الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرب النفوذ الخفية

عبدالله عطية

2019 / 7 / 9
الارهاب, الحرب والسلام


تدور اليوم حرب خفية اخرى في العراق، لا يعرف عنها العالم الخارجي، انها حرب ضحايها غالباً مجهولي الهوية، ومنفذيها اشخاص مقبولون اجتماعياً، حيث في كل شارع تجاري وكل حي سكني و بلدة ومحافظة وحتى العراق بطوله وعرضه، تدور هذه الحرب حول قضايا في الاغلب اقتصادية، فكل جماعه مسلحة لها منطقة نفوذ واسعة عن طريق شبكة مخفية وهرمية من الافراد تتوزع مهامهم من المخربين ( المشكلجية) الى المفاوضين (طبباة خير) الى الجباة( يلمون المالات)، يعملون سوياً من اجل فرض النفوذ، بطبيعة الحال المواطن الفقير في هذه الحالة يقف امام خياران لا غير في هذه الحالة، اما تدمير مصدر رزقه ورزق عائلته او دفع المقسوم لتجنب الخسارة، لذا اغلب المواطنين راضخين لهذه المعادلة في ظل غياب القانون وانفلات السلاح في الشارع.

كل جامعه من هؤلاء حينما تسيطر على مكان تبدأ بفرض الاتاوات على اصحاب المصالح بالمقابل حمايتها، لكن يتبادر السؤال للقارىء ممن تحميها؟ الامر بسيط جداً تحميها من نفسها، الا هذا اسلوب عملها الذي يجبر صاحب المصلحة على الرضوخ والقبول بشروطها الا الخسارة وترك المصلحة، وهي كالتالي في حال رفض صاح محل تجاري ما دفع المبلغ، يأتي جماعة من المشكلجية اما للسطو على المحل او التهديد او الاعتداء، حسب مزاجهم وقدر ايمانهم، وتكرر الحالة حتى يصل صاحب المحل الى حالة الاستسلام، ومن ثم يطلب المساعدة وهذا بعد اليأس من تطبيق القانون وعدم قدرة او تدخل القوات الحكومية على تقديم الحماية، فيضطر بعدها صاحب المصلحة الى اللجوء الى طبباة الخير كما يحبون ان يسموا انفسهم من اجل حل هذه المعظلة وبالتالي يتم التفاوض، على مبلغ شهري او اسبوعي حسب نظام العمل المعمول به لدى الجماعات، اما دور الجباة فهو مثل اي جابي اخر يتنقل داخل نطاق النفوذ ويجمع هذه الاتاوة بطريقة طبيعية من دون اثارة الشبه او الشك.
هذا الموضوع موجود بشكل علاني وظاهر في بغداد، والناس تعرف به وتنكره خوفاً على مصادر ارزاقها او على عوائلها من القتل والتهديد، وربما حتى القوات الامنية تعرف به وترفض الاعتراف به خوفاً من الملامة واتهامها بالتقصير، الا ان هذه الجماعات لها ايضاً نفوذها داخل القوات الامنية وقوى الامن الدخلي، وهذا لا يتعلق فقط في الاسواق ومحال الملابس، بل وصل الحد الى المساجد والحسينيات وحتى بيوت الدعارة والنوادي الليلية، فهذه الجماعات حينما يتعلق الامر بالمال والنفوذ تكشر عن انيابها وتستنفر كل اعضائها فقط من اجل الحفاظ على ما تملك.

انا هنا اسأل كل الجهات المعنية عن هذا الموضوع، ماذا تعرف عنه؟ لماذا لا تعالجه؟ من يديره؟ من يتستر على هذه الجماعات؟ كيف هيمنت هذه الجماعات على هذا العالم السري؟ متى شكلته؟ ومن اين بدأ الدعم؟ هل المواطن يلجأ للقانون ام لهذه الجماعات؟ والاهم من يحمي المواطن؟ والالاف الالاف من هذه الاسئلة تطرح نفسها كواقع حال امام الجهات الحكومية، ونحن ننتظر الاجابة، وننتظر الحل اكثر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ألمانيا والفلسطينين.. هل تؤدي المساعدات وفرص العمل لتحسين ال


.. فهودي قرر ما ياكل لعند ما يجيه ا?سد التيك توك ????




.. سيلايا.. أخطر مدينة في المكسيك ومسرح لحرب دامية تشنها العصاب


.. محمد جوهر: عندما يتلاقى الفن والعمارة في وصف الإسكندرية




.. الجيش الإسرائيلي يقول إنه بدأ تنفيذ -عملية هجومية- على جنوب