الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من ينصف اللاديني ويحميه من الظلم الذي يقعُ عليه؟؟

وفي نوري جعفر
كاتب

(Wafi Nori Jaafar)

2019 / 6 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من القوانين المجحفة والتصرفات السيئة جداً في المجتمعات الدينية (العربية والإسلامية تحديداً) هي تكميم الأفواه وعدم إعطاء الحرية للتعبير بما يفكر بهِ الإنسان اللاديني الحر الذي رفض دين الآباء ولم يعد يقتنع بهِ، فلا هو قادر على التعبير عن رفضه للدين ولا يستطيع أيضاً إبداء رأيه وقناعته بحرية، لأنه محكوم ببيئة ومجتمع وقوانين وفتاوى ممكن أن تضعهُ تحتَ طائلة العقوبة بسبب إزدراءهِ للأديان وعدم إحترام مقدسات الآخرين أو بسبب إرتداده وكفره بالدين، والمفارقة إننا نجد في التجمعات الحيوانية إنً الحيوان الذي يشذ عن القطيع سيعرض نفسه للخطر ولكن هذا الخطر لا يأتيه من داخل قطيعه الذي خرجَ منهُ بل من حيوان آخر خارجي أو حتى إن كان من قطيعه فيكون بسبب الجوع لا أكثر، إلا في المجتمع البشري الديني فمن يخرج عنهُ يلاقي الخطر والضرر والإفتراس من نفس بني القطيع لا من خارجه، وهذا لعمري أسوأ أنواع الظلم الذي يتعرض لهُ الإنسان اللاديني.!!

ثمً إنً كهنة ورجال الدين وأتباعهِ من أيً دين كانوا، يقومون بكل حرية وفي العلن بنشر تعاليم وأحكام دينهم داخل قطيعهم وفي كل المحافل والأمكنة، فهم يقومون بالتبشير والدعوة إلى دينهم وتعاليمهم ويلاقون الترحيب والإستحسان والتمويل والدعم وحتى الحماية، ولكنً الإنسان اللاديني الرافض للأديان فهو غير مسموحُ له التعبير عن وجهة نظره وقناعته بل وحتى ليسَ لهُ الحق في التفكير بصوت مرتفع، ومن يخرج عن قطيعهُ الديني فقد أتى بذنبٍ وخطأٍ عظيم لا أحد من داخل القطيع يغفرُ لهُ أو ينصفهُ أو يعطيه حقهُ في حرية ما وصلَ إليه من قناعة، فضلاً عن عدم وجود أي حماية أو دعم يمكن أن تُوفًرٌ لهُ، وهنا نتساءل من أعطى الديني الحق في التبشير والدعوة والتهليل لدينه؟؟ ولمَ لا يُعطى الحق للاديني في أن يعبر عن رأيه وقناعته في رفضه للدين؟؟ ولماذا هو حلالٌ لكم وحرامٌ على غيركم؟؟ فاللاديني لا يعيش الظلم فقط بل العبودية أيضاً داخل منظومته الدينية، فأبناء القطيع الديني يملكون الوصاية على تحجيم تفكيره وردع قناعته بل ويمتلكون الحق في نبذ ورفض كل من يخرج عن ملتهم ودينهم.!!

وفي الوقت الذي يتبجح كل قطيع ديني بوجود نصوص في دينه تبغضُ الظلمَ وترفضُهُ، نجدهم يُغمضون عيونهم عن الظلم الموجود في نفس نصوص دينهم التي تحرض على ظُلم وكره كل من لا يعتقد بدينهم، ونفس القطيع الديني الذي يتبجح برفض الظلم فهم يمارسون الظلم ضدً كل من لا يؤمن بدينهم، وهذا التصرفات بحد ذاتها تبين لنا بوضوح مدى الإزدواجية والإنفصام اللتان يخلفها الدين على أتباعه فيؤثر على عقولهم من حيث لا يشعرون، فعلى سبيل المثال لدي أحد أقاربي ما زال يعيشُ في العراق وقد كان متديناً جداً، لكنهُ بعد تفكير وتأمل طويل إكتشف زيف الدين وأصبحَ لادينياً، وفي بعض الأحيان يدور بيننا الحديث فأجد في كلامه غصًة وحرقة فيقول لي: لا أستطيع البوح برأيي ولا أتمكن من توضيح قناعتي، فلا أستطيع مناقشة من يأتي أمامي ويتمنطق بالدين ويعرض أحكامه وقصصه البالية، فأنا أخاف على نفسي وعلى عائلتي وبناتي، فكل شيء يمكن أتوقع صدوره من مجتمعي ومن أقرب الناس لي إن هم علموا بما أحمل من أفكار وقناعات عن الدين، وهو كثيراً ما يفكر بمستقبل بناته، فيقول لي إن علمَ الناس بقناعتي وأصبحتُ مرتداً وكافراً بنظرهم فين سيقبل بالزواج من بناتي؟؟ وكيف سيتم تقييمهن وهم يعلمون أن أبيهم رافضٌ ومنكرٌ للدين؟؟ إنهُ أمرٌ محزن فعلاً وهو ظلمٌ لا يُحتمل، من الصعب جداً أن يمارس اللاديني حالة النفاق مرغماً داخل منظومته الدينية، فقريبي هذا لم يعد يعتقد بالصلاة ولا بالصوم، ولكن بسبب الضغوط النفسية التي تُحيط بهِ فهو يتظاهر بالصلاة والصوم حينما يكون مع القطيع، طبعاً هناك الكثير من الصديقات والأصدقاء ممن يقرآون ما أنشر، فيدخلون لي على الخاص وهم يعبرون عن شكرهم وإمتنانهم لما أنشره من أفكار، وفي نفس الوقت هم يعتذرون مني لأنهم لا يستطيعون التعليق أو وضع إعجاب بسبب وجودهم بالفيس بحسابات حقيقية، فتخيلوا معاناة أمثال هؤلاء ومدى الظلم الذي يًمارس على تفكيرهم وما هم عليه؟؟

وفي أغلب دولنا العربية أو الإسلامية بشكل عام وحتى في المجتمعات الدينية الأخرى كالمسيحية وغيرها، فنحنُ نعلم سبب وجود العديد من الحسابات الوهمية في وسائل التواصل الإجتماعي، فهؤلاء أكثرهم يعيش الظلم بأقبح صوره، ولو أنً كلٌ واحد فيهم كان يأمن على نفسه وسلامته من عدم الوقوع في دائرة الخطر والظلم من قبل قطيعه الديني، لتجدهم يخرجون بأسماءهم الحقيقية وبصورهم على العلن، لكن القطيع ظالم لا يرحم، وأبسط أشكال الظلم والخطر الذي يواجهه اللاديني من القطيع هو: التسفيه، السخرية، الإحتقار، النبذ وعدم الإحترام، بل حتى يمكن قتلهم وإقصاءهم إجتماعياً ومعنوياً ونفسياً، ناهيك عن إحتمالية قيام أي شخصٌ ديني أحمق من داخل القطيع فيقوم بقتل اللاديني بدمٍ بارد متقرباً بهذا الفعل إلى إله دينه المزعوم، ونحنُ نعرف سواء في الماضي أو الحاضر ما حصلَ لأشخاص أعلنوا رفضهم للدين أو حاولوا إنتقاده وتعريته في العلن.!!

ومع العلم أن الحديث طويل وشائك في هذه الأمور لكني أحاول الإختصار وأقول للذين رفضوا الأديان وما زالوا يعيشون كل أشكال الظلم والإضطهاد والقسر والتسفيه والتحقير والإقصاء والقتل في مجتمعاتهم:

تحية من القلب وسلامُ لكلٍ من إعتنق المباديء والقيم الإنسانية والأخلاقية ولمن إتخذ العلم منهجاً وتحلى بالمعرفة، وألف شكر وتحية لكل متنور شجاع حاولَ أن يواجه قطيعهُ الديني في السر وفي العلن ليثبتَ لهم بشرية الدين الذي كان يتبعه، أو حاولَ على الأقل ترويضهم على تقبل نقد الدين، وذلك من خلال نشر أفكاره التنويرية بشكلٍ مدروس وبعقلانية ليحرر عقول قطيعهُ الديني مما أفسدتهُ الأديان، وعلينا أن نعترف ولا نخجل في مواجهتنا لنقد الدين بأنً المشوار ما زالَ أمامنا طويل والصراعُ مرير فلا بدً لليل أن ينجلي ولا بدً للقيد أن ينكسرْ.!!

*********************************
ملاحظة: كل الاديان على الارض هي من صنع البشر.!!

وفي نوري جعفر.

محبتي واحترامي للجميع.

https://www.facebook.com/Wafi.Nori.Jaafar/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عالم الاسلام
على سالم ( 2019 / 6 / 16 - 04:40 )
من المؤكد اننا نعيش وقت صعب جدا ودامى , انا اقول ان هذه المنظومه العربيه الاسلاميه مجرمه وبشعه ودمويه وساديه ومتوحشه , نحن هنا لكى نخرج كوارث الاسلام الى العلن , العالم يجب ان يعرف مدى همجيه وبربريه الاسلام منذ ان تم تأسيسه على يد عصابه الصعاليك البدويه


2 - مضطر اخاك لا بطر ... نداهن لكي نعيش
ابو حسين الحجيمي ( 2019 / 6 / 16 - 15:28 )
هذا مؤكد لكي نحافظ على كراماتنا وماء وجوهنا والا فما الذي يدفعنا لقبول واقع مرير بل للرضوخ لافعال اقل ما يقال عنها انها لا أخلاقية فمن اجل مواكب نياح وصراخ تتجاوز على طرق وشوارع عامه اضطر للسير ساعة كاملة لأصل لبيتي الذي لا يبعد عن الطريق العام سوى بضعة دقائق .. وتراني مضطرا لابلع ذلك والا اصبح ناصبيا ومن الد اعداء الحسين والولايه .. اما اذا جاهرت بالعلمانية او الليبراليه فحدث ولا حرج اما مفردات الالحاد وانكار الاديان فهذه نسيناها منذ حين


3 - من ينصف اللاديني؟؟
ماجدة منصور ( 2019 / 6 / 17 - 00:45 )
الله...الله فقط هو من سينصفنا ايها الوفي0
يا الله...مالنا غيرك يا الله
ههه
احترامي لك


4 - من ينصف اللاديني؟؟
وفي نوري جعفر ( 2019 / 6 / 19 - 14:06 )
.هههههههه محبتي وتحياتي لكِ عزيزتي ماجدة منصور،


5 - مضطر اخاك لا بطر ... نداهن لكي نعيش
وفي نوري جعفر ( 2019 / 6 / 20 - 14:00 )
للأسف عزيزي ابو حسين الحجيمي هناك الكثير ممن يضطر لإبتلاع الموس على مضض، من أجل الحفاظ على كرامته وإنسانيته من أن تهان وتحتقر من قبل القطيع الديني المتطرف .. محبتي لك

اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س