الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اَلْسُّوْدَاْنُ بَيْنَ اَلْخِيَاْنَةِ وَاَلْأَطْمَاْع ..!

فيصل عوض حسن

2019 / 6 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


اَلْسُّوْدَاْنُ بَيْنَ اَلْخِيَاْنَةِ وَاَلْأَطْمَاْع ..!

فيصل عوض حسن

تَناوَلتُ في مقالتي السَّابقة (السُّودان بين مليشيات المُتأسلمين والجَنْجَوِيْد)، المليشيات الإسْلَامَوِيَّة التي يُواجهها السُّودانِيُّون الآن، مُمَثَّلة في كتائب الظِل والجَنْجَوِيد/المُرتزقة، وتَزَايُد انتهاكاتهما وتَنَوُّعها، وطبيعة وأهداف هذه المليشيات وتكويناتها وكيفيَّة تشكيلها لأداء مهامها الإجرامِيَّة، ودَوافعها (القَوِيَّة) للاحتفاظ بالسُلطة وعدم تسليمها للمدنيين، مهما كانت (اتفاقات والشهود) تبعاً لـ(نَقْضِ) المُتأسلمين للعهود. وذَكرْتُ بأنَّ مليشيا الجَنْجَويْد هي الأخطر، ليس فقط لدَمِوِيَّتها وإجرامها غير المسبوق، وإنَّما لطَمَعِهِم في السُّودان كـ(وطنٍ) يحتويهم بعد إبادة أهله (الأصيلون)، ولقد انطلقت الإبادة (فعلياً) بدارفور وامتدَّت لجبال النوبة، وينتقلون بها الآن في ما تَبقَّى من السُّودان.
لعلَّ الحقيقة المقرونة بالأحداثِ والمُمارسات الفعليَّة، تُثبت تماماً أنَّ المُتأسلمين عملوا لنَهب/إهدار مُقدَّرات السُّودان وتمزيقه، بذريعة الدِّينِ/الإسلام لإكمال هذه الخيانة العُظمى، والشواهد عديدة ولا يسع المجال لتفصيلها، وكنماذجٍ/أمثلةٍ توضيحيَّةٍ لبعض الحالات، يُمكن الرجوع لمقالاتي (خَفَاْيَاْ اَلْعُقُوْبَاْتِ اَلْأَمْرِيِكِيَّةِ عَلَىْ اَلْسُّوْدَاْنْ) بتاريخ 22 يوليو 2017، و(مَنِ اَلْمُسْتَفِيْد مِنْ رَفْعِ اَلْعُقُوْبَاْتِ عَنِ اَلْسُّوْدَاْنْ) بتاريخ 31 يوليو 2017، و(اَلْصِّيْنُ تَلْتَهِمُ اَلْسُّوْدَاْنْ) بتاريخ 5 سبتمبر 2017، و(اَلْتَحَاْلُفُ اَلْإِسْلَاْمَوِيُّ اَلْصَهْيُوْنِيّ: مِنَ اَلْخَفَاْءِ إِلَى اَلْعَلَنْ) بتاريخ 6 ديسمبر 2018 وغيرها من المقالات. ويُعدُّ مُثلَّث حمدي أخطر مُخطَّطات المُتأسلمين لتمزيق بلادنا، وهو رُؤية إسْلَامَوِيَّة (مُوثَّقة) منذ عام 2005، حَصَروا فيها السُّودان في مِحْوَر (دنقلا، سِنَّار والأُبَيِّضْ)، واستبعدوا جميع الأراضي الواقعة خارج هذا المِحْوَر الثُلاثي، بما فيها جنوب السُّودان (قبل دَفْعِهِم للانفصال)! ولمزيدٍ من التوضيح، يُمكن لبعض مقالاتي التي كتبتها في هذا الخصوص، ومنها على سبيل المثال وليس الحصر، مقالة (تكتيكات تنفيذ مثلث حمدي) بتاريخ 10 نوفمبر 2014، ومقالة (اِسْتِكْمَاْلُ تَنْفِيْذِ مُثَلَّث حَمْدِي اَلْإِسْلَاْمَوِي) بتاريخ 15 مايو 2016، ومُؤخَّراً مقالتي (اَلْمَشَاْهِدُ اَلْأَخِيْرَةُ لِمَخَطَّطِ تَمْزِيْقِ اَلْسُّوْدَاْنْ) بتاريخ 19 أبريل 2019، وفي هذه المقالة ذَكَرْتُ وبالنَّص: أنَّ (التشادي) حِمِيْدْتِي سيكون دوره محورياً لاستكمال ما تَبَقَّى من (مُثلَّث حمدي). وهذا ما يجري تنفيذه الآن تماماً، بإشراف ومُباركة رؤوس الفجور الإسْلَامَوِي، الذين أغرقونا في الديون ونَهَبوا مُقدَّراتنا وأحالوها لمصالحهم الشخصيَّة، وأخرجوا أُسرهم للبلاد التي يحملون جوازاتها، ولم يتركوا لأهل السُّودان أياً من مُقدَّراتهم السِيادِيَّة والإنتاجِيَّة إلا وباعوه للغير، ويستخدمون الآن حِمِيْدْتِي وغيره من العُملاء لتسليم الطَّامعين تلك المُقدَّرات، وهذا ما لم يَعِيه اللاهثون خلف (مَتاهات) التفاوُض المزعومة، التي سأخصِّص لها مقالاً مُنفصلاً بحول الله.
المُتأمِّل في الأحداث الماثلة، وآخرها تمثيليَّة "الإدارات الأهلِيَّة"، برعاية (التشادي) حِمِيْدْتِي، يجدها تَزَامَنَت مع تجنيد/استقطاب الجَنْجِويد (الواسع) لإثنيَّاتٍ مُعيَّنة في شرق السُّودان، بـ(تآمرٍ) فاضحٍ من بعض نُظَّار/عُمَد تلك الإثنيات، الذين ثَبُتَت (خِيانتهم) للسُّودان وعدم انتمائهم لهذا الوطن، لأنَّهم لو كانوا (سُّودانيين) فعلاً لما (تآمروا) على بلادهم وخانوها بالانضمام لمليشيا الجَنْجَويد، التي ارتكبت أبشع الجرائم ضد السُّودان وأهله! وما يُثير الرِّيبة أكثر، زيارة البرهان (المُفاجِئة) لإريتريا، وإعلانه (التضليلي) بإعادة فتح الحدود معها، والرَّاجح أنَّه اتَّفق على (إكمال) تدريبات الشباب المُستقطبين لمليشيا الجَنْجَوِيد بأراضيها، بعيداً عن الأعين عقب (افتضاح) عمليات تجنيد شباب بعض الإثنيات بالتآمر مع عددٍ من النُظَّار/العُمَد، وهذه خُطوة تتماشى مع مُخطَّط (مُثلَّث حمدي) الإسْلَامِوِي من جهةٍ، وتلتقي بأطماع إريتريا في بعض أراضينا من جهةٍ ثانية، حالها كحال جارتها إثيوبيا، وهو أمرٌ تَنَاوَلته في مقالاتٍ كثيرة، منها على سبيل المثال وليس الحصر، مقالة (اَلْاِلْتِقَاْءُ اَلْإِثْيُوْبْيُّ اَلْإِرِيْتْرِيْ: قِرَاْءَةٌ مُغَاْيِرَة) بتاريخ 23 يوليو 2018، ومقالة (اَلْسُّوْدَاْنُ مَسْرَحُ اَلْدُّمِي) بتاريخ 5 أغسطس 2018. وهناك أيضاً، زيارة البُرهان لتشادٍ التي تأتي في ذات السياق، ويكفي أنَّ المُرتزق حِمِيْدْتِي نفسه تشادي بجانب (غالِبِيَّة) أفراد مليشياته وفق ما وثَّقته العديد من الجهات، وكتبنا في هذا أيضاً.
وهنا، أودُّ التأكيد على أنَّ إشاراتي لجنسيَّة المُرتزق حِمِيْدْتِي وغيره، مِمَّن اعتلوا أمر السُّودان بتآمر المُتأسلمين (الخَونة)، ليس (تعالِياً) أو عدم إقرار بـ(التَدَاخُل القَبَلي) بين السُّودان وبعض الدول، سواء تشاد أو إريتريا أو أفريقيا الوُسطى وغيرهم، فأنا احترم الجميع وأُقدِّرهم كجيرانٍ وأصهار وغيرها من الاعتبارات الإنسانِيَّة والأخلاقِيَّة، وبذات القدر من الاحترام أحرص على (سِيادة) بلدي السُّودان، وكرامة/عِزَّة وحقوق أهلي وهي عندي تعلو على ما دونها من أمور، يجب التعامل معها بحزمٍ وجِدِّيَّة بعيداً عن العواطف والمُجاملات و(الغَطْغَطَة) التي أهلكتنا، وأصبحت تُهدِّد بقاءنا كدولةٍ وشعب! وتمشِّياً مع (العدالةِ) والموضوعيَّة، علينا (قَلْبْ) المُعادلة/الحالة ولننظر للسُّوداني ذو الأصول المُشتركة بتشاد أو إريتريا أو غيرها، فسنجد أنَّ أقصى ما قد يجده من مزايا (تفضيليَّة) تقديراً لأصوله المُشتركة بتلك الدول، لا تتعدَّى حُرِّيَّة الدخول والخروج والإقامة ورُبَّما العمل والتَملُّكِ (المحدود)، ولكنه بأية حال لن يُصبح (دستورياً) على غرار ما حدث ببلادنا، ولو حدث ذلك (وهذا لم يثبت حتَّى الآن)، فمن المُستحيل أنَّ يسمحوا له بإيذاء شعوب تلك الدول، أو (تغليب) مصلحة السُّودان على مصالح الدولة التي يعمل بها، على نحو ما فعل حِمِيْدْتِي ومن سبقوه بالسُّودان وأهله، ودونكم جرائم الإبادة الجماعيَّة التي حدثت بدارفور وأعمال القتل التي شَهِدناها في سبتمبر، ومُؤخَّراً القضارف وبورتسوان، واعتقاد البعض بتبعيَّة بعض أراضينا لبلادهم وغيرها من مظاهر الغدر والنُكران!
إنَّ السُّودان يمُر الآن بأخطر المراحل، حيث خَانه الذين (أحسَنَّا) إليهم، وغَدَر به الجِيران وتَكَالَبوا على مُقدَّراته، وعلينا الإسراع بتغيير (تكتيكات/تكنيك) الحِرَاك، وعلى رأسها (السَلْمِيَّة المُطلقة)، التي لم ولن تُجدي مع الجَنْجَويدي الناشئ على الإجرام والمُغيَّب بالمُخدَّرات! وبعبارة أدَق، فإنَّ سلميتنا المُطلقة دون تخطيطٍ أو تدابيرٍ مُساندة، تُسهِّل على الجَنْجَويد/المُرتزقة قَتلنا بلا أدنى رحمةٍ أو تَرَدُّد، لأنَّهم لا ينتمون للسُّودان لا جينياً ولا أخلاقياً، ولقد رأينا كيف قتلوا الشيب والشباب والنساء والأطفال، ومنعوا الصلاة عليهم والدعاء لهم بالرحمة! فكل ما يهمهم هو المال مُقابل الارتزاق، وبناء وطنهم (المفقود) على جَماجمنا، دون اكتراثٍ لحدود ذلك الوطن، و(مُثلَّث حمدي) بالحدود التي أعلنها المُتأسلمون (دنقلا، سِنَّار والأُبَيِّض) يكفي الجَنْجَويد المُتواجدين فعلياً بالسُّودان، أو الذين يجري تجهيزهم/حَشْدَهم للحضور، ويُمكن الرجوع لِسِلْسِلَة التسجيلات المُفصَّلة، التي تحوي عدداً من التدابير الفعَّالة والآمنة وغير المُكلِّفة الدَّاعِمة لِحِرَاكِنا الشعبي (السِلْمي).
من الجيد انسحاب بعض رجالات الإدارات الأهليَّة، و(رَفْضِهِم) الاجتماع بـ(التشادي) المُرتزق حِمِيْدْتِي، وعلى البقيِّة انتهاج ذات النَّهج، وتحذيرنا نُوجِّهه بصفةٍ خاصَّة لأُولئك العُمَد/النُظَّار الذين شَجَّعوا شبابهم للتجنيد بمليشيا الجَنْجَوِيد، وابتهجوا بتلك (الخِيانة) الوطنِيَّة وذلك (الإجرام) المفضوح، تبعاً للجرائم (المُوثَّقة) التي ارتكبتها هذه المليشيات ضد الشعب السُّوداني. ونقول (للعُقلاء/الشُرفاء) بتلك الإثنيات، إنَّ نُظَّاركم/عُمَدِكُم ينظرون لمصالحهم المالِيَّة، ويبيعونكم (بالرأس) للمُرتزق حِمِيْدْتِي كما تُباع (الخِرَاف)، فارتقوا بأنفسكم وأسْمُوا بذواتكم، وسارعوا (للتَبَرُّؤِ) والاعتذار من (غدرهم/خِيانتهم)، واعلموا أنَّ صمتكم يعني مُوافقتكم وتأييدكم وستطالكم المُحاسبة والعقاب مثلهم، إذ لم يعد لدينا مكانٌ للرِمادِيَّة وأنصاف المواقف، فإمَّا مع السُّودان (أرضاً وشعب) ضد المُتأسلمين ومليشياتهم والطَّامعين بالخارج أو العكس، وعلى اللجان الثورِيَّة بجميع الأحياء/القُرى رَصد وتحجيم جميع (الخَوَنة) المتآمرين والمُتعاطفين مع هؤلاء المُرتزقة. وأقول لكتائب الظل وآكلي الفِتَاتِ من الإعلام المأجور، صحيحٌ أنَّ رؤوسِ الفجور الإسْلَامَوِي، يرمون لكم بعض (فِتات) موائدهم المسمومة، لِتُجَمِّلوا جرائمهم وتُهَلِّلوا لمليشيا الجَنْجَويد وزعيمها (التشادي) حِميْدْتِي، ولكن ثِقوا تماماً بأنَّ سادتكم المُتأسلمين سيهربون حال الفراغ من تسليم البلاد للطَّامعين، وسيتركونكم للمُرتزقة والمقاطيع ليقهروكم ويقتلوكم كما فعلوا بأهل السُّودان ولا يزالون، وستكونون أنتم وأُسَرِكُم هدفهم التالي، وستتذوَّقون من الكأس (الجَنْجَوِيديَّة) قتلاً وتشريداً واغتصاباً وذُلاً، ومن الأفضل انحيازكم لبلدكم وأهلكم قبل فوات الأوان!
وعلينا نحن السُّودانيين، بدلاً عن تعنيف وتخوين بعضنا البعض، الإسراع بإعادة ترتيب صفوفنا وتَجاوُز/تأجيل خلافاتنا، والسُمُو بأنفسنا والاتِّحاد لمُواجهة الجَنْجَويد وغيرهم من الخَوَنَةِ والطَّامعين، والفرصة مُواتية تماماً للنَّجاةِ والخَلاص.. وللحديث بَقِيَّة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فَتِّش عن الاسلام والعروبة
أنور نور ( 2019 / 6 / 21 - 06:49 )
تجدهما وراء كل خراب ودمار وشقاء للدول والشعوب المصابة والمنكوبة بداء الاسلام والعروبة
فَتِّش عن الاسلام والعروبة

اخر الافلام

.. شاهد كيف تحولت رحلة فلسطينيين لشمال غزة إلى كابوس


.. قتلوها وهي نائمة.. غضب في العراق بعد مقتل التيكتوكر -فيروز أ




.. دخول أول دفعة من المساعدات الإنسانية إلى خانيونس جنوبي قطاع


.. على وقع التصعيد مع إسرائيل .. طهران تراجع عقيدتها النووية |#




.. هل تتخلى حركة حماس عن سلاحها والتبعية لطهران وتلتحق بمعسكر ا