الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حدث فى إحدي كنائس الجوار

ماجد صفوت استمالك

2019 / 6 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حدث في إحدي كنائس الجوار ... وقف الكاهن الوقور بلحيته المهيبة بعد انتهاء القداس الالهي يوزّع الاولوجية علي الشعب ... لقمة خبز البركة التي يقتسمها الشعب كنوع من المشاركة للوصول للروح الواحد ... فيكون بينهم ما يشبه العيش و الملح ... و الحكمة من إسناد مسئولية التوزيع للاب الكاهن هي لإعطاءه فرصة افتقاد الشعب و سؤال كل واحد عن احواله في أُبُوّة ... تلك الحكمة التي صاغها الآباء الاولون حتي يتمتع افراد الشعب بنعمة الرعاية الحانية من الاب الكاهن

حدث أن وقف الاب الكاهن للتوزيع ... وتقدمت انجي بأعوامها الستة و نظراتها البريئة لتنال نصيبا من رعايته وأُبوته ... رفعت يدا -وكانت اليسري- لتستلم اللقمة ... لحظة واحدة توقف عندها الزمن ... لحظة تبررت فيها الحكمة من جميع بنيها ... إرتاع الكاهن وهاج، ثار و امتزج وقاره و هيبته مع غضبه و سخطه و صبهم جميعا علي رأس المسكينة التي لا تدري فيما أخطأت ... سيل من التوبيخ انهمر من فمه فقط لأنها استجابت لفطرتها واستخدمت اليسري بدلا من اليد اليمني ... الفطرة الإنسانية ليس لها أي وزن حينما نتعامل مع المقدسات ، وجب عليها أن تحيا و تتحرك و توجد بحسبما يري الاب الكاهن ، أن تُصاغ حياتها في القالب الكنسي الذي يحدده هو ... نقل حنقه الي مرافقتها وأكمل الصراخ ... وعلي مرأي و مسمع الجميع أنكر عليها تعليمها للطفلة ، اتهمها بأنها لم تُعَلِّم الطفلة شيئا في حياتها مُختزِلا التعليم الكنسي في "اليمني أم اليسري" ، و المرافقة تعتذر ... رجع مرة أخري الي المسكينة الصغيرة مجبراً إياها علي استخدام اليمني وهي بلا حول و لا قوة أطاعته ... خرجت الطفلة من طابور ملتمسي البركة المتجه نحوه و انصرفت من أمامه منكسة الرأس و المرافقة تجرها بعيداً عن النظرات حاملة عارها بعيدا عن هذا الموكب المقدس ...

انتهت القصة الحقيقية التي تخلو من أي مبالغة أدبية ... حدثت في كنيسة لا تبعد كثيرا وفي زمن ليس ببعيد ... حدثت عندما شعر الكاهن بإهانة للمقدسات عندما استخدمت الطفلة اليد الاقل أهمية في نظره، بمعني اخر شعر بالإهانة له شخصيا ، حارس المقدسات و حاميها ، طابور طويل من ملتمسي البركة يقف امامه ، كلٌ ينتظر دوره في تقبيل يد الكاهن العظيم ، كلهم بنفس النظام مستخدمين اليد اليمني بنفس الاداء و الحركات و الكلمات ... كيف تتجرأ هي و معلمتها علي كسر النظام ، في احترام النظام احترام له شخصياً صانع القوالب وواضع النظام و حارسه ، كيف تجرأت ؟! ...

يا جناب الكاهن العظيم ... اليمني و اليسري خالقهما واحد ولم يخلق شيء نجس البتة ، في الصوات التي تمارسها انت بنفسك تدهم اليدين بالزيت المقدس بنفس الكيفية ونفس المقدار ... تكرار ذكر استخدام اليد اليمني في الكتاب المقدس بسبب ان الغالبية من البشر يستخدمون اليمني ، فطبيعي ان يحدث ذلك التكرار علي صفحات الكتاب الذي لم يهمل العامل البشري في الكتابة ، و إن كنت لا تفهم ذلك فأرجو أن تطالع مفهوم الوحي في المسيحية ... يا جناب الكاهن العظيم ... المقدسات وُجدت لأجل الانسان مثلما القُدسات للقديسين ، قهر الافراد من أجل المقدسات لا يبني ، واختزال العبادة في مظاهر وحركات لا يُجدي

هو لن يقرأ تلك الكلمات ، إقرأوها انتم علي مسامعه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأوقاف الإسلامية: 900 مستوطن ومتطرف اقتحموا المسجد الأقصى ف


.. الاحتلال يغلق المسجد الإبراهيمي في الخليل بالضفة الغربية




.. مراسلة الجزيرة: أكثر من 430 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى في


.. آلاف المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى لأداء صلو




.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك