الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلافة الترابطية بين التجارة والبيئة

احمد حسن عمر
(Dr.ahmed Hassan Omar)

2019 / 7 / 5
الادارة و الاقتصاد


العلافة الترابطية بين التجارة والبيئة
اعداد
الدكتور/ أحمد حسن عمر
أن القضايا البيئية فرضت نفسها بقوة على كافة المستويات الدولية والإقليمية والوطنية وفي جميع مختلف الأنشطة ، ولم تعد تلك القضايا تشكل هاجسا يهدد المستقبل وحسب ، بل أصبحت واقعا جسيما يهدد حياة الأجيال الحاضرة، وتأتي التوجهات الحثيثة للدول المتقدمة نحو تضمين الاعتبارات البيئية في نظم وسياسات التجارة الدولية.
وحيث أن التجارة الخارجية تلعب دورا هاما في اقتصاد الدول ولا تستطيع أى دوله العيش في عزلة اقتصادية كاملة عن العالم الخارجي وتنوعت أشكال تدخل الدولة مع تطور التبادل التجاري في إدارة علاقاتها التجارية الدولية بتبنيها لسياسات مختلفة من أجل تحقيق أهدافها التنموية إما بتقييدها أو بتطبيق نوع من الحرية تجاه تدفق السلع والخدمات عبر حدودها وفقا للظروف الاقتصادية التي تعيشها كل دولة، وقدرتها التنافسية في الأسواق الدولية وتوازن ميزان مدفوعاتها، ثم شهدت دول العالم تغيرا في الطبيعة حيث عقد مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة والتنمية في ريو دي جانيرو في البرازيل عام 1992. وفي نهاية المؤتمر اعتمد قادة دول العالم جدول أعمال القرن 21 وإعلان ريو بشأن البيئة والتنمية، وبدأ الاهتمام بقضايا التلوث البيئي والمؤشرات البيئية الدولية، ومن ثم بدأ الإهتمام بظواهر جديدة مثل الاحتباس الحراري، التنوع البيولوجي، تآكل طبقة الأوزون....الخ. وفي إطار العلاقة بين التجارة الخارجية والبيئة، حظيت الدول النامية باهتمام خاص، حيث تطالبها الدول المتقدمة بضرورة تبني سياسات بيئية ملائمة ورغبة منها كذلك في تحمل الدول النامية جزء من نفقة حماية البيئة الدولية على حساب تحقيق تنمية مستدامة ، كما تشدد مجموعة الدول الصناعية المتقدمة على منع نفاذ صادرات الدول النامية لأسواقها عن طريق استخدامها لأساليب حمائية خفية تحت مسمى الاشتراطات الصحية والبيئية والتى تعد بمثابة السياسات البيئية الدولية التي تجعل الدول النامية مكبلة بقيود المعايير الخاصة بالجودة البيئية على صادراتها في السلع الملوثة للبيئة، الأمر الذي يؤدي إلى إضعاف قدرنها التنافسية في الأسواق العالمية.

أما القضايا المطروحة عالميا حول التجارة والبيئة فتحمل في طياتها أهدافا ومقاصد نبيلة غير أن تباين الاهتمامات البيئة بين الدول النامية والمتقدمة واختلاف مراحل التطور الاقتصادي لكل منها يدعو الدول النامية إلى التشكك والتحفظ حول التوجهات المثارة ويدعوها إلى الانتباه لما ينطوي عليه طرح تلك القضايا من تحيز ملحوظ لغير صالحها وما يتوقع له من آثار لا يستهان بها على أوضاع التجارة والتنمية في تلك الدول .

علاقة التجارة بالبيئة
• إن اتجاهات حرية التجارة الدولية وما يتبعها من زيادة الاستهلاك تؤثر سلبا علي البيئة ، وعلى الجانب الأخر فأن حرية التجارة تعنى مزيد من الرفاهية وزيادة الدخل وتحقق الجودة تسمح بمعالجة أفضل وحماية للبيئة .

• تأثير وارتباط السياسات ا لبيئية للدول المختلفة علي بعضها البعض من خلال التجارة الدولية، وهناك ارتباط بين سياسات الدعم والضرائب والمعايير المنطقية تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر علي القدرة الإنتاجية ، ومن ثم علي المنافسة الدولية ، كما تؤثر بعض السياسات البيئية في فرض قيود علي الصادرات أو الواردات .

• تلعب السياسات التجارية الدولية دوراً هاماً في التعاون الدول متعدد الأطراف حيث أنها تحمل بطبيعتها مشاكل البيئة عبر الحدود .




أثر السياسة البيئية علي التجارة الدولية :
إن للاشتراطات البيئية تأثير واضح على الأهداف الاقتصادية للسياسات التجارية، فمن خلال الاشتراطات البيئية يمكن التأثير على التشغيل والعمالة فمن جهة يمكن لأسباب تتعلق بحماية البيئة أن لا تنفذ بعض الاستثمارات في مجالات محددة، أو قد توقف بعض المنشآت عن العمل، وسيكون لذلك تأثير سلبي على التشغيل والعمالة. ومن جهة أخرى يمكن من خلال الطلب المتزايد على المعدات والتجهيزات البيئية، أي على التكنولوجيا البيئية، أن تخلق فرصا جديدة في الصناعات التي تقوم بتقديم هذه السلع والمعدات والتجهيزات، كما إن تضمين التكاليف البيئية إلى جانب تكاليف عناصر الإنتاج قد يؤدي إلى حدوث تغير في طبيعة التخصص ومن ثم نمط الإنتاج والتجارة الدولية، خاصة إذا حدث هذا التضمين من طرف واحد في معادلة التبادل بين الدول.
وتعتبر العلاقة بين البيئة والتجارة علاقة تبادلية نظراً لارتباطهما ببعض وتأثير كلاهما على الآخر على النحو التالى:
 تعتبر التجارة الدولية أحد المكونت الرئيسية لعملية النمو الاقتصادي .
 تساعد التجارة الدولية علي استخدام الموارد الطبيعية والاقتصادية
 قد تؤدي التجارة الدولية إلي الاخلال بالتوازن البيئي
 تساهم التجارة الدولية فى تنمية حجم الثروة وفي الرفاهية الاقتصادية وتؤثر ايجابياً في البيئة
 تمثل السياسات البيئية واشتراطاتها عوائق أمام التجارة الدولية.
 تستخدم السياسات البيئية كأداة من أدوات الحماية التجارية

ومع تطور التشريعات البيئية يتضح تاثيرها على التجارة الدولية إيجابيا وسلبا وفقا لمدى التزام تلك التشريعات بالمعايير والمقاييس البيئية التي يتطلبها تشريعات الدول المستوردة ، حيث تنظر الدولة المصدرة إلي تشريعات الدولة المستوردة علي أنها قيود علي حرية التجارة ، أما الدولة المستوردة فتنظر لها علي أساس حماية بيئتها، وهذا الجدل جعل تأثير السياسة البيئية يؤدي إلي اختلال مبدأ العدالة في المنافسة الدولية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بركان ثائر في القطب الجنوبي ينفث 80 غراما من الذهب يوميا


.. كل يوم - د. مدحت العدل: مصر مصنع لاينتهي إنتاجه من المواهب و




.. موجز أخبار السابعة مساءً- اقتصادية قناة السويس تشهد مراسم اف


.. موازنة 2024/25.. تمهد لانطلاقة قوية للاقتصاد المصرى




.. أسعار الذهب اليوم تعاود الانخفاض وعيار 21 يسجل 3110