الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في - نقيق - الأحزاب الكردية السورية

صلاح بدرالدين

2019 / 6 / 25
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


يتداول الناس في الوسط الشعبي الكردي السوري أن أكثرية الأحزاب قبل عدة عقود كانت تقدم التضحيات وتلاحق من أجهزة القمع وتستمد الدعم المادي لمواصلة النضال من الحاضنة الوطنية بكل فئاتها الاجتماعية واليوم أصبحت الأحزاب مصدرا للغنى والوجاهة والتحكم في رقاب عامة الشعب بل حكرا للوطنية والإخلاص الزائفين وتحولت قياداتها المتنفذة المنتفعة من الجهات الداعمة الخارجية ومن نظام الاستبداد من أشرس مناوئي الإصلاح والتغيير وأشد المعادين لمبادرات الاتحاد وإعادة بناء الحركة الوطنية الكردية والبرامج والمشاريع الانقاذية خصوصا مشروع – بزاف – لعقد المؤتمر الكردي السوري الجامع .
من المعلوم أن اجتماعات قيادات ومسؤولي الأحزاب والمنظمات السياسية ( الديموقراطية – المنتخبة ) تعتبر محطات لمراجعة الماضي نقديا وتقييم الواقع بكل جوانبه الراهنة بموضوعية وشفافية والتأسيس لعمل المستقبل بل التهيؤ لمواجهة التحديات الماثلة عبر الوسائل المبتكرة وكل ذلك من شروط الإيفاء بالوعود والالتزام بالبرامج والتعهدات والإخلاص لمتطلبات العضوية وواجبات المسؤولية التاريخية والخضوع لارادة الشعب في أية مساءلة .
هذا ماهو متبع في دول ديموقراطية عريقة مستقرة ومن جانب أحزاب ومنظمات تستند الى الانتخابات الحرة والتخويل الشعبي وتعود الى الجمهور الواسع عبر الخلايا التنظيمية والقطاعات المهنية والطبقية والتجمعات والاجتماعات والمؤتمرات لتستمد منها شرعية الاستمرارية بعد تقديم الحساب بشفافية .
والوضع يختلف بدون شك في بلادنا وساحتنا الكردية السورية ليس بخصوص انعدام نظام ديموقراطي وكذلك الاستقرار وليس من جهة الافتقار الى الحزب السياسي الذي تتوفر فيه المواصفات المطلوبة ( الذاتية خصوصا من تنظيمية وبرامجية وقيادية ) فحسب بل لأن ساحتنا بخصوصيتها ومواصفات حركتها الوطنية التاريخية قد لفظت – السيستيم – الحزبي المتبع منذ عقود وتحديدا منذ هبة آذار الدفاعية عام ٢٠٠٤ بالقامشلي التي لم تتوفر فيها شروط تحولها الى انتفاضة قومية – وطنية بسبب عجز ( مجموع الأحزاب الكردية ) آنذاك وشكل ذلك التاريخ أي قبل خمسة عشر عاما يوم حكم التاريخ على فشل واخفاق السيستيم الحزبوي وضرورة البحث عن بديل .
عندما نبحث في أحوال ماهو قائم الآن وفي هذه اللحظة من أحزاب وتنظيمات كردية سورية وبحسب تقييمنا النقدي البناء فاننا نستمد مشروعيتنا كوطنيين مستقلين حريصين على قضايانا باحثين عن الحقيقة التي تكمن في عقد المؤتمر الكردي السوري الجامع كبديل ديموقراطي شرعي ونشكل الغالبية في مجتمعاتنا الكردية السورية بالداخل والخارج وصوت من لاصوت لهم نتبع الطريقة الموضوعية في التصدي الفكري والسياسي والثقافي لكل ماهو قائم في ساحتنا ( كأمر واقع ) لاغير من سلطات ومراكز وأحزاب تقودها أوأحزاب دائرة في فلكها أو مدعية معارضتها .
ماهو جديد اجتماع اللجنة المركزية لحزب – ب د ك – سوريا ؟
الأمر الوحيد المستجد – كما أرى – هو تحمل عناء الذهاب والإياب من البعض القليل من غير المقيمين باربيل مع مصاريف من ميزانية إقليم كردستان وبعض المظاهر الإعلامية التي غطتها قنوات حزبية أما القضايا المصيرية والمسائل التي تتعلق بحاضر ومستقبل الكرد السوريين فتم تسفيرها الى المؤتمر الحزبي القادم ( انشاءالله ؟! ) أو الاجتماع الآتي للجنة على أكثر تقدير والمسألة الإيجابية اليتيمة التي أثارها السيد السكرتير حول العودة الى الوطن فتم طيها .
لست استمد قراءتي لهذا الموضوع من سطور البيان المنشور بتاتا لأن البيانات لاتعكس دائما حقيقة الوضع بل من مادار بالاجتماع ومن وراء الكواليس فقد عجز المجتمعون في اجتماع لجنة مركزية هذا الحزب العاجز مثل غيره من الأحزاب كما ذكرنا آنفا عن معالجة مختلف جوانب الأزمة المتفاقمة في كردستان سوريا ( ولا نقول كل الأزمة السورية ) ولأن التاريخ قد حكم على السيستيم الحزبي الكردي السوري بانتهاء الدور فان العقلية – البائدة – التي تدير الأزمة ولاتعالجها لم تجد حلا لأية مسألة من المسائل التالية :
أولا – الانقسام والتشتت والتحارب بين أحزاب كل من جماعات ب ك ك والانكسي وتأثير ذلك السلبي على وحدة المجتمع والحركة الكردية السورية بشكل عام وعلى افراغ المناطق من السكان والإساءة لعلاقات الكرد مع المكونات الأخرى العربية والتركمانية والمسيحية وبالتالي إضاعة البوصلة في قضية وحدة الموقف الكردي من القضايا الوطنية وحتى من السقف الممكن لمطالب ومستحقات الرد السوريين .
ثانيا – المضي قدما في المساهمة بتعميق الاستقطاب الثنائي الحاصل وكأن قدر كرد سوريا سيبقى محصورا بين الثنائي أحزاب كل من ( جماعات ب ك ك و الأنكسي ) وتجاهل الدور الوطني الأساسي في قضايانا للمستقلين والمجتمع المدني والشباب والمرأة والتنصل من كل المبادرات الانقاذية والمشاريع الوطنية الحوارية المطروحة للاتحاد والخلاص وإعادة بناء الحركة .
ثالثا – كنت من الذين كانوا يعتقدون أن الهوة ستضيق بين حراك – بزاف – التوحيدي وسائر المبادرات المستقلة من جهة وبين ( ب ي د – س ) من الجهة الأخرى حول مسألة إعادة البناء والمؤتمر الوطني الكردي السوري الجامع ولكن كما يظهر يوما بعد يوم فان العقلية الحزبية البالية والبائدة تحول دون ذلك وأنه لم يعد هناك فرق يذكر حول الموقف من وحدة الكرد السوريين على أسس جديدة بين الفريقين الحزبيين الفاشلين ان بقيا متخاصمان أو تقاربا لافرق .
رابعا – من حق الكرد السوريين التوجه الى الأشقاء في كردستان العراق وخاصة الى من سيتولى الملف الكردي السوري بعد التغييرات الأخيرة ( الزعيم مسعود وبارزاني أو رئاسة الإقليم أوحكومة الإقليم ) لافرق من أجل توخي الحذر فيما ينقل اليهم من أصحاب المصالح الذاتية الضيقة حول الوضع الكردي السوري وأن يقفوا كعادتهم الموروثة منذ البارزاني الخالد مع نداءات الاتحاد وتنظيم المؤتمر الكردي السوري كخيار وحيد في الظروف الراهنة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 200 يوم على حرب غزة.. ماذا حققت إسرائيل وحماس؟


.. سمير جعجع لسكاي نيوز عربية: لم نتهم حزب الله بشأن مقتل باسكا




.. قطر: لا مبرر لإنهاء وجود مكتب حماس | #نيوز_بلس


.. بكين ترفض اتهامات ألمانية بالتجسس وتتهم برلين بمحاولة -تشويه




.. أطفال في غزة يستخدمون خط كهرباء معطل كأرجوحة