الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلما زاد الأيمان بالدين نقص استهلاك الدماغ من الطاقة

كريم الزكي

2019 / 7 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كلما زاد الأيمان بالدين نقص استهلاك الدماغ من الطاقة
ظهرت الحاجة الى الأيمان بالخوارق منذ غابر الزمن وتعود الى أن حياة الإنسان العاقل مرت بمرحلة زمنية طويلة جداَ عرفت بمرحلة الجنة , وقبل بضعة ملايين من السنين عندما كان اسلافنا البعيدون الذين عاشوا في أفريقيا في ظروف فردوسية مثالية ومن هذا المنطق وجد مفهوم الجنة عند جميع الأديان والطرد من الجنة , هذا كله جرى على تلك البقعة من الأرض التي هي الآن , الصومال وكينيا ومنطقة بحيرات توركانا . أي عموماً تلك الأماكن حيث تكونْ بشر المراحل التالية, في هذه الأماكن كانت توجد مسطحات مائية ضخمة فيها كثير من الأسماك والتي من السهل اصطيادها , ومن الطبيعي ان وفرة السمك اجتذبت الطيور وهي ايضاً كانت مصدراً للغذاء, كان المناخ الرطب يضمن محصولاً جيداً وسهلاً من الفواكه أيضا أي كان ذلك مكاناً فردوسياً فعلاً .
كثيرٌ من الغذاء الغني بالبروتين ومناخٌ ملائم , لذلك لم يمارس اسلافنا البعيدين على مدى ملايين السنين أي عمل سوى الأكل والشرب والتكاثر. ( ولا هم ولا غم بالمطلق ) تلكم كانت الجنة اذاً التي نسمع عنها .
وعموماً على هذا النحو تحديداً نجد الجنة عند جميع الديانات , وبفضل ظروف الحياة هذه صارت أسنان البشر مثل ما هي اليوم , فقبل اربعة ونصف المليون سنة كانت اسنان اسلافنا والتي توجد رفاتها في المناطق المذكورة أعلاه , تشبه تركيب أسنانا , آنذاك لم يكن لها أنياب . وكان البشر يعاني من نخر الأسنان مثل ما نعاني اليوم ,وهذا يدل على أن طعامهم كان طرياً لينناً لا حاجة لتمزيقه بواسطة الأنياب , أو لاستخراجه من الأرض أي انهم كانوا يحصلون على الطعام بكل يسر وسهولة ( طبعاً أكل وشرب ونوم وتكاثر) هذه هي الحقيقة حسب الكشف الآثاري وحسب المعطيات التحليلية العلمية .
وبهذا تطور الإنسان في البيئة الاجتماعية وبدأ ينشأ منظومة اجتماعية صغير وبهذا التطور الذي صنعه الإنسان لا كمحض تطور بيولوجي , أي أن حاجة البشر لبعضهم هي التي خلقت هذا التطور في حياة اسلافنا , وبدأت عملية الاصطفاء الداخلي أي تكوين ( العائلة) أو ما يسمى بالاصطفاء الاصطناعي .
وذلك عندما يقوم اعضاء الجماعة باختيار بعهم بعضاً , بحسب مؤشرات ما من شأنها أن تعزز قدرتهم على البقاء , عندئذ انتقلت العلاقات الاجتماعية الى موقع الصدارة وفي هذا السياق تبرز مسألة الهيمنة أو السيادة داخل الجماعة , حيث كانت الهيمنة عند أسلافنا للأقوى وللذي يستأثر بخيرة الإناث . وفيما بعد أصبحت الهيمنة لمن يبتدع منظومة قواعد للتعايش . والتي يؤمن بها ويتقبلها باقي المجموعات من البشر . وهكذا ظهرت عند اسلافنا الطقوس . وفنون السحر والتي أدت الى ظهور الدين كنظام خضوع والمهيمن الرئيسي, والذي ينسب لنفسه قدرات خارقة وهبتها له الأرواح أو الآله , أو ماشابة _ والنظرية العلمية تقول
(( كلما زاد الأيمان بالدين نقص استهلاك الدماغ من الطاقة ))
مثال على ذلك في احدى الجزر لاحظ العلماء أن القردة أخذت تغسل الموز قبل أكله علماً ان الموز مغطى بقشر واقي ولا يحتاج الى غسل وهذا يعتبر شئ غريب , ونعتبره طقس من الطقوس الذي لا معنى له لأنه عمليا الموز يحتاج فقط الى تقشير ! . وهذه القردة كانت جميعاً تقوم بذلك مقلدة بعضها بعضا , وتلك القردة كانت جماعة كبيرة , وهو دليل على أن هذه الطقوس كانت تجمعهم في شئ معين , وهو غسل الموز , وهذا يحدث عند البشر أيضاً , مثل تقليد بعضهم , وحتى بعض البشر لإبراز ايمانه بشئ معين حتى يطر الى تعذيب نفسه وممارسة الطقوس البشعة بحق نفسه للدلالة على ايمانه بذلك الشئ مثل التطبير واللطم وجلد الذات والى ما ذلك من الأمور الأيمانية , لأن هذه الأشياء التي يقوم بها هؤلاء البشر لم يجهدوا أنفسهم بالتفكير أو التعلم لمعرفة ماهو أفضل لهم في الحياة وهذا النوع من البشر يؤمنون بمسلمات ما دون عناء البحث .
وهي نوع من المخدرات الداخلية والمتوفرة في المخ والتي يفرزها الدماغ في حالة عدم ارهاقه في التفكير أو التعب أي ان الإنسان المؤمن بالغيبيات لم يجهد دماغه في التفكير ولذلك دماغه يقوم بإفراز هذا المخدر أو الأفيون ولذلك نجد هؤلاء البشر هم مخدرين بدون مخدر خارجي ,, وهذا ما تحدث عنه كارل ماركس بالأفيون (الدين) فجميع المؤمنين الذين يؤمنون بمسلمات ما دون عناء البحث عنها , ويمكن تصنيفهم كمدمنين على المخدرات الداخلية هذه الذي يوفرها الدماغ ذاته . وكلما زاد عدد القواعد والشروط الدينية الإيمانية والعملية البسيطة التي ينفذها الإنسان قل أجهاد الدماغ وقل اجهاد جسمه أزداد تلقيه المخدر داخلي المنشئ .
ومن المعروف يختلف الدماغ عند البشر من حيث التركيب والمعطيات ولذلك نجد عند الكثير من البشر رفضهم لفكرة الدين والغيبيات . والمنظومة الدينية تحاصر الموهوبين والمفكرين والمبدعين الذين ينتهكون كهونيتها وقداستها لهذه الديانة. فهذه المهمة (المحاصرة)الأولى لهذه الديانة أو تلك .. ومهم المنظمة الدينية هو جعل جميع الناس يفكرون بشيْ معين ولا يسمحون لهم بأي تفكير خارج مفهومهم للحياة .. ومعلوم أن معظم المبدعين و المفكرين والعلماء الذين قدموا خدمات جليلة للبشرية اتهموا بالزندقة والكفر ... ولأتسمح المنظومة الدينية أن يخرج أحد عن أطار التفكير خارج منظومتهم .. وجميع الأديان تقريباً عندها شيئين فقط هي الجحيم والجنة , وهذا كله موجود في بنية الدماغ البشري الذي في تصوراته موجود الجحيم والجنة وهذا سببه الأساسي من ماضي البشرية السحيق الذي ذكرناه .. (( بمعنى أنه فعلاً كان البشر يعيش في الجنة والتي بفضل الأبحاث واكتشافات التاريخ السحيق لأسلافنا والتي تم الكشف عنها فعلياً كما ذكرنا ..))
أن كل المؤمنين بكل الأيدلوجيات والأديان وبدون أن يجهدوا أنفسهم بالتفكير . وهم مستعدين لتقليد الآخرين هم من النوع الذي لا يفكر ويعيش حياة مخدرة بفعل الانغماس الوهمي بالشيْ المؤمن به




وأليكم الدليل العلمي الذي يصبح بمقدور الإنسان أن يتحكم بدماغه ونفسه

( الدببة البيضاء تعامل بقسوة قبل استخدامها في عروض السيرك )
حيث يتم بطريقة جراحية وضع كبسولة معدنية تحتوي على نتروجين سائل في اللوزة الدماغية لهذا الحيوان فتحترق هذه اللوزرة ويصبح الدب هادئاً وديعاً
اما في حال العكس يهاجم المروض ويبدي عدوانية شرسة
(( وتم اقتراح . أن تضع العروس وزوجها عشية حفل الزفاف مثل هذه الكبسولة لكي يكونا وديعين وعلاقاتهم طيبة !!!!!!!!!!!!! أو نضع كبداية في رأس كل رؤساء الأحزاب وقادة الدول مثل هذه الكبسولة لكي يكونوا لطفاء وظريفين وليسوا عدائيين ))
المهم هو اقتراح أن نصنع جهاز للتصوير المقطعي توموكراف خاص فائق الدقة يتصف بالقدرة الضرورية على المسح بمقدار ميكرون على ميكرون وبهذا الغرض تتوفر جميع الأسس العلمية , ومثل هذا الجهاز يتيح القيام بما لا يمكن القيام به الآن إلا على أدمغة الموتى
وهذا الجهاز يتيح اجراء ابحاث على الأحياء من البشر كي يكون بوسعنا مساعدة الناس في الكشف عن قدراتهم ومواهبهم الكامنة بعملية الفرز الدماغي ( اصطفاء الأدمغة)
أذا كان الشخص قادراً أن يكون مصوراً من الطراز الرفيع سنرى في دماغه حقولاً معينة مسئولة عن ذلك أو بالعكس سنرى الحقول المسئولة عن التفكير متطورة عنده وهو نفسه يتعامل تعاملا جيداً مع المال وبهذا يجب ان نعطيه الفرصة بإدارة شئون المال في كافة الاتجاهات وهلم مجرى بحيث يكون لدينا بشر عاملين وعلماء في كافة المجالات ( وهذا ليس علم تحسين النسل بل هو علم التشكل )عندما نبحث خصوصيات الإنسان سيكون لدينا أناس ذوي خصائص دماغية معينة ومن هذا سنحصل عل ناس قادرين على الإبداع في مجال مواهبهم الفطرية ( وسنبدأ باكتشاف العباقرة) ونستطيع صنع جهاز متطور توموكراف عالي الدقة قادراً على المسح ليقوم بانتقاء العباقرة الموجودين بيننا . وبهذا سنجد كثيراً من الناس سيبتعدون عن التدين من حيث أن كل واحد من الناس سينشغل بإبداعاته وسيحصل على السعادة أو الأفيون (الأفيون الداخلي الذي يصنعه المخ والمقصود هنا بالسعادة) مجازاً ليس من الدين بل من إبداعه الشخصي . وإلى حد ما سيكون ذلك نهاية الدين
كثيرا من البشر يبحثون عن الإبداع ولا يجدونه حيث يلجئون الى التشدد أو الدين لتلبية رغباتهم الشخصية
والسعادة تكمن في قدرة الإنسان على تحقيق ذاته ككائن أبداعي لذلك لو تحقق الفرز الدماغي لن يكون الإنسان بحاجة الى من يراقبه أو يحكمه حاكم أو سلطان أو دكتاتور او قيصر

الموضوع كتب وبتصرف على هدى أفكار وحديث البروفيسور سيرغي ساسفيلييف
على قناة RT رئيس مركز البحوث الدماغية في موسكو

كريم الزكي
25-1-2019








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت


.. #shorts - Baqarah-53




.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن


.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص




.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح