الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قطر وإيران متشابهتان وإعلان تحالفهما التعاقدي ضرورة استراتيجية

أحمد سالم أعمر حداد
(Ameur Hadad Ahmed Salem)

2019 / 7 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


هكذا دون أية مقدمة أقول : ان حالة التوأم ظاهرة سياسية أيضا، وقد يحدث أن يتطابق الواقع السياسي لدولتين، ويحكم عليهما بنفس المستقبل، مما يجعلهما متشابهتان فعلا، على الرغم من اختلاف سماتهما الاقتصادية، الجيوسياسية، البشرية والثقافية، ومن هنا تنشأ الضرورة الاستراتيجية للتقارب، الحوار، ثم التحالف، وحالة قطر وايران أبرز حالة انية واقليمية ضمن ما أسميه التوأم السياسي. اذن ماهي الحوافز التي تفرض على ايران وقطر القفز الشجاع من حالة التقارب والحوار الى حالة التحالف Alliance المعلن كما تقتضيه ضرورات السياسة الخارجية الفعالة، وحيازة اعتراف القانون الدولي؟ وأقصد الضرورة الاستراتيجية الى اعلان حالة تحالف تعاقدية واضحة بين ايران وقطر، تسرع من جني ثمار التعاون الثنائي غير المعلن بالكامل.

قطر وايران، دولتان قويتان اقليميا ودوليا، ومحاصرتان بناءا على تقديرات خاطئة في محيطيهما اقليميا من نفس الدول، بزعامة السعودية، والامارات العربية المتحدة ومشاركة مصر والبحرين وبدعم دولي قوي من واشطن ترامب، التي تنظر لهما -ضمن تلك الحجة النمطية الجاهزة- على أساس انهما مصدر للإرهاب العالمي، وعزلهما في نظر دول الحصار والقوة الداعمة له، قد يؤدي للنصر على الارهاب العالمي المفترض. بمعنى أن الدولتان تواجهان نفس المعاكسة السياسية، اقليميا ودوليا التي تعيق نمو اقتصادهم ونفوذهما السياسي اقليميا ودوليا، واعلان تحالفهما رسميا قد يغير كثيرا من معادلة الصراع على النفوذ ويفيد في انهاء حالة الابتزاز الاقتصادي الذي تتعرض له دول العمق الاقليمي المحيطة، ويؤدي الى تغيير سياساتها ايجابها في اتجاه الخروج من معضلة الحماية الأمريكية وتحريك ماكينة المفاوضات على أسس جديدة بعيدة عن الاملاءات.

قطر وايران خرجتا بقوة نوعية و جديدة من الحصار الاقتصادي، ايران ماضية قدما، وبخطى واضحة الى أن تصير قوة نووية عالمية، وقطر خرجت من حصارها أكثر قوة، وفشلت كل الجهود المبذولة من دول الحصار وقوة المعاكسة لتصفير عائدات الاقتصاد الإيراني واضعاف الاقتصاد القطري. الحصار بالنسبة لإيران كان ايجابيا لتطوير برنامجها النووي، وقطر عكست جميع اجراءات الحصار الى مكاسب حقيقية.

قطر وايران تواجهان نفس الحرب الاقتصادية، الهادفة الى عزلهما اقليميا ودوليا، وبينما تستنزف واشنطن الدول التي تحاصرهما عبر الصفقات العسكرية غير الملحة، قطر وايران مطالبتان بتقديم نموذج اقتصادي اقليمي، يخفف من تضررهما من الحصار الاقتصادي، بالاستناد الى تجاربها التاريخية الناجحة في التعامل مع الحصار ألاقتصادي وبسرع من وتيرة الاعتراف بريادتهما الإقليمية كقوتين لتغيير موازين القوى .

صحيح أنه هناك فعلا، تقارب قطري – ايراني، وهناك حوار دائم تبخس من نتائجه طبيعته السرية، لكن وضعهما يفرض عليهما التنسيق عبر حلف رسمي تعاقدي معلن كضرورة استراتيجية لكن، لا بد من ادراك أن الاحلاف الدولية الرسمية تعتبر واحدة من سمات العلاقات الدولية قديما وحديثا، وقد اهتم القانون الدولي على اعتبار أنه قانون العلاقات الدولية، واشترط على اعتبار تميزها عن باقي التجمعات الدولية، أن تستند الى اتفاقيات دولية تمنح مضامينها السياسية والعسكرية الدقة والصفة القانونيتين الضروريتين، ولا شك أن اعلان معاهدة تحلف واضحة المعالم، وقوية المضامين بين ايران وقطر سوف يغير واقع توازن القوى اقليميا ودوليا، ويدفع محيطيهما على الأقل الى تحسين سياساتهم اتجاه البلدين وهي ضرورة إستراتيجية لأن لا يمكن الانتقال من حالة الصراع الى حالة التوازن بين القوى سوى في حالة التحالف الرسمي التعاقدي المعلن.
ان كل شروط نجاح أي حلف إقليمي ناجح ومؤثر، وفاعل دوليا متوفرة في الحالة الايرانية - القطرية الإستراتيجية لصالح كل دول وشعوب المنطقة، وأهم تلك الشروط اتفاق المصالح، وانسجام الاهداف ألإستراتيجية لا قطر ولا ايران بإمكانهما تحقيق الردع الايجابي لأعدائهما، وصد العدوان عليهما اقتصاديا وما يحمل في طياته من احتمالات العدوان ألعسكري التكنولوجي و الحضاري، بالاعتماد على قويتيهما الذاتية بشكل منفصل والممانعة المنفردة سوف تكون باهضة الثمن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟


.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على




.. شهداء جراء قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلة الجزار في مدينة غز


.. قوات الاحتلال تقتحم طولكرم ومخيم نور شمس بالضفة الغربية




.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية