الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحولات الفكر الفلسفي المعاصر اسئلة المفهوم والمعنى والتواصل

حواس محمود

2019 / 6 / 16
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يتناول هذا الكتاب بالرصد والتحليل التحول الجذري العميق والمساءلات
النقدية العنيفة لنماذج العقل بمعناه الحداثي ، قيم التنوير الفلسفي
ونظريات التقدم الحضاري ، بخاصة تلك التي طورتها عناوين الحداثة الغربية
المختلفة متبوعة بارادة تأصيلها حضاريا أو في جعلها كونية أو شمولية ،
ورصد المؤلف لهذا النقد يجمع بين الداخلي والخارجي ، داخلي يستثمر العدة
المعرفية والمنهجية التي افرزتها تحولات العلوم الانسانية المعاصرة
والقراءات التأويلية المختلفة كقراءة نيتشة الجينالوجية ومقاربة فوكو
الحفرية ونقدية جون بودريار التي تتوسط الفلسفة والسوسيولوجيا ، وخارجي
يعتمد على الخصوصية الثقافية في شكلها الأخلاقي ، لتقويم الحداثة الغربية
وكشف الآفات الاخلاقية التي لحقت بها والحقتها بالإنسان
يتوزع الكتاب على ثلاثة ابواب وعشر فصول
ضمن الباب الأول ، الفصل الأول يتناول اشكالية المصطلح الفلسفي من جهة
العلاقة بين الارادة والكلمة والمعنى ، يبين فيه المؤلف ان القراءة
الجينالوجية تتساءل عن فلسفة المصطلح او النظرية كتشخيص وبرنامج في الوقت
نفسه تشخيص ينظر الى المصطلحات والنصوص بمعنى أوسع ، كصراع قوى يستوجب
ارجاعها الى المنابت الأولى التي انتجتها ، والإرادة المستبطنة خلفها ومن
ثم قصور آليات تفسيرها ومحدودية نتائجها وبرنامج يدعو الى اطلاق القسمة
من اسر الاتباع والكشف عن تحيز سياقات ومقامات المصطلحية لتحصيل القدرة
على تسمية الأشياء وترتيبها على ضوء الجهاز المقولاتي الخاص والنموذج
المعرفي التوليدي المبدع
الفصل الثاني: يتناول سؤال الحداثة عند طه عبد الرحمن من النقد الأخلاقي
الى اعادة ابداع المفهوم ، يرى المؤلف ان ما يستوقفه أولا أمام مشروع طه
عبد الرحمن المعرفي هو ذلك الترابط المنهجي والاتساق الداخلي بين مختلف
الاشكاليات والقضايا التي ضمنها وليس هذا بغريب على كل من تمرس بلغة
المنطق بنوعيه الصوري والرمزي ومن امتلك ناصية التداوليات بما هي احدى
أهم فروع فلسفة اللغة المعاصرة ، فالتماسك الداخلي والاستدلال الحجاجي
وتقريب المنقول بما يتناسب والمجال التداولي ، لغة وعقيدة ومعرفة ،
مواصفات يختص بها مشروع طه عبد الرحمن في استشكالاته المتعددة
وبالاضافة الى ما يكابده المجتمع المسلم من تحديات مادية فانه يكابد
تحديات معنوية وفي مقدمتها التيه الفكري الذي تسببت فيه كثرة متكاثرة من
المفاهيم التي تصنعها المجتمعات الأخرى مثل العقلانية ، اللاعقلانية،
الحداثة ، التحديث، مابعد الحداثة ، العولمة ، الشوملة ، نهاية التاريخ ،
مآزق الهوية ، لا قدرة للمتلقي المسلم على استيعابها ولا طاقة له على
صرفها أو مضاهاتها ، ويدعوالمؤلف على لسان المفكر طه عبد الرحمن الى ان
يبتدع المجتمع المسلم مفاهيمه أو اعادة انتاج وابداع مفاهيم غيره حتى
لتبدو كأنها ابداعاته هو
ويختص الفصل الثالث بتوضيح كيف ان المفهوم الفلسفي يسهم في الوصل بين
العلوم الاجتماعية من أجل فعل تواصلي يراعي معايير منطق الخطاب
ويتناول الباب الثاني : تحولات العلاقة بين الفلسفة والحداثة من التوجه
وتأسيس المشروعية الى النقد الجذري والمواجهة ، تفرد الفصل الأول منه
بالحديث عن نظريات النقد المابعد حداثية ، كما تفرد الفصل الثاني من هذا
الباب بتتبع خطاب الاستشراق والنظر اليه لا من زاوية تقاليد النقد التي
تربط بالاستعمار والدوافع اللاعقلانية انما النظر اليه باعتباره خطابا
يجد ضماناته التأسيسية في الفلسفة الذاتية التي اضحت تهمة معرفية في
الفلسفة المعاصرة
ويتحدث الفصل الثالث عن المعنى الفلسفي لعودة المكبوت الديني في الثقافات
المعاصرة ، ويرى ان مبررات العودة للدين في الثقافات المعاصرة ( والتي
تختلف باختلاف السياقات والانتماءات الحضارية ) يمكن احصاء بعضها في
- التهديد الذي باتت تمثله بعض الأخطار الغامضة التي تظهر لنا كما لو
كانت غير مسبوقة ولا مثيل لها في تاريخ الانسانية ( الخوف من اندلاع حرب
ذرية التمظهر الجديد للعلاقات الدولية المتواترة ، القلق من التغيرات
الايكولوجية الممكنة ، التلاعب بالهندسة الوراثية )
- فقدان معنى الوجود أو الاحساس بالملل العميق الذي يصاحب الاقبال
الجنوني على الاستهلاك
- انخساف المحرمات الفلسفية الموجهة ضد الدين وتفكك الأنساق الكبرى
- تخلي الفلسفة والفكر النقدي عن مفهوم الأساس ، والعجز في المقابل عن
اعطاء معنى للوجود
أما الباب الثالث فيتناول روح العولمة وتحولات مهمة الفلسفة ، خص الفصل
الأول منه للحديث عن العناصر المشتركة والأبعاد الكونية للتجربة الصوفية
، وتفرد الفصل الثاني بالحديث عن مفاعيل العولمة وكيف أعادت العديد من
المفاهيم ، من أبرزها مفهوم المجتمع المدني الذي أضحى مفهوما كونيا أو
مابعد قومي يتجاوز المضائق الاقليمية الى الفضاءات العالمية
اختص الفصل الثالث بتوضيح كيف ان اخلاقيات التواصل ممكنة من منظور البحث
التداولي ، أما الفصل الرابع فقد شغل على توصيف العولمة في القول
الفلسفي العربي المعاصر ، وطرافة هذه المقاربة تأتي من تنوع المواقف
الفلسفية من العولمة بين من يدعو الى الانخراط في عصرها واتقان لغتها
والخروج من وهم العولمة البديلة الى العقلانية المختلفة ، وبين من يؤسس
لترشيدها واعادة بنائها بفك الارتباط بينها وبين نتائجها التي تضر بالبعد
الأخلاقي للإنسان من حيث هو كذلك ، فضلا على موقف آخر يبصر فيها " أي
العولمة " زمن التحقق الأقصى لمتتالية الترشيد العلماني باجتثاثها لعنصر
القداسة عن الانسان والحياة وادراجهما ضمن عالم الأشياء
الكتاب يرصد تحولات الفكر الفلسفي المعاصر عبر البحث في المفاهيم
والمصطلحات ، ويحفر في المعاني والدلالات المختبئة في ثنايا العديد من
هذه المصطلحات والمفاهيم ، اضافة الى معالجته للحداثة ومابعدها
وتحولاتهما وتداخل المفاهيم الفلسفية المركبة والعناصر الثقافية لدى
مفكرين عرب كبار ،
لا غنى للقارئ عن هذا الكتاب الفلسفي المهم ، وقد لاقى ولا يزال اهتماما
كبيرا من لدن العديد من الباحثين والمتابعين في شؤون الفكر والفلسفة
والاجتماع
هامش :
الكتاب: تحولات الفكر الفلسفي المعاصر
المؤلف : عبد الرزاق بلعقروز
الناشر : الدار العربية للعلوم – ناشرون
الصفحات : 287 ق كبير
المؤلف في سطور : باحث من الجزائر – جامعة فرحات عباس – سطيف – الجزائر –
له مؤلفات عدة منها نيتشة ومهمة الفلسفة و جينالوجيا المصطلح منظور فلسفي

عرض / حواس محمود
....................








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط


.. جيش الاحتلال يعلن إصابة 4 جنود خلال اشتباكات مع مقاومين في ط




.. بيان للحشد الشعبي العراقي: انفجار بمقر للحشد في قاعدة كالسو