الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عبد المهدي بين المعارضة والمعارضة

باقر العراقي

2019 / 6 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


عبد المهدي بين المعارضة والمعارضة.
باقر العراقي
لم يكن النظام السياسي في العراق بعد ٢٠٠٣ إلا مجموعة أحزاب موالية للسلطة، تشكلت منها الحكومات المتعاقبة، وفق حصص محددة كان لحزب الدعوة منها رأس الحكومة، أما المعارضة السياسية فلم تكن الا برنامج سياسي طُرح في انتخابات ٢٠١٨، والمواطن العراقي يراه، كما رأى أهالي بغداد الطائرة لأول مرة فأنشدوا اهزوجتهم الشهيرة "متعجب خالق له أبعيرة".

استنكار المواطن البسيط واستغرابه من جدوى المعارضة، والوضع السياسي الجديد أمرا طبيعيا، فلو تمعنا في طبيعة المجتمع العراقي، نرى بأن الناس تقودها السياسة، وإن أظهرت غير ذلك، لأنها تتوافق تماما مع نظرية علي الوردي في ازدواجية الشخصية العراقية، وربما سيأتي يوم من الأيام، يجعل المواطن يصطف إلى جانب المعارضة، وان الكتل السياسية تتزاحم على حجز مقعد لها في خانة المعارضة السياسية، كما تتزاحم على المناصب هذه الايام.

التزاحم أو التكالب على المناصب كما أسماه ممثل المرجعية الدينية، أصبح مبتذلا جدا، وأصبح التداول بأسعاره داخل فنادق بغداد بل وفي أغلب محافظات البلد، بعد أن كان حكرا على جهة سياسية معينة، وداخل الغرف المغلقة في العواصم المجاورة.

طرح المعارضة السياسية البناءة هذه الايام لم يكن متأخرا كما يراه بعض الخصوم السياسيين، بل هو توقيت مثالي لتقويم حكومة عادل عبد المهدي الذي ربما سيندم مستقبلا على اختياره فريق الموالاة، والسبب عموما لأن حكومته هشة لم تستند الى كتلة اكبر، ولم يكن رأسها تابعا لحزب معين، فهذا التوقيت لا يُرعب الحكومة بالتلويح لاسقاطها، بل سيكون تقويمي وايجابي.

لكن المواطن العراقي يشك في هذه النوايا، فتارة يتهم المعارضة بعدم الحصول على المناصب، وتارة أخرى للانتقام من الحكومة واسقاطها، وكلا الخياريان هما من مهام واختصاص المعارضة السياسية في كل الدول الديمقراطية، فهدف الحزب السياسي هو الوصول للسلطة لغرض خدمة الناس، لذلك ليس غريبا على المواطن البسيط المحاصر بالسلبيات السياسية، أن لا يستوعب فكرة المعارضة، فأجداده لم يستوعبوا فكرة صنع طائرة وخالوها جملا له جناحين، يطير في السماء مما استدعى انتقادهم واستهزاءهم بهذا الشيء الغريب.

الغريب الذي يجب على الناس التفكير به مليا، ليس في المعارضة الدستورية، بل بمن يحصل على مكاسب ومناصب في الحكومة من الوزراء وحتى المدراء العامين، ويلوح بين الفينة والأخرى بالتظاهر ضدها، ويهدد بنزع رداءه السياسي منها واسقاطها، ولأتفه الأسباب ربما لتسمية مدير عام مثلا.

الرداء السياسي أو الوضع الحالي افرز تشكيل فريقين احدهما معارضة سياسية، واضحة المعالم هدفها تقويم الاعوجاج الحكومي، وقد نأت بنفسها تماما عن المكاسب والمناصب، والفريق الآخر هو الموالي للحكومة وقد أخذ أغلب مناصبها لكنه يلوح بين فترة وأخرى بأسقاطها، لذلك فأن المواطن البسيط يعيش وضع سياسي غريب لم يألفه سابقا، أما السيد عادل عبد المهدي فعليه أن يكيف وضعه السياسي بين جشع مواليه المعارضين، وقوة معارضيه الدستوريين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من هي نعمت شفيق؟ ولماذا اتهمت بتأجيج الأوضاع في الجامعات الأ


.. لماذا تحارب الدول التطبيق الأكثر فرفشة وشبابًا؟ | ببساطة مع




.. سهرات ومعارض ثقافية.. المدينة القديمة في طرابلس الليبية تعود


.. لبنان وإسرائيل.. نقطة اللاعودة؟ | #الظهيرة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف بنى تحتية لحزب الله جنوبي لبنا