الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مواقف تحوم حولها الشكوك

مرتضى عبد الحميد

2019 / 7 / 2
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



في عالم الموضة التي برع شبابنا في تقليدها، لأنهم محرومون من كل شيء تقريباً، الامر الذي يعتبر ميلاً طبيعياً للتعويض عن الحرمانات التي يعانون منها، ورغبتهم في مجاراة من حطت طيور الحظ في جنائنهم، وسبحت في بحورهم.
ويبدو ان عالم السياسة في العراق، بدأ يقلد الشباب في هذا الميدان، وتتجسد الموضة السياسية هذه الأيام، في السباق المحموم للانتقال الى المعارضة من قبل قوى سياسية آخذة بالازدياد وببيانات ثورية ولغة حماسية، حتى ليظن السامع او المراقب بأننا على أبواب مرحلة تاريخية جديدة، سننفض من خلالها غبار القرون، وتعيد إلى العراقيين كرامتهم المهدورة على مذبح المحاصصة والطائفية السياسية والفساد بتلاوينه وشعابه الموبوءة، وفي مطلق الأحوال فان ما يسمى بالمعارضة السياسية ليست جديدة وجرى التلويح بها مرات عديدة.
كان قصب السبق من نصيب كتلة برلمانية، أعلنت تبنيها خيار المعارضة وروجت له اعلامياً، ثم تبعتها بعض الأحزاب والمنظمات، واختارت لها أسماء براقة من قبيل "دستورية، بناءة، تقويمية ..الخ" وستنضم أخرى لهذه المعارضة الموعودة، التي تتفق على انتقاد الحكومة وتحميلها كامل المسؤولية في عدم انجاز برنامجها، وما أسفر عنه من تدهور في الأوضاع الاقتصادية والأمنية والخدمية مع تباين كبير في اهدافها ودوافعها.
رئيس الوزراء من جانبه لم يعترض على فكرة المعارضة السياسية، مؤكداً انها أمر صحي شرط التزامها بالثوابت الوطنية، من دون ان يحدد المقصود بهذا التعبير الفضفاض، وان حكومته أنجزت الكثير من المنهاج الوزاري بعد مرور أكثر من سبعة أشهر على تشكيلها!
اما الأحزاب المستفيدة من الحكومة الحالية، فقد انبرت الى انتقاد المعارضة والتقليل من شأنها، متهمين إياها بـ "الطمع في الوزارات او لإرضاء جمهورهم او للابتزاز السياسي، والدعاية الانتخابية المبكرة ايضاً".
ان هذه التبريرات بقضها وقضيضها متهافتة ولا تحظى بأي قدر من المصداقية، من وجهة نظر الذين يتحلون بفضيلة امتلاك الوعي السياسي والاجتماعي، ولو في ادنى درجاته، وبالتالي عدم القدرة على جرهم الى فخ الوعود المعسولة.
لقد شاركت جميع الأحزاب تقريبا في العملية السياسية بعد عام 2003، وتقاسمت الوزارات والمناصب العليا في الحكومة والبرلمان وما دونهما، وساهمت بهذا القدر او ذاك في صناعة الخراب والدمار الشاملين، وما حكاية المعارضة إلا محاولة للتهرب من الفشل الحكومي المتراكم، خاصة بعد تصاعد الاستياء والغضب الجماهيري القابل للانفجار، وبعد ان وصمت المرجعية أداء الكتل والأحزاب المتنفذة بأنه تكالب على اقتسام الغنائم، وإيغال في دروب الفساد، فضلا عن ان أرضية وجود معارضة حقيقية تستند الى برامج سياسية وديمقراطية فعلية غير متوفرة في العراق، بل العكس هو السائد في إدارة شؤون البلد، صغيرها وكبيرها. ولا ننسى الابتزاز والسعي للحصول على حصة أكبر من كعكة السلطة. كما لا ننسى ايضاً التأثيرات السلبية للتوتر والصراع بين المشروعين الأمريكي والإيراني على العراق وقواه السياسية.
وحتى لو خلصت النوايا، وتشكلت مثل هذه المعارضة، فستكون ضعيفة، غير قادرة على انجاز دور رقابي وتقويمي فاعل، وستكون عرضة الى الاختراق والمساومة، رغم ضرورة وجود معارضة سياسية حقيقية نفتقد إليها مع الأسف الشديد.
اتركوا المحاصصة والفساد، وتخلوا عن الدولة العميقة، سيصفو وجه العراق، ويحقق أبناؤه ما يصبون اليه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمطار غزيرة تضرب منطقة الخليج وتغرق الإمارات والبحرين وعمان


.. حمم ملتهبة وصواعق برق اخترقت سحبا سوداء.. شاهد لحظة ثوران بر




.. لبنان يشير إلى تورط الموساد في قتل محمد سرور المعاقب أميركيا


.. تركيا تعلن موافقة حماس على حل جناحها العسكري حال إقامة دولة




.. مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: بحث عضوية فلسطين الكاملة بالمجلس