الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كائنات شاعرنا علي ملا

ابراهيم زورو

2019 / 6 / 20
الادب والفن


علي ملا شاعراً على الطريقة الكلاسيكية وذلك لأسباب التالية: أبتداء من عنوان مجموعته خير دليل على ذلك: فهرست الكائنات/يوميات شعرية. حيث الكائنات تذكرنا بزمن ماضي زمن الاندثار وهو أمر مناسب أن اليوميات لكائن ربما غير عاقل يغلقون علينا الطريق جزافاً. والدليل الآخر الأكثر قرباً هو القافية التي يستعملها رغم أنه يكتب الشعر الحديث إن دلت هذه على شيء فأنها تدل إن جزوة الحنين إلى الماضي لم يتغير أو يتأثر بكل هذه العقود التي مرت، ونحن لم نعد نسمع بموضة القافية لدى شعراء اليوم، وكأن أغلبهم قطعوا العلاقة مع الماضي من حيث الشكل والقافية. اليوم ترى في السوق الآلاف من الدواوين قد لا تعجبك أكثرهم. والدليل الثالث لكلاسيكيته هو: كتابته عن الذين مضوا في دروب البياض نجمة في سماء عالمنا الحقيقي الخالي من الحداثة التي فككت كل شيء، حيث يكتب عن: محمود درويش، مجنون ليلى، جكرخوين، ارنستو تشي غيفارا.

والملفت للنظر أو قل أنه دليل آخر الذي لا يمكن أن يتأثر بالحاضر جملة وتفصيلاً هناك بعض القصائد المهمة كتبت بدون الفعل الذي هو ضد السكون والثبات ومن تلك القصائد المهمة "حبي الأزل" حيث أنه هو وحبه باتا يعيشان في الماضي وبقيا هناك دون أن يمسك أحدهما بأيد آخر ويأتيان معاً إلى زمن الحاضر الزمن المعاش وربما انتهى هناك ولم يأتيا معاً وكان من الممكن أن تأتي هي ولكن لأسباب قد يعرفها شاعرنا الجميل علي ملا أو قد بقي في ذهنه ويجهلها وهي تغوص في شوارع وازقة العزيزية حي من أحياء الحسكة، وهو أمر ملفت للنظر، كيف تبدع القصيدة الساكنة بدون عوامل نفسية التي تلّونه أو ربما تحمله الايام والسنين ليكون غير نفسه في كل مرة، إنه ليس عبثاً لحالة تفكيكية لتخريب مركز أو التمركز، حيث أن الفعل هو الذي يصنع الحدث من حيث الشكل والمضمون ويضعهما على محمل الجد، بدون فعل كأن الوضع ساكناً ستاتيكياً غير متفاعل مع شجون الحياة، كيف لك أن تبدع قصيدة مهمة بدون الحركة، كلها اسماء كأننا نحن في سجن الذكوري، فسمة الفعل هو أنه يضفي الحياة على القصيدة، وكذلك قصيدة" أنت لي" شأنها شأن الأولى بدون فعل أيضاً فهل بقى حبه وآثاره ومعنى لوجوده في الزمن ماضي! ويبقى السؤال قائماً أن الذي يجعل التغيير ممكناً في عالم الأدب هو الفعل، فهل كان علي ملا واعياً لهذه اللحظة! اعتقد أن شاعرنا قبل هذا وذاك كان هاوياً للرسم والفن، فهو الآن يترك الألوان والريشة ليتلمس القصيدة، واعتقد أن علي ملا هو شخصية كلاسيكية في تعامله مع الأشياء بحدود ماضيه الذي لم تؤكل ثمار ايديولوجيته! فهو في بحث دائم عن اصدقاء الأمس وشؤونهم وما آلوا إليه فأن قلت له قد رحل فلان! يصفن قليلاً ثم يمضي إلى عمله كما لو أنه لم يُسأل عنه! فهذا تفسير وحيد أن القصيدتين جائتا بهذا النمط رغم أن القصيدتين في غاية الاهمية من حيث وجودهما وهما حجر الاساس في بناء الانسان ويتم إحالته من حالة إلى آخرى فهو يبقى من شأن الفعل...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وكالة مكافحة التجسس الصينية تكشف تفاصيل أبرز قضاياها في فيلم


.. فيلم شقو يحافظ على تصدره قائمة الإيراد اليومي ويحصد أمس 4.3




.. فيلم مصرى يشارك فى أسبوع نقاد كان السينمائى الدولى


.. أنا كنت فاكر الصفار في البيض بس????...المعلم هزأ دياب بالأدب




.. شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً