الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرحلة المبكرة من حياة حكمت سليمان وبعض ملامح شخصيته وثقافته

سعد سوسه

2019 / 7 / 6
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


اعداد د . سعد سوسه .
أن حكمت سليمان، ينتمي الى اسرة من المماليك الكولمند " وجمعها كوله : كلمة تركية تعني : اولئك العبيد سواء ً اكانوا سودا ً ام بيضا ً الذين ينحدرون من اصل شركسي "، ان جده الحاج طالب اغا " كلمة تركية الاصل تعني السيد او الموظف من الدرجة الوسطى قد يكون عسكريا ً او مدنيا ً في بيت عظيم الشأن " ، الكهية " اصطلاح فارسي مركب بمعنى صاحب الدار ، وقد تخفف الى كاهية ، وكخيا ، وكتخذدا ، ويراد به وظائف متعددة ومتنوعة اهمها ، مساعد الوالي ، ومعاونه ومدير مكتبه الخاص لمختلف الشؤون الادارية والعسكرية والمالية فهو بمثابة الوزير المالي" كرجي " نسبة الى كرجستان الاسم القديم لجمهورية جورجيا الحالية ، استولت عليها روسيا القيصرية سنة 1801 ، ومنها كان مماليك بغداد الذين عرفوا باسم الكولمند ، أي الاسراء والمماليك ، الاصل ، وان والده كان ، قسا ً مسيحيا ً ، كما تشير مصادر أخرى الى ان أسرته ، متحدرّة من ، أصل مملوكي [ كولمند ، وتؤكد الأمر نفسه ، مجموعة ثالثة من المصادر العربية والغربية ، اذ تذكر ، ان جده هو ، سليل أسرة من المماليك الكرج، المعروفة ، بجمال سكانها ، وشدة مراسهم ، وقوة شكيمتهم ، وان أصل الأسرة من ، قرية ( آجق باش ) أي ذوي الرؤوس المكشوفة ، ، القفقاسية ، المسيحية من اذربيجان وارمينيا تتألف قفقاسيا ، ، وقد اختطف الجد طفلا ً ، عندما كان ، يلعب ومعه داود باشا اخر حاكم مملوكي لبغداد ، تولى ولاية بغداد ولمدة اربعة عشر عاما ً ( 1816 – 1831 ) اتصف بالذكاء والشجاعة وكان مولعا ً بالعلوم والاداب ، فدرس ادب اللغة العربية والتركية والفارسية وعلوم الرياضيات والفقه الاسلامي ، واظهر حذقه في الامور السياسية والادارية ، تطلع للاستقلال عن اسطنبول لكنه فشل فارسل مخفورا ً الى الباب العالي الذي نال عفوه ، تبوء فيما بعد منصب مشيخة الحرم النبوي الشريف والتي انهى بها حياته في سنة 1850 ، ودفن في البقيع ، ومن غريب الصدف ان رفيقه في الاسر طالب اصبح كهية مساعدا ً له ، فيمن كان يختطف من الصبيان ، وبيع في سوق الرقيق ، فأشتراه الوالي ، سليمان باشا الكبير ، ( 1780 – 1802 ) والي بغداد ، ( 1780 – 1802 ) وهو كبقية المماليك من اصل جورجي ، ترقى عدة مناصب قبل ان يصبح واليا ً على بغداد ، حاول ان يستفيد من التطورات الخارجية في تدعيم سياسته تجاه العشائر العراقية الثائرة ضد الحكم العثماني فجيء به الى بغداد وتولى تربيته وسماه ( طالبا ً ) فنشأ مسلما ً ، وهذا ما يرجحه الباحث ، والأمر الذي يؤيد صحة الرواية الأخيرة ، هو ما ذهب اليه كل من، سليمان فائق ، ومير بصري ، فعندما كتب الاول ترجمة لحياة والده ، اكتفى بذكر اسمه فقط ،( الحاج طالب اغا ) ، ولم يعطِ معلومات أخرى عنه ، وهذا خلاف ، ما يذكره المترجمون لحياة الأشخاص وهو امرُ، لا يغفل عنه مؤرخ متنور مثل، سليمان فائق، والمعتقد انه اهملها لاعتبارات اجتماعية ، وفي رواية له ذهب مير بصري الى القول نقلا ً، عن ، خالد سليمان ، ( شقيق حكمت سليمان ) ، بأن والده ( سليمان فائق ) عندما كان يؤدي الشهادة امام القاضي سأله ، عن اسمه واسم ابيه ، ثم سأله عن جده فقال ، ( وما أدراني ، لقد كان كافرا ً ( كاور ) ) .
نشأ وتربى الحاج طالب ، في بغداد بمعية سيده ، سليمان باشا الكبير ، الذي كان واليا ً على بغداد ، فتعلم القراءة والكتابة وتقلد مناصب عدة ، منها ، (ايج جوقدار ) كلمة تركية تعني : منصبا ً من مناصب السراي في خدمة الوالي ، و( مهردار ) مهردار : كلمة تركية تعني حامل خاتم الوالي ، ثم انتخب مأمورا ً، على المفاتيح وخاتم الوزير ، وكان هذا المنصب، يعد من المناصب، المهمة في ذلك العصر ، ثم وظيفة ( الخزنة دار ) الخزنة دار : هو مدير الخزينة او المالية وفي بعض الاحيان يقوم بحفظ اموال الاغنياء والمودوعات الثمينة وفي عهد الوالي داود باشا ( 1816 – 1831 ) ، تقلد الحاج طالب منصب، الكتخدا ، وهو ارفع منصب وصل اليه، وفي عام 1822 م ، انيطت به قيادة الجيش الذي ارسله الوالي داود باشا ، لمحاربة الإيرانيين على الحدود ، وقد بذل جهودا ً جبارة لاعادة تنظيم تلك القوة وتهيئتها للحرب ، مما اوجب تقدير وشكر الوالي له ، وفي عام 1831 ، توفي الحاج طالب بعد ، إصابته بمرض الطاعون ، عن عمر تجاوز الخمسين عاما ً، بعد ان ترك بعض الأعمال العمرانية شيّـد مسجدا ً صغيرا ً في محلة جديد حسن باشا خلف متصرفية لواء بغداد القديمة ، جدد عمارته حفيده حكمت سليمان سنة 1956 ، واتخذ من الطابق الثاني الذي اضافه للمسجد مجلس استقبال يستقبل فيه ، ايام خلوه من الوظائف بعض اصحابه، وقد دفن في هذا المسجد ، بالاضافة الى طالب ، ولده سليمان فائق وحفيده مراد ، الا ان تلك القبور اندرست بعد تغيير عمارة المسجد ، كما شيد الحاج طالب جسرا ً في ناحية ( مهروز ) ناحية كنعان حاليا ً على طريق بعقوبة – مندلي في محافظة ديالى حاليا ً ، ، واثنين من الأولاد ، هما محمد بك ، والمؤرخ والإداري سليمان فائق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمطار غزيرة تضرب منطقة الخليج وتغرق الإمارات والبحرين وعمان


.. حمم ملتهبة وصواعق برق اخترقت سحبا سوداء.. شاهد لحظة ثوران بر




.. لبنان يشير إلى تورط الموساد في قتل محمد سرور المعاقب أميركيا


.. تركيا تعلن موافقة حماس على حل جناحها العسكري حال إقامة دولة




.. مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: بحث عضوية فلسطين الكاملة بالمجلس