الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التهجير الطائفي القسري...

قاسم علوان

2006 / 5 / 8
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


التهجير الطائفي ألقسري الجديد.. هل من حل...؟
قاسم علوان
تفاقمت وبشكل غير اعتيادي مشكلة (العوائل المهجرة) من والى بعض المحافظات العراقية الشمالية والجنوبية، على خلفية العنف الطائفي الذي عانينا منه مؤخرا على يد إسلاميين متشددين... ويخشى الجميع من أن يعتبر على ما يحصل الآن (حربا أهلية).. مجلس محافظة البصرة مثلا وقبل أكثر من ثلاثة أسابيع وفي اجتماعه الدوري الذي حضره صحفيون ومراسلو وكالات الأنباء أدرج على جدول أعماله فقرة (حل مشكلة العوائل المهجرة) لكننا لا نعلم ما هي طبيعة الحل الذي يمكن أن يضعه أو يقترحه المجلس... لكن المشكلة بوضعها القائم الآن تقرع ناقوس الخطر.. ليس فقط أمام الحكومة المقبلة وبوزاراتها التي ستوزع حقائبها على وفق المفردة البغيضة (المحاصصة...!) بل أمام المجتمع العراقي ككل، بجميع مكوناته وطوائفه وقياداتها السياسية.. التي استقبلت مشكلة التهجير ألقسري لحد الآن والذي يقع أمام ناظريها بدم بارد، ولم تعره أدنى اهتمام، ولو بقدر أقل من الاهتمام الذي تعيره الآن لـ (حفل) توزيع المناصب والحقائب الوزارية في الحكومة الجديدة المقبلة...!
المشكلة تتفاقم وليس في الأفق القريب أو حتى البعيد... ولا حتى بيد مجالس المحافظات التي يقع فيها التهجير ألقسري أي حل واقعي سوى توزيع الخيام وبعض المساعدات العينية وما الى ذلك من أشياء بسيطة منت بها بعض المنظمات الدولية الجاهزة لمد يد العون لجميع الحالات الطارئة في كل أنحاء العالم...! كما يمكن أن تمد يد العون لأولئك جهات محلية أخرى بذلك النوع من المساعدات الإنسانية، ويمكن أن تصل حتى الى توفير السكن المؤقت، مثلما بادرت جهات خيرية مختلفة.. لكن جميع أنواع المساعدات تلك تبقى مؤقتة وبعيدة عن صلب المشكلة...
كل هذا يحصل وليس لدينا حكومة قوية حالية أو حتى مقبلة تستطيع أن تمنع هذا النوع من التهجير ألقسري.. أو التهديد به، أو بالقتل في حالة الامتناع عن الرحيل.. الذي طال ويطال أعدادا كبيرة من المواطنين الآمنين في مناطق سكناهم الأصلية حيث مسقط رؤوسهم ورؤوس آبائهم..!! حتى في مدينة البصرة التي تعتبر بنظر بعض المسؤولين الحكوميين مدينة (آمنة) نوعا ما... فقد غادرها الكثير من أبناء الطوائف والأقليات الأخرى غير الشيعية تحديدا.. وسواء كان ذلك باتجاه المحافظات الوسطى أو الى خارج العراق بالنسبة للعائلات الميسورة... وعلى ما يبدو سوف يغادر الكثيرون ممن أرجأ هجرته لوقت آخر ربما بانتظار الحكومة الدائمة...!!
كما أن عدد العوائل الشيعية المهجرة والتي نزحت باتجاه أصولها القديمة في البصرة آخذ بالتزايد يوميا وبشكل ملحوظ، وهذا في جميع أنحاء المدينة.. ترى ما هي الحلول المفترضة لهذه المشكلة..؟ هل من الممكن توزيع قطع أراض لهؤلاء ليتمكنوا من بنائها ويستقروا فيها...؟ وهل تمتلك أغلبية تلك العوائل المنكوبة القدرة على البناء في الوقت الحاضر...؟ بالتأكيد من يمتلك القدرة على البناء حاليا يفضل الهجرة خارج البلاد أسلم وآمن...! أو هل يمكن مساعدة أولئك بمنحة مالية تمكنهم من دفع بدلات الإيجار بشكل مؤقت..؟ وهذا حل ممكن وواقعي، رغم أن ارتفاع بدلات الإيجار في المدينة هو دائما باتجاه تصاعدي لا يعرف التوقف..
أما من ناحية الخدمات الأخرى والتي يمكن توفيرها لأولئك المتضررين من مثل إجراءات نقل أولادهم الى مدارس أخرى بالقرب من سكنهم (الجديد) نقل وظائفهم بالنسبة للعمال والموظفين في دوائر الدولة، فهذه يمكن تجاوزها بالتغلب على بعض حواجز الروتين الحكومي في بعض دوائر الدولة، وإيجاد وظائف مشابهة أو مناظرة أو حتى قريبة من الاختصاصات التي كانوا يشغلونها في مناطقهم السكنية (الأصلية...!!!) التي ينتظرون العودة إليها في كل حين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة شرقي نابلس وتحاصر أحياء في مدينة را


.. قيادي في حماس: الوساطة القطرية نجحت بالإفراج عن 115 أسير من




.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام