الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصيدة النثر..نهاية التاريخ

كريم عرفان

2019 / 6 / 23
الادب والفن


منح القائمون على النقد والعالمون بالأدب العربى جهودهم وطاقاتهم في خدمة الشعر العمودى ولوكانوا منحوا هذه المجهودات لخدمة وتطوير البنية الداخلية للقصيدة العربية منذ زمن طويل لكان أفضل للإبداع العربى ولكنا أحدثنا نقلة نوعية أنعشت الأدب العربى ؛ فقد سخر المهتمون بالنقد والأدب أقلامهم وفكرهم لخدمة العروض والأوزان والبحور والقافية ؛ تلك القافية التي سجنت الشعر العربى ومعه العقلية والعاطفة العربية لقرون طويلة في محبس كلاسيكى لا شبيه له فى الشرق أو الغرب ولا يستطيع المبدعون العرب الخروج منه أو التخلص من قيوده ؛ ثم جاءت قصيدة التفعيلة لتحل بعض المشكلات التي سببها الجمود والتصلب الذى تعانيه القصيدة العمودية وظهور الشعر التفعيلى أول صيحة اعتراض على القصيدة العمودية وأسسها العتيقة واعتراف ضمنى بالقصور الذى يعانيه الشعر العروضى ؛ وقد حاول شعراء التفعيلة – على استحياء-التخلص من هذا الجمود بتخليهم"الجزئى" عن بعض ما قررته القوانين التقليدية للشعر العروضى فالتزموا بالتفعيلة النمطية حتى صارت شعارا لهم وتخلوا عن البحور والقافية ..وذلك معناه أنهم ارتضوا ان يصيب مشروعهم الشعرى بعض الجمود والتصلب الناتج عن ارتباطهم الجزئى بالتفعيلة ..ثم جاء التحرر المطلق على يد قصيدة النثر التي كانت صيحة الإحتجاج الحقيقية والإعتراض القوى على مقررات الشعر العروضى القديم وما نتج عنه ..

وأعتقد أن الأمل معقود على شعر النثرأو الشعر المنثور فهو الذى يستحق أن يطلق عليه " الشعر الحر " وحده دون أن يشاركه في تلك التسمية أي نوع آخر فشعر النثر هو الذى تحرر من جميع القيود التي فرضتها القصيدة العمودية التقليدية من قافية وبحور وأوزان كبلت الإبداع العربى لقرون طوال على العكس من قصيدة التفعيلة التي حاولت أن تمسك العصا من المنتصف وحاول أصحابها أن يتحرروا بشكل جزئى- كما ذكرنا- من القيود الكلاسيكية دون أن يخرجوا تماما من عباءة الشعر العمودى ..وقد نالت قصيدة النثر الهجوم الشديد نظرا لبنيتها الحداثية وإيقاعها الموسيقى وجرسها المختلف ولكنها صمدت أمام ذلك الهجوم لأنها تمثل "الواجهة " الحقيقية للشعر العربى الحديث الذى يبرز إمكانيات اللغة العربية المتفردة ويبرز هوية الإنسان العربى عقليا وعاطفيا ؛ ولا يهاجم الموسيقى الداخلية التي تتحلى بها قصيدة النثر والتي تتسم بالرقى والشفافية إلا من اعتاد على الموسيقى " الزاعقة" التي تقدمها القصيدة العمودية والتي حاولت "التفعيلة " أن تخفف من غلوائها بتحررها من القافية ..
فيبدو أن قصيدة النثرالمتحررة والمنفتحة هي "نهاية التاريخ " و"البداية الجديدة" لشعر عربى حقيقى يفجر الطاقات الكامنة في اللغة العربية ؛ فالقصيدة النثرية هي التي يجب أن تتصدر "المشهد الشعرى العربى" لاحتوائها على القيم التي تلائم الحداثة والعصرنة والتي بلا أدنى شك بعيدة كل البعد عن الشعر العروضى القديم أو مانتج عنه من شعر تفعيلى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأسود والنمور بيكلموها!! .. عجايب عالم السيرك في مصر


.. فتاة السيرك تروى لحظات الرعـــب أثناء سقوطها و هى تؤدى فقرته




.. بشرى من مهرجان مالمو للسينما العربية بعد تكريم خيري بشارة: ع


.. عوام في بحر الكلام | الشاعر جمال بخيت - الإثنين 22 أبريل 202




.. عوام في بحر الكلام - لقاء مع ليالي ابنة الشاعر الغنائي محمد