الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المفاعل النووي الإيراني والحشود الأمريكية

عبد الحسين العطواني

2019 / 7 / 7
مواضيع وابحاث سياسية



يتواصل اهتمام الصحف العربية والعالمية بالتصعيد الأخير بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران وإرسال الأولى المزيد من التعزيزات العسكرية إلى منطقة الخليج أحدثها حاملة الطائرات , بسبب الخلاف الذي تفاقم منذ انسحاب الرئيس الأمريكي ترامب في 2018 من الاتفاق النووي الإيراني المبرم في فينا عام 2015 , فعند استعراض بسيط إلى خلفية هذا المفاعل , فأن إيران استمرت باستيراد التقنيات وإجراء الأبحاث في المجال النووي خلال مرحلة حكم الرئيس السابق محمد خاتمي , فهاجس الإيرانيين بامتلاك الذرة يعود إلى ما قبل الثورة وفي عهد الشاه محمد رضا بهلوي بدأ بناء محطة بوشهر النووية عام 1974 بمساعدة ألمانيا الغربية , لقد عمل خاتمي على تطوير البرنامج النووي بهدوء ودون أن يقحم إيران في سياسات تناحريه مع الغرب ومحيطها الإقليمي , وليس كما تصرف للعراق في زمن النظام السابق حين أعلن عن مفاعله النووي, ولاحقا عندما اتى احمدي نجاد إلى الحكم فقد عمل وفقا لقاعدة التعويض عن الوقت الذي أضاعه خاتمي في حواره الحضاري , وقد وعى نجاد أن انبعاث الصحوة الإيرانية وتمديدها إنما يتطلب إعادة تكوير الشعور القومي والمفاخرة بانجازات إيران النووية من جهة , ثم استمالة العامة أي القاعدة الشعبية الثورية الإيرانية من جهة أخرى , فالوعود تلقى صداها في مجتمع كالمجتمع الإيراني الذي تراجع في الدخل السنوي مقارنة بما كان قبل الثورة , وتقلصت فرص العمل مع ارتفاع معدل البطالة عام 2003 .
لقد آل التطور الذي شهده قطاع تخصيب اليورانيوم في إيران وحاجة هذا البلد إلى إدخاله في تنمية القدرات والأبحاث العلمية , ثم ارتفاع حجم التحدي ووقوف إيران وراء حق التخصيب , أدى كل ذلك إلى تحول الملف النووي إلى قضية سيادية يصعب على القيادة الإيرانية التفريط بها , وذلك لان التنازل عن هذا الحق سيقف حائلا دون استرداده في المستقبل .
فمن الصعب على إيران التخلي عن مبدأ التعاطي معها كدولة إقليمية كبرى شأنها في ذلك شأن الهند , والباكستان , وبالتالي لاتستطيع التفريط في حقها في التخصيب إذا لم تقايضه بشرق أوسط خال من السلاح النووي وبدور إقليمي يزيد من نفوذها ولا يقلصه .ثم بطرحها لشعارات شرق أوسطية وإسلامية تحريرية .
إيران تتعامل مع الموضوع بشكل مزدوج , وان لم تكن هنا ك أمكانية للفصل بين المرجعية الحكومية وبين المرجعية الدينية , إلا انه يجوز العودة إلى الضوابط واللغة الدينية من خلال تدخل مرشد الثورة الإسلامية السيد علي خامئني وتحذيره من مبدأ التفاوض والصفقة مع أمريكا وقد كان لتحذيره من التنازل أخذت صدى مدويا .
وتحذيرات الرئيس الأمريكي ترامب الأخيرة على خلفية إسقاط طهران لطائرة أمريكية مسيرة وتوقيعه بتشديد العقوبات الاقتصادية على إيران لتشمل قطاعات النفط , والبتروكيمياويات , والتعاملات المالية بضمتها حسابات المرشد الأعلى للثورة وبعض المسؤولين في الدولة لإجبار إيران على الرضوخ ومن ثم بحث ملفها النووي , مشيرا ( بان الولايات المتحدة لا تسعى إلى النزاع مع إيران , لكن هذا لا يعني أنها ستبقى كذلك إلى المستقبل) , أي أن العمل العسكري مازال مطروحا .
فالأمريكيين مازالوا ينتهجون سياسة الحرب الرقابية أو الاستبا قية , وإذا كانت إيران تسعى إلى صنع قنبلة ذرية – الأمر الذي تنكره بشدة – فسيكون ذلك لدعم قدراتها الردعية فقط , وهي لا يمكن أن تستخدم مثل هذا السلاح من دون أن تعرض نفسها للإبادة من قبل الولايات المتحد وإسرائيل اللتين تملكان ترسانة نووية أقوى من التي يمكن لإيران صنعها , لقد أسهمت الأسلحة النووية في إقامة الاستقرار بين الغرب والاتحاد السوفيتي سابقا , وبين الهند والباكستان , فهل يمكن آن تؤدي النتيجة ذاتها بين إيران وإسرائيل ؟ وهل ستكون القنبلة النووية الإيرانية فعلا كارثة ؟ , لقد اثبت التاريخ أن توازن القوى يؤدي إلى السلام , في حين أن اختلال هذا التوازن يؤدي إلى الحروب باعتبار أن الطرف الأقوى سيسعى إلى فرض إرادته .
وكلما تصاعدت حدة التوترات والتهديدات الأمريكية والإسرائيلية ضد إيران , كلما ردت إيران بقوة وحزم وتظاهرت بالاقتدار, دون أن تتضح خفايا ما تؤول أليه هذه المواجهات الاستفزازية , وكيف سيكون تأثيرها على دول المحيط الإقليمي لاسيما بعض الدول الخليجية المؤيدة والداعمة لقيا م الحرب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ساعدت كوريا الشمالية إيران بهجومها الأخير على إسرائيل؟ |


.. مسلسل يكشف كيفية تورط شاب إسباني في اعتداءات قطارات مدريد في




.. واشنطن تؤكد إرسال صواريخ -أتاكمس- بعيدة المدى لأوكرانيا


.. ماكرون يدعو إلى أوروبا مستقلة أمنيا ودبلوماسيا




.. من غزة| 6 أيام في حصار الشفاء