الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شعب يُحب العِبادة

عبدالله عطية

2019 / 6 / 24
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يقول الله تعالي في القرآن الكريم (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) والناس عادة اليوم لطرق العبادة البدائية التي تقوم على تعدد الالهة والعبادات والطقوس، عادة فكرة ان هناك وسيلة ملموسة بين العابد والمعبود الا وهي المجسم او الصنم، الغيت الفكرة الروحية التي هي اساس كل دين وجد في تأريخ الانسانية، انه امر مضحك ان الناس تعيش في الالفية الثالثة بعد الميلاد ولا يزال هناك اكثر من رب في دين واحد، وايضاً كي لا أنسى عدنا لفكرة ان الملك او الرئيس او القائد هو الاله او ابن الالهة او ربما الالهة هي من بعثته من أجل الشعوب، وهذا ما وجدنها في حضاراتنا العريقة السومرية والبابلية والاكدية والاشورية وحتى في الحضارات المصرية عند الفراعنة، يوم كانت مدننا ازهى مدن الارض.
اليوم عادت هذه الطريقة في العبادة والتقديس وهذا امراً عجيب الا وهو ان نقتدي ونستمد ممارساتنا الحياتية من حضاراتنا وارثنا الثقافي، في الوقت الذي كل شيء يربطنا في الماضي يهدم ويغيب بممارسات اجتماعية وثقافية بحجة العولمة والحداثة، هنا سأتحدث عن بضعة احداث قد عايشتها شخصياً تتعلق بهذا الموضوع دون ان ينقلها لي شخصياً.
الحادث الاول في سيارة للنقل العام بين الجادرية وساحة التحرير، كان قد مر رتل لاحد المسؤولين ولا يحتاج ان اوصف ماذا تفعل الارتال من زعزعة السير وازعاج بصفارت الانذار للمارة، وبدون مقدمات تقدم رجل يجلس في مقدمة السيارة للحديث عن رئيس وزراء سابق بأنه رجل وطني ونزيه، قاد العراق خلال فترة حرجة واخرج البلاد من الظلمات الى النور، الا انه لم يكمل مهامه السماوية بسبب المؤامرات التي تحاك ضده، وان الماسونية لها اليد الكبرى بها حتى اخرجوه من قيادة الدولة، هنا الركاب جميعهم اتفقوا معه بينما اخرون التزموا الصمت، كأنهم نسوا انه سلم ثلاث محافظات عراقية عزيزة الى مجموعة من البرابرة، كأنهم نسوا 1700 شخص في مجزرة سبايكر الذين لم يعثر على رفاة لهم لليوم، نسوا الملاين من العوائل التي هجرت، نسوا مأسات اخواتنا الآيزيديات، نسوا الدماء التي قدمت لإستعادة مدننا، كل هذا ما فعلوه واليوم يسموه مختاراً، هذه حادثة قد عشتها بصمت ولا استطيع ابداء الرأي او التعليق كون اعينهم مغشية عن الرؤية وهذا لا ينفع معهم.
الحادثة الثانية في مقبرة وادي السلام، حيث عالم الاموات هناك دائماً ما ازور موتنا رحمهم الله، على بعد امتار من قبر امي هناك قبر جديد لشخص قد مات حديثاً وبجانبه شخص يبكي بصوت مرتفع، ذهبت لاعطيه الماء كون الجو حاراً هناك وهو في حالة شبه إنهيار، قدمت له الماء وقلت له (الله يصيرك اخي) وهو بادر بالسؤال هل تعرف ماذا حدث لأخي؟ قلت اكيد انه مات، قال لا انه قتل، قتل على يد اخي الأكبر، فصعقت ولا اعرف ما اقول، وقص عليه التالي " لدية اخوة اثنان، من المتدينين والمعروفة اخلاقهم في منطقتنا اخي المقتول بدأ بالتذمر من من القادة الدينين والسياسين وبدأ يشتمهم في البيت بسبب قلة العمل، بينما اخي القاتل قد حذره من ذلك، واستمرت المشاكل في البيت لمدة شهر، وفي يوم من الايام، جاء اخي الى المنزل وانتظر اخي المقتول وبعد نقاش طويل انتهى برفض اخي المقتول اطلق عليه ثلاث رصاصات في صدرة وقتله، والسبب كونه قد سب احد المراجع بصوت عالي واتهمه بالسرقة". القصة مروعة وفضيعة تطرح الاسئلة الى ما لانهاية وبكافة ادوات الاستفهام، هل يعقل هذا؟ هل ان التدني الفكري وصل لهذه الدرجة؟ كيف يمكن ذلك؟ اي الانسانية والقيم الدينية؟ اين الاخلاق؟.

في النهاية اقول ان هذا الواقع وهاك الكثير ممن يقدس فلان ولا يرضى ان ينتقد حتى لو كان هذا النقد بناء، بينما الكفر وسب الالهة مباح وهو ايضاً يفعل ذلك الا انه يقبلها على الله ولا يقبلها على مرجعه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - القول الفصل.
سمير آل طوق البحراني ( 2019 / 6 / 24 - 19:52 )
شعب تقوده العمامة مصيره القمامة. من هو هذا المرجع الذي لا يجب نقذه وهل هو معصوم؟؟. المعصومين عند الشيعة هم 14 فقط الذين لا يجوز نقذهم اما غيرهم فهم كـ سائر الناس ولا يختلفون عنهم في شيء واعتمار العمة لا تعصم احدا من الذنوب.ماذا قدمت المراجع للناس غير الكلام المنمق الذي لا يسمن ولا يغني عن جوع بل لا فائدة فيه وليس ملزم لاحد ومن جعلهم مراجع ناطقون باسم السماء وما علمهم الا روايات رواها الاولون بالعنعنة التي لا يصدقها الا معتوه او فاقد عقله. ايهما انفع للناس كانس الشوارع او الفقيه المختبئ في بيته ولكن لا عتب على امة جاهلة يقودها دهاقنة دين باسم السماء. ان قاتل اخيه ارتكب جريمة نكراء وجزاؤه القتل ولكن القول الحق هو ما قاله ابن رشد:التجارة بالاديان هي التجارة الرابحة في المجتمعات التي ينتشر فيها الجهل. فاذا اردت التحكم في جاهل فعيك ان تغلف كل باطل بغلاف ديني. سلام على بلاد الرافدين.


2 - على باب شيخ المسلمين
سميح الحآئر ( 2019 / 6 / 25 - 08:49 )

كما يقول شاعر العراق العظيم مهدي الجواهري عليه الرحمة والرضوان.
على باب -شيخ المسلمين - ، تكدّسَتْ *** جياع ٌعلتهم ذلة ٌ وعراة ُ
هم القوم احياءٌ تقول كأنهم *** على باب - شيخ المسلمين - مواتُ
يلم فتات الخبز في التـُرْب ِ ضائعا *** هناك واحيانا تـُمص نواة ُ
بيوت على ابوابها البؤس طافحٌ *** وداخلهن الاُنسُ والشهوات ُ
تحكم باسم الدين كل مذمم ٍ *** ومرتكب حفـّتْ به الشبهاتُ
وماالدين الا ّ آلة ٌ يشترونها *** الى غرض يقضونه وأداة ُ
وخلفهم الاسباط تترى ، ومنهم ُ *** لصوصٌ ومنهم لاطة ٌ وزناة ُ
فهل قضت الاديان ان لاتذيعها *** على الناس الا هذه النكراتُ
الجواهري (ر)
ان بلاء الامة الاسلامية عامة والشيعة خاصة هم هؤلاء ذو العمآئم السوداء والخضراء المقدسين المتميزين على الناس والعجب كل العجب اننا صدقنا الكلام المنمق (لا فرق لعربي على عجمي الا بالتقوى) ولو كان ذالك فاي معنى للتفريق في اللباس؟؟. اخي الكريم لا خير يرتجى للعراق برجال الدين.


3 - لاتستغرب اخي ولاتصعق
عبد الحكيم عثمان ( 2019 / 6 / 25 - 13:04 )
اخي الكاتب عبدالله عطية بعد التحية لاتسعق ولاتستغرب فهناك من يقتل اخية لانه تهجم على فريق رياضي يعشقه ولاتنسى مجزرة الاسكندرية في مصر بسبب صراع بين مشجعين وليس شيخ وهناك من يقتل من اجل فنان مشهور عندما يصبح الانسان شخشوخة وبلا عقل وتسيطر عليه العاطفة يتجرد من انسانيته ويصبح مجرد الة
واللعوبة بيد غيرة انا لله وانا اليه راجعون

اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة