التراجع بتوقيع بعض الاتفاقيات كاتفاقية كامديفد التي عطلت تحرير الشعب الفلسطيني بتقييد السلطة الفلسطينية و النظام المصري فيما يتعلق بمواجهة العدو الصهيوني .
إذا كانت الرواية قد أخفقت في إبراز صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة سياسات الاحتلال بالإشارة على الأقل إلى بعض التواريخ حيث سجلت المقاومة الفلسطينية انتصارات
فيكفيها أنها عرت على سياسات الاحتلال الصهيوني التي تمارس ضد الشعب الفلسطيني ,وبذلك تحمل المسؤولية للشارعين السياسيين الفلسطيني ,والعربي مطالبة بتوحيد الجهود , والمواقف ,وإعادة ترتيب المواقف .
أيضا يؤكد السارد على السنة بعض الشخصيات على ضرورة إعادة النظر في بعض التكتيكات ,والاستفادة من الأخطاء المرتكبة لتجاوزها في سبيل التحرر من الاستعمار الصهيوني .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جيران الفنان صلاح السعدنى : مش هيتعوض تانى راجل متواضع كان ب


.. ربنا يرحمك يا أرابيسك .. لقطات خاصة للفنان صلاح السعدنى قبل




.. آخر ظهور للفنان الراحل صلاح السعدني.. شوف قال إيه عن جيل الف


.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي




.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال