الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنتخابات تونس 2019 : أزمة قيم سياسية.

بسام الرياحي

2019 / 6 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


تقدم تونس في الفترة القادمة على منعرج إنتخابي جديد متمثل في الإنتخابات التشريعية والرئاسية لسنة 2019 ، ورغم قيمة هذه الحدث في مستوى دلالته السياسية واإنعكاساته على صورة البلاد خارجيا فإن العديدين في تونس يعتقدون أن هذا الحدث السياسي لا يجب أن يخفي ما تمر به البلاد من أزمة إقتصادية ووضعية إجتماعية مقلقة لأغلب فئات الشعب التونسي الذي كلفه الإنتقال الديمقراطي من والوقت والطاقات الشئ الكثير.المشهد السياسي التونسي بدوره يشهد نوع من التهافت لنوع من النزعات الشعبوية الإرتكاسية التي تفسر أو بالأحرى تعكس فشل الطبقة السياسة الحاكمة في فض إستحقاقات كبرى أقدمت عليها البلاد منذ الثورة، من هذه النزعات الحزب الدستوري الحر ووجهه البارز في الفتر الأخير السيدة عبير موسي، حزب يشتغل بالقديم ويمتطي الحدث السياسي على أساس أنه البديل لفشل من سبقوه في الحكم. طبعا الدعاية التي تطلقها آنفة الذكر تلقى رواجا كبير خاصة في صفوف من أجبرتهم الثورة على التخلي عن مكاسبهم الوقتية ومصالحهم الشخصية وحدت من سلوكهم الغنيمي الانتهازي في الدولة لحساب طبقة لا تقل إنتهازية إلتصقت بالأحزاب الكبرى وعملت تحت يافطتها على غرار حركة النهضة والنداء المفكك.هذا السلوك السياسي الشعبوي يثبت وجوده ويعزز رواجه مستفيدا من عزوف على الشأن السياسي خاصة في صفوف الشباب المخذول والذي لم تعبر الثورة عن أهدافه وطموحاته في الكرامة والشغل والحرية حتى وإن ظهر أن هناك هامش من حرية التعبير فهو مخصص لمنسوبين ومحصور في داعمين ومريدين لمن هم في السطة، في المقابل حققت الطبقة السياسية الحاكمة رفاهها المادي وكسبت المراكز والنفوذ والثروات في تكرار لنفس سلوك النظام السابق المخلوع ومن إرتبط به وبهم من منحرفين وإنتهازيين أصحاب السلوك النفعي الوضيع.لا نرى في تونس اليوم إلا الرفاه الحزبي الضيق وإستثراء رهيب للفئات المرتبطة به والمهربين الممولين له والموجدين تحب قبة برلمان الشعب.كما ندخل الإنتخابات في ظل ضمور واضح للقوى التقدمية التقليدية التي إختار أبناؤها أما الدخول في مكنة النظام أو التسليم بالموجود والإستسلام للمحاصصة على يمين المشهد السياسي التونسي، نذكر إياد الدهماني إبن الحزب الديمقراطي التقدمي ولاحقا الحزب الجمهوري أو سمير الطيب إبن حركة التجديد والمسار لاحقا سليلي الحزب الشيوعي التونسي أقدم وأعرق الأحزاب التونسية، الجبهة الشعبية التي لاحقها الصدع بسبب تذبذب مواقف الحلفاء وضعف التوافق بين مختلف مكوناتها... اليوم لن تكون الإنتخابات القادمة في تونس بالنصاعة المرجوة منها بل بلعكس ستشهد طغيان المال السياسي والتنافس غير الشريف وخطاب شعبوي من جهات حزبية وجمعياتية وإعلامية مثل برامج "كخليل تونس " أو "عيش تونسي" التي تمارس سطوة بقوة الإعلام وتوجه بسطاء الشعب وتتحكم في خياراتهم بابالإضافة إلى المحاور الإقليمية والدولية النافذة والتي ستدلي بدلوها في تغييب لمن من أجلهم قامت الثورة وبذلت التضحيات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ضربة أصابت قاعدة عسكرية قرب أصفهان وسط إيران|#عاجل


.. القناة 12 الإسرائيلية: تقارير تفيد بأن إسرائيل أعلمت واشنطن




.. مشاهد تظهر اللحظات الأولى لقصف الاحتلال مخيم المغازي واستشها


.. ما دلالات الهجوم الذي استهدف أصفها وسط إيران؟




.. دراسة جديدة: اللحوم النباتية خطرة على الصحة