الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نشاة حكمت سليمان

سعد سوسه

2019 / 6 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


اعداد د . سعد سوسه
ولد حكمت سليمان وقعت عام 1886 في مدينة بغداد بمحلة جديد حسن باشا تقع هذه المحلة على الجهة اليمنى من شارع الرشيد للمتجه من محلة الميدان الى الباب الشرقي ( سوق الصاغة الحالي ، ومردّ كل هذا الاختلاف والتباين في الآراء الى ان ، حكمت سليمان نفسه ، لم يشر في كتاباته او في احاديثه الخاصة والصحفية منها ايضا ، الى ولادته وانتمائه القومي ، وقد يعود ذلك الى عدم اكتراثه للموضوع ، أو الى اعتبارات سياسية في الارجح . لكن على الرغم من كل ذلك ليس ثمة شك في أمرين ، أولهما ، انتماؤه العراقي ، والذي دلت عليه تصرفاته حيث جاءت منسجمة مع التوجه العراقي العربي ، اذ انه لم يُبدِ أيّ ميل ٍ نحو ، التعصب أيا ً كان شكلهُ، قوميا ً، ام دينيا ً، او طائفيا ً، شأنه في ذلك ، شأن بقية الساسة العراقيين، الذين قيل اكثر من رأي حول اصولهم القومية مثل ، نوري السعيد ، وسامي شوكت ، وكامل الجادرجي ، وجعفر العسكري ، وغيرهم ، وفضلا ً عن ذلك فأن ، دفتر خدمته المدنية ، يشير الى الحقل الخاص بالجنسية ، بأنه عراقي ، وثانيهما ، ان سحنته ، او ما يعرف بأوصافه " الاثنوغرافية " ، لا ، تشير الى انتماء ، عربي اصيــل .
نشأ ، حكمت سليمان ، وتربى في جو عائلي ، عرف بتمسكه ، بالتقاليد الشرقية ، وكانت اللغة التركية هي لغة ، المخاطبة بين الجميع ، شأنهم في ذلك شأن ، الاسر المماثلة لهم من حيث الغنى والوجاهة ، اذ كانت هذه الاسر ، تعد اللغة التركية ، لغة النخبة المثقفة الرفيعة المستوى ، ولا شك في ان ذلك قد ترك بصماته على إمكانات حكمت سليمان ، في اللغة العربية .
ومهما يكن الامر ، فأن عائلته كانت ، ميسورة الحال ، ويمكن عدّها " ارستوقراطية " ، اذ عرفت ، بامتلاكها مساحات واسعة من الاراضي الزراعية والبساتين ، فضلا ً عن ، عقارات كثيرة ، وقد وفرت له هذه الحالة ، الاستقرار الاجتماعي ، وهيأت له ، سبل العيش الرغيد ، فهو لذلك لم يعرف ، الحرمان .
تأثر ، حكمت سليمان ، منذ نعومة اظافره ، بالقيم والتقاليد التي تحييها اسرته وكانت والدته ، الشخصية الاولى التي تأثر بها ، وفي هذا الصدد ذكر ، كامل الجادرجي : ( 1897 – 1968 ) زعيم وطني ، ولد في بغداد من اسرة عراقية ، كان والده رفعت من الشخصيات البارزة في العهد العثماني ، وقد تولى منصب امين العاصمة عدة مرات ، اكمل دراسته الثانوية في بغداد سنة 1913 ، اشترك مع والده في ثورة العشرين فنفاه الانكليز الى اسطنبول ودخل الكلية الطبية عام 1921 . الا انه انقطع عنها وعاد الى بغداد ودخل كلية الحقوق ، تدرج في الوظائف ، ففي عام 1926 ، عين معاونا ً لوزير المالية وفي عام 1927 ، انتخب نائبا ً في البرلمان ، انتمى عام 1930 ، الى حزب الاخاء الوطني الذي كان حكمت سليمان عضوا ً فيه ثم انضم معه الى جماعة الاهالي عام 1933 ، التي مهدت لانقلاب عام 1936 ، والذي اصبح فيه وزيرا ً للاقتصاد في الوزارة التي رأسها حكمت سليمان ، الا انه استقال من منصبه هذا نتيجة خلافه مع بكر صدقي ، ما نصه : ( لقد كانت والدة حكمت ، وتدعى ، عائشة جمال ، شركسية الاصل ، مسلمة ، قوية الشخصية ، شديدة المراس ، الى حد العناد ، امتلكت قسطا ً من ، الثقافة ، اخذ عنها ولدها، حكمت ، بعضا ً من طبائعها ، كحب المغامرة ، والعناد ) ، وحين وفاتها في حزيران عام 1930 ، كان ، حكمت سليمان ، في مطلع العقد الرابع من عمره ، مما يعني ، انه تربى في كنفها ، متأثرا ً بها ، اكثر من غيرها ، الامر ، الذي انعكس على ، سلوكه فيما بعد وساهم بشكل او بأخر في ، بناء شخصيته .
وفي محلته قضى، حكمت ، شطرا ً من حياته المبكرة مع صبيتها ، يشاركهم ، العابهم ، وخصوماتهم ، وبسبب مركز اسرته الاجتماعي فقد كان ، متحفظا ً في تصرفاته ، وظل حتى اخر عمره يحمل ذكريات طفولته ويتحدث عنها ويعتز بها ، ويشير اليها في احاديثه الخاصة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آثار القصف الإسرائيلي على بلدة عيترون جنوبي لبنان


.. ما طبيعة القاعدة العسكرية التي استهدفت في محافظة بابل العراق




.. اللحظات الأولى بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلا في حي السلط


.. مصادر أمنية عراقية: 3 جرحى في قصف استهدف مواقع للحشد الشعبي




.. شهداء ومفقودون في قصف إسرائيلي دمر منزلا شمال غربي غزة