الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


افكار داخل دماغ يغلي

احمد عبدول

2019 / 6 / 15
الادب والفن


بينما كنت عائدا من عملي يوم امس عند الساعة الواحدة ظهرا وقد اقتربت درجات الحرارة من نصف درجة غليان الماء كما بينت النشرات الجوية كان رأسي الذي تكسوة مجموعة من الشعيرات التي ابقى عليها الدهر متفضلا مكشوفا تحت اشعة الشمس وهي تصب عليه وابل نيرانها صبا اما قدماي فكانتا تكادان تغوصان في الاسفلت غوصا وانا على هكذا حال لا يسر صديق ولا عدو واذا بحزمة من الاستفهامات وباقة من الاستيضاحات التي لم استطع منها فكاكا ولم اجد منها بدا وقد ترشحت من دماغي الذي كان يغلي كما يغلي قدر الماء وقد وضع على نار حامية لقد اخذت اكلم نفسي متمنيا ان تكون لي نافذة اطل بها على اله الاكوان وسيد الافلاك ومبدع الوجود لألقي عليه باسئلتي واضع بين يديه ما يحيرني مما اشكل عليه فهمه واستعصى حله فما سر تلك الحرارة التي تكوي الوجوه وتلهب الافئدة حتى كاننا قد تعجلنا نار وقودها الناس والحجارة ؟ ترى ما هي الفائدة المترتبة على هكذا حرارة مهلكة واشعة لاهبة يدفع ثمنها ذلك الانسان الضعيف والكائن اللطيف الذي رق جلده وشف طبعه وقل تجلده وقد خرج عند الصباح الباكر باحثا عن لقمة عيشه وسبب بقائه وضمان قوته لتأتي اشعة الشمس فتكوي وجهه وتجهد جسده وتقلص رزقه وتجعل من صدره ضيقا حرجا كانما يصعد في السماء ؟ ترى ما هي الفائدة المرجوة من حمارة القيظ التي تتسبب في عطب النفوس وهلاك الاحياء وتصحر الارض وذبول الازهار وتفشي الامراض والاوبئة ؟ مثل تلك الاستفهامات وغيرها كان بودي ان اضعها بين يدي اله الاكوان وواجب الوجود عسى ان اكون علي بينة مما اسال ويقين عما ابتغي فمن واجب العبد ان يسال سيده والتلميذ ان يستفهم من معلمه والابن ان يستمع لوالده .
قد يشكل البعض على دماغي الذي كان يغلي تحت اشعة شمس حزيران وهو يجود عليه بهكذا اسئلة لكني على يقين ان من يمشي تحت اشعة الشمس براس مكشوف ورجلاه تكادان تغوصان وسط الاسفلت من شدة الحر وحدة القيظ سوف يجد نفسه مضطرا لهكذا نوع من الاستفهامات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اللحظات الأخيرة قبل وفاة الفنان صلاح السعدني من أمام منزله..


.. وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني عن 81 عاما




.. سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز.. ما الرواية الإيرانية؟


.. عاجل.. وفاة الفنان الكبير صلاح السعدنى عن عمر يناهز 81 عاما




.. وداعا العمدة.. رحيل الفنان القدير صلاح السعدنى