الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فهم الصراع الامريكي الايراني بين مفهومين( الكلاسيكي والمعاصر) للحرب واهدافها

سامي عبدالقادر ريكاني

2019 / 6 / 22
السياسة والعلاقات الدولية


قلتها واكررها لن تحصل اي حرب الان، خاصة على خلفية اسقاط ايران للطائرة الامريكية قبل يومين، فامريكا لن تنجر الى الحرب كما تريدها ايران واصدقائها، وكانت امريكا تتوقع مسبقا بان ايران ستحاول استفزازها بكل الوسائل المتاحة حتى تقدم امريكا على تلك الخطوة، ولهذه الاعتبارات كانت قد قدمت امريكا على خطوة وقائية سابقا حتى لاتتعرض الى هذا الموقف حيث قامت بسحب اسطولها البحري العملاق التي سحبت الى المياه العميقة والبعيدة بعد ان كانت راسية بداية الازمة قريبة من الحوض الخليجي، وذلك حتى لاتقع في الشرك الايراني وترغمها للحرب معها قبل اوانها، والملفت في الامر ان اغلب المحللين الدوليين والمخضرمين منهم نظروا الى تلك الخطوة في وقتها على انها تعبرعن فشل امريكي في مواجهة ايران، ولكن ذلك التحليل يجانب الصواب كليا. وذلك لان اي تحرك امريكي في الوقت الحالي سيعطي موقفا قويا لايران في حربها، اولا: من ناحية شرعية الدفاع عن نفسها، وثانيا: من ناحية التفاف الشعب حول قيادتها بدافع ديني وقومي، وثالثا:انها ستكسبها تعاطفا اقليميا ودوليا ايضا، ورابعا: ان امريكا اذا ارادت الحرب فانها تريدها ان تكون وفق حساباتها لا وفق حسابات ايران او روسيا، خامسا:كما انها لاتريد للمنطقة حربا لايحمد عقباها ولا يكون الرابح فيها سوى ايران وحليفاتها.
لذلك باعتقادي ان امريكا تنظر الى الخطوة الايرانية الاخيرة ب(اسقاطها للطائرة الامريكية) على ان خطتها حول تركيع ايران عبر الحصار الاقتصادي دون اللجوء الى الحرب اتت باكلها، وان ايران بدات التصعيد لان لاوسيلة اخرى لديها لمواجهة هذا الحصار التي ستقتلها في معقلها دون حرب.
واذا لم تبدي ايران المرونة بعد رسالة ترامب ، حينها على امريكا وحلفائها ان تجهزنفسها لمزيد من التصعيد في الايام المقبلة من قبل ايران، والتي ستحاول هذه المرة اللجوء الى استخدام مناطق نفوذها لتحركها ليس ضد المصالح الامريكية فحسب بل ضد مصالح اصدقائها الداعمين لها في المنطقة ايضا، فلن تخلص ايران من طوق الحصار الذي ان طال سوف تخنقها في عقر دارها، سوى انجرار المنطقة الى حرب، واذا لم تفلح مع امريكا فانها ستلجا الى اصدقائها، خاصة في الخليج ومع اسرائيل وعبر اليمن والعراق وسوريا، اضافة الى التاثير على الملاحة الدولية عبرالبحر.
لهذا نرى بان امريكا لن تلجا الى الحرب حتى تصل تحركات ايران الاستفزازية الى درجة اشعار العالم بخطورة تصرفاتها على مصالحهم مما سيتوجب حينها على المجتمع الدولي وقفها عند حدها، والى حين ذلك فان امريكا ستكون على اهبة الاستعداد لضربها، لكونها في حينها ستسقط كل رهانات ايران التي تعتمد عليها الان من تعاطف قبل المجتمع الدولي ومن نفوذها الطائفي الاقليمي، اضافة الى الالتفاف الداخلي القومي والديني الذي يقف خلفها، وعندما تسقط الرهانات حينها ستستحق الضربة.
ففي كل الاحوال ان امريكا لاتريد حربا في المنطقة، فقط غايتها ارغام ايران للجلوس معها على طاولة الحوار للتفاوض حول القضايا الرئيسية التي تهم مصالح امريكا في المنطقة ومنها السلاح النووي وبشروط امريكية جديدة ومستقبل نفوذ ايران في المنطقة اضافة الى فتح الاسواق الايرانية امام الراسمالية العالمية خاصة اشراك الشركات الامريكية للاستثمار في سوق ايران وعلى راسها سوق الطاقة الايرانية.
ولكن ليس معناها ايضا ان ايران لن تتعرض الى اي ضربات فربما ستكون هناك ضربات محدودة ان طال التمرد ولزم الامر، وربما اللجوء الى خيار اشعال الحرب ضدها عبر وكلائها وادارة المعركة من الخلف وفق مصالحها كما حصل سابقا في الحرب العراقية الايرانية في الثمانينات من القرن الماضي هي احد الاستراتيجيات البديلة ان لم يفلح الحصار على جلبها للمفاوضات، وذلك قبل خوض اي حرب ضدها ، كما ان الحصار ياتي بنفس النتائج وباقل التكاليف فلماذا تخوض حربا مباشرة ومنفردة ضدها، هذا حسب رؤيتي للواقع . وماعلينا الا الانتظار.
.......للعلم ان الطائرة التي أسقطتها إيران والمزودة بأجهزة تجسس متطورة، قد دخلت في خدمة البحرية الأمريكية عام 2017 وهو قادر على الطيران لمسافة 8200 ميل، ولمدة 24 ساعة دون توقف وعلى ارتفاع شاهق. وهي طائرة بدون طيار وتعادل 132مليون دولا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير من الحرس الثوري الإيراني في حال هاجمت اسرائيل مراكزها


.. الاعتراف بفلسطين كدولة... ما المزايا، وهل سيرى النور؟




.. إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟


.. إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟




.. طهران تواصل حملتها الدعائية والتحريضية ضد عمّان..هل بات الأر